دمشق- رويترز

قالت القيادة العامة السورية الجديدة في بيان إن أحمد الشرع القائد الفعلي لسوريا توصل إلى اتفاق اليوم الثلاثاء مع "قادة الفصائل الثورية" يقضي بحل جميع الفصائل و"دمجها تحت مظلة وزارة الدفاع".

وقال رئيس الوزراء محمد البشير الأسبوع الماضي إن وزارة الدفاع سيعاد تشكيلها لتشمل الفصائل التي كانت جزءا من المعارضة في السابق والضباط المنشقين عن الجيش خلال حكم بشار الأسد.

ويواجه الشرع مهمة شاقة تتمثل في محاولة تجنب الصدامات بين الفصائل الكثيرة.

وعين حكام سوريا الجدد مرهف أبو قصرة، القائد الكبير في المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد، وزيرا للدفاع في الحكومة المؤقتة.

وتشمل الأقليات العرقية والدينية التاريخية في سوريا الأكراد المسلمين والشيعة، الذين كانوا يخشون خلال الحرب الأهلية أن يعرض أي حكم إسلامي سني مستقبلي أسلوب حياتهم للخطر، وكذلك المسيحيين الأرثوذكس السريان واليونانيين والأرمن، والطائفة الدرزية.

وأبلغ الشرع المسؤولين الغربيين الذين زاروه بأن هيئة تحرير الشام التي يرأسها، والتي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في الماضي، لن تسعى للانتقام من النظام السابق ولن تقمع أي أقلية دينية.

وسيطر مقاتلون من المعارضة السورية على العاصمة دمشق في الثامن من ديسمبر، مما أجبر الأسد على الفرار بعد حرب أهلية دامت أكثر من 13 عاما لينتهي حكم عائلته الذي استمر عقودًا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الشرع يظهر في 60 دقيقة.. ماذا قال عن علاقته بـالقاعدة؟ (فيديو)

ظهر الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلة عبر البرنامج الأمريكي الشهير "60 دقيقة"، متحدثاً بصراحة عن ماضيه وعلاقته بتنظيم القاعدة، وموقفه من الاحتلال الإسرائيلي، وخططه لإعادة إعمار سوريا ورفع العقوبات المفروضة عليها.

وتناول الشرع في المقابلة خلفيته المعقدة قائلاً إنه غادر حياة الطبقة المتوسطة العليا قبل نحو عشرين عاماً للانضمام إلى تنظيم القاعدة في العراق للقتال ضد الغزو الأمريكي، عندما كان في السابعة عشرة من عمره، وقضى بعدها ست سنوات في السجون الأمريكية والعراقية قبل الإفراج عنه عام 2011.

وأوضح أنه أسس لاحقاً جماعة تابعة للقاعدة في سوريا (جبهة النصرة) نفذت هجمات ضد نظام بشار الأسد، لكنه أكد أن تلك الجماعة لم تقم بأي عمليات خارج الأراضي السورية ولم تستهدف سوى النظام.

ورداً على تصنيفه كـ“إرهابي عالمي” من قبل الولايات المتحدة ووضع مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للقبض عليه، قال الشرع إنه رأى ملصق المطلوبين الذي يحمل صورته، معلقاً بأن تلك الأموال “أُنفقت بشكل سيئ”. وأضاف أنه قطع علاقته مع مؤسس تنظيم الدولة "داعش"، وفك ارتباطه بتنظيم القاعدة عام 2016، مشدداً على أنه لا يتفق مع تلك الجماعات، قائلاً: “لو كنت أؤمن بهم، لما تركتهم”.

كما رفض وصفه بـ“الانتهازي”، مشيراً إلى أن للكلمة دلالات سلبية في العربية، داعياً إلى الحكم على أفعاله الحالية لا على ماضيه.

وفي حديثه عن الاحتلال الإسرائيلي، كشف الشرع أن قوات الاحتلال قصفت مقر الجيش ووزارة الدفاع السورية، واستهدفت أراضي قصره الرئاسي مرتين، مؤكداً أنه كان داخل القصر خلال إحدى الغارات.

ووصف استهداف القصر بأنه “إعلان حرب، وليس مجرد رسالة”، لكنه شدد على أن سوريا لا تريد خوض حروب جديدة ولا تمثل تهديداً لإسرائيل أو لأي طرف آخر.

وبشأن المفاوضات الجارية حول اتفاق أمني بوساطة المبعوث الأمريكي توم باراك، أوضح الشرع أن شرط بلاده الأساسي هو انسحاب إسرائيل من أي نقاط استولت عليها بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر، مؤكداً أن سوريا لم تقم بأي استفزازات منذ وصوله إلى الحكم.

وتطرّق الشرع إلى ملف إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن إعادة بناء سوريا ستكلف ما بين 600 و900 مليار دولار، وهو ما يتطلب مساعدة المجتمع الدولي. وطالب برفع جميع العقوبات المفروضة على بلاده، معتبراً أن “أي شخص يعرقل رفع العقوبات شريك في الجريمة ضد الشعب السوري”.

وأشاد بخطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين أمر بتجميد العقوبات مؤقتاً، واصفاً القرار بـ“الخطوة الجريئة لكنها غير الكافية”، داعياً إلى رفعها بشكل دائم. كما أشار إلى أنه يسعى لجذب استثمارات طويلة الأمد إلى سوريا، وأن رفع العقوبات المفروضة عليه شخصياً يتطلب تصويت الصين وروسيا في مجلس الأمن، لافتاً إلى أنه استقبل وفداً روسياً رفيع المستوى الشهر الماضي.

وفي الجزء المتعلق بالحكم الداخلي، قال الشرع إنه وقّع دستوراً مؤقتاً في آذار/ مارس يقضي بتوليه الرئاسة لمدة خمس سنوات يقود خلالها عملية الانتقال نحو حكومة منتخبة، مؤكداً رغبته في أن تصبح سوريا دولة ديمقراطية “يحصل فيها كل شخص على صوت واحد”.

وأوضح أن الانتخابات العامة ستُجرى بعد إعادة بناء البنية التحتية واستصدار الوثائق الرسمية للمواطنين. وردّ الشرع على اتهامات الأمم المتحدة لقواته الأمنية بارتكاب انتهاكات، بينها مذبحة بحق 1500 مدني من الطائفة العلوية، قائلاً إن تلك التقارير "مبالغ فيها"، ومؤكداً أن سوريا ملتزمة بمحاسبة أي شخص يرتكب جرائم ضد المدنيين "من أي طرف كان".

وخلال جولة ميدانية لفريق البرنامج في حي جوبر بدمشق، وصف الشرع الدمار هناك بأنه "صادم"، مشيراً إلى أن تدمير تلك المناطق كان "استهدافاً مباشراً لتهجير السكان" نفذه نظام الأسد وحليفتاه روسيا وإيران، وأن الحرب خلفت 13 مليون نازح ولاجئ. وأكد أن المرحلة الحالية يجب أن توفر أملاً جديداً للعودة وإعادة الإعمار، قائلاً إن دخوله إلى القصر الرئاسي الذي شغله بشار الأسد "لم يكن تجربة إيجابية للغاية"، واصفاً القصر بأنه "مكان خرج منه شرّ كبير ضد الشعب السوري منذ بنائه".

وختم الشرع حديثه بالتأكيد على أن سوريا “ستستخدم جميع الوسائل القانونية الممكنة لمحاسبة بشار الأسد”، لكنه أشار إلى أن الدخول في مواجهة مع روسيا في الوقت الراهن “سيكون مكلفاً جداً ولن يخدم مصالح البلاد”، مجدداً دعوته إلى دعم “سوريا الجديدة” التي تسعى، على حد تعبيره، إلى طي صفحة الماضي وبناء دولة قادرة على استعادة مكانتها في المنطقة والعالم.



مقالات مشابهة

  • الشرع في موسكو غدًا للقاء بوتين.. ومصادر تتحدث عن بحث مستقبل القواعد الروسية وتسليم الأسد
  • الشرع: سوريا لا ترغب في تشكيل أي تهديد لإسرائيل
  • الشرع يكشف عن الوسيلة لملاحقة ومحاكمة الأسد
  • سوريا: اتفاق مبدئي على دمج «قسد» ضمن وزارة الدفاع
  • مظلوم عبدي: اتفاق "مبدئي" على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن وزارة الدفاع
  • قسد تقترب من الاندماج في وزارتي الدفاع والداخلية السورية
  • الشرع يظهر في 60 دقيقة.. ماذا قال عن علاقته بـالقاعدة؟ (فيديو)
  • مظلوم عبدي: اتفاق مبدئي على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن وزارة الدفاع
  • خلال 24 ساعة... إليكم عدد المهام التي نفذها الدفاع المدني
  • جدل في سوريا بعد ظهور اسم حافظ الأسد على مئذنة الجامع الأموي بدمشق