سواليف:
2025-06-01@03:29:22 GMT

تأملات قرآنية

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 44 من سورة الأنعام: “فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ”.
يبين الله تعالى بعض سننه في تقدير إنعاماته على الناس، وهي أن عطاء الله لبعض خلقه ليس بالضرورة مكافأة على حسن عملهم، بل قد يكون للكافرين امدادا فيوغلوا بالضلالة، وهكذا يصبح عقوبة لأنه أعشى عيونهم عن الهدى، فيحق عليهم العذاب.


لقد أنبأنا بأنه لعدالته، فعطاؤه عام لكل خلقه ابتداء، بغض النظر عن طاعة المخلوق أو عصيانه: “كُلًّا نُمِدّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاء رَبّك وَمَا كَانَ عَطَاء رَبّك مَحْظُورًا” [الإسراء:20]، ثم يتفضل على من يشاء من الشاكرين منهم بفضله زيادة أو انقاصا، بقصد الإبتلاء والتمحيص، وأما الجاحدون المنكرون لفضله، فعقوبته لهم أنه يحرمهم من فرصة التوبة، التي تؤهلهم لنوال مغفرته وثوابه في الآخرة.
من خلال التفكر في هذه الآية، يمكننا الإلمام بشيء من الحكمة في تصريف الأمور التي تتم في الحياة الدنيا، وكيف أن هنالك ارتباط لها بالحياة الآخرة ومنها:-
1 – إن عطاء الله لعباده أصلا منتج ابتدائي لكرم الخالق، فهو ليس مثوبة ولا عقوبة.
2 – هذا العطاء يكون على وجهين أساسي: وهو شامل للنعم المعطاة للجميع كالحياة والعقل وكمال الوظائف الجسدية، والإنتفاع بالجوارح والحواس ..الخ، والوجه الثاني تخصيصي لبعض دون آخرين وبدرجات متعددة، مثل الإمداد بالمال والبنين والجاه والعلم والمواهب ..الخ.
3 – في العطاء الأساسي الشمولي، لا يشترط التساوي، وهذا التمايز الظاهري من أجل إظهار قيمة النعم الممنوحة لكن ذلك لا ينتقص من العدالة الإلهية المطلقة، فقد يتم التعويض في الفوارق في أمور أخرى، إنما كان التباين للتنبيه، فلا يحس المرء بمدى نفع النعمة إلا حين نقصها.
4 – في العطاء التخصيصي، قد لا يمكن الالمام بكل الحكمة العميقة حتى لأولي الألباب، بل ببعضها والظاهر منها، ويكون على أبواب كثيرة منها:
أ- عطاء دنيوي جزاء الإخلاص في العمل وبذل الجهد، مثل المجد والمردود المادي الذي يناله العالِم والمخترع والحاكم العادل والمصلح الإجتماعي، حتى لو كان غير مؤمن، وهذه مكافأة لمن نفع الناس أو أزال عنهم ضررا، لكن أثرها يبقى في الدنيا ولا ينفعه في الآخرة: “وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ” [الشورى:20]
ب – وهنالك جزاء في الآخرة فوق جزاء الدنيا لمن يفعل كل ذلك وهو مؤمن ويبتغي به وجه الله “وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ” [آل عمران:145].
ج – عطاء الدنيا قد يكون جزاء من جنس العمل، مثل البركة في المال أو زيادة الدخل لمن ينفق على عياله أويتصدق على غيره، وقد يكون في غير جنسه، مما قد يكون المرء بحاجة إليه ولا يحل المال مشكلته، كالشفاء من العلل “داوو مرضاكم بالصدقة” [حديث شريف]، أو بالنجاة من حادث، أو بمخرج من ضيق، أو التوفيق في العمل، أو صلاح الذرية، أو الذكر الحسن.
د – ليس شرطا تلازم العطاء مع الفعل الحسن، فالتوقيت يقدره الحكيم الخبير، ولأنه علام الغيوب فتقديره فيه الخير للعبد أكثر من تقدير العبد ذاته.
5 – كل ما سبق ذكره من عطاء الله خير ومثوبة، أمّا ما جاء ذكره في هذه الآية الكريمة فهو العطاء الخطير، وهو أن يمد الله للعاصين والظالمين والطغاة، حتى يتمادوا في غيهم ويظنوا أن الله غافل عما يفعلون، فيصلوا الى نقطة لا يمكنهم فيها العودة عن ضلالهم، فيكونوا قد استحقوا العقاب.
إن الله لا يكره أحدا من خلقه، بل يكره التوجه الى الضلال بعد تبين الهدى، لذلك يمقت أفعال الضالين وليس أشخاصهم، ولو علم في أحدهم خيرا لهداه ولفرح باهتدائه، لكنه يعلم أن دخاءلهم فاسدة، ولو تاب عليهم لعادوا لما نهوا عنه، هؤلاء يكره اختلاطهم بالصالحين، فلا يهديهم ولا يصلح بالهم، مثلما كره انبعاث المنافقين في غزوة العسرة فثبطهم، فخسروا فرصة التوبة وانكشف زيفهم للمؤمنين.
لذلك فالخاسر الأكبر هو المنافق الذي يعتقد أنه بنجاحه بإخفاءه عداءه لمنهج الله عن الناس قد نجى، فالله قد يكون مد له ليتمادى، ليستحق عقابه الأليم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تأملات قرآنية هاشم غرايبه قد یکون

إقرأ أيضاً:

رامي ربيعة يعلن رحيله عن الأهلي بعد 13 عامًا من العطاء: "لم أبخل بقطرة عرق"

أعلن رامي ربيعة، مدافع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، نهاية مشواره مع القلعة الحمراء، بعد مسيرة امتدت لأكثر من 13 عامًا بقميص الفريق الأول، مليئة بالألقاب والعطاء.

ووجّه ربيعة رسالة وداع مؤثرة عبر حسابه الرسمي على "إنستجرام"، جاء فيها:

"في بداية كلامي أحب أشكر النادي الأهلي وجمهوره العظيم على الفترة اللي قضيتها داخل جدران النادي لأكثر من 13 سنة مع الفريق الأول، حصلت خلالها على بطولات عديدة... ولم أبخل يومًا بقطرة عرق أو مجهود على فريقي."

نهاية صعبة وقرار مؤلم خالد الغندور: تفاصيل جلسة ميدو مع "الجفالى" بعد انتهاء موسم اللاعب مع الزمالك عاجل.. الزمالك يطلب السعة الكاملة لمباراة بيراميدز في نهائي كأس مصر

وأشار اللاعب إلى أن قرار الرحيل لم يكن سهلًا، لكنه اتخذه بعد تفكير، متمنيًا التوفيق للنادي في مشاركته القادمة بكأس العالم للأندية، ولكل زملائه خلال الفترة المقبلة.

"كنت أتمنى أن أُكمل المسيرة مع النادي الأهلي العظيم، ولكن اليوم أعلن نهاية مسيرتي مع الفريق. القرار لم يكن الأسهل، وأتمنى التوفيق للنادي في كأس العالم للأندية وفي كل الخطوات القادمة."

وختم ربيعة رسالته قائلًا: "شكرًا للنادي الأهلي... شكرًا لجمهور الأهلي العظيم."

حصيلة بطولات استثنائية

خلال مشواره، حقق ربيعة سلسلة من البطولات مع الأهلي، من بينها:

10 بطولات دوري مصري ممتاز

6 بطولات دوري أبطال إفريقيا 

4 بطولات كأس مصر 

4 بطولات كأس السوبر الإفريقي

3 بطولات كأس السوبر المصري 

بطولة كأس الكونفيدرالية الإفريقية 

مقالات مشابهة

  • خبيرا تحكيم يؤكدان أحقية الاتحاد في ركلة جزاء بنهائي الكأس.. فيديو
  • حسام موافى: الفيوم أجمل بلاد الدنيا وأنصح بزيارتها
  • متى يكون وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟.. الأزهر يجيب
  • خالد الجندي: لا يصح انتهاء العِشرة والحياة الزوجية بالفضائح والانهيار
  • رامي ربيعة يعلن رحيله عن الأهلي بعد 13 عامًا من العطاء: "لم أبخل بقطرة عرق"
  • محافظ حلب يوقّع اتفاقية توءمة مع رئيسة بلدية غازي عنتاب التركية
  • السكاف يبحث مع جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية سبل التعاون في مجال تنمية الموارد البشرية
  • محمود فوزي: العمل الخيري أصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجية التنمية المستدامة
  • أحاديث فضل صيام العشر من ذي الحجة .. اغتنم 8 عبادات للفوز بخيري الدنيا والآخرة