دراسة تتوصل لعلاج محتمل لاضطراب طيف التوحد (تفاصيل)
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
توصلت نتائج دراسة حديثة أجراها فريق البحث في مركز الخلل العصبي الدماغي بمعهد العلوم الأساسية (IBS) في كوريا الجنوبية، بقيادة الدكتور كيم إيون جون إلى علاج محتمل لاضطراب طيف التوحد (ASD)، الذي يؤثر على 2.8% من سكان العالم ويتميز بالعجز الاجتماعي والسلوكيات المتكررة والمشاكل الفكرية، بالإضافة إلى القلق.
وتوصل الفريق إلى أن الليثيوم (يُستخدم عادة لعلاج الاضطراب الثنائي القطب والاكتئاب) يمكن أن يساعد في استعادة وظائف الدماغ ويخفف الأعراض السلوكية في النماذج الحيوانية لاضطراب طيف التوحد، خاصة تلك التي تنجم عن طفرات في جين Dyrk1a.
وتعتبر طفرات Dyrk1a من العوامل الجينية البارزة المرتبطة باضطراب طيف التوحد، حيث تسبب حالات مثل متلازمة Dyrk1a ويعاني المرضى الذين يحملون هذه الطفرة من اضطراب طيف التوحد وصغر الرأس، إلى جانب مشكلات لغوية واجتماعية وقلق.
وأظهرت الدراسة أن إحدى الآليات الرئيسية التي تساهم في ظهور أعراض اضطراب طيف التوحد لدى هذه الفئران هي الفسفرة (التغيرات في العمليات الكيميائية داخل الخلايا) غير الطبيعية في مسار mTOR (مسار إشارات بيولوجية مهم في الخلية يتحكم في العديد من العمليات الحيوية مثل نمو الخلايا وتكاثرها والتمثيل الغذائي والبقاء على قيد الحياة).
ودرس الباحثون كيفية توليد فئران تحمل طفرة جينية في Dyrk1a، وهي حالة قاتلة في حال لم يتم تعديل الجينات الأخرى، ما سمح بتطوير نماذج حيوانية يمكن استخدامها لدراسة تأثير الطفرة. وتم اكتشاف أن التغيرات في مسار mTOR تلعب دورا في الأعراض المرتبطة بالطفرة، ولهذا قرر الباحثون استخدام الليثيوم كعلاج لمعالجة هذه التغيرات وتحسين الحالة.
وعند إعطاء الليثيوم للفئران في المراحل الأولى من حياتها، أظهرت النتائج تحسنا كبيرا. فقد استعاد الدماغ حجمه الطبيعي وعادت بنية ووظيفة الخلايا العصبية إلى طبيعتها، كما تحسنت السلوكيات المرتبطة بالقلق والتفاعل الاجتماعي بشكل ملحوظ. كما استمرت تأثيرات العلاج حتى مرحلة البلوغ، ما يشير إلى أن الليثيوم قد يكون له تأثيرات طويلة الأمد من خلال تمكين التعافي البنيوي والوظيفي في الدماغ.
واكتشف الفريق أن تأثيرات الليثيوم العلاجية ترجع جزئيا إلى تأثيره على جزيء Kalirin-7، الذي يعد أساسيا لبنية ووظيفة المشابك العصبية. ومن خلال استهداف هذا الجزيء، ساعد الليثيوم في استعادة التوازن في شبكات إشارات الدماغ، ما ساهم في معالجة إحدى الآليات الأساسية لاضطراب طيف التوحد.
وقال الدكتور روه جونيوب، الباحث الأول في الدراسة: "هذا اختراق مثير، طفرات Dyrk1a تعطل الاتصال العصبي. ويساعد الليثيوم في إزالة هذه العوائق، ما يعيد الاتصال السلس بين الخلايا العصبية".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كوريا الجنوبية اضطراب طيف التوحد التوحد الليثيوم وظائف الدماغ لاضطراب طیف التوحد
إقرأ أيضاً:
تحذير علمي: ارتفاع الحرارة يؤثر في القدرات الإدراكية
واشنطن-سانا
حذر خبراء من أن ارتفاع درجات الحرارة قد لا يؤثر فقط في الصحة الجسدية، بل يمتد تأثيره ليطول القدرات الإدراكية ويفاقم مشاكل الصحة العقلية، في ظاهرة تستدعي الانتباه مع تزايد موجات الحر حول العالم.
وفي تصريحات لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أوضح الدكتور جايس ريد مدير قسم الطب النفسي الطارئ في مشفى سيدارز سيناي بلوس أنجلوس، أن الدماغ يتأثر بالحرارة الشديدة، وهذه الحرارة يمكن أن تسبب تغيرات في الحالة النفسية، كالتهيج والقلق، فضلاً عن ضعف الذاكرة والانتباه، ما قد يؤثر سلباً على التفاعلات اليومية للأفراد.
وتابع ريد محذراً: “قد يلاحظ المرء بطئاً في إنجاز المهام أو صعوبة في تذكر المعلومات الحديثة التي قيلت له للتو، وقد تكون هذه علامات مبكرة على أن الحرارة تؤثر على الدماغ والقدرات العقلية”، كما نبه إلى أن أعراضاً مثل الارتباك الشديد قد تدل على مؤشر خطير كبداية ضربة شمس.
من جانبها، أشارت ثيا غالاغر طبيبة علم النفس بجامعة نيويورك، إلى أنه عند ارتفاع درجة حرارة الجسم، يواجه صعوبة في تنظيم توازنه الداخلي، وقد يؤدي هذا إلى اضطرابات في النوم، وإرهاقاً، وضعفاً في التركيز، فضلاً عن تدهور الوظائف الإدراكية، وبطء ردود الفعل، وصعوبة في اتخاذ القرارات، كما أن الحرارة المفرطة تزيد من قابلية الدماغ على التأثر بالسموم ومسببات الأمراض.
تابعوا أخبار سانا على