علي الفاتح يكتب: المشروع الأكثر نزاهة في سوريا
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
وسط كل التدخلات الدولية والإقليمية في شؤون سوريا، ومساعي لعب الدور الحاسم فى صناعة مستقبلها السياسي، يبقى الدور العربي، الأكثر نزاهة، والأقدر على النأي ببوابة أمنه القومي بعيدا عن سيناريوهات الفوضى والاقتتال الأهلي.
على مدار أكثر من خمسة عقود ترك العرب منطقة الشرق الأوسط ساحة خالية تتصارع فيها المشاريع الإقليمية والدولية لتحقيق مصالحها، وقد آن الأوان أن تعمل القوى العربية الرئيسة من العراق والسعودية ومصر شرقا إلى الجزائر غربا على صياغة مشروع عربي مشترك يحقق مصالح أبناء المنطقة، ويدافع عن أمنها القومي.
العرب قبل سوريا، التي تمشي على حبل دقيق تخشى السقوط على يمناه فتغرق في أتون حرب أهلية، أو الوقوع على يسراه فيحرقها جحيم صراعات عرقية، أحوج ما يكون إلى هذا المشروع، ذلك أن سعير الفتن المذهبية والعرقية سرعان ما سينتقل إلى باقى المنطقة، كما أن شظايا الإرهاب والتطرف الديني ستنطلق بسرعة الضوء لتهدد الجميع.
لم يمضِ أسبوع على قمة العقبة، التي جمعت أغلب الأطراف الدولية والإقليمية لبحث مستقبل سوريا، حتى سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إرسال وفد دبلوماسي رفيع المستوى إلى دمشق للتحدث مع حكامها الجدد من أعضاء هيئة تحرير الشام، المصنفة إرهابية، وباقي القوى السياسية، وممثلي الطوائف المختلفة، فضلا عن النشطاء الحقوقيين وقادة المجتمع المدني.
من الناحية الموضوعية لا يمكن الرهان على دور حيادي ونزيه لطرف يفرض سيطرته على الأرض عبر وجود عسكري قوي، كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة وأطراف إقليمية أخرى.
الخلفية الأيديولوجية لـ«الشرع» ومكونات هيئة تحرير الشام من جماعات وفصائل مسلحة، أو مكونات الجيش السوري الحر، وما يسمى بفيلق الشام في الشمال السورى ليست المصدر الوحيد لتهديد أمن المنطقة، فأغلب تلك الفصائل خاضت حروبا فيما بينها، في سياق صراعها على مناطق النفوذ، أو حتى خلافاتها حول بعض التفسيرات الفقهية.
أي أنّ الاقتتال بين مكونات هيئة تحرير الشام وباقي الفصائل المتطرفة الموجودة في الشمال السورى وارد، بل من المحتمل انقلابها على أحمد الشرع نفسه إذا اتخذ خطوات جادة نحو الدولة المدنية كما يدّعى حتى الآن.
من الوارد أيضا اندلاع صراع مسلح بين تلك الجماعات وبعض المجموعات المسلحة الموجودة في مدن الساحل السوري، معقل العلويين، وهناك بعض الحوادث، التي وقعت وتؤشر بقوة إلى ذلك.
ومن تعقيدات المشهد السوري وجود عناصر أجنبية تنتمي إلى الجماعات الإرهابية المسلحة على اختلاف توجهاتها، وبحسب تصريحات الشرع قد يعمل على منحهم الجنسية السورية.
وفوق ذلك كله تحتفظ واشنطن بنحو أحد عشر ألف مقاتل داعشى داخل صفوف الأكراد، ولا أحد يعرف متى وكيف وأين وضد من ستستخدمهم؟!
فى هذا السياق كله يتعين استرجاع التجربة الأمريكية فى أفغانستان والعراق، ففي الأولى سمحت لقوات طالبان ببسط سيطرتها على كامل المدن الأفغانية خلال شهر واحد، في مشهد مشابه لما جرى في سوريا عبر أحد عشر يوما فقط، وتركت أفغانستان لتقيم فيها طالبان دولة دينية رجعية.
وبعد احتلال العراق، عملت على صناعة نظام قائم على المحاصصة الطائفية، وسمحت بحكم ذاتي مستقل، فيما يُعرف بكردستان العراق.
كلا السيناريوهين وارد بشدة في سوريا لتدفن أحلام السوريين في دولة مدنية ديمقراطية عمادها مبادئ المواطنة والمساواة والهوية السورية الوطنية بعيدا عن الانتماءات الطائفية والمذهبية والعرقية.
صياغة مشروع عربي مشترك، تحت مظلة جامعة الدول العربية، من شأنه تقوية أدوات عمل الجامعة، وحماية سوريا من سيناريوهات الانفلات.
وظني أنّ الدبلوماسية العربية تستطيع تشكيل مجموعة عمل تتوجه سريعا إلى دمشق بعقل منفتح يحاور رموز وقيادات جميع القوى السياسية والطوائف والمذاهب والعرقيات، ويجمع بينهم وبين حكام دمشق الجدد لإيجاد صيغة توافقية بشأن مستقبل سوريا.
هذا المشروع العربي سيكون له دور في حل أزمة الوجود العسكري الأجنبي، وإيجاد ضمانات لوحدة سوريا، والأمن القومي لتركيا، ومساعدة الدولة السورية الجديدة لمواجهة ممارسات الاحتلال الصهيوني.
بدون ذلك ستظل سوريا مستباحة للمشاريع الدولية والإقليمية الاستعمارية وجماعات الإرهاب الديني.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوريا العراق السعودية مصر
إقرأ أيضاً:
التموين وتنمية المشروعات تدرسان إنشاء منافذ جديدة في المناطق الأكثر احتياجًا
كتب- محمد سامي:
عقد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، اجتماعًا تنسيقيًا مع المهندس باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بمقر الوزارة بمدينة العلمين، لبحث آفاق التعاون المشترك بين الجانبين.
شهد الاجتماع حضور عدد من قيادات الجهاز والوزارة، من بينهم خالد الجبالي، عضو مجلس إدارة جهاز تنمية المشروعات، والدكتور رأفت عباس، نائب رئيس الجهاز، ومحمد مدحت، نائب رئيس الجهاز، وأيمن إسماعيل، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية، والدكتور علاء ناجي، الرئيس التنفيذي للشركة القابضة، إلى جانب عدد من مساعدي الوزير وكبار المسؤولين.
وخلال اللقاء، تم الاتفاق على وضع إطار تنظيمي للتعاون، يستهدف تطوير المنافذ التموينية القائمة وتوحيد شكلها ومضمونها تحت علامة تجارية موحدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات والمنتجات المقدمة للمواطنين.
كما تم الاتفاق على دراسة إنشاء منافذ جديدة في المناطق الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية، لضمان التوزيع العادل للسلع الأساسية وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
واستعرض المشاركون في الاجتماع، النموذج التشغيلي المقترح لتطوير المنافذ، بما يشمل آليات التمويل وتسهيلات التراخيص، إلى جانب تهيئة البيئة التشغيلية لمشروعات مثل "جمعيتي" والبقالة التموينية، للعمل وفق نظام الفرانشايز الحديث، ما يعزز من قدرتها على المنافسة وتقديم خدمات متنوعة، فضلاً عن التوسع في بيع السلع الحرة.
وأكد الجانبان، أن المشروع يمثل نقلة نوعية في دعم شباب المستثمرين، وتوفير فرص عمل مستدامة، إلى جانب تحسين كفاءة توزيع السلع بأسعار مناسبة وجودة عالية، سواء من خلال المنافذ الثابتة أو السيارات المتنقلة.
كما ناقش الاجتماع، الترتيبات التنفيذية لإطلاق المرحلة الأولى من المشروع، والتي تشمل تحديد المنافذ المستهدفة بالتطوير، وإعداد دليل تشغيلي موحد، بالإضافة إلى تحديد المحافظات التي ستشهد التطبيق المبدئي.
ويأتي هذا التعاون ضمن رؤية الدولة لتحديث البنية التحتية لتجارة التجزئة وتعزيز الأمن الغذائي، من خلال تكامل الجهود بين مؤسسات الدولة، بما يدعم الاقتصاد المحلي ويرتقي بمستوى الخدمة المقدمة للمواطنين في جميع أنحاء الجمهورية.
اقرأ أيضًا:
أحدث 25 صورة لمشروع الخط الأول من القطار الكهربائي السريع
شكرًا على تعاونكم.. الكهرباء تصدر بيانًا جديدًا بشأن محطة محولات جزيرة الدهب
تطوير العتبة ونقل الباعة الجائلين.. أحدث 25 صورة تكشف مستجدات التنفيذ
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور شريف فاروق تنمية المشروعات التموين تطوير المنافذ التموينيةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
"التموين" و"تنمية المشروعات" تدرسان إنشاء منافذ جديدة في المناطق الأكثر احتياجًا
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
41 27 الرطوبة: 15% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك