يصادف اليوم، 16 ديسمبر (كانون الأول)، ذكرى ميلاد الروائية البريطانية جين أوستن عام 1775، التي تُعد من مؤسسي فن الرواية باللغة الإنجليزية.

يرى عدد من النقاد أن جين أوستن تمثل مرحلة مميزة من فن الرواية البريطانية في القرن الثامن عشر، بفضل تميزها عن سابقيها في العناية بالشكل، والاهتمام بالمضمون، وتركيزها على القضايا الأخلاقية.

تجربة حب واحدة 

ولدت أوستن في بلدة ستيفنتن الصغيرة، حيث وفر لها والدها، بحكم عمله ومكانته الاجتماعية، فرصة الاختلاط بطبقة راقية من المجتمع، ما أتاح لها التعرف على أنماط متعددة من الشخصيات الإنسانية. كان والدها هو الأكثر تأثيراً في حياتها.

عاشت أوستن 25 سنة في بلدتها، قبل أن تنتقل مع أسرتها إلى بلدة باث السياحية بعد تقاعد والدها. وبعد وفاته، تنقلت بين عدة مدن حتى استقرت في تشوتن، مع زيارات مستمرة إلى لندن. عاشت تجربة حب واحدة لم تكلل بالزواج.

وفي عام 1816، استقرت في وينشستر للعلاج من مرض ألم بها، لكنها توفيت هناك عام 1817.

تحولات كبرى 

كانت حياة أوستن متزامنة مع تحولات سياسية واجتماعية كبرى في إنجلترا، مثل الثورة الصناعية والثورة الفرنسية وصعود الطبقة المتوسطة. ورغم أنها لم تعش في صخب المدن وصالوناتها الفكرية، كانت مطلعة على الأدب في عصرها، وكتبت ست روايات لم تحظَ بالشهرة إلا بعد وفاتها.

تدور معظم أعمالها حول فئة معينة من المجتمع البريطاني، وتميزت بأسلوب ساخر يجمع بين الواقعية والأخلاقية، بعيداً عن الأسلوب التعليمي المباشر. ومع ذلك، أخذ بعض النقاد عليها ضيق الأفق في عالمها الروائي، وهو ما اعترفت به في رسائلها، إذ ذكرت أنها لا تستطيع كتابة رواية تاريخية أو رسم شخصية ذات ثقافة واسعة أو عاطفة عميقة.

معرفة الذات 

من أبرز المواضيع التي تناولتها أوستن: معرفة الذات، التي ترى أنها محدودة بسبب تسلط الأنا الفردية، والعلاقة بين الرجل والمرأة، حيث تعاطفت مع المرأة وانتقدت الخضوع المطلق للرجل. جمعت في أعمالها بين تيارين متناقضين؛ تيار محافظ وآخر متحرر.

تظل أعمال جين أوستن محط اهتمام النقاد حتى اليوم، مما يعكس مكانتها في فن الرواية البريطانية. فهي تُعد رمزاً للأدب النسوي المكتوب بالإنجليزية، بجانب كونها من مؤسسي فن السرد الذين أحبهم القراء، مثل شكسبير وتشارلز ديكنز.

لم تعاصر أوستن اختراع الكاميرا، لكن دار سوذبيز للمزادات عرضت لوحة بورتريه أصلية لها، رسمها الفنان جيمس أندروز بالألوان المائية، وألهمت هذه اللوحة العديد من الرسومات اللاحقة.

تشمل أعمال جين أوستن: العقل والعاطفة (1811)، كبرياء وهوى (1813)، مانسفيلد بارك (1814)، إيمّا (1815)، دير نورثانجر (1817)، وإقناع (1817).

وقد ألهمت أعمالها إنتاج 21 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إنجلترا ثقافة وفنون

إقرأ أيضاً:

توماس هاردي والمرأة.. نقد اجتماعي أم اتهام بالظلم؟

هل كان توماس هاردي نصيرًا للمرأة في زمن محافظ، أم أنه كرّس صورة سلبية عنها في رواياته؟ بين معاناة البطلات وأحكام المجتمع، تتأرجح رؤى القرّاء والنقاد حتى اليوم.

المرأة في زمن هاردي

في نهاية القرن التاسع عشر، كانت المرأة البريطانية تعيش في مجتمعٍ يقيد حركتها، يحصر أدوارها، ويشكك في استقلالها. 

ضمن هذا السياق الصعب، خرج توماس هاردي ليرسم شخصيات نسائية معقدة، جريئة أحيانًا، ومُدانة دائمًا من محيطها.

رواياته، التي تصدّرت مشهد الأدب الفيكتوري، لم تكتفِ بسرد القصص، بل كشفت هشاشة البنية الاجتماعية التي تخضع المرأة لرغبات الرجل وأحكام المجتمع.

تس داربرفيل

في رواية “تس من آل دوربرفيل”، يقدم هاردي نموذجًا صادمًا في وقته لبطلة ضحية، لا لخطأ ارتكبته، بل لكونها وجدت في بيئة ذكورية مستبدة. 

تس، الفتاة البسيطة من الريف، تتعرض للاغتصاب على يد رجل أرستقراطي، ثم تدان اجتماعيًا ويرفض زواجها من الرجل الذي أحبته حين يعلم بماضيها.

سؤال يطرح نفسه: هل كان هاردي يدين المجتمع؟ أم أنه وقع في فخ جلد المرأة وإغراقها بالمآسي؟ البعض يرى أن الرواية تدين بشكل واضح النفاق الطبقي والأخلاقي، بينما يرى آخرون أن هاردي أمعن في تعذيب بطلاته بلا ضرورة فنية كافية.

سو برايدهيد… أول امرأة “حرة” في الأدب الإنجليزي؟

في رواية “جود الغامض”، يخلق هاردي شخصية سو، امرأة مثقفة، رافضة للزواج التقليدي، وتبحث عن علاقة مبنية على التفاهم وليس على القيود القانونية أو الاجتماعية. لكن المجتمع يرفضها، ويحاسبها بقسوة، وتدفع ثمن حريتها غاليًا.

سو تمثل تطورًا واضحًا في رؤيته للمرأة، فهي ليست ضحية قدر أو خطيئة فقط، بل صاحبة قرار ورفض، وإن كلفها ذلك فقدان كل شيء.

 بعض النقاد يعتبرونها أقرب لصوت هاردي الحقيقي، المنادي بتحرر المرأة وتغيير القيم الجامدة.

اتهامات بالنقد والتناقض

رغم تعاطفه الظاهر مع المرأة، لم يسلم هاردي من اتهامات بأنه يبالغ في تقديمها ككائن مأساوي، غير قادر على النجاة في عالم الرجال


 

طباعة شارك توماس هاردي المرأة القيود القانونية الأدب الإنجليزي ثقافة

مقالات مشابهة

  • توماس هاردي والمرأة.. نقد اجتماعي أم اتهام بالظلم؟
  • صحفي أمريكي وضابط سابق اختفي بسوريا لمدة 12 عاما وأشار بايدن لبقائه على قيد الحياة.. تفاصيل
  • تحقيق لـ “بي بي سي” يؤكد أن أوستن تايس كان معتقلاً لدى النظام البائد
  • "ريكسوس المنتزه".. تحفة معمارية وأيقونة سياحية في عروس البحر المتوسط بطابع مصري أصيل
  • من سقوط نوكيا إلى صعود الشركات الناشئة .. كيف أصبحت فنلندا رائدة في قطاع التكنولوجيا؟
  • في ذكرى ميلادها.. مارلين مونرو أسطورة الجمال التي هزّت هوليوود ورحلت في غموض
  • لودفيغ تيك والموروث الشعبي.. من الحكايات إلى الأدب
  • الرغبة في التاريخ
  • وداعاً نغوجي واثيونغو
  • خطف قلبها.. تفاصيل حفل زفاف أمينة خليل وأحمد زعتر