سرايا القدس: قصفنا تجمعات العدو في مخيم جباليا بقذائف الهاون
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
أعلنت سرايا القدس، عن قصف بقذائف الهاون النظامي (عيار 60) تجمعات لجنود وآليات العدو الصهيوني، المتوغلين في موقع المبحوح شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سرايا القدس قذائف الهاون موقع المبحوح شمال قطاع غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
نازحون من مخيم جنين يصفون للجزيرة نت ما آلت إليه أوضاعهم
جنين- في بيت مهجور منذ 40 عاماً في منطقة وادي برقين غرب مخيم جنين، استقر الحال بسعاد أبو عطية وعائلتها بعد نزوحهم من حارة الحواشين في المخيم.
ويوم النزوح شهدت سعاد وعائلتها كل أهوال التهجير والطرد، كما كافة أسر المخيم، والتي أجبرت على ترك منازلها تحت تهديد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقد مكثت العائلة عند قريب زوج سعاد في برقين، مدة شهرين. وبعد محاولات عديدة، تمكنوا من إيجاد البيت المهجور، وانتقلوا إليه لتأمين راحة أكبر لأولادها الأربعة. في حين يحاول ابن سعاد الأكبر اجتياز امتحانات الثانوية العامة ولكنه يجد صعوبة في متابعة دروسه وإيجاد وقت ومساحة كافية.
بيت مهجور
على مقعد ثلاثي، وهو قطعة الأثاث الوحيدة الموجودة بالمنزل، جلست سعاد تشرح ما عانته وعائلتها طوال الأشهر الأربعة من نزوحها من المخيم. وتقول إنهم أجبروا على تدبر أمورهم بهذا المنزل، ليتمكن نجلها سامي (18 عاماً) من تقديم امتحانات الثانوية العامة، وقد "نزحت العائلة حديثا، والمنزل مزدحم، ولا يوفر الجو الدراسي المطلوب لطالب التوجيهي، فابني حرم من المدرسة منذ أزمة السلطة مع كتيبة جنين، وبعدها طردنا من منزلنا".
وخرجت سعاد وأولادها من دون أن يتمكنوا من حمل حتى حقائب المدرسة معهم، وكانت العائلة قد فقدت مصدر دخلها منذ عامين، مما جعل إيجاد سكن حتى بإيجار مخفض صعبا.
إعلانوالمنزل -الذي استطاع أبو سامي "زوج سعاد" الاتفاق مع مالكه على تأجيل دفع إيجاره الفترة الحالية- لا توجد به مقومات الحياة، لا نوافذ ولا أبواب، ولا أثاث، ولا مساحة كافية لـ4 أولاد ووالديهم.
ومرت سعاد وعائلتها بأيام عصيبة جداً، أيام النزوح الأولى، وحتى بعد الانتقال لهذا المنزل حيث لا ماء ولا كهرباء، ولا أبواب "سجلنا الأطفال في مدرسة برقين، وبعد أيام من التزامهم بالدوام أحسوا بالحرج بين أقرانهم لأنهم لا يملكون حقائب مدرسية" تقول سعاد للجزيرة نت.
وبعد قرابة 5 أشهر من النزوح تجد سعاد نفسها عاجزة عن توفير الحد الأدنى من احتياجات أطفالها، وتقول "البيت يحتاج فراشا وأغطية، ونوافذ، والليل هنا عبارة عن حرب مع البعوض والحشرات، ولا يمكننا النوم". وتحكي عن اقتراب العيد والبعد عن الأحباب وصعوبة توفير المستلزمات للأطفال، وما يتسبب فيه ذلك من آثار في نفسيتهم.
داخل مستودع صغير لأغراض الزراعة، تسكن هبة سالم 32 عاماً، وأولادها السبعة بعد نزوحهم من منزلهم في مخيم جنين قبل 5 أشهر.
الغرفة مبنية على سفح الجبل المطل على مخيم جنين، في منطقة تسمى حرش السعادة، والتي تحولت بالنسبة لعائلة هبة إلى نقطة تعاسة.
وتقول هبة "النظر للمخيم بمثابة حرقة في قلبي، يومياً أرى جرافات الاحتلال تهدم المنازل داخله، وأشعر بالحسرة، بيوتنا تهدم أمام أعيننا، وحياتنا كلها داخل المخيم تهدم وتختفي، ونحن لا حول لنا ولا قوة".
وأمام الغرفة يحاول الأطفال بناء بيت للعب، وبألواح من الخشب والطوب تشكل الصغيرات غرفة، ومطبخاً وباحة أمام المنزل.
وخلال جولة اللعب التي تقول والدتهم أنها تمتد منذ الصباح الباكر وحتى نهاية اليوم، تغني الصغيرات أغنية للوطن.
و"لا يوجد مكان يذهبن إليه منذ استيقاظهن وحتى غروب الشمس، ويبنين البيت ويهدمنه ثم يعدن بناءه مرات كثيرة، هذا هو المتنفس الوحيد لهن، وعلى الرغم من قلة الامان هنا لكن الغرفة صغيرة لا تتسع لأطفال بهذا العمر يحتاجون للعب والحركة، كما أن جوها حارٌ جداً خاصة مع دخول الصيف" كما تقول هبة.
وتأمل العائلات النازحة من مخيم جنين العودة إليه، ويقول الأهالي إن أمنيتهم الوحيدة أن يتمكنوا من دخول المخيم وإعادة إعماره، والعيش فيه مرة أخرى.
"يا ليت نرجع لبيتنا وحارتنا وشارع المخيم، حياتنا بالمخيم كانت مختلفة، كانت جميلة، اليوم لا نملك شيئا، لا منازل ولا مأوى ولا مصدر دخل، عندي أطفال انتهت حياتهم الدراسية، العام الدراسي سينتهي وهم لم يلتحقوا بالمدارس، خسروا هذا العام، ولا أظن أنهم قادرون على الالتحاق بالمدرسة العام القادم أيضاً".
ولم تتمكن هبة من تسجيل أطفالها في الحصص الإلكترونية التي اعتمدتها وزارة التربية للطلاب النازحين في الأشهر الأولى من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية بالمخيم، حيث توقفت الدراسة في عموم مدارس مدينة جنين.
إعلانوكانت الوزارة قد اعتمدت نظام التدريس الالكتروني والذي رأت هبة وغيرها من النازحين أنه غير مجدٍ في ظل غياب الكهرباء لساعات طويلة وانقطاع الإنترنت، وعدم توفر أجهزة الحاسوب لدى كثير من العائلات.
وتخاف هبة على أطفالها من وجودهم طوال اليوم بالخارج، حيث حرارة الشمس العالية، وانتشار الحشرات والزواحف، في المنطقة التي تعتبر جبلية وعرة.
وبحسب بلدية جنين فإن العملية العسكرية الإسرائيلية بمخيم جنين أدت لزيادة نسبة البطالة في المدينة، حيث فقط قرابة 4 آلاف عامل مصدر دخلهم، في حين تراجع الاقتصاد بالمدينة المعتمدة على التسوق والتجارة، وأفلس قرابة 1200 تاجر بشكل كامل وتم إغلاق محالهم التجارية، في حين فقدت جنين ما يعادل 50 إلى 70 ألف متسوق كانوا يأتون إليها من القرى والريف يوميا.
وتؤكد البلدية أن نسبة النزوح في مدينة جنين وصلت الى 25% من إجمالي سكان المدينة، حيث أجبر جيش الاحتلال 22 ألف مواطن على ترك منازلهم في مخيم جنين ومحيطه.
وتعيش المدينة -التي شهدت خلال العامين الماضيين 16 اقتحاماً إسرائيليا- حالة من الركود التجاري والضعف الاقتصادي، إضافة لتدمير مرافقها الحيوية والبنية التحتية فيها. وتقول بلدية جنين إنه تم إحصاء قرابة 300 مليون دولار خسائر اقتصادية بالمحافظة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية "السور الحديدي" يوم 21 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي ظل هذه المعطيات، يزداد وضع النازحين سوءاً يوماً بعد آخر مع غياب حل جذري من جانب السلطة الفلسطينية في رام الله.