قلقيلية مدينة فلسطينية تقع شمال الضفة الغربية، قرب الخط الأخضر، وتبعد نحو 16 كيلومترا جنوب غرب طولكرم، وجعلها موقعها الجغرافي نقطة التقاء للطرق التجارية القديمة بين شمال فلسطين وجنوبها وغربها، كما لعبت دورا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى إثر ذلك دُمرت معظم بنيتها التحتية في أعقاب نكسة عام 1967، وشُرد أهاليها، قبل أن يعودوا مجددا لإعادة بنائها.

وتعرضت لحصار خانق، عقب بناء جدار الفصل العنصري عام 2002 في الضفة الغربية، فقد أحاط بها من كل الجهات. واقتحم الجيش الإسرائيلي المدينة بشكل متكرر بعدها، ما أسفر عن اعتقال وقتل العشرات من أهاليها.

الموقع

مدينة قلقيلية هي مركز محافظة قلقيلية، تقع بالقرب من الخط الأخضر في فلسطين، شمالي الضفة الغربية، وتبعد عن مدينة طولكرم من جهة الجنوب الغربي نحو 16 كيلومترا، وعن القدس المحتلة حوالي 75 كيلومترا، وعن البحر الأبيض المتوسط 14 كيلومترا.

ومنحها موقعها الجغرافي أهمية خاصة، إذ أصبحت نقطة التقاء بين المدن الفلسطينية من جهة الشمال والجنوب والغرب، وكانت تاريخيا محطة قديمة للقوافل التجارية العابرة.

صورة جوية لمدينة قلقيلية ويظهر في الأعلى جدار الفصل العنصري (غيتي) التسمية

تشير إحدى الروايات التاريخية أن أصل تسمية المدينة مشتق من كلمة "القيلولة"، إذ كانت المنطقة محطة استراحة للمسافرين والقوافل التجارية لوفرة مياهها، لا سيما أنها تقع على الطريق التجاري الواصل بين بلاد الشام ومصر.

وتقول رواية أخرى إن الكلمة أصلها كنعاني من كلمة "الجلجلات" التي تعني الحجارة المستديرة، وتحول اللفظ في العصر الروماني إلى "كالكيليا"، ومع مرور الزمن صار "قلقاليا" بعد تبديل حرف الجيم بالقاف.

إعلان

ويذكر المؤرخ "يوسيفيوس" أن اسم المدينة مأخوذ من اسم قلعة عُرفت بـ"قلقاليا"، وأنها القرية نفسها التي ذكرت في العهد القديم باسم "جلجاليا".

الجغرافيا

تبلغ مساحة مدينة قلقيلية حوالي 10252 دونما (الدونم الواحد يساوي ألف متر مربع)، وترتفع عن سطح البحر 75 مترا، وتتباين فيها التكوينات الصخرية، وتنتشر فيها الصخور الكربونية التي تعود للعصر الجيولوجي الكرياتسي.

ويسود في المدينة مناخ البحر الأبيض المتوسط، المعتدل صيفا، والبارد في فصل الشتاء، وترتفع فيها الرطوبة بصورة نسبية نتيجة لقربها من البحر المتوسط.

مدينة قلقيلية تعاني الاكتظاظ السكاني بسبب اقتطاع الاحتلال الإسرائيلي لكثير من أراضيها (شترستوك) السكان

وفقا لإحصائية نشرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد قُدّر عدد سكان المدينة حتى عام 2021 بنحو 55946 نسمة، وشهدت المدينة زيادة كبيرة في أعداد السكان بسبب ممارسات الاحتلال القمعية في المدن المجاورة لها، مما أجبر السكان بالنزوح إليها.

وتعود أصول سكان المدينة إلى عرب الدوايمة من مدينتي الخليل ومعان، كما توجد بعض العائلات التي ترجع أصولها إلى مصر.

التاريخ

يعود تاريخ الاستيطان البشري في المدينة إلى العصور القديمة، ووجدت آثار تاريخية من أوانٍ فخارية وصبان تعود للعصر الروماني، وتشير إلى أن الرومان قد استقروا حول عين ماء قرب البئر الروماني الواقع في المنطقة القديمة من مدينة قلقيلية.

وأصبحت قلقيلية في عهد الدولة العثمانية ممرا للرحلات التجارية وقوافل الحجيج، إلى جانب خط السكة الحديد الذي يمر من غرب المدينة، وقد أُتبعت عام 1660، بعد تشكيل ولاية بلاد الشام، بولاية صيدا التي شملت أجزاء كثيرة من فلسطين.

وفي عهد الانتداب البريطاني في فلسطين عام 1920، شهدت المدينة نموا عمرانيا نتيجة للهجرة المتزايدة، بعد أن كانت في حالة من التدهور الاقتصادي.

مسجد محمد الفاتح في منطقة صوفين شرق مدينة قلقيلية (شترستوك)

واستقبلت المنطقة بعد نكبة عام 1948 وضم الضفة الغربية إلى الأردن أعدادا كبيرة من المهجّرين من سكان القرى المجاورة، فزادت الحاجة إلى بناء عدد من المساكن، إلا أن إسرائيل استولت على آلاف الدونمات من المدينة، فعانت اكتظاظا سكانيا.

إعلان

وبعد أن كانت المدينة جزءا من قضاء طولكرم، أصبحت مطلع عام 1965 مركزا لقضاء قلقيلية. وعقب نكسة عام 1967 واحتلال إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وسيناء، شرّدت إسرائيل أهالي المدينة ودمرت ما يزيد عن 80% من منازلها، وأعادت ضمها إلى قضاء طولكرم، بحجة اتباع آخر تقسيم إداري في عهد الانتداب البريطاني.

وفي ديسمبر/كانون الأول 1995، وبعد توقيع اتفاقية "أوسلو الثانية" بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، أعلن الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، تسمية قلقيلية رسميا بالمحافظة، وضمت مجموعة من التجمعات السكانية.

وبعد بناء جدار الفصل العنصري الإسرائيلي عام 2002، أصبحت المدينة وسكانها محاطين من جميع الجهات، ولا يمكنهم الدخول والخروج إلا عبر بوابة واحدة خاضعة للمراقبة المتشددة، وأثر ذلك بشكل كبير على اقتصادها.

وعلى مدى سنوات، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة قلقيلية واعتقل وقتل العشرات من الفلسطينيين، كما وقعت اشتباكات بين مقاومي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية، ما أشعل أزمة بين الجانبين.

وفي أعقاب عملية "المخيمات الصيفية" التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على بلدات عدة بالضفة الغربية في 28 أغسطس/آب 2024، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية ضمن حملة اعتقالات واشتباكات شنتها ضد مقاومين فلسطينيين.

جدار الفصل العنصري يحيط بالمدينة من كل الجهات (شترستوك) أبرز المعالم

تحتضن مدينة قلقيلية عددا من المعالم الأثرية البارزة التي يعود تاريخها إلى عصور عدة، بما في ذلك الروماني والإسلامي، ومن أهمها منطقة صوفين، وهي أعلى مناطق المدينة.

كما يوجد فيها "خربة حانوتا" التي تقع شمال قلقيلية وتحوي صهاريج ومدافن محفورة ومنحوتات. إضافة إلى "خربة النبي يامين"، وموقع "النبي شمعون" الذي يضم آثارا تاريخية.

ومن الآثار الإسلامية في المدينة الجامع العمري، ومسجد حجة الذي بُني في العهد المملوكي عام 1322، ويتكون من مصلى ومئذنة وضريح.

إعلان الأعلام

عُرفت مدينة قلقيلية بأنها بلد العلم والعلماء، إذ خرج منها عدد من أعلام الصحافة والسياسية والدين، ومن أبرزهم:

مدينة قلقيلية تشتهر بزراعة الحمضيات (الجزيرة) أبو علي إياد

وُلد وليد أحمد نمر، المعروف بـ"أبو علي إياد"، عام 1935 في قلقيلية، وعمل مدرسا في مدينته ثم انتقل للعمل في السعودية والجزائر قبل أن ينضم إلى العمل الثوري الفدائي بعد انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965.

كلَّفته حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" عام 1966 بالإشراف على العمليات العسكرية في الأراضي المحتلة، بدءا من الضفة الغربية، وأسهم في تجنيد كثير من الشباب لصالح الحركة.

قاد أبو علي عمليات عسكرية عدة على المستوطنات الإسرائيلية، منها "هونين" و"المنارة" و"كفار جلعادي" وغيرها، وغادر بعدها إلى سوريا لاستكمال عمليات تدريب في إطار العمل المسلح، لكنه أُصيب في إحدى عينيه وساقيه نتيجة انفجار لغم.

انتقل بعدها إلى الأردن، وأُوكلت له مهمة قيادة القوات الفلسطينية في عجلون، التي نفذت عمليات عسكرية عبر نهر الأردن استهدفت المستوطنات الإسرائيلية، قبل أن يقتل عام 1971.

هاشم الشبع

صحفي فلسطيني، وُلد في قلقيلية عام 1912، وقد تلقى تعليمه الابتدائي في مدينته، ثم التحق بمدرسة النجاح الثانوية في نابلس، حيث برزت مواهبه الصحفية والخطابية، ونشر مقالاته في صحيفتي "فتى العرب" و"ألف وباء" السوريتين.

شارك السبع في الثورة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني، واعتقل في سجن عكا قبل أن يطلق سراحه بكفالة لصغر سنه، ثم واصل نشاطه السياسي بالمشاركة في المؤتمرات الطلابية بالقدس وحيفا ويافا، قبل أن يهرب إلى سوريا حيث ألقي القبض عليه وأعيد إلى قلقيلية.

بدأ السبع العمل في مجال التعليم عام 1934 في يافا، لكنه ترك المجال لاحقا ليعود إلى الصحافة، وساهم في إصدار صحيفتي "الحرية" و"نداء الأرض"، وأصدر مجلة "الصريح" منفردا، التي استمرت بالصدور حتى نكبة عام 1948، قبل أن يعاودها عام 1951.

إعلان

عانى السبع من الاعتقالات المتكررة بسبب نشاطه السياسي، وسجل تجربته ومعاناته في كتاب "ذكريات صحفي مضطهد"، قبل أن يُتوفى عام 1957.

أكرم محمد شاكر

كاتب ومؤلف مسرحي بارز في تاريخ الدراما السورية، وُلد في قلقيلية عام 1943، وانتقل مع عائلته إلى دمشق بعد نكبة عام 1948، وتلقى تعليمه فيها وحصل على إجازة في آداب اللغة العربية من جامعتها.

بدأ حياته المهنية رئيسا لقسم الشؤون الأدبية والفنية في مجلة "الطليعة" عام 1965، ثم انتقل إلى دار "البعث"، واستمر في العمل الصحفي حتى عام 1980.

تنوعت إبداعات شاكر بين كتابة القصة القصيرة والمسرحية وأدب الأطفال والدراما التلفزيونية، ومن أبرز أعماله الدرامية مسلسل "أولاد بلدي" عام 1972، و"أيام شامية" عام 1991، الذي شاركت فيه نخبة من الفنانين السوريين.

ساهم شاكر في تأسيس المسرح الوطني الفلسطيني بدمشق عام 1972، وقدّمت الفرقة التابعة له مسرحية "حكاية هذا الحي" في دمشق وبغداد، كما كتب مسرحية الأطفال الشهيرة "ممتاز يا بطل"، التي أعيدت طباعتها مرات عدة، واعتمدتها وزارة التربية والتعليم السورية في مناهجها.

الاقتصاد

يمتهن سكان مدينة قلقيلية الزراعة منذ القدم، وتنتشر فيها أشجار الحمضيات، ومن أهم ما يميزها زراعة الجوافة، التي تُصدرها إلى الأردن، وتشتهر أيضا بزراعة الحبوب والخضار.

وفي قطاع الصناعات، يزاول كثير من السكان صناعة المواد الغذائية ومنتجات الألبان وزيت الزيتون والصابون والزجاج والحجر والرخام ومواد البناء، فضلا عن صناعات الخشب والحديد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الاحتلال الإسرائیلی جدار الفصل العنصری الضفة الغربیة مدینة قلقیلیة قبل أن

إقرأ أيضاً:

القسطل قرية فلسطينية دمرتها العصابات الصهيونية لتفتح الطريق إلى القدس

القسطل قرية فلسطينية مهجرة شكلت البوابة الغربية لمدينة القدس، وهي ذات موقع غير تاريخ النكبة الفلسطينية، إذ كان لها دور مهم بالتحديد في حرب عام 1948م، وكانت تقطع طريق الإمدادات والمعونات الإسرائيلية إلى القدس، وشكلت بذلك خطا حصينا للدفاع القوي عن المدينة من ناحية الغرب.

وتم تدمير القرية ولم يبق منها سوى بيت واحد على التل، وتحولت إلى محمية طبيعية أطلق عليها اسم الموقع الوطني اليهودي (الكاستل).

الموقع

تتميز قرية القسطل بموقع إستراتيجي، إذ تتربع على قمة تل مرتفع يطل على مساحات شاسعة من الجهات الأربع، تقع على بُعد 10 كيلومترات إلى الغرب من مدينة القدس، وتشرف على طريق القدس–يافا الرئيسية المعبّدة من الجهة الجنوبية الغربية.

وتقع الطريق المذكورة على ارتفاع 525 مترا عن سطح البحر، في حين ترتفع القسطل نحو 725-790 مترا. وكانت مساحتها المبنية تُقَدَر بنحو 5 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع) من مجمل مساحة أراضيها البالغة 1446 دونما.

تحدها قرية بيت سوريك شمالا، وقرية بيت إكسا من الشمال الشرقي، وقرية قالونيا شرقا، وقرية عين كارم من الجنوب والجنوب الشرقي، وقرية صوبا من الجنوب الغربي، وقرية عين نقوبا غربا، وبيت نقوبا من الشمال الغربي.

القسطل كانت من أولى القرى التي هاجمتها العصابات الصهيونية بداية أبريل/نيسان 1948 (الجزيرة) السكان

بلغ عدد سكان القسطل عام 1922م نحو 43 نسمة، وزاد عام 1931م إلى 59 نسمة، كانوا يقيمون في 14 بيتا، وقدر عددهم بنحو 90 نسمة عام 1945م.

إعلان

كان لسكان القرية، ومعظمهم من المسلمين، مقام لوليّ محلي يدعى الشيخ كركي، وذلك في الطرف الغربي من القرية.

قرية تاريخية

تقع القسطل على بقعة مرتفعة، وعندما أنشئت اشتق اسمها من كلمة "كستلّوم" (castellum) اللاتينية، والتي كانت تشير إلى القلعة الرومانية القائمة في الموقع ضمن نظام حماية الطرق الرومانية، والذي كان يسهّل مراقبة القوافل والتحكم بالحركة إلى مدينة القدس.

في العصر الأموي والعباسي، كانت تابعة إداريا للقدس واستخدمت محطة عسكرية تحيط بها أراض زراعية، فقد رمم القائمون عليها آنذاك الحصن الروماني وطوروه ليخدم الأغراض الدفاعية وأنشؤوا بجواره حركة زراعية منتجة.

في العهد الأيوبي، وخصوصا في ولاية صلاح الدين الأيوبي، استُخدمت بعض الحصون والمواقع المرتفعة حول القدس -مثل القسطل- في إطار الجهود الدفاعية ضد الصليبيين.

وفي الحروب الصليبية، أدرك المسيحيون أهمية الموقع فرمموا الحصن القديم وعززوا دفاعاته، لأنه يتحكم بطريق الإمداد نحو القدس، واستخدموه نقطة مراقبة عسكرية، وكذا لحماية القوافل الصليبية، وبعد انتصارات صلاح الدين، عادت القسطل للسيطرة الإسلامية.

في أواخر القرن الـ19، كانت القسطل قائمة على قمة تل صخري، ويحيط بها من جهة الشرق عدد من الينابيع.

وقد صنَّف معجم فلسطين الجغرافي المفهرَس -الذي وضعته حكومة الانتداب البريطاني– القسطل مزرعة، وامتدت الأبنية الأحدث عهدا على طول المنحدرات الشرقية لتلتف حول تل القسطل.

معالم

يجري وادي قالونيا، وهو الجزء الأعلى من مجرى وادي الصرار، على مسافة كيلومترين إلى الشرق من القسطل، وفي طرفها الغربي يقع مقام الشيخ الكركي.

بيوت القرية مبنية من الحجر، واتخذ البناء حول التلة شكلا دائريا أو شبه دائري. ورغم امتدادها العمراني على طول المنحدرات الشرقية لجبل القسطل، لم تتجاوز مساحتها عام 1945 خمسة دونمات، كما كانت شبه خالية من المرافق والخدمات العامة، وكانت معتمدة على مدينة القدس.

إعلان

يغطي المنحدرات الجنوبية الشمالية والشرقية لموقع القرية ركام المنازل وأنقاض المصاطب الحجرية، التي تكاد الأعشاب البرية تحجبها.

أمّا أنقاض القلعة القديمة فلا تزال قائمة على قمة الجبل، كما أنشئ في الموقع ملجأ تحت الأرض جنوب غربي القلعة.

وفي شمالي القلعة وشرقيها توجد الخنادق العسكرية، وتنبت أشجار الخروب والتين والزيتون على الطرفين الشمالي والغربي للموقع، بينما ينبت الصبّار في طرفه الجنوبي.

الاقتصاد

كان سكان القسطل يعتمدون على مدينة القدس المجاورة لتلبية معظم حاجاتهم، كما اعتمدوا على زراعة الحبوب البعلية والخضروات والثمار وأشجار الزيتون.

وكانت أراضيهم الزراعية تتركز في شريط مستطيل يمتد إلى الجنوب الشرقي من القرية. في 1944 و1945، كان ما مجموعه 42 دونما مزروعة بالحبوب، و169 دونما مروية أو مستخدَمة للبساتين؛ منها 50 دونما من أشجار الزيتون.

احتلالها وتهجير سكانها

وقعت القسطل في قبضة الاحتلال قبل الشروع رسميا في عملية نحشون، وهي العمليّة الأولى من خطة التطهير العرقي للفلسطينييّن الّتي وضعتها قيادة منظمة الهاغاناه العسكرية الصهيونية، وعُرفت باسم "خطة دالت".

وكان هدف عمليّة نَحْشون احتلال القرى الفلسطينيّة الواقعة على طرفي طريق يافا-القدس و"تطهيرها" من سكانها الفلسطينييّن، بما يضمن إمكان وصول قوات العصابات الصهيونية من السّاحل إلى القدس، وفي الوقت نفسه شقّ الجزء الأوسط من الـأراضي التي حددها "للدولة الفلسطينية" قرار تقسيم فلسطين.

وفي يوم احتلال القرية ذهب القائد عبد القادر الحسيني إلى دمشق ليجتمع بقادة الدول العربية والعسكريين، وطلب منهم دعما عسكريا لاسترداد القسطل، فطلبوا منه أن يترك القدس ويدعهم هم يقاتلون ويدافعون عن المدينة.

وعاد بدون أسلحة ولا عتاد، واندلعت المعارك في أبريل/نيسان 1948 في منطقة باب الواد، وبدأت بالاستيلاء على قرية بيت محسير وتوجت بالاستيلاء على القسطل ضمن عملية نحشون التي تهدف للاستيلاء والسيطرة على كافة القرى المقدسية الموجودة بجوار طريق الواد من أجل إزالة الخطر عن القوافل العسكرية الإسرائيلية لاحتلال القدس.

إعلان

وقد هاجمت العصابات الصهيونية قرية القسطل وسيطرت عليها بسبب نفاذ الذخيرة لدى المجاهدين الفلسطينيين، فشنت القوات العربية بقيادة عبد القادر الحسيني هجوما مضادا في السابع من أبريل/نيسان، ونجح الجيش العربي في تحرير القسطل واستشهد الحسيني في العملة في الثامن من أبريل/نيسان.

وعندما خرج المقاتلون الفلسطينيون لتشييع جثمانه في اليوم الموالي لاستشهاده سيطرت العصابات الصهيونية من جديد على القرية لأهميتها الإستراتيجية، ولأنها تعلم أنها لن تستطيع حسم معركة القدس إلا بالسيطرة على القسطل.

ولم يكتف اليهود بالسيطرة على القرية بل طوقوها بالآليات العسكرية لمنع الجيش العربي من الوصول إليها، وفجروا بيوتها لمنع السكان من العودة إليها.

بعد الاحتلال

بعد الاحتلال وقيام دولة إسرائيل، تحولت القسطل، بما فيها أجزاء من القلعة، إلى مركز سياحي تابع للسلطات الإسرائيلية.

وفي سنة 1951، أُنشئت مستعمرة معوز تسيون على أراضي القرية. وفي وقت لاحق ضُمت إلى مستعمرة مفسيرت يروشلايم، التي أُسست سنة 1956 على أراضي قالونيا، لتشكلا معا ضاحية القدس المعروفة باسم مفسيرت تسيون.

مقالات مشابهة

  • فصائل فلسطينية تعقب على المجزرة الإسرائيلية غرب رفح
  • جنوب أفريقيا تعيد فتح ملفات جرائم الفصل العنصري
  • مستوطنون يعتدون على فلسطينية بمسافر يطا في الخليل
  • الرئيس الموريتاني يصل إلى المدينة المنورة
  • بلبلة فلسطينية في لبنان.. ما سببها؟
  • مستوطنون يشيِّدون سياجاً حول قرية فلسطينية في الأغوار
  • ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطينية واجب أخلاقي
  • القسطل قرية فلسطينية دمرتها العصابات الصهيونية لتفتح الطريق إلى القدس
  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!
  • “بشر الوالي بعودة مدينة الفولة” .. عضو السيادي الفريق أول كباشي يؤكد حرص الحكومة على تذليل التحديات التي تواجه غرب كردفان