إسرائيل تواصل خرق اتفاق الهدنة في لبنان وتقصف بلدة عيتا الشعب
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
سرايا - ذكرت وسائل إعلام لبنانية، الجمعة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت بقصف مدفعي بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان، وشن الطيران الإسرائيلي 3 غارات استهدفت جرود قوسايا في قضاء زحلة بالبقاع اللبناني.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قصف بنى تحتية في معبر جنتا على الحدود السورية اللبنانية تستخدم لنقل أسلحة إلى حزب الله.
ونفى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في بيان صدر عن مكتبه، أن يكون لبنان تبلغ بالواسطة أن إسرائيل لن تنسحب من الجنوب بعد انقضاء مهلة الستين يوما من الهدنة.
وأشار البيان إلى أن ميقاتي أبلغ المعنيين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وهما راعيتا تفاهم وقف إطلاق النار، بضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي توغلت فيها، ووقف خروقاتها وأعمالها العدائية، وكرر ميقاتي موقفه خلال الاتصالات الدبلوماسية والعسكرية المكثفة التي أجراها من أجل انسحاب إسرائيل من القنطرة وعدشيت والقصير ووادي الحجير في الجنوب.
وذكر البيان أن ميقاتي طالب بوجوب الالتزام الإسرائيلي الكامل بالانسحاب، مشددا على أن الجيش اللبناني يقوم بواجبه في مناطق انتشاره، وباشر تعزيز وجوده في الجنوب طبقا للتفاهم.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 617
| 1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 27-12-2024 12:39 PM سرايا |
| لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
| الاسم : * | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : * | |
| رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
| اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
الجنوب اللبناني تحت التهديد.. قصة بلدة لم تنس الحرب
جنوب لبنان– بعد عام على توقف أصوات المدافع، ما يزال الجنوب اللبناني، وبلدة بيت ليف تحديدا، يعيش تحت ظلال حرب لم تنته فعليا، فالاتفاق على وقف إطلاق النار لم يحمل معه أمانا ولا استقرارا، بل خلف واقعا قاسيا يتجذر يوما بعد يوم على طول الشريط الحدودي.
الجنوب اليوم أشبه بورشة دمار مفتوحة، فعشرات البلدات تحولت إلى أطلال، وآلاف الوحدات السكنية سويت بالأرض أو باتت غير صالحة للحياة، وأكثر من 100 ألف نازح لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بعد، ليس فقط بسبب الخراب، بل لأن الحياة الأساسية لم تعد موجودة فلا كهرباء ولا مياه ولا مدارس ولا حتى شبكات صرف صحي.
وعلى الرغم من دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، لم تهدأ السماء ولم يستقر البر، بل توالت الاعتداءات الإسرائيلية برا وجوا، مسجلة أكثر من ألف خرق موثق لدى قوات اليونيفيل، بين اغتيالات، وغارات مفاجئة، واستهداف سيارات مدنية، وقصف لمراكز صحية وآليات الإعمار، وحتى دوريات الأمم المتحدة لم تسلم من القنابل والرصاص.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه حزب الله اللبناني التزامه بالاتفاق وتراجعه جنوب نهر الليطاني، يواصل الجيش الإسرائيلي التوغلات البرية، في بليدا، ومارون الراس، ويارون وغيرها، حيث نفذت وحداته عمليات نسف وتخريب، وقتلت عمالا وموظفين داخل مقار رسمية، كما بدأت إسرائيل بناء جدار حدودي صادر آلاف الأمتار من الأراضي اللبنانية، في حين لا تزال تحتل 5 تلال داخل الحدود، وفق اليونيفيل.
أما بلدة بيت ليف، الواقعة قبالة جبل بلاط وزرعيت والراهب، فما زالت في قلب الاستهداف، إذ نشرت إسرائيل قبل أيام خريطة تضم 31 موقعا تزعم أنها منشآت عسكرية داخل البلدة، بينها منازل مأهولة، وفي المقابل، رفض سكان البلدة النزوح مجددا، وأعدت البلدية تقريرا تفصيليا بكل موقع من هذه المواقع وسلمته للجيش اللبناني واليونيفيل.
إعلانومنذ عدة أيام، تتمركز قوة مشتركة من الجيش واليونيفيل داخل ساحة البلدة، وتنفذ دوريات لطمأنة الأهالي. فالبلدة التي عادت إليها 462 عائلة من أصل 600 قبل الحرب، تحاول استعادة نفسها، وتعيش حياة شبه طبيعية على الرغم من كل الضغوط والاغتيالات المتكررة.
هنا، تبدو الحرب كأنها لم تنته، فبيت ليف، كبقية بلدات الجنوب، لا تزال تبحث عن سلام لم يأت بعد، وعن حياة تنتظر أن تبدأ من جديد.
نزيه السيد، مزارع من بيت ليف، عاد إلى أرضه بعد سنة من النزوح، يصف واقع البلدة قائلا "نحن بلدة يعيش معظم أهلها من الزراعة، رجعنا تحت حماية الجيش وكل ما نريده هو السلام"، ويضيف "مؤخرا وصل تهديد إلى نصف البلدة تقريبا، فبدأ التوتر وبدأ بعض الناس بالرحيل".
ويتابع في حديثه للجزيرة نت أن "الأرض منذ سنتين لم تفلح بسبب الحرب، وتحتاج اليوم إلى إصلاح واهتمام، لكن لا أحد يجرؤ على الذهاب إليها أو الاعتناء بزرعه، لأننا نعيش في حالة من الكبت والضياع، لا نعرف ما الذي ينتظرنا"، مطالبا الدولة بأن تتحمل مسؤوليتها، وأن يتفقد الجيش الوضع في المنطقة.
أما هيام ديب، ابنة بلدة بيت ليف والمقيمة في بيروت، فلم تستطع مقاومة نداء البلدة بعد سلسلة الإنذارات الإسرائيلية الأخيرة، فذهبت تتجول بين البيوت المتصدعة بحذر، وتستعيد ذكريات الماضي وتتنقل بين أزقة البلدة، وتقول وهي تستعرض ما بقي من حيها "جئت لأرى أقاربي، ولكي أؤكد أننا لن نترك أهلنا وحدهم".
وتضيف في حديثها للجزيرة نت "سنظل إلى جانبهم، خصوصا في هذه الظروف الصعبة، ومع دخول الجيش ووقوفه المشرف، بيت ليف اليوم ليست كما كانت، المنازل تهدمت، والوجوه غابت إلى الأبد، نأسف على من فقدناهم من شباب وشهداء".
وعلى الرغم من الخوف الذي زرعته الإنذارات المتلاحقة، تقول هيام إنها وجدت ما هو أقوى من الخوف "رأيت الناس متكاتفين، والبيوت مفتوحة لبعضها، ودخول الجيش رفع المعنويات وأعاد شيئا من الطمأنينة"، وتشير إلى أن البلدة ما زالت تنبض بأهلها.
وتختتم وهي تنظر نحو البيوت العتيقة "لا أعرف ماذا يمكن للمرء أن يقول، لكنني أشعر أن هذه البلدة هي الدنيا بأكملها".
من جانبها، تؤكد السيدة أم علي، وهي تشير إلى بقايا أدوات زراعية مبعثرة قرب منزلها "كلما رأوا مزارعا يحمل عدة عمله، أو مواطنا يحاول تأمين قوت يومه، يصفون المكان مستودعا أو منشأة"، وتضيف للجزيرة نت "هذه ادعاءات باطلة، لا هدف لها سوى دفعنا إلى الرحيل".
وتتابع بصوت يمزج بين الخوف والإيمان "نحن باقون في أرضنا، لن نغادرها، نستند إلى الجيش اللبناني وإلى الأمم المتحدة للقيام بواجبهم في حمايتنا، الخوف موجود، نعم، لكننا صامدون، ونطمئن لأن فوقنا ربا يرى كل شيء".
ومن جهته، يقول رئيس بلدية بيت ليف، عزات حمود، إنه بعد الانزلاق الأمني الأخير في لبنان "عشنا أياما من القلق والتوتر، لكن الوضع بدأ يميل إلى الاطمئنان بفضل الانتشار المستمر للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية داخل البلدة".
إعلانويضيف في حديثه للجزيرة نت "هذا أعاد الثقة إلى الناس وشجعهم على العودة إلى بيوتهم". ويتابع موضحا تفاصيل اليوم الأول "سادت حالة من الخوف، والناس كانت بحاجة لمن يوجهها، طالبنا الدولة وتوجهنا بنداء إلى الجيش اللبناني، وخلال نصف ساعة كان الجيش منتشرا في كل أحياء البلدة، ومعه عدد من الصحفيين الذين أرادوا معاينة المواقع المزعومة المستهدفة".
ويشير إلى أن معظم هذه المواقع كانت مدمرة منذ زمن، باستثناء بعض المنازل المأهولة، ما أثار استغراب الصحفيين ووسائل الإعلام، فالواقع كان يختلف تماما عن المزاعم. ويصف حمود حجم الدمار قائلا "لدينا 210 وحدة سكنية دمرت بالكامل، أما باقي المنازل فتضررت جزئيا".
ويضيف "أصحاب البيوت المدمرة ما زالوا نازحين، بينما عاد من تمكن من ترميم منزله ولو بشكل جزئي ليعيش فيه مجددا، والبلدية وضعت خطة لمساعدة الأهالي"، ويقول "إذا سألت الناس اليوم سيقولون: هذه بلدنا، سنعيش ونموت فيه. لقد جربوا النزوح، ووجدوا أن البقاء والصمود أقل كلفة ومعاناة".