خانوا أوطانَهم فكيف كان المصير؟
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
أنهار السراجي
في عالم تتقاذفه الأمواج العاتية من الأزمات والحروب، يبقى الوطن هو هوية الإنسان وملاذه، هو الحضن الدافئ الذي يحتضن أحلامنا وآمالنا، لكنه في بعض الأحيان يكون ضحية للخيانة، خيانة قد تأتي من الداخل، أَو من أعداء يتربصون في الظلام.
عندما يخون الأفراد أوطانهم، فَــإنَّهم لا يخونون فقط الأرض والتاريخ، بل يخونون القيم والمبادئ التي تربوا عليها، الخيانة ليست مُجَـرّد فعل ضد الدولة، بل هي فأس يقطع أوصال المجتمعات ويفتتها، يكون المصير حزينًا ومؤلمًا، حَيثُ يتحول الأمل إلى يأس، وتغرق الأحلام في ظلمات الفقد.
ويتحول الأمان إلى فوضى، والهدوء إلى أصوات متفجرات، والحرية إلى استعباد، والكرامة إلى الذل والخزي والهوان، والاستقلال إلى الوصاية.
تجارب الشعوب عبر التاريخ تُظهر أن من خانوا أوطانهم غالبًا ما واجهوا مصيرًا مظلمًا؛ فهناك نهاية مأساوية تنتظرهم، حَيثُ يتبدد وهم السلطة والثروة أمام عيون الحالمين.
لقد قدمت تلك الخيانات دروسًا قاسية، تذكرنا بأهميّة الولاء والحب لوطننا؛ فالوطن ليس مُجَـرّد حدود جغرافية، بل هو روح متأصلة في قلوب الناس.
الوطن هو روح، يجمع بين الدول العربية والإسلامية دين واحد، لغة واحدة.
واليوم لم يستفد الخونة من دروس التاريخ، وها هم يجددون الغلط وبأحداث مختلفة.
قد يظن البعض أنني أتحدث عن وطنهم الذي يقيمون به!
لا؛ بل أوطاننا الممتدة من المحيط وحتى الخليج، أوطاننا العربية التي يخذلها أهلها يومًا تلو يوم.
باعوها بثمن بخس واشتراها العدو بالدماء ولم يكونوا يحسبون حساب من المشتري؟
حارب الخائن المخلص، والتكفيري المؤمن، وبعناوين كاذبة لا صحة لها في الدين الإسلامي، لكن واقع الخونة يعكس ما يدعون وما يتغنون به..
فلسطين اليوم يبيعونها العرب “الحكومات العربية”.. حكومات قوية حزبية، وما فعلت لغزة تنكرت.. وتأمرت الجامعات والجماعات الإسلامية وَلم تفعل أي شيء لغزة.
السعوديّة حكومة سلفية منحلة، تركيا دولة إخوانية علمانية، لم يصدر منهم إلَّا الخيانة والخذلان لغزة.
سوريا اليوم باعها أهلها وكانت الصدمة ما تعانيه اليوم من احتلال إسرائيلي، هكذا هو حصاد ما يزرعه الخونة.. كيف كان مصيرهم؟
نحن أُمَّـة يجب أن تملك السيادة؛ لأَنَّها صاحبة دين يعز به أهله ويذل عدوه، تملك الكرامة، تملك القوة والمنعة، تملك الحصن الحصين من الهلاك، لكن جراء خيانتهم جعلتهم أذلة، جبناء، يقتل الأبرياء أمام أعينهم وهم عاجزون، عاجزة حتى ألسنتهم عن النطق، مندهشين بهول الخراب والعبث الذي يعبث العدو بأوطانهم جراء خيانتهم، نهايتهم تكون على يد من قدموا لهم خدمة الخيانة وهم لا يشعرون.
فالخيانة مرض مستعص، مضاعفاته احتلال وقتل وتشريد وتجويع وانتهاك حقوق وحرية.
علاجه المشروع القرآني والرؤية القرآنية والاستفادة من دروس القادة العظماء.
لذلك، يجب أن نستمر في تعزيز تربيتنا على قيم الانتماء والولاء، حتى لا نكرّر أخطاء التاريخ.
لنستمع إلى أنين الأوطان، ولنتعهد بأن نبقى أوفياء لها، نعمل على بناء مستقبل مشرق يسوده الأمل والتسامح، أن الخيانة تهدم الأوطان، لكن الإخلاص يبني الشعوب فلنكن دائمًا حراسًا لوطننا، ونعمل على حمايته من كُـلّ ما يهدّده.
يظل الوطن أغلى ما نملك، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية في حمايته؛ فالخيانة قد تعصف بكل شيء، لكن الحب والولاء سيساهمان في بناء غدٍ أفضل.
مشاركةFacebookTwitterالبريد الإلكترونيTelegram
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ترامب يكشف: إيران تملك نفطاً يكفي 300 عام ومفاوضات سلام نووي تقترب من الحسم
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إيران لا تحتاج إلى برنامج للطاقة النووية المدنية نظراً لامتلاكها من أغنى موارد النفط والغاز في العالم تكفي لثلاثمائة عام.
وقال في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”: “إذا كان لديك نفط وغاز غير محدودين، فلماذا تحتاج إلى طاقة نووية مدنية؟”.
وفي كلمة له أمام رجال أعمال قطريين وأمريكيين في الدوحة، أشار ترامب، إلى وجود مفاوضات جدية مع إيران تهدف إلى تحقيق سلام طويل الأمد، معبراً عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب يمنع حيازة طهران لأي أسلحة نووية.
وأضاف: “نريد لإيران أن تكون دولة كبيرة لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي”، مشيداً بدور أمير دولة قطر في تهدئة الأوضاع ومنع إجراءات عسكرية محتملة ضد إيران.
وجاءت تصريحات ترامب بعد انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران التي جرت في العاصمة العمانية مسقط، والتي استمرت نحو ثلاث ساعات وسط ترقب دولي كبير.
في سياق متصل، أكد علي شمخاني، المستشار السياسي والنووي للمرشد الأعلى الإيراني، استعداد طهران لتوقيع اتفاق نووي يتضمن التخلص من مخزون اليورانيوم عالي التخصيب مقابل رفع كامل العقوبات الاقتصادية.
وأشارت تقارير إلى التزام إيران بعدم إنتاج أسلحة نووية، والاكتفاء بتخصيب اليورانيوم لمستويات منخفضة للاستخدامات المدنية، مع السماح بمراقبة دولية لهذه العمليات.
وتعكس هذه التصريحات تقدماً ملموساً في المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، وسط آمال متزايدة لإنهاء الأزمة النووية وإعادة العلاقات إلى مسار أكثر استقراراً.
إسرائيل تشعر بالقلق من تحول مواقف ترامب: تجاهل متزايد وتخوف من تقاربه مع إيران وسوريا
يتصاعد القلق في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية من تحوّل ملحوظ في مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه قضايا تعتبرها تل أبيب مصيرية، في مقدمتها الملف النووي الإيراني والعقوبات المفروضة على سوريا، وصولاً إلى تعامله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونقلت شبكة “إن بي سي نيوز” عن مصدر مطلع أن إسرائيل تخشى من إمكانية توصل ترامب لاتفاق نووي سريع مع إيران، كما يساورها القلق من تأثير الزعماء العرب المتزايد على توجهات الرئيس الأميركي، خاصة بعد أن استبعد إسرائيل من جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، ما فُسّر على أنه إشارة لتراجع في قوة العلاقة مع نتنياهو.
وفي السياق ذاته، أشار موقع “أكسيوس” إلى أن نتنياهو عبّر بشكل مباشر لترامب عن رفضه لرفع العقوبات عن سوريا، وطلب منه عدم عقد أي لقاء مع القيادة السورية، غير أن ترامب تجاهل هذه التحفظات ولم يبلغ إسرائيل مسبقاً بنيّته الاجتماع بالرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته إلى السعودية.
وأفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” بأن نتنياهو بدأ الاستعداد لمواجهة سياسية محتملة مع ترامب، حيث أجرى مشاورات مع كبار المسؤولين وشكّل فريقاً خاصاً لمتابعة مواقف ترامب المتغيرة، لا سيما في ظل توتر العلاقات الذي ظهر جلياً في اللقاءات الأخيرة بين الطرفين.
وتبرز هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة لإسرائيل، التي تواجه تحديات أمنية متزايدة في غزة وسوريا، وتترقب أي تغيير في سياسات واشنطن قد يؤثر على ميزان القوى في المنطقة.