يمانيون:
2025-07-30@14:40:21 GMT

خانوا أوطانَهم فكيف كان المصير؟

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

خانوا أوطانَهم فكيف كان المصير؟

أنهار السراجي

في عالم تتقاذفه الأمواج العاتية من الأزمات والحروب، يبقى الوطن هو هوية الإنسان وملاذه، هو الحضن الدافئ الذي يحتضن أحلامنا وآمالنا، لكنه في بعض الأحيان يكون ضحية للخيانة، خيانة قد تأتي من الداخل، أَو من أعداء يتربصون في الظلام.

عندما يخون الأفراد أوطانهم، فَــإنَّهم لا يخونون فقط الأرض والتاريخ، بل يخونون القيم والمبادئ التي تربوا عليها، الخيانة ليست مُجَـرّد فعل ضد الدولة، بل هي فأس يقطع أوصال المجتمعات ويفتتها، يكون المصير حزينًا ومؤلمًا، حَيثُ يتحول الأمل إلى يأس، وتغرق الأحلام في ظلمات الفقد.

ويتحول الأمان إلى فوضى، والهدوء إلى أصوات متفجرات، والحرية إلى استعباد، والكرامة إلى الذل والخزي والهوان، والاستقلال إلى الوصاية.

تجارب الشعوب عبر التاريخ تُظهر أن من خانوا أوطانهم غالبًا ما واجهوا مصيرًا مظلمًا؛ فهناك نهاية مأساوية تنتظرهم، حَيثُ يتبدد وهم السلطة والثروة أمام عيون الحالمين.

لقد قدمت تلك الخيانات دروسًا قاسية، تذكرنا بأهميّة الولاء والحب لوطننا؛ فالوطن ليس مُجَـرّد حدود جغرافية، بل هو روح متأصلة في قلوب الناس.

الوطن هو روح، يجمع بين الدول العربية والإسلامية دين واحد، لغة واحدة.

واليوم لم يستفد الخونة من دروس التاريخ، وها هم يجددون الغلط وبأحداث مختلفة.

قد يظن البعض أنني أتحدث عن وطنهم الذي يقيمون به!

لا؛ بل أوطاننا الممتدة من المحيط وحتى الخليج، أوطاننا العربية التي يخذلها أهلها يومًا تلو يوم.

باعوها بثمن بخس واشتراها العدو بالدماء ولم يكونوا يحسبون حساب من المشتري؟

حارب الخائن المخلص، والتكفيري المؤمن، وبعناوين كاذبة لا صحة لها في الدين الإسلامي، لكن واقع الخونة يعكس ما يدعون وما يتغنون به..

فلسطين اليوم يبيعونها العرب “الحكومات العربية”.. حكومات قوية حزبية، وما فعلت لغزة تنكرت.. وتأمرت الجامعات والجماعات الإسلامية وَلم تفعل أي شيء لغزة.

السعوديّة حكومة سلفية منحلة، تركيا دولة إخوانية علمانية، لم يصدر منهم إلَّا الخيانة والخذلان لغزة.

سوريا اليوم باعها أهلها وكانت الصدمة ما تعانيه اليوم من احتلال إسرائيلي، هكذا هو حصاد ما يزرعه الخونة.. كيف كان مصيرهم؟

نحن أُمَّـة يجب أن تملك السيادة؛ لأَنَّها صاحبة دين يعز به أهله ويذل عدوه، تملك الكرامة، تملك القوة والمنعة، تملك الحصن الحصين من الهلاك، لكن جراء خيانتهم جعلتهم أذلة، جبناء، يقتل الأبرياء أمام أعينهم وهم عاجزون، عاجزة حتى ألسنتهم عن النطق، مندهشين بهول الخراب والعبث الذي يعبث العدو بأوطانهم جراء خيانتهم، نهايتهم تكون على يد من قدموا لهم خدمة الخيانة وهم لا يشعرون.

فالخيانة مرض مستعص، مضاعفاته احتلال وقتل وتشريد وتجويع وانتهاك حقوق وحرية.

علاجه المشروع القرآني والرؤية القرآنية والاستفادة من دروس القادة العظماء.

لذلك، يجب أن نستمر في تعزيز تربيتنا على قيم الانتماء والولاء، حتى لا نكرّر أخطاء التاريخ.

لنستمع إلى أنين الأوطان، ولنتعهد بأن نبقى أوفياء لها، نعمل على بناء مستقبل مشرق يسوده الأمل والتسامح، أن الخيانة تهدم الأوطان، لكن الإخلاص يبني الشعوب فلنكن دائمًا حراسًا لوطننا، ونعمل على حمايته من كُـلّ ما يهدّده.

يظل الوطن أغلى ما نملك، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية في حمايته؛ فالخيانة قد تعصف بكل شيء، لكن الحب والولاء سيساهمان في بناء غدٍ أفضل.

مشاركةFacebookTwitterالبريد الإلكترونيTelegram

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الدكتور / احمد الخلايلة ..( جاب التايهه )

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة

إطلعت بالصدفة على فيديو يتضمن لقاءاً على ( قناة الحقيقة الدولية ) مع شخصية تبدى لي انها شخصية عسكرية مرموقه ، وتبين من كلامه انه ضابط متقاعد . بيّن حديثه انه شخصية منتمية حق الانتماء للوطن ، وعكس كلامه سعة إطلاعه ، ومعرفته للمخاطر التي تهدد الأردن وجودياً .

بعد جهد جهيد ، وبمساعدة من شباب العائلة ، تمكنت والحمد لله من التشرف بمعرفة إسمه ، حيث تبين انه النائب الدكتور / احمد الخلايله ، كان نائباً في مجلس النواب التاسع عشر . وأتشرف بأن أنقل اليكم ما تضمنه الفيديو الذي يبدو انه مجتزأ من مقابلة طويلة ، وهنا أبدأ بالإقتباس الحرفي :— [[ عندنا ( ٣٨٠,٠٠٠ ) متقاعد عسكري ، وانا واحد منهم ، قادرون على حمل السلاح ، المتقاعد العسكري يتقاعد وعمره في سن ( ٤٠ ) الاربعين عاماً ، ما عدا الضباط . وفي عمر الأربعين سنة يكون في قمة العطاء ، ومتدرب على الكيماوي ، والاسلحة ، والمتفجرات ، والذخيرة ، والاتصالات ، والامن السيبراني . إذاً ما المانع من ان نستغل هذا الجيش ، في فترة تدريب لمدة شهر واحد بالسنة ؟ هذا جيش جاهز ، لا يحتاج لشيء ، بحاجة فقط ليلبس الفوتيك وينزل على الميدان . عندما نستغلهم فان العدو الصهيوني يحسب ألف حساب ويعرف ان الوضع ليس كما يتصور هو . يجب ان لا نعتبر خطوة الكنيست الصهيوني بانها خطوة بسيطة ، لا ، لأن الكنيست صوت اليوم ب ( ٧١ ) صوتاً على ضم الضفة الغربية ، نحن اليوم في خطر ، في خطر على القضية الفلسطينية وعلى الأردن ، والمستهدف الأردن والقضية الفلسطينية … ]] إنتهى الإقتباس ، وإختفى الفيديو .

تنادى الكثير من أبناء الوطن المخلصين بالإستعداد لما يحاك ضد الأردن من تهديدات ، تهدده وجودياً . كما طالب الكثيرون بتمتين وتحصين الجبهة الداخلية . وكان هناك دعوات عديدة للعودة لخدمة العلم والتجنيد الإجباري والجيش الشعبي .

كل تلك الدعوات ، لم تجد آذاناً صاغية ، ولم يلتفت لها أحد ، ولم تلقَ أي إهتمام . كما طُرح الموضوع على أحد مجالس النواب السابقة ، لكنه تم وأده بحجة عجز الموازنة ، وعدم التمكن من توفير الكلف اللازمة .

ها قد أتحفنا النائب الدكتور / احمد الخلايله ، بفكره الوقاد ، وإنتمائه الصادق لوطنه ، ( وجاب لينا التايهه ) . لماذا لا يتم الأخذ بفكرته الرزينة بإستغلال وجود ( ٣٨٠,٠٠٠ ) متقاعد عسكري ، كانوا يعملون في الجيش العربي الأردني ، وتقاعد معظمهم في سِنٍ مبكرة ، سِن الشباب ، سِن العطاء ، سِن الأربعين !؟ وكما تفضل الدكتور / احمد الخلايله ، هم عسكريون مدربون على : الكيماوي ، والأسلحة ، والمتفجرات ، والذخيرة ، والإتصالات ، والأمن السيبراني . والمطلوب فقط تدريبهم لمدة ( ١ ) شهر واحد سنوياً ، ليبقوا على تواصل مع الحياة العسكرية ، وليستمر إنعاش ذاكرتهم بالتعامل مع الأسلحة ، ويطلعوا على ما يستجد عليها من تحديث وتطوير . وبهذا تسقط حجة عدم قدرة الموازنة على تحمل كلفة خدمة العلم ، والتجنيد الإجباري ، والجيش الشعبي ، لأن كلفة تدريب العسكريين المتقاعدين لمدة شهر واحدٍ في العام تكون كلفة زهيدة مقابل الحفاظ على الوطن ، والإستعداد للقادم المظلم الخطير الذي يهدد الوطن وجودياً .

الخطر حقيقي ، وداهم ، ويهدد الأردن الحبيب وجودياً . وعلينا الإستعداد ، والأخذ بالأسباب ، وان نعد العُدة ، ونتهيأ للقادم الأخطر . علينا تعزيز وتمتين جبهتنا الداخلية ، ومنع أية محاولات مشبوهة لزعزعتها واختراقها لإضعافها . كما علينا ان نستعد ، ونتجهز عسكرياً لنشكل شوكة في حلق العدو . وعلينا ان نعمل بالممكن لعزيز مقاومتنا ، بتجهيز المتقاعدين العسكريين المدربين المجهزين للقتال ليكونوا سنداً لجيشنا الباسل واجهزتنا الأمنية القديرة .

الأوطان لا تُبنى بالتمني ، ولا تُهاب من الأعداء بالأهازيج والأغاني والتفاخر الأجوف . بل تُصان ، وتُهاب بسواعد أبنائها الشجعان عندما ينزلون للميدان بجسارة وبسالة وإقتدار . وطننا في خطر داهم ، والعلي القدير جلّ جلاله يحثنا على الإستعداد وإعداد العُدّه ليومٍ حربٍ ضروس ، حيث قال تعالى : (( وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفَّ اليكم وانتم لا تُظلمون )) . صدق الله العظيم/ آيه رقم ٦٠سورة الأنفال .

مقالات مشابهة

  • خيوط الخيانة في أوسلو وما بعـد أوسلو
  • سلبها أعز ما تملك.. التحقيق في تعدي ميكانيكي على ابنة خاله بالحوامدية
  • تنظيم حملات نظافة واسعة عبر الوطن
  • الحرارة تبدأ بالانحسار عن لبنان... فكيف سيكون الطقس في الأيام المقبلة؟
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين
  • طرح مشروع تملك الأجانب
  • وداعًا الفنان الإنسان زياد الرحباني
  • ما الذي يُمكن تعلّمه من أحداث السويداء؟
  • الدكتور / احمد الخلايلة ..( جاب التايهه )
  • ما الذي اختفى فجأة في إسطنبول؟