الأسبوع:
2025-12-12@12:05:36 GMT

سوريا.. مسارات خادعة ومستقبل غامض

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

سوريا.. مسارات خادعة ومستقبل غامض

لم تستفق الأغلبية بعد من وقع الصدمة، وإن شئنا التخفيف سنكتبها "المفاجأة"، التي انتهى أحد أحد فصولها في 7 ديسمبر 2024، بسقوط النظام في دمشق، وسيطرة ما يسمى هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا"، بقيادة الإرهابي أبو محمد الجولاني "أحمد الشرع حديثا"، إلى جانب جميع الفصائل المسلحة الأخرى.

دون الخوض في تفاصيل ما قبل تاريخ 7 ديسمبر 2024، والذي سيحتاج للكثير من الوقت لكشف كواليسه بدقة بعيدا عن "التخمين"، وبعيدا عن دوامة الدوران في "الماضي"، وهو المستنقع الذي وقعت فيه معظم الدول ولم تخرج للآن، فإن الأهم للشارع السوري والمنطقة الآن يتمثل في المستقبل القريب وليس البعيد على الأقل.

كثيرون من المقيمين بالخارج هم في حيرة من أمرهم، بشأن حلم العودة للوطن، وما إن كان المستقبل هناك للجميع أم لتيار أو فصيل دون غيره، وهل حقا ستنتقل سوريا للديمقراطية سريعا، أم أنها ستنزلق أسرع للمسارات التي اعتدناها في العراق وليبيا والسودان واليمن.

بوجهة نظر آنية قد تتغير لاحقا طبقا للمجريات، فإن تعقيد الوضع السوري وكثرة التداخل فيه ربما يذهب بالدولة نحو سيناريوهات مفاجئة أيضا كما حدث في عملية سقوط النظام، وفي ظل سيناريوهات متعددة محتملة، أشير هنا إلى مسارين ربما هما الأهم في الوقت الراهن.

المسار الأول الذي يتفق عليه عليه وربما ترجحه الأغلبية من المراقبين، أن الدولة ذاهبة نحو الحرب الأهلية والتقسيم، للإبقاء عليها دويلات متنازعة تخضع كل منها لنفوذ دولة ما، من الدول المتداخلة هناك، تحقيقا للهدف الأسمى لواشنطن وهو إضعاف محيط إسرائيل بشكل كامل لتبقى هي يدها التي تضبط بها إيقاع الشرق الأوسط بشكل كامل "وفق رؤيتهم ومخطط الشرق الأوسط الجديد"، غير أن هذا المسعى يصطدم بجدار مصر الصلب، رغم كل الحصار الاقتصادي، كما يصطدم برفض معظم شعوب المنطقة له.

المسار الأول تعززه العديد من العوامل، منها ما قمت به قوات الاحتلال من قصف وتدمير للمطارات والقوة الصاروخية والبحرية، وبشكل عام نزع سلاح سوريا، وما تقوم به تركيا من تحشيد لقواتها على الحدود السورية، والدعم الأمريكي لميليشيا سوريا الديمقراطية، والسماح لهيئة مصنفة على قوائم الإرهاب بالتحكم في المشهد، لضمان عدم تفوق فصيل على آخر وعدم وجود أسلحة ومعدات تضمن تفوق فصيل على الأخر وقد تستخدم مستقبلا ضد إسرائيل، في إطار "تكافؤ القوة يضمن استمرار النزاع"، وهو المسار الأسوأ الذي قد يقضي على ما تبقى من أمل في سوريا، ويزهق أرواح الآلاف مجددا.

أما المسار الثاني، والمحتمل فإنه مغاير تماما لكل الاستراتيجيات التي اتبعتها واشنطن سابقا، وأرى أنه الأخطر إن كانت التحركات الدقيقة التي يتم العمل عليها تهدف إليه، ويتمثل في تقديم ما يسمى "جبهة النصرة "كفصيل قادر على إحداث النهضة الاقتصادية، بدعم مالي كبير من دول عربية وغربية، بحيث تتمكن الجبهة "وفق السيناريو المخطط لها" من تحويل سوريا إلى مركز اقتصادي موالي بشكل كامل للغرب وإسرائيل، وهو مسار لن يضمن لسوريا أيضا سيادتها أو وحدتها بأي شكل من الأشكال، لكنه قد يبقى على العاصمة في هذا الإطار على الأقل.

رغم ضعف الاحتمالية ووجود الكثير من العوائق، إلا أن العمل على هذا السيناريو يستهدف أولا بعث رسالة للجماعات العقائدية والفئوية بإمكانية دعمها كما حدث مع ما يسمى "هيئة تحرير الشام".

الرسالة الثانية للشعوب في بعض الدول المتماسكة حتى اللحظة بأن الجيوش الوطنية القوية ليست شرطا لبقاء وتقدم الدول، بل يمكن لجماعات حتى وإن كانت متطرفة أن تبني الاقتصاد، وبذلك تحاول السيطرة على الرأي العام وتوجيهه مرة أخرى للخروج ضد الدولة، بعد أن أصبحت سياسة الغرب القديمة مرفوضة من الأغلبية في الشرق الأوسط.

العوامل المعززة للمسار الثاني كثيرة أيضا، ويأتي في مقدمتها أن الغرب الذي أتى بالتيار الشيعي للمنطقة ومكنه منها منذ العام 2003، يأتي اليوم بتيار مناهض للتيار الشيعي وهو تيار "سني متشدد"، في إطار "إدارة الصراع" على جثة المنطقة وشعوبها.

عوامل أخرى اقتصادية تعيد الخط القديمة للواجهة، إذ بدأت الصراعات على الجيبوليتيك السورية وخطوط الطاقة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عندما سعت واشنطن ولندن في توسيع نفوذهما في الشرق الأوسط، وسعت واشنطن لوضع قاعدة أمريكية على الأراضي السورية، وهو ما تحقق بعد 2011.

فبعد استقلال سوريا عن الاحتلال الفرنسي عام 1946، تجلى الصراع على الجيبوليتيك السورية وخطوط الطاقة، حيث رفض الرئيس السوري آنذاك، شكري القوتلي، مشروع خط أنابيب التابلاين الذي كان يهدف إلى نقل النفط من السعودية والخليج إلى لبنان عبر سورية.

كما جاء رفض سوريا في عام 2000، خط أنابيب غاز طبيعي بقيمة 10 مليارات دولار بطول 1500 كيلومتر عبر المملكة العربية السعودية والأردن وسورية ومن سورية يتفرع الخط إلى ثلاثة فروع فرع إلى طرابلس لبنان وفرع إلى اللاذقية السورية والفرع الثالث إلى تركيا، كان الهدف من الخط هو ربط قطر مباشرة بأسواق الطاقة الأوروبية، وهو مشروع يحاول الغرب التعجيل به في ظل الأزمة المتفاقمة مع روسيا التي قربت عامها الثالث.

كما يعززه أيضا دور الجانب الأمريكي الذي تأكد تناقضه، رغم إعلانه أن المكافأة الأمريكية البالغة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الجولاني قائمة حتى الآن، في الوقت الذي ذهب وفد أمريكي رفيع المستوى ليلتقي بالجولاني في دمشق، وسبقه تنسيق المقابلة التلفزيونية معه لشبكة التلفزيون الأمريكي cnn.

في المجمل يمكن القول أن الشارع السوري في مفترق طرق الآن، وعليه أن يحدد مصيره برؤية وبصيرة مغايرة غير مبنية على انفعالات اللحظة، خاصة أنه من دفع الفاتورة الأكبر طوال السنوات الماضية في الداخل والخارج، وعليه الآن أن يحدد مستقبل أبناءه دون خوف أو مراهنة على احتمالات.. .مشاركة جميع التيارات السياسية والمكونات بشكل ديمقراطي دون أي إملاءات هو الذي يمكن أن ينقذ سوريا من المجهول.. .يجب أن تكون سوريا لكل السوريين غير تابعة لهذا أو ذاك.. .رغم صعوبة ذلك في الوقت الراهن.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية الوضع في سوريا محمد حميدة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

مخلوق غامض يثير جدل الإنجليز بعد 500 عام من الاختفاء .. ما القصة؟

بعد غياب امتد لأكثر من 500 عام، أثار ظهور قندس بري غامض في الريف الإنجليزي دهشة الخبراء وجذب انتباه المجتمع المحلي.. فما سر ظهوره؟

تم رصد هذا المخلوق الغريب مؤخرًا في محمية بينستهورب الطبيعية على ضفاف نهر وينسوم، حيث لوحظ وهو يجمع الأغصان وبدأ في بناء عشه، وفقًا لتصويرات كاميرات المراقبة.

اعتقال لاعب كرة قدم شهير في إنجلترا.. تفاصيلإيه اللي بيحصل مع صلاح في إنجلترا دلوقتي؟.. ناقد رياضي يكشف مفاجأةتوخيل عن مجموعة إنجلترا بمونديال 2026: افتتاحية صعبة واحترام كامل للجميعجوارديولا: أتمنى تتويج إنجلترا بكأس العالم.. ومرتبط بها عاطفياالزناتي يلتقي الأمين العام لاتحاد التعليم في إنجلترا لبحث آفاق التعاونبنك إنجلترا يحذر من تقييمات مرتفعة لأسهم الذكاء الاصطناعي وتزايد الديونتاريخ القنادس في إنجلترا

وفقا لـ ديلي جالكسي، يشكل هذا الحدث أهمية خاصة، حيث يعد الظهور الأول للقنادس في نورفولك منذ القرن السادس عشر. 

والأكثر إثارة هو أن هذا الظهور يأتي خارج أي برنامج رسمي لإعادة إدخال الأنواع البرية، مما يترك السلطات المحلية عاجزة عن تفسير كيفية وصول هذا القندس إلى المنطقة.

على الرغم من أن المملكة المتحدة تبنت سياسة حذرة لإعادة القنادس إلى البرية، إلا أن الجهود الرسمية لا تزال في مرحلة مبكرة. 

منذ مارس الماضي، بدأت هيئة Natural England بإصدار تصاريح لمشاريع إعادة إدخال القنادس، ولكن حتى الآن لم يتم إطلاق سوى مجموعة صغيرة في Purbeck Heaths بمقاطعة دورست، حيث تم إدخال أربعة أفراد تحت ظروف مراقبة صارمة.

ما تأثير القنادس على البيئة؟

شهدت بعض المناطق الأخرى في إنجلترا نشاطًا للقنادس البرية، بما في ذلك ديفون وكينت وهيريفوردشاير وهامبشاير وسومرست، حيث تشكلت مجموعات مستقرة خارج إشراف السلطات. 

يعتقد بعض الخبراء أن ظهور قندس نورفولك قد يكون نتيجة لإطلاق غير رسمي من قبل نشطاء إعادة الحياة البرية، والذي يُعرف أحيانًا باسم "قذف القنادس".

ريتشارد سبواج، مدير محمية بينستهورب، أشار إلى أن القندس يعيش في منطقة منعزلة مليئة بالأشجار، مما يجعلها مكانًا مثاليًا له. يُعتقد أن القندس كان موجودًا في المنطقة منذ حوالي شهر قبل اكتشافه. 

ويعتبر القندس نوعًا مفتاحيًا له تأثير كبير على النظام البيئي، حيث تسهم أنشطة بناء السدود في تعديل المناظر الطبيعية وتحسين جودة المياه، حيث تساهم القنادس في تحسين جودة المياه، وتوفير مواطن للبرمائيات والطيور والحشرات، وتقليل مخاطر الفيضانات. 

الملاحظات تشير إلى أن القندس يتكيف جيدًا مع بيئته، حيث شوهد وهو يجمع فروع الصفصاف ويخزنها استعدادًا لفصل الشتاء، مما يدل على كفاءته في استخدام الموارد المحلية.

وبغض النظر عن كيفية وصوله، يمثل القندس الجديد في نورفولك علامة على قدرة الطبيعة على التعافي دون تدخل مباشر من الإنسان، كما يعيد هذا الاكتشاف النقاش حول دور الإنسان في حماية وإدارة الحياة البرية في إنجلترا.

ما هو حيوان القندس؟

يعد القندس من الحيوانات الثديية التي تنتمي إلى رتبة القوارض، ويشتهر بقدرته الفائقة على بناء السدود، حيث يمتاز بجسمه الضخم وذيله المسطح الذي يساعده على السباحة. ويتغذى القندس على لحاء الأشجار والأغصان والنباتات المائية، ويعيش غالبًا في المناطق المائية ويكون نشطًا أثناء الليل.

ينقسم القندس إلى نوعين رئيسيين: القندس الأوراسي الموجود في أوروبا وآسيا، والقندس الأمريكي الموجود في أمريكا الشمالية. يُعتبر القندس رمزًا للحياة البرية وقدرة الطبيعة على التكيف وإعادة تشكيل بيئتها لصالح جميع الكائنات الحية.

طباعة شارك حيوان القندس ظهور حيوان القندس ما هو حيوان القندس إنجلترا تأثير حيوان القندس

مقالات مشابهة

  • سيف بن زايد: الإمارات مستمرة في دعم المنظمات الدولية وتعزيز مسارات بناء السلام
  • مستقبل غامض لـ محمد صلاح فى ليفربول.. ما موقف برشلونة؟
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • اللجنة العُمانية القطرية المشتركة تستعرض مسارات تعزيز التعاون الثنائي
  • كنوز الجبال.. فرصٌ مؤجَّلة تنتظر الإحياء
  • وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تستقبل النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لبحث نتائج الزيارة ومستقبل العلاقات الاستراتيجية مع البنك
  • مزايا تحويل الدبلومات الفنية إلى نظام البكالوريا التكنولوجية
  • مخلوق غامض يثير جدل الإنجليز بعد 500 عام من الاختفاء .. ما القصة؟