بعد 40 عاماً من البحث.. فك شفرة جينات الإنفلونزا
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
ربما يكون العلماء أقرب من أي وقت مضى إلى القضاء على الإنفلونزا بشكل دائم، بعدما ألقى باحثون في فرنسا نظرة رائدة داخل العالم المعقد لفيروس "الإنفلونزا أ"، وكشفوا كيف يقوم بتغليف وحماية مادته الوراثية.
وبعد ما يقرب من 40 عاما من البحث، قدمت دراسة للمرة الأولى رؤية مذهلة لكيفية بناء الفيروس لبنيته الداخلية، ما قد يفتح آفاقاً جديدة لمكافحة العدوى الفيروسية، وصنع أدوية أفضل لموسم الإنفلونزا.
وبحسب "ستادي فايندز" استخدم الباحثون تقنيات التصوير المتطورة، وأنشأ العلماء الخريطة الأكثر تفصيلاً حتى الآن لكيفية تجميع الفيروس لمادته الوراثية.
الغلاف الفيروسيوركز فريق البحث من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي وجامعة غرونوبل ألب، على التعليمات الجينية للنوكليوبروتين، وهو بروتين بالغ الأهمية يعمل كغلاف واقٍ لـ RNA الفيروسي.
وبإزالة أجزاء صغيرة من بنية البروتين، تمكنوا من إنشاء إصدارات أكثر استقراراً وأقل مرونة من الحزمة الجينية الأساسية للفيروس. وسمح لهم هذا بالتقاط صور حادة بشكل لا يصدق تكشف كيفية انزلاق المادة الوراثية عبر بنية البروتين.
وكان أحد أكثر الاكتشافات إثارة للدهشة هو مرونة العبوة الجينية للفيروس، حيث وجد الباحثون أن البروتين يمكن أن يستوعب ما بين 20 و24 كتلة بناء جينية، مع جانب واحد من البروتين أكثر قدرة على التكيف من الآخر.
المرونةوتفسر هذه المرونة كيف يمكن للفيروس أن يتغير ويتكيف بسرعة، وهو السبب الرئيسي وراء صعوبة محاربته.
وكشفت الدراسة أيضاً عن تفاعلات معقدة بين البروتين والمادة الجينية. فلا يجلس RNA (المادة الجينية) بشكل سلبي داخل البروتين فحسب، بل يساعد بنشاط في تشكيل بنية الفيروس. يعمل هذا البروتين كإسمنت وفاصل، ما يساهم في المرونة الكلية للجسيم الفيروسي.
وقال الباحثون: "يمهد هذا الاختراق الطريق لتصميم جزيئات دوائية جديدة قادرة على الارتباط بغلاف البروتين، وإضعاف الحمض النووي الريبي الفيروسي، ومنع تكاثر فيروس الإنفلونزا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فيروسات
إقرأ أيضاً:
تاريخ مشعر منى.. بين الشعائر الدينية وتطور بنية الحج
يُعد مشعر منى أحد أبرز المشاعر المقدسة في موسم الحج، ويحتل مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، بفضل ارتباطه العميق بالتاريخ الإسلامي، حيث يمتد من عهد النبي إبراهيم عليه السلام وحتى العصر الحالي، ويقع المشعر بين مكة المكرمة ومزدلفة، على بُعد 7 كيلومترات من المسجد الحرام، ويُعتبر نقطة محورية لأداء العديد من شعائر الحج الهامة.
ويكتسب مشعر منى أهمية خاصة في الأيام التي يقضيها الحجاج هناك، حيث يشهد مناسكًا تاريخية وروحية عدة، منها رمي الجمرات، النحر، والحلق أو التقصير. يتميز المشعر بوادي مبارك تحيط به الجبال من جميع الجهات، وتنبض أوديته بالإيمان في أيام الحج، حيث يتوافد الحجاج من كافة أنحاء العالم لأداء الشعائر المقدسة.
وشهد مشعر منى تطورًا كبيرًا في البنية التحتية، حيث كانت الخيام في الماضي تُنصب من القماش والخشب، لكنها اليوم أصبحت أكثر حداثة، ويضم المشعر حاليًا أكثر من 100 ألف خيمة ثابتة مصنوعة من الألياف الزجاجية المقاومة للحرارة والاشتعال، والمجهزة بنظام تبريد حديث. هذه الخيام تمتد على مسافة 2.5 مليون متر مربع وتخضع لتنظيم دقيق يضمن سلامة الحجاج وسهولة الوصول إلى أماكن الإقامة.
ومن أبرز معالم مشعر منى الحديثة هو “جسر الجمرات”، الذي يعد من أبرز مشاريع التطوير في المنطقة. يمتد الجسر على طول 950 مترًا وبعرض 80 مترًا، وهو مقسم إلى عدة طوابق، ويستوعب أكثر من 300 ألف حاج في الساعة. يمكن للجسر من خلال تصميمه المتطور، المساهمة في تفويج الحشود بكفاءة عالية، مما يساهم في الحد من التزاحم أثناء رمي الجمرات، خاصة في أوقات الذروة. ويحتوي الجسر على أنظمة متطورة لإدارة حركة الحشود، بما في ذلك مداخل ومخارج متعددة، سلالم كهربائية، وممرات للطوارئ. إضافة إلى ذلك، تم تزويده بنظام كاميرات مراقبة يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي لمتابعة التدفقات البشرية وتحليل الكثافات في الوقت الفعلي.
وبهذا التطور العمراني والتنظيمي، أصبح مشعر منى مدينة مؤقتة متكاملة تقدم خدمات صحية وأمنية ولوجستية متطورة للحجاج، ليعيشوا في بيئة آمنة ومريحة خلال أيام الحج.
ويستمر مشعر منى في كونه رمزًا حيًا لامتداد شعائر الحج عبر العصور، مشهدًا تاريخيًا يجسد الإيمان والتضحية، وشاهدًا على عظمة تواصل الأجيال عبر مئات السنين.