امتحانات الشهادة السودانية.. الطريق إلى تقسيم السودان عبر “سلاح التعليم”
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
امتحانات الشهادة السودانية.. الطريق إلى تقسيم السودان عبر “سلاح التعليم”
فتحي محمد عبده
وضعنا البيان الصادر عن لجنة المعلمين السودانيين يوم أمس الأول أمام حقائق مهمة ومؤسفة في الوقت نفسه، فيما يتعلق بامتحانات الشهادة السودانية التي قررت حكومة بورتسودان إقامتها بنهاية ديسمبر الجاري. ففي خضم الحرب المستمرة في مناطق واسعة من البلاد لما يقارب العامين، التي أنهكت البلاد وأثقلت كاهل الشعب، تأتي قرارات حكومة بورتسودان بإقامة امتحانات الشهادة الثانوية لعام 2023 في المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة فقط، كخطوة غريبة، وهي امتحانات “أُجِّلت” بسبب الحرب وتوسع رقعتها.
منذ اندلاع الحرب، أصبح التعليم واحدًا من أكثر القطاعات تضررًا، حيث توقفت المدارس في العديد من المناطق، خاصة المناطق التي وصلتها نيران المتحاربين، وفُقدت فرص التعلم لمئات الآلاف من الطلاب بسبب الظروف الأمنية. ورغم هذه الأزمة، أصرت حكومة بورتسودان على إجراء الامتحانات في 28 ديسمبر 2024، متجاهلة الظروف الأمنية والمعيشية التي تعصف بالبلاد. وفوق هذا كله، قررت عدم إجرائها في ثماني ولايات كاملة وأجزاء واسعة من ست ولايات أخرى، بمعنى أن من أصل ثماني عشرة ولاية سودانية، سيجلس طلاب أربع ولايات فقط للامتحانات بشكل كامل.
وفقًا لبيان لجنة المعلمين السودانيين، فإن أكثر من 60% من الطلاب المؤهلين للجلوس للامتحانات سيُحرمون منها، خصوصًا في ولايات دارفور وكردفان الكبرى، وأجزاء من الخرطوم، والجزيرة، ومناطق أخرى تعاني من انعدام الأمن أو غياب الخدمات الأساسية. هذه النسبة الصادمة تعكس واقعًا مريرًا يتمثل في استبعاد شريحة كبيرة من الطلاب، وتحويل حقهم في التعليم إلى امتياز يُمنح فقط لمن يعيشون في مناطق محددة يتحكم فيها الإسلاميون ومليشياتهم.
الإصرار على إجراء الامتحانات في هذه الظروف، دون ضمان العدالة والشمول لكل الطلاب المؤهلين، ودون توفير بيئة آمنة لهم، يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الطلاب. فالتعليم، الذي يُفترض أن يكون أداة محايدة تُفعّل من أجل الوحدة والسلام، يُستخدم الآن، لقصر نظر هؤلاء، كوسيلة لزرع الفتن، وتكريس الفوارق، وإقصاء فئات واسعة من المجتمع السوداني عن حقوقهم.
بالطبع، فإن قرار إجراء الامتحانات على النحو الذي أقرته حكومة بورتسودان ليس قرارًا إداريًا بريئًا، بل يعكس استراتيجية تتبناها هذه السلطة، التي يسيطر عليها عناصر من النظام السابق، لاستغلال التعليم كأداة لتعزيز نفوذهم السياسي والاجتماعي في مناطق محددة، والتحكم بمصير سكانها بزريعة دولتهم المزعومة، أو “دولة البحر والنهر” كما يحلو لهم الاسم والعنوان.
وبالتالي، إقصاء وحرمان طلاب الشهادة الثانوية في المناطق خارج سيطرة القوات المسلحة وحلفائها من عناصر النظام العنصري البائد من الامتحانات، سيعمق بالتأكيد الشعور بالظلم، ويزرع بذور الانفصال وتقرير المصير في نفوس سكان هذه المناطق. لأن استثناء ولايات بعينها من العملية التعليمية، يُراد له أن يُرسّخ فكرة أن السودان ليس دولة واحدة متماسكة، وأن يُواصل ما انقطع من مشروع ما يسمى “بثورة الإنقاذ” الذي عمل على تحويل الدولة السودانية إلى مجموعة من الكيانات المنفصلة، تعاني بعضها دون الأخرى من انعدام العدالة وتفاوت الفرص والحرمان من الحقوق الأساسية والدستورية. وهو ما يمثل تهديدًا خطيرًا لوحدة السودان ومستقبل أجياله.
الوسومالشهادة السودانية حرب السودان دارفور لجنة المعلمين السودانيين
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الشهادة السودانية حرب السودان دارفور لجنة المعلمين السودانيين
إقرأ أيضاً:
فرحة وزغاريد احتفالا بانتهاء امتحانات الشهادة الإعدادية بالقليوبية .. شاهد
أنهى طلاب الشهادة الإعدادية بمحافظة القليوبية، امتحانات نهاية العام، حيث اختتموا الجدول بأداء مادتي الهندسة والحاسب الآلي، وسط حالة من الفرحة والارتياح، معبرين عن سعادتهم بانتهاء المرحلة الإعدادية واستعدادهم للانتقال إلى المرحلة الثانوية.
وعبر الطلاب عن سعادتهم بسهولة امتحان مادتي الهندسة والحاسب الآلي، معبرين عن سعادتهم بالمادتين وأن الأسئلة مباشرة والوقت كان مناسبا، كما أطلق الجميع الزغاريد ابتهاجا واحتفالا بانتهاء ماراثون امتحانات الشهادة الإعدادية كما شهد محيط اللجان حالة من البهجة والفرحة بين الطلاب.
من جانبه وتابع مصطفى عبده مدير مديرية التربية والتعليم بالقليوبية، اللجان الإمتحانية للشهادة الاعدادية العامة على مستوى المحافظة في ختام امتحانات الشهادة الإعدادية بالقليوبية.
كما اطمأن على استقرار اللجان الإمتحانية حيث أدي الطلاب الإمتحانات بمادة العلوم التربية الفنية بحضور أحمد عبد الرازق متابعة مكتب الوزير، ورشا الأدغم متابعة مكتب الوزير .
وأكد مصطفى عبده، أن غرفة العمليات الرئيسية والغرف الفرعية بالإدارات التعليمية على تواصل دائم ومستمر منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، وعلى مدار اليوم، لضمان انتظام وانضباط سير العملية الإمتحانية .
وأضاف وكيل وزارة التربية والتعليم، أنه عقب إجازة عيد الأضحي المبارك ستبدأ أعمال تصحيح المواد ضمن امتحانات الشهادة الاعدادية 2025 محافظة القليوبية، مع استمرار انعقاد غرفة العمليات المركزية بالمديرية، مشيرا إلى أن عدد الطلاب في الشهادة الإعدادية هذا العام بلغ 120413 طالبًا وطالبة، موزعين على 446 لجنة امتحانية، فى 12 إدارة تعليمية.
وشدد، على أهمية الانضباط داخل اللجان واتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة ضد أي محاولات للغش سواء كانت تقليدية أو باستخدام الوسائل الإلكترونية، مع التأكد من عدم اصطحاب الطلاب الملاحظين والمراقبين وجميع العاملين داخل اللجان لأجهزة الهاتف المحمول.
كما أكد، على اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لضمان سير الامتحانات في أجواء آمنة ومنضبطة لتحقق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع الطلاب.