الصين تعزز استخدام رقائق الذكاء الاصطناعي المحلية
تاريخ النشر: 12th, December 2025 GMT
أدرجت الصين رقائق الذكاء الاصطناعي المحلية ضمن قائمة المشتريات الرسمية لأول مرة، مما يعزز قطاع التكنولوجيا في البلاد قبل خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسماح لشركة إنفيديا بتصدير منتجاتها إلى الصين.
وأضافت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات مؤخرا معالجات الذكاء الاصطناعي من شركات صينية، من بينها هواوي وكامبريكون، إلى قائمة الموردين المعتمدين لدى الحكومة، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين على الأمر.
تهدف الخطوة إلى تعزيز استخدام أشباه الموصلات المحلية في القطاع العام الصيني، وقد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات من المبيعات الجديدة لشركات تصنيع الرقائق المحلية.
جاءت الخطوة قبل إعلان ترامب يوم الاثنين عن رفع القيود الأميركية على الصادرات والسماح لشركة إنفيديا بشحن رقائقها المتطورة إتش 200 – H200 إلى "عملاء معتمدين في الصين".
ومع ذلك، قد تواجه هذه المبيعات معارضة من بعض المشرعين في واشنطن والسلطات الصينية.
لم تُعلن الصين بعد عن قائمة مشترياتها الجديدة، لكنّ مصادر مطلعة أفادت بأنّ العديد من الهيئات الحكومية والشركات المملوكة للدولة قد تسلّمت بالفعل وثيقة التوجيه، وبينما سبق حثّها على دعم شركات تصنيع الرقائق المحلية، تُعدّ هذه المرة الأولى التي تتلقّى فيها جهات من القطاع العام تعليمات مكتوبة.
تُشير هذه الخطوة إلى عزم بكين على تقليل اعتماد البلاد على التكنولوجيا الأميركية وتعزيز صناعة أشباه الموصلات المحلية في سباق الذكاء الاصطناعي ضد الولايات المتحدة.
وتُعدّ قائمة ابتكارات تكنولوجيا المعلومات -المعروفة باسم "شينتشوانغ" باللغة الصينية- بمثابة دليل إرشادي للهيئات الحكومية والمؤسسات العامة والشركات المملوكة للدولة التي تُنفق مليارات الدولارات سنويا على شراء منتجات تكنولوجيا المعلومات.
إعلانوتُشكّل هذه القائمة جزءا من إستراتيجية بكين لتقليل اعتماد الصين على المنتجات الأجنبية في أعقاب قيود التصدير التي فرضتها واشنطن.
وأُضيفت إلى القائمة خلال السنوات القليلة الماضية معالجات دقيقة محلية الصنع لتحلّ محلّ تلك التي تُصنّعها شركتا إيه إم دي وإنتل الأميركيتين، بالإضافة إلى أنظمة تشغيل بديلة لنظام ويندوز Windows من مايكروسوفت.
وأدى ذلك إلى التخلّص التدريجي من منتجات التكنولوجيا الأجنبية في المؤسسات العامة الصينية، كالمكاتب الحكومية والمدارس والمستشفيات، وكذلك الشركات المملوكة للدولة.
وتُظهر الخطوة كذلك ثقةً بأن رقائق الذكاء الاصطناعي المحلية بلغت مستوى أداء يُؤهلها لاستبدال نظيراتها الأميركية، وذلك في أعقاب جهود حثيثة بذلتها بكين لتركيز الموارد على هذا القطاع خلال السنوات القليلة الماضية.
الدعم الحكوميزادت الصين مؤخرا الدعم الحكومي الذي يُخفض فواتير الطاقة إلى النصف تقريبا لبعض أكبر مراكز البيانات في البلاد، في محاولة لمساعدة عمالقة التكنولوجيا مثل علي بابا وتينسنت على تحمل تكاليف الكهرباء المرتفعة الناتجة عن استخدام أشباه الموصلات المحلية الأقل كفاءة.
وواجهت جهود استبدال تكنولوجيا إنفيديا بنظيراتها المحلية بعض المقاومة من الشركات.
وقال مسؤول تنفيذي في مؤسسة مالية حكومية إنه على الرغم من تخصيصهم 100 مليون يوان (14 مليون دولار) لشراء رقائق الذكاء الاصطناعي المحلية من القائمة هذا العام، فإن معظم هذه المعالجات الصينية التي اشترتها المجموعة أصبحت الآن غير مُستخدمة.
وبُنيت نماذج التداول الكمي لشركته على أجهزة إنفيديا Nvidia، وسيؤدي التحول إلى معالجات هواوي Huawei إلى جهد كبير في التكيف.
يُعدّ هذا التردد في الانتقال إلى بنية جديدة أمرا شائعا في المرحلة الانتقالية، وفقا لأحد صانعي السياسات الصينيين، الذي قال إن البلاد بحاجة إلى تحقيق استقلال تكنولوجي أكبر، وأضاف: "لا مفر من صعوبات النمو، لكن علينا الوصول إلى هدفنا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سر اللعبة الكبرى .. DeepSeek تسرق رقاقات إنفيديا المحظورة لتطوير نموذجها
ردت شركة إنفيديا، على تقرير أفاد بأن شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "DeepSeek" تستخدم رقائق Blackwell المهربة لتطوير نموذجها القادم.
وتعتبر رقائق Blackwell من إنفيديا واحدة من أحدث وأقوى منتجات الشركة، وقد فرضت الولايات المتحدة حظرا على تصديرها إلى الصين في إطار جهودها للحفاظ على تقدمها في سباق الذكاء الاصطناعي.
وفقا لتقرير من موقع "The Information"، فإن DeepSeek تستخدم رقائق دخلت البلاد بشكل غير قانوني.
وقال متحدث باسم إنفيديا في بيان: “لم نتلق أي إثباتات أو معلومات تؤكد وجود ”مراكز بيانات وهمية" تم إنشاؤها لخداعنا وخداع شركائنا من الشركات المصنعة للمعدات الأصلية، ثم تم تفكيكها وتهريبها وإعادة تركيبها في مكان آخر، ورغم أن عملية التهريب هذه تبدو بعيدة عن الواقع، فإننا نتابع أي معلومة نتلقاها."
تعتبر إنفيديا واحدة من أكبر المستفيدين من ازدهار الذكاء الاصطناعي حتى الآن، حيث تطور وحدات معالجة الرسومات GPUs التي تعد أساسية لتدريب النماذج وتشغيل الأعمال الكبيرة.
وبما أن هذه الأجهزة تشكل عنصرا حيويا في تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أصبحت علاقة إنفيديا مع الصين نقطة توتر سياسي بين المشرعين الأمريكيين.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن يوم الإثنين الماضي أن إنفيديا يمكنها شحن رقائق H200 إلى "العملاء المعتمدين" في الصين وغيرها من الدول، بشرط أن تحصل الولايات المتحدة على 25% من تلك المبيعات، لكن هذا الإعلان واجه اعتراضات من بعض أعضاء الحزب الجمهوري.
أثار ظهور DeepSeek في يناير قلق قطاع التكنولوجيا الأمريكي عندما أطلقت نموذجا للذكاء الاصطناعي يسمى "R1"، والذي حقق نجاحا كبيرا على متاجر التطبيقات وقوائم الصناعة.
كما تم تطوير نموذج R1 بتكلفة أقل بكثير مقارنة بالنماذج الأمريكية، وفقا لبعض التقديرات التحليلية.
وفي أغسطس، ألمحت DeepSeek إلى أن الصين ستتوفر قريببًا على رقائق "الجيل التالي" لدعم نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.