الأزهر يحذر: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات خطر شرعي ومفتاح لكل المفاسد
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
قال الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن تغييب العقل يعد من أخطر الأمور التي تهدد مقصد حفظ العقل الذي جاءت به الشريعة الإسلامية، سواء تم هذا التغيب عبر الفكر المنحرف أو بتعاطي المواد المخدرة والمسكرات، مشددًا على أن هذا السلوك يمثل جريمة شرعية وقانونية، وله آثار مدمرة على الفرد والمجتمع معًا.
وأضاف خلال تصريحات تلفزيوينة، أن الإسلام حين حرم الخمر والمسكرات كان الهدف من ذلك حماية الإنسان من الانهيار العقلي والسلوكي، مستشهدًا بقوله تعالى: "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون"، مؤكدًا أن تغييب العقل يفتح أبوابًا كثيرة للشر، وقد يرتكب الشخص أفعالًا منكرة لا يدرك وقوعه فيها إلا بعد فوات الأوان.
وأشار الدكتور الرخ إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر"، موضحًا أن الحديث يبيّن أن كل الشرور قد تنشأ عن شرب الخمر؛ لأن العقل هو أداة التمييز والتكليف، وإذا تعطلت، تلاشت قدرة الإنسان على الفهم والتمييز.
وأوضح أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: "اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث، والله لا يجتمع إيمان بالله مع إدمان إلا وأوشك أحدهما أن يُخرج صاحبه"، مشيرًا إلى أن المدمن مع الوقت قد يفقد إيمانه، لأن الإدمان يُبعد الإنسان عن الطاعة ويدفعه لارتكاب ما لا يرضي الله.
وتابع: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالتحذير من المسكرات، بل شمل أيضًا كل ما يُسبب الخمول ويفقد الإنسان نشاطه ويضعف إدراكه، مستشهدًا بالحديث: "كل مسكر حرام، وكل مفتّر حرام"، موضحًا أن المفتّر هو ما يُضعف الجسد ويورث الكسل، وقد ذكر الإمام الزركشي أن من أعراض تعاطي هذه المواد الميل الدائم للنوم، وضعف الانتباه والحيوية.
وسرد الدكتور الرخ موقفًا نبويًا عمليًا حين جاء وفد من قبيلة جيشان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه عن شراب يصنع من الذرة ويُدعى "المزر"، فقال لهم النبي: "أومسكر هو؟"، فأجابوه بنعم، فقال صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام، إن على الله عهدًا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة"، وحين سُئل عن طينة الخبال، قال: "عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار".
واختتم الدكتور أحمد الرخ حديثه بالتأكيد على أن الخطر لا يكمن في اسم المادة أو مظهرها أو مصدرها، وإنما في أثرها، فكل ما يؤدي إلى تعطيل العقل وغياب الوعي يعد حرامًا شرعًا، مشددًا على أن العقل هو أعظم ما منحه الله للإنسان، وبه يتميز عن غيره من المخلوقات، وبه يعبد ربه ويعرف طريق الهداية والحق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تحريم الخمر المخدرات تغييب العقل الأزهر حفظ العقل الفساد المجتمعي صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
بعد فتوى شرب الحشيش.. جامعة الأزهر تحيل الدكتورة سعاد صالح إلى التحقيق
قررت جامعة الأزهر برئاسة الدكتور سلامة جمعة داود، إحالة الدكتورة سعاد صالح، الأستاذ المتفرغ بجامعة الأزهر، إلى التحقيق؛ لظهورها الإعلامي، دون تصريح من جهة الإدارة.
وأوضحت جامعة الأزهر في بيانها أن قرار الإحالة جاء لمخالفة قرار مجلس الجامعة رقم: (1224) لسنة 2018م الذي ينص على أنه: «يحظر على جميع أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بجامعة الأزهر العمل أو الظهور أو التصدي للفتوى في وسائل الإعلام بمختلف أشكالها دون تصريح؛ ضبطًا للخطاب باسم الجامعة، وحفاظًا على مكانتها وصورتها أمام المجتمع محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
كانت الدكتورة سعاد صالح، أثارت الجدل الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تصريحات تُوحي بأن الحشيش لا يُعد محرَّمًا شرعًا كونه لا يُذهب العقل تمامًا كالمسكرات، وهو ما وصفه خبراء ومتخصصون بأنه خلط خطير بين المفاهيم الشرعية والحقائق العلمية، في وقت تخوض فيه الدولة المصرية معركة قومية لحماية الشباب من الإدمان والمخدرات.
وأضافت الأستاذ المتفرغ بجامعة الأزهر: «لا يوجد نص شرعي يُحرّم الحشيش، ولكن إذا أذهب العقل كحال الخمر، فيأخذ حكمه، أما الحشيش وحده، فلا يوجد نص يحرمه».
وعقب تصريحات "صالح" جاء بيان من جانب وزارة الأوقاف المصرية عبر «فيسبوك» في رد سريع وحاسم خلال منشور جاء كالآتي: «هل يجب تغييب العقل تمامًا لنقول إن الشيء حرام؟ الحشيش ليس مادة خفيفة، بل يشوّه الإدراك، ويسبب هلاوس وخللًا في التوازن العصبي، ويؤدي إلى ضمور خلايا المخ وتليّف الرئة».
وأكدت "الأوقاف المصرية" أن «الحشيش حرام شرعًا بجميع أشكاله، لأنه يُفسد العقل ويُهلك البدن، ويقع ضمن ما حرّمه الشرع حمايةً للإنسان والمجتمع، مستشهدةً بقول الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وبحديث النبي ﷺ: كل مسكر خمر، وكل خمر حرام».
لم تكن فتوى الدكتورة سعاد صالح بشأن عدم تحريم الحشيش هي الأولى في إثارة الجدل، حيث لها العديد من الفتوى على مدار السنوات الأخيرة، فقد سبق أن أثارت الرأي العام الماضي أثناء استضافتها في أحد البرنامج التلفزيونية المصرية، لتتحدث وقتها عن ما يحق للخاطب أن يراه من مخطوبته، مشيرة إلى اختلاف الفقهاء في هذه المسألة.
واستندت إلى حديث النبي ﷺ: «انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما»، مشيرة إلى أن بعض الفقهاء أجازوا للخاطب النظر إلى الوجه والكفين فقط، قياسًا على ما يظهر منها أثناء الصلاة، بينما ذهب الحنابلة إلى جواز النظر إلى ما يظهر منها أثناء القيام بالأعمال المنزلية.
وأضافت أن هذا الرأي ورد بهذا النص في كتاب المغني لابن قدامة»، ومن حقه الخاطب رؤية شعر خطيبته لو كانت محجبة، وفي حالة أنها منتقبة يرى وجهها وشعرها، ما آثار ذلك موجة من الانتقادات والردود الرافضة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل.
ترقيع غشاء البكارةلم ينته الأمر بعد، حيث كانت لها فتوى فى عام 2016، أثارت الجدل بشكل كبير عندما أجازت ترقيع غشاء البكارة للفتيات بنية طلب الستر.
وخلال لقاء تلفزيوني قالت الدكتورة سعاد صالح إن ترقيع غشاء البكارة حلال، إذا كان بنية الستر، مؤكدة أن رأيها في بداية الأمر كان التحريم، بسبب ما اعتبرته غشًا وتدليسًا، لتغير موقفها في وقت لاحق.
جامعة الأزهرالحشيشأخبار السعوديةالدكتورة سعاد صالحجواز شرب الحشيشفض غشاء البكارةقد يعجبك أيضاًNo stories found.