عاجل. "إسرائيل قصفت قليلا وتقدمت قليلا" ومشكلتنا ليست معها.. هكذا يرى محافظ دمشق الجديد العلاقة مع تل أبيب
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
برّر المحافظ الجديد لدمشق ما فعلته تل أبيب في سوريا من غارات وقضم للأراضي، ورأى إن سببه هو القلق من القيادة الجديدة. فقال: "إن إسرائيل قصفت قليلا وتقدمت قليلا". فعن القصف "قليلا"، أراد مروان أن يتحدث عن نحو 500 غارة على سوريا أما التقدم "قليلا"، فهي إشارة لاحتلال إسرائيل مزيدا من الأراضي في بلاده.
محافظ دمشق لا يرى مانعا في التواصل مع إسرائيل ويتفهم مخاوف الدولة العبرية من حكومة أحد الشرع المكنى سابقا بأبو محمد الجولاني.
يبدو أن سوريا على أعتاب مرحلة سقطت فيها كل المحرّمات والمستحيلات، وبدت الواقعية السياسية هي التي تحرك حكام دمشق الجدد الذين أسقطوا نظام بشار الأسد.
ففي حوار أجرته معه إذاعة NPR الأمريكية في العاصمة السورية ، قال ماهر مروان حاكم محافظة دمشق المعيّن حديثا إنه من الطبيعي أن تكون لدى تل أبيب بعض القلق من الحكام الجدد في البلاد وأضاف: "نحن نريد السلام وسوريا تريد علاقات أفضل مع إسرائيل."
برّر المحافظ الجديد لدمشق ما فعلته الدولة العبرية في سوريا مؤخرا من غارات وقضم للأراضي، ورأى إن سببه هو القلق الذي يساور تل أبيب من القيادة الجديدة. فقال: "إن إسرائيل قصفت قليلا وتقدمت قليلا".
فعن القصف "قليلا"، أراد مروان أن يتحدث عن قرابة 500 غارة شنتها إسرائيل على عدة مناطق في سوريا منذ سقوط النظام.
أما التقدم "قليلا"، ففي ذلك إشارة لاحتلال تل أبيب مؤخرا مزيدا من الأراضي في الجولان السوري الذي تسيطر على معظمه منذ نكسة حزيران. ومن تلك الأراضي المنطقة المنزوعة السلاح التي نصت عليها اتفاقية وقف الاشتباك عام 1974 والمقدّرة مساحتها 400 كم مربع، حتى أن رئيس الوزاراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق إن تلك الاتفاقية قد سقطت.
كما توغلت الدولة العبرية أكثر في الأراضي السورية، واحتلت قمة جبل الشيخ البعيدة عن الجولان ب10 كيلومترات. وقد صعد إثرها نتنياهو فوق أعلى نقطة في الجبل ليكون بذلك أول مسؤول إسرائيلي يطأ أرضا سورية باستثناء الجولان المحتل. وقال وقتها إنه كان في نفس المكان قبل 53 عاما حيث سبق له أن خدم كجندي في جبل الشيخ حين كان في الجيش.
Relatedصور الأقمار الاصطناعية تكشف.. إسرائيل تخرق اتفاقية عمرها 50 عامًا في مرتفعات الجولانشاهد: غارات إسرائيلية تهز دمشق.. استهداف مواقع أمنية وقصف يطال مطار المزةماذا يحدث في مرتفعات الجولان؟ تفجيرات لم تقع منذ حرب 1973بين شرب القهوة وتدخين السجائر.. جنود الجيش الإسرائيلي يستمتعون بوقتهم في الجولان السوري هل آن أوان "إسرائيل الكبرى"؟ حافظ الأسد أراد السباحة يوما في طبريا فاحتل نتنياهو أعلى قمم جبل الشيخ"مشكلتنا ليست إسرائيل"وفي موقف يناقض تماما السردية أيام نظام بشار الأسد، صرح ماهر مروان قائلا: "لا خوف لدينا تجاه إسرائيل. لأنه مشكلتنا ليست إسرائيل." وقالت القناة إن المسؤول السوري كان يتحدث بالنيابة عن رجل دمشق القوي أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام وأضافت أنه لم يأت على ذكر الملف الفلسطيني ولا الحرب الدائرة في غزة ورأت أن هذا يتسق مع رؤية أحمد الشرع الذي سبق له وقال إنه لا يريد الدخول في صراع مع إسرائيل.
وكان الأخير المكنى سابقا بالجولاني قد كان له موقف مغاير حين أعلن الثورة على النظام المخلوع قبل سنوات. إذ انتشر له فيديو على مواقع التواصل يقول فيه "نحن بإذن الله لا نصل فقط دمشق بل إن القدس تنتظرنا.." أو كما قال.
وفي محاولة لطمأنة الجار الذي كان بالأمس عدوا لدودا، تعهد مروان بأن الإدارة الجديدة في سوريا لا تنوي التدخل في أي شيء قد يهدد أمن إسرائيل أو أمن أي دولة أخرى.
Relatedالجولاني: لسنا بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل ولا نعتبرها جزءاً من معركتنامن "النصرة إلى تحرير الشام".. ماذا نعرف عن أبو محمد الجولاني؟بعد محادثات إيجابية.. أمريكا تلغي مكافأة الـ10 ملايين دولار لاعتقال الجولانيبرغماتية وواقعية سياسيةهذا التصريح ليس الوحيد الذي يعبر عن مقاربة النظام الجديد، فقد سبقته تصريحاته أخرى تصب في نفس الاتجاه خصوصا فيما يخص الموقف من تل أبيب. وهو يعكس رغبة حكام سوريا الجدد في الحصول على قبول المجتمع الدولي بهم بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد بعد 24 عاما منها 14 سنة من الحرب الأهلية. فمن خلال هجوم خاطف لم يدم أكثر من 11 يوما، أسقط هؤلاء بقيادة هيئة تحرير الشام التي ارتبطت يوما بتنظيمي القاعدة وداعش، حكما عمره نصف قرن إذا أخذنا في الاعتبار حكم الأسد الأب.
وأثناء اللقاء الإذاعي مع NPR، دعا محافظ دمشق الجديد واشنطن للتوسط حتى يكون لسوريا الشرع علاقات أفضل مع إسرائيل. كما أن مسؤلا أمريكيا لم يرد الكشف عن اسمه قال للقناة أن أمريكا نقلت للدولة العبرية رسالة من هيئة تحرير الشام.
وختم مروان مقابلته بالقول: "نحن نريد السلام ولا نريد أن نكون خصما لا لإسرائيل ولا لأيّ كان."
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازح كم راتبًا تحتاج لاقتناء منزل في أوروبا؟ روسيا تعلن تحييد خلية لتنظيم "داعش" كانت تخطط للهجوم على مركز الشرطة في موسكو بشار الأسدإسرائيلأبو محمد الجولاني هضبة الجولاناستعمار- احتلالبنيامين نتنياهوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا عيد الميلاد الحرب في سوريا بشار الأسد رأس السنة الصحة روسيا عيد الميلاد الحرب في سوريا بشار الأسد رأس السنة الصحة بشار الأسد إسرائيل أبو محمد الجولاني هضبة الجولان استعمار احتلال بنيامين نتنياهو روسيا عيد الميلاد الحرب في سوريا بشار الأسد رأس السنة الصحة محمد البشير كازاخستان سوريا ضحايا سرطان مطارات مطار یعرض الآن Next تحریر الشام مع إسرائیل بشار الأسد فی سوریا تل أبیب
إقرأ أيضاً:
كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحول لحلبة اقتصادية
نشر موقع "ليه ديبلوماتيه" تقريرًا سلّط فيه الضوء على تحوّل الساحة السورية من ميدان للصراع المسلح إلى حلبة للاستثمار الاقتصادي، مع عودة لافتة للسعودية عبر وفد ضخم زار دمشق وأبرم اتفاقات شراكة بقيمة 5.6 مليار دولار، ما يكرّس دور الرياض كلاعب محوري في إعادة إعمار سوريا.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد أربعة عشر عامًا من الحرب الأهلية، تجد سوريا نفسها في قلب دينامية جديدة: لم تعد دينامية السلاح، بل دينامية الاستثمارات، فقد زارها وفد سعودي مكوّن من أكثر من 150 ممثلًا عن القطاعين العام والخاص دمشق، تحت قيادة وزير الاستثمار خالد الفالح.
وأوضح الموقع أن العنصر الأساسي يتألف من اتفاقيات شراكة بمجموع 5.6 مليارات دولار، وهو ليس بالأمر الهيّن، بل يمثل عودة الرياض إلى الساحة السورية، هذه المرة عبر بوابة إعادة الإعمار.
الدعم السعودي
فبعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الاول 2024 وصعود أحمد الشرع إلى السلطة بدعم من الرياض، برزت السعودية كالدعامة الرئيسية للحكومة السورية الجديدة، وتستهدف الاستثمارات قطاعات حيوية: البنية التحتية، والطاقة، والطيران، وتقنيات الاتصالات، والصناعة الثقيلة، والسياحة والعقارات. ومن بين المشاريع البارزة: مصنع إسمنت في عدرا بقيمة 20 مليون دولار، ومشروع تجاري بقيمة تقارب 100 مليون دولار.
وقد عُقد منتدى دمشق للاستثمار رغم أعمال العنف الطائفية الأخيرة في السويداء، التي أسفرت عن مئات الضحايا. والهدف المعلن للسلطات السورية والسعودية واضح: جعل الاقتصاد الرافعة الرئيسية للاستقرار، حتى في سياق لا يزال هشًا، كما كانت لرفع العقوبات الأميركية دور حاسم. فقد قام دونالد ترامب، بعد لقائه مع الشرع في السعودية، بإضفاء الطابع الرسمي على إنهاء العقوبات ضد سوريا في شهر يوليو، استجابةً لطلبات الرياض وأنقرة. وقد أتاح ذلك تسديد الديون السورية للبنك الدولي، وجذب الشركات الأميركية، خصوصًا في قطاع الطاقة.
لفت الموقع إلى أنه يشارك كل من قطر والإمارات العربية المتحدة في هذه المبادرة، فقد وقّعت الدوحة اتفاقًا في مجال الطاقة بقيمة 7 مليارات دولار، بينما تعمل شركة "دي بي وورلد" ومقرها دبي، على تطوير البنى التحتية للموانئ. وهكذا بدأت تتبلور عملية إعادة اصطفاف إقليمي: إبعاد سوريا عن المدار الإيراني وربطها بنظام سني جديد تقوده الممالك الخليجية.
واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أنه حاليًا يجري تشكيل مجلس تجاري مشترك بين دمشق والرياض، بهدف تنظيم الاختراق الاقتصادي السعودي من خلال نهج مستدام ومؤسسي. لقد أصبحت عملية إعادة الإعمار ساحة معركة جيو-اقتصادية، وساحة تنافس بين القوى الإقليمية لتحديد المستقبل السياسي والاقتصادي والدبلوماسي لسوريا. إنها مرحلة انتقالية مهمة: من القنابل إلى الاستثمارات، ومن التحالفات العسكرية إلى الاتفاقيات الاقتصادية. فالشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة يُبنى فيها النفوذ من خلال المليارات، ومشاريع البناء، والاتفاقات الاستراتيجية.