اختبارات على الفئران تمنح أملا بنجاح الليثيوم في علاج أمراض مرتبطة بالتوحد
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
أبرز اكتشاف الليثيوم وهو عقار يستخدم منذ فترة طويلة لعلاج الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب كعلاج محتمل لاضطراب طيف التوحد (ASD).
ويكشف هذا البحث، الذي أجراه فريق في مركز الخلل العصبي الدماغي داخل معهد العلوم الأساسية (IBS) بقيادة المدير كيم إيون جون، أن الليثيوم يمكن أن يستعيد وظائف المخ ويخفف من الأعراض السلوكية في النماذج الحيوانية لاضطراب طيف التوحد الناجم عن طفرات في جين Dyrk1a.
اضطراب طيف التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على 2.8 بالمئة من سكان العالم، ويتميز بالعجز الاجتماعي والسلوكيات المتكررة والتحديات الفكرية والقلق. ولأن اضطراب طيف التوحد يفرض عبئا ثقيلا ليس فقط على المرضى أنفسهم ولكن على أسرهم والمجتمع ككل، فيجب تطوير طرق علاجية جديدة لعلاج الأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد. وعلى الرغم من انتشاره، لا توجد علاجات نهائية أو تدابير وقائية.
ومن بين العديد من عوامل الخطر الجينية لاضطراب طيف التوحد، تبرز طفرات Dyrk1a باعتبارها مهمة، مما يؤدي إلى حالات مثل متلازمة Dyrk1a. وقد عانى المرضى الحاملون لطفرة Dyrk1a التي تؤدي إلى فقدان الوظيفة من اضطراب طيف التوحد، وصغر الرأس، ومشاكل لغوية، وإعاقة اجتماعية، وقلق. كما يحاكي نموذج الفأر الحامل لطفرة Dyrk1a I48K المقطوعة (طفرة لدى مريض بشري) هذه الأنماط الظاهرية عن كثب.
إحدى الآليات الأساسية لأعراض اضطراب طيف التوحد بسبب طفرة Dyrk1a، والتي تم اكتشافها ضمن هذه الدراسة، هي مستويات الفسفرة المعطلة لـ mTOR (هدف الثدييات للراباميسين). للعثور على الركيزة المحددة لـDyrk1a.
واحتاج الباحثون إلى توليد فئران تفتقر إلى التعبير الكامل عن Dyrk1a (متماثل الزيغوت)، وهي حالة معروفة بأنها قاتلة جنينيا. ومع ذلك، من خلال تبديل الخلفية الجينية للفأر، كان من الممكن توليد حيوانات حية تحمل هذه الطفرة.
ومع ذلك، كان معدل البقاء على قيد الحياة ضئيلا، حيث بقي أقل من 5 بالمئة من الجراء الطافرة على قيد الحياة. وبعد التغلب على هذا الجزء الأصعب، وجد المؤلفون أن مستويات الفسفرة لعناصر مختلفة من مسار mTOR، وmTOR نفسه، قد تغيرت بمستويات التعبير عن Dyrk1a.
وبناء على ذلك، اختاروا الليثيوم لمعالجة هذا العجز، وكدواء علاجي مؤقت في الفئران التي تحمل الطفرة Dyrk1a. عندما تم إعطاء الليثيوم للفئران التي تحمل الطفرة خلال فترة شبابها، كانت النتائج ملحوظة. لقد أعاد الليثيوم حجم الدماغ إلى طبيعته، وأعاد بنية ووظيفة الخلايا العصبية المثيرة، وحسن بشكل كبير السلوكيات المرتبطة بالقلق والتفاعل الاجتماعي. والأمر الأكثر وعدا هو أن تأثيرات هذا العلاج قصير المدى استمرت حتى مرحلة البلوغ، مما يشير إلى أن الليثيوم قد يكون له فوائد طويلة الأمد من خلال تمكين التعافي البنيوي والوظيفي في الدماغ.
ومن خلال تحليل مطياف الكتلة المتقدم، تم فحص البروتينات ومستويات الفسفرة التي أنقذها الليثيوم في الفئران التي تحمل الطفرة Dyrk1a على نطاق واسع. اكتشف الفريق أن التأثيرات العلاجية لليثيوم تتم بوساطة جزئيا من خلال تأثيره على Kalirin-7، وهو جزيء ضروري للبنية والوظيفة المشبكية. من خلال استهداف هذا الجزيء، ساعد الليثيوم في استعادة التوازن في شبكات إشارات الدماغ، ومعالجة إحدى الآليات الأساسية لاضطراب طيف التوحد.
وقال الدكتور روه جونيوب، الباحث الأول والمؤلف المشارك الأول للدراسة: "هذا اختراق مثير. تعمل طفرات Dyrk1a على تعطيل الاتصال العصبي، تماما مثل الاختناقات المرورية أو حواجز الطرق في المدينة. يساعد الليثيوم في إزالة الازدحام، واستعادة الاتصال السلس بين الخلايا العصبية".
وأكد مدير الدراسة كيم إيون جون على التأثير المحتمل لهذه النتائج، قائلا: "يُظهر بحثنا أن الليثيوم، وهو دواء يستخدم على نطاق واسع لاضطراب ثنائي القطب، يمكن أن يعمل أيضا كعلاج لاضطراب طيف التوحد. إن حقيقة أن آثاره تستمر لفترة طويلة بعد انتهاء العلاج تؤكد على أهمية التدخل المبكر خلال فترات النمو الحرجة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الليثيوم التوحد علاجية علاج أمراض توحد ليثيوم المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لاضطراب طیف التوحد اضطراب طیف التوحد اللیثیوم فی من خلال
إقرأ أيضاً:
تقنية قطرية لتشخيص التوحد في 4 دقائق عبر تتبع حركة العين
في إنجاز علمي يعكس تسارع وتيرة التطور البحثي في قطر، نجح معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة -عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- في تطوير تقنية طبية جديدة وفريدة من نوعها، تعتمد على تتبّع حركة العين لتشخيص اضطراب طيف التوحد خلال أقل من 4 دقائق.
وتعتمد فكرة التقنية الجديدة على ملاحظة خلل في حركة العين لدى المصابين باضطراب طيف التوحد، وهو خلل لا يختص بالعين ذاتها أو بالنظر، ولكنه خلل في خلايا الدماغ المسؤولة عن التواصل البصري، إذ يعاني ذوو التوحد من ضعف التواصل البصري أو غيابه أثناء الحديث، فلا يركّزون بنظرهم على وجه المتحدث وهي سمة تُعد من العلامات المميزة لهذا الاضطراب.
وما يميز الجهاز الجديد هو أنه لا يعتمد على خبرة الشخص القائم بالفحص، بعكس الأساليب التقليدية التي تعتمد على أدوات وتشخيصات شخصية تستند إلى الخبرة والتحليل الذاتي. وبالتالي، فإن الجهاز يوفر تشخيصًا دقيقًا ثابتًا، ولا يتغير من فحص إلى آخر، وذلك وفقا لتصريحات الباحث الرئيسي في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي للجزيرة نت الدكتور فؤاد الشعبان الذي قاد فريق البحث الخاص بهذه التقنية.
ويقول الشعبان إن التقنية الجديدة هي نتاج عمل بحثي مشترك مع مستشفى كليفلاند كلينيك بالولايات المتحدة الأميركية، استغرق في البداية نحو 5 سنوات حتى تم التوصل إلى نسخة تقنية يمكنها تشخيص التوحد في غضون ما بين 10-15 دقيقة، ولكن الفريق البحثي في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي استمر في العمل 3 سنوات ليكتمل العمل البحثي بعد 8 سنوات، حتى تم التوصل إلى نسخة جديدة من الجهاز يمكنها إجراء التشخيص في غضون 4 دقائق فقط وهي مدة كافية لإجراء التشخيص من دون أن يشعر الطفل أو المريض بالإرهاق أو التشتت.
ويوضح الشعبان في حديثه للجزيرة نت آلية عمل الجهاز الجديد، مشيرا إلى أنها تعتمد في المقام الأول على رصد الخلل في حركة العين وهو خلل يتعلق بخلايا الدماغ المسؤولة عن التواصل البصري إذ إن أكثر من 95% من ذوي التوحد يعانون من هذا الخلل، وبناءً على هذه الأمر يعمل جهاز تتبع حركة العين وفقًا لهذا الأساس العلمي.
إعلانوخلال الفحص يجلس الشخص أمام شاشة كمبيوتر مزودة بجهاز خاص وكاميرا معينة لمدة 4 دقائق، يتم خلالها تحديد حركة العين ورصدها وتسجيل جميع الإشارات التي تساعد على التشخيص والذي تصل دقته إلى أكثر من 95% وهي نسبة عالية.
ووجد الباحثون في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي أن فترة 15 دقيقة طويلة ولا يمكن لأي طفل أو شخص عادي التركيز والانتباه خلالها على الجهاز، ولذا تم العمل على تطوير التقنية للوصول إلى الفترة الزمنية الحالية وهي 4 دقائق فقط.
الفئات العمريةاستعرض الشعبان الفئات العمرية التي يصلح معها هذا الجهاز قائلا إنه يستهدف جميع الفئات من عمر 5-6 أشهر فما فوق، ويمكنه في الحالات الشديدة للأطفال تشخيص الحالات في عمر 4 أشهر، كما يمكن استخدامه للأعمار الكبيرة من دون سقف محدد، موضحا أنه تم بالفعل فحص أكثر من 550 شخصا من الأعمار الكبيرة وأثبت الجهاز فاعليته في تشخيص حالات ذوي التوحد.
ويعد اضطراب طيف التوحد اضطرابا مزمنا ولا شفاء منه ولكن يمكن إدارته والتعامل معه بصورة مناسبة طبيا تسهم في تحسين جودة حياة ذوي التوحد وتسهل دمجه بالمجتمع، وتبلغ نسبة انتشار طيف التوحد في قطر ١.١٤% أي واحد لكل ٨٧ طفلا، حسب الشعبان.
مرحلة التوثيقمرت التقنية بمراحل علمية دقيقة وطويلة الأمد، كما تُعد ثمرة جهود بحثية امتدت أكثر من 8 سنوات بالتعاون مع واحدة من أعرق المؤسسات الطبية في العالم، بهدف تطوير أداة دقيقة وسريعة لتشخيص اضطراب طيف التوحد.
وفي ما يتعلق بالتجارب السريرية والدراسات العلمية، قال الشعبان إنه تم إجراء بحوث مكثفة مع مؤسسة "كليفلاند كلينيك" الأميركية، وأسهمت في تطوير التقنية وتم خلالها إجراء دراسات متعددة وموثقة، نُشرت في مجلات علمية عالمية مرموقة.
كما تم توثيق دقة الجهاز وكفاءته بشكل علمي، وأثبتت النتائج فاعلية هذه التقنية في تشخيص اضطراب طيف التوحد، خاصة النسخة المختصرة من الأداة التي تعتمد على تتبّع حركة العين وتستغرق 4 دقائق فقط، والتي استغرقت 3 سنوات وخضعت أيضًا لدراسات علمية مكثفة وهذه الدراسات موثقة، وهي الآن في مراحل النشر والتوثيق الأكاديمي.
يقول الشعبان إن التقنية الجديدة أصبحت جاهزة للتسويق التجاري، ويجري حاليا اتخاذ الخطوات اللازمة لتأسيس شركة متخصصة تتولى هذه المهمة، ومن المتوقع أن يكون الجهاز متاحًا للاستخدام الفعلي خلال الأشهر القليلة القادمة، سواء داخل دولة قطر أو في منطقة الشرق الأوسط، بل على الصعيد العالمي.
وتتمثل إحدى أبرز مزايا هذه التقنية في انخفاض تكلفتها حيث لا يتجاوز سعرها 14 ألف دولار أميركي، وهو ما يُعد رقما مناسبا جدا بالنظر إلى كلفة التجهيزات الطبية المتخصصة الأخرى، خاصة تلك التي تدخل في مجال تشخيص الاضطرابات العصبية والنمائية، وهذا العامل يجعل من التقنية الجديدة خيارًا عمليا للدول والمؤسسات الصحية التي تسعى إلى تعزيز قدرتها على التشخيص المبكر لاضطرابات طيف التوحد.
ويري الشعبان أن الطرق التقليدية المستخدمة حاليا في تشخيص اضطراب طيف التوحد تعاني من عدد من التحديات، أبرزها طول فترة الانتظار للحصول على موعد مع مختصين مؤهلين لإجراء التقييم التشخيصي وهم في الأساس أعدادهم محدودة، وهي مشكلة لا تقتصر على قطر فحسب بل تعاني منها معظم دول العالم.
إعلان فترات الانتظاروفي بعض الحالات، قد تراوح فترة الانتظار بين 6 أشهر إلى عامين كاملين، وذلك يؤخر كثيرا التدخل المبكر اللازمة لعلاج وتطوير الأطفال المصابين. وانطلاقًا من هذه المعطيات، يرى الشعبان أن إدخال التقنية الجديدة في منظومة الرعاية الصحية من شأنه أن يحدث تحولًا جوهريا في هذا المجال، لا سيما في ما يتعلق بتحسين جودة حياة الأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم، عبر توفير تدخلات علاجية مبكرة تتناسب مع احتياجات كل حالة.
وغالبا ما يؤدي التأخر في التشخيص إلى نتائج سلبية على الطفل المصاب، حيث يُحرم من فرص ثمينة للتدخل المبكر، وهو العامل الذي تؤكده جميع الأدبيات العلمية كأحد أهم المحددات في تحسين مسار النمو والتكيف الاجتماعي والسلوكي لدى الأفراد المصابين بطيف التوحد.
وبشأن هذا الأمر، يؤكد الشعبان أن التشخيص المبكر يشكل المرحلة الأولى ضمن سلسلة من الخطوات العلاجية والتأهيلية اللاحقة، والتي قد تشمل برامج التدخل السلوكي، والتدريب التعليمي المبكر، وأحيانًا التدخل الدوائي أو العلاج المتعدد التخصصات وأنه كلما تم تشخيص الحالة في وقت مبكر زادت فاعلية هذه التدخلات وارتفعت احتمالات اندماج الطفل في المجتمع وتحقيقه لتطورات وظيفية ملموسة.