سوريا على مفترق الطرق: الثورة أمانة بين أيديكم
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
#سواليف
#سوريا على مفترق الطرق: #الثورة #أمانة بين أيديكم
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
في لحظات حاسمة ومفصلية من تاريخ سوريا، تقف الثورة السورية عند منعطف خطير قد يحدد مصيرها، بل ومصير الوطن بأكمله. إنها ليست مجرد انتفاضة أو حركة تغيير عابرة، بل هي أمل أمة في التحرر من الاستبداد والطغيان، وحلم الملايين في بناء وطن حر كريم لجميع أبنائه.
أيها السوريون الأحرار، إن عدوكم ليس فقط ذلك النظام الذي استباح الأرض والعرض لسنوات، بل هناك أعداء يتربصون بثورتكم في الداخل والخارج. قوى إقليمية ودولية، من الشرق والغرب، من عرب وأعاجم، ترى في ثورتكم خطرًا يهدد عروشها ومصالحها. إنها أنظمة تخشى أن تمتد شرارة حريتكم إلى شعوبها، فتفقد قبضتها الحديدية وتنهار مشاريعها المبنية على الظلم والاستبداد.
لكن، ومع كل هذه التحديات الخارجية، يبقى الخطر الأكبر الذي يهدد ثورتكم هو الاختلاف الداخلي بينكم. لا شك أن الاختلاف طبيعي، ولكن في الثورة، يصبح هذا الاختلاف إذا تُرك دون وعي وإدارة هو السلاح الأخطر الذي يمكن أن يفتك بحلمكم. لا تسمحوا للخلافات الصغيرة أو المصالح الضيقة أن تقسم صفوفكم. لا تسمحوا لمن يسعون إلى إشعال فتيل الطائفية أو التفرقة بين مكونات الشعب السوري أن يعبثوا بوحدتكم.
الثورة ليست ملكاً لطائفة أو عرق أو حزب، بل هي ملك لجميع السوريين، لكل من يؤمن بالحرية والكرامة والمساواة. تذكروا أن قوة الثورة تكمن في وحدتها، وأن تماسككم هو الدرع الذي يحميها من محاولات الإجهاض أو الاختراق. فاحذروا ممن يحاولون اللعب على وتر الهوية والطائفية والتفرقة. واعلموا أن أي صراع داخلي بينكم سيحول الثورة من مشروع للتحرر إلى أداة بأيدي أعدائها.
أيها السوريون الأحرار، إن هذه المرحلة الانتقالية الصعبة ليست مجرد محطة زمنية عابرة، بل هي اختبار حقيقي لوحدتكم ووعيكم. إنها اللحظة التي يتوجب فيها على الجميع أن يضعوا المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار شخصي أو فئوي. سوريا اليوم تحتاج إلى كل أبنائها، دون استثناء، ليحموها من أي مؤامرة تهدف إلى تقسيمها أو تمزيق نسيجها الوطني.
حماية الثورة تعني حماية وحدة سوريا وسلامة أراضيها. لا تدعوا أعداء الداخل والخارج يستغلون خلافاتكم أو يزرعون الشكوك بين صفوفكم. كونوا يقظين لكل مؤامرة تسعى لتفريقكم أو تشويه صورتكم. واعلموا أن الحفاظ على الثورة هو الحفاظ على مستقبل أجيال قادمة، أجيال تتطلع إلى وطن حر ومزدهر يعيش فيه الجميع بكرامة وعدل.
أيها الأحرار، الثورة أمانة في أعناقكم، والتاريخ لن يرحم من يتخاذل أو يتسبب في إضعافها. كونوا على قدر المسؤولية، وتذكروا أن العالم يراقب، وأن نجاحكم في الحفاظ على وحدتكم سيجعل من ثورتكم نموذجاً لكل الشعوب المقهورة. حافظوا على صفوفكم موحدة، وعلى قراركم مستقلاً، وعلى رؤيتكم واضحة. لا تسمحوا لأي قوة خارجية أو داخلية أن تسرق منكم هذا الحلم العظيم.
في النهاية، سوريا الحرة تنتظر عودتها إلى أهلها، تنتظر أن تنهض من تحت الركام لتعود كما كانت: وطناً للكرامة والحرية، وطناً يحتضن جميع أبنائه دون تفرقة أو تمييز. فلا تخذلوا سوريا، ولا تخذلوا أجيال المستقبل. أنتم اليوم أمل الأمة، فكونوا على قدر هذه الأمانة العظيمة، واصنعوا لسوريا تاريخاً يليق بتضحياتكم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الثورة أمانة محمد تركي بني سلامة
إقرأ أيضاً:
زامير: حرب غزة ليست بلا نهاية وسنعمل على تقصيرها
قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير اليوم الأحد إن الحرب على قطاع غزة "ليست حربا بلا نهاية"، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي "سيعمل على تقصيرها بما يتماشى مع تحقيق أهدافها".
كما شدد على أن الحرب "طويلة ومتعددة الجبهات"، وأن إسرائيل ستسعى للحسم، وستفعل ذلك بعزيمة، وستحافظ على أمن قواتها، وفق تعبيره.
وأضاف "نفعل كل ما في وسعنا لاستعادة مختطفينا، وسنحسم المعركة مع لواء خان يونس كما فعلنا برفح".
من ناحية أخرى، ذكر الصحفي في القناة الـ12 الإسرائيلية يارون أفراهام أن العلاقة بين إيال زامير ووزير الدفاع يسرائيل كاتس متوترة، بسبب "التنازع على الصلاحيات".
تحشيد عسكري
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي دفع، خلال الساعات الـ24 الماضية، بجميع ألويته النظامية من المشاة والمدرعات إلى قطاع غزة، في تحشيد عسكري هو الأوسع منذ بدء الحرب، في إطار ما وصفته تل أبيب بتوسيع المناورات البرية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، عن مصادر عسكرية لم تسمها، أن الجيش استكمل إدخال 9 ألوية نظامية إلى القطاع، تشمل وحدات مشاة ومدرعات.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق تنفيذ المرحلة التالية من عملية "عربات جدعون"، التي صادق عليها المجلس الوزاري المصغر في الرابع من مايو/أيار الجاري.
إعلانوكانت إسرائيل قد بدأت تنفيذ هذه العملية فعليا في 18 مايو/أيار الجاري، بشن هجمات برية من عدة محاور، في وقت تشير فيه تقديرات عسكرية إلى أن العمليات ستستمر لأشهر، وتتضمن "إجلاء شاملا" لسكان المناطق التي تصفها إسرائيل بمناطق القتال، وعلى رأسها شمال غزة وخان يونس جنوبا.