الثورة السورية حدث سياسي وإنساني
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
الثورة حدث يجب أن يكون مزلزلا وهو في حكم الضرورة لأن القوى الحاكمة ترفض التغيير وتتشبث برؤيتها وطريقتها في الحكم وممارسة الظلم وقمع الحريات وسلب الحقوق ولكن قدر الثورة عندما تحدث فلا مناص من إقرار واتباع قوانينها التي تعني التغيير المطلق فلا تقبل انصاف الحلول والمساومة على مبادئها والالتزام بأهدافها والانتصار لها.
الثورة السورية ليست حدث سياسي فقط بل هو حدث إنساني لأن الإنسان في بلاد الشام عاش مقهورا ذليلا لأكثر من ستين عاما من حكم طائفي مقيت لا يمت إلى الإسلام دين أهل الشام بصلة ضيع الحقوق والحريات وامتهن كرامة الإنسان وأنشأ السجون التي يندى لها جبين الإنسانية وربما هي فريدة في نوعها وقسوتها طوال التاريخ.
الحدث ربما كان سياسي ولكن ضرورته كانت إنسانية.. انتصرت هذه الثورة المجيدة بتضحيات ملايين المهجرين من أهل السنة ونصف مليون ضحية منهم ودمار لكل مدنهم ومارس النظام عليهم كل أنواع القتل المادي والمعنوي وتغنى ورقص فوق جثثهم واستدعى كل من يشتهي دمائهم من البعيد والقريب، لقد تحمل أهلنا في الشام هولا وجحيما فنصر الله لهم جاء بعد صبر ونضال وجهاد لذلك لا يجب أن تأخذهم ذلة ولا لومة لائم بعد أن دخلوا عاصمة الشام يرفعون رايات النصر ولا يجب أن يحقق أعدائهم مكاسب لا يستحقونها من خلال أسطوانة المصالحة والحوار فليعتبروا مما حدث في مصر وما حدث في تونس وفي ليبيا من خدعة الحوار وتغريدات شيوخنا الأفاضل وترتيل آيات الذكر الحكيم في غير مواضعها وكذلك شطحات المفكرين الحالمة والذين ضيعوا الثورات العربية بالدعوة للمصالحات في زمن الحروب فالدعوة للمصالحة زمن الحرب خيانة فالحرب في سوريا لن تنتهي إلا بعد أن تستقر الدولة بدستور يصنعه المنتصرون والمنتصرون فقط دون غيرهم وعليهم أن يكونوا حكماء يراعوا ظروف مجتمعهم وتركيبتهم وأن يراعوا معتقدات الآخرين وحرياتهم وحقوقهم والسماح لهم بمن يمثلهم ضمن رؤية الثورة وبرنامجها، فقط عليهم أن يؤسسوا ويديروا مؤسسة حكم منهم وحدهم رشيدة كما حدث في في كل ثورات العالم التي حققت النجاح ولم تشرك أعدائها في إدارة الدولة فالمنتصرون هم من يحكم ويتحمل مسؤولية إدارة الحكم فلا قيمة لتغريدات دول الغرب وحكامها عن الحريات والحقوق التي تنتهك في فلسطين كل يوم فهم لا يروننا بشرا.
ذاك لا يعني أن تصنع الثورة جبهات ضدها ولكن ممارسة السياسة والهدوء في الإجراءات مع ضرورة إنشاء محاكم خاصة سريعة لتحقيق العدالة وللتخلص من أعداء الثورة بشكل عاجل، لا يجب أن يتجاوز ستة أشهر فلا بد أن يدرك المجرمون والظالمون أن مصير الظلم هو المحاكم والقصاص فسيف الحجاج هو من منع الفتن وثبت حكم بني أمية.
فلا تسمعوا حديثا عن المصالحة زمن الحرب فقط نلتمس الدعوات الصالحات للثورة في سوريا لتحقيق أهدافها ورفع الظلم عن أهل الشام ليعود عزيزا قلبا نابضا لأمة الإسلام رافعا رايته وبالحب لمن حقق النصر، نقول احذروا فلن يكون مصيركم ورديا بل سيكون أحمر بلون دمائكم إن تهاونتم وسرقت منكم ثورة انتصر فيها الدم على سيوف الظلم فلا تضيعوا دماء شهداءكم ولا تتناسوا صرخات الأرامل والأيتام فهي في رقابكم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: یجب أن
إقرأ أيضاً:
مُنازلة سياسيّة قوّاتية - عونيّة في القاع ورأس بعلبك
كتب رامج حمية في" الاخبار": تتّجه البلدات المسيحيّة في محافظة بعلبك- الهرمل الأحد المقبل، إلى خوض منازلة انتخابيّة سياسية، لا سيّما بعد فشل «القوات اللبنانية»، الأكثر تمثيلاً، والأحزاب المتبقّية، وأوّلها التّيار الوطني الحر، في التوافق على لوائح تُعفيها من المواجهة. وبذلك، تحوّلت الانتخابات البلدية والاختيارية إلى معركة سياسية، لتثبيت الأحجام والنّفوذ.وأبرز تلك المعارك، ستُخاض في بلدة القاع الحدوديّة، حيث يَطغى البُعدان السّياسي والعائلي على البُعد الإنمائي، في ظلّ الحضور الحزبي الواضح على اللائحتين الأساسيّتين، اللتين شُكِّلتا عقب فشل التوافق على لائحة مشتركة حزبية- عائلية. اللائحة الأولى هي «أرضي هويّتي» المدعومة من «القوات اللبنانية» ويرأسها رئيس البلدية السابق وعضو الهيئة التّنفيذية القوّاتية بشير مطر. أمّا اللائحة الثانية، فهي لائحة «أهل القاع» التي يدعمها التّيار الوطني الحر ويرأسها مناصفةً عضو مجلس البلدية السابق نقولا مطر، وجورج نصرالله.
ويخوض الطرفان المعركة تحت عنوان «إثبات الوجود»، فـ«القوات» تولي اهتماماً خاصّاً للبلدة، التي تُعدُّ مَعقلاً لها، أو على الأقل باعتبارها «قوّاتية الهوى». ولذلك فقد عمل أهلها ما في وسعهم لتشكيل لائحة «تمدّ اليد للكلّ»، على حدّ قول مطر، الذي لفت إلى أن ما يحكم الانتخابات البلدية هو الرأي العام ومزاج الناخبين، واعتبارات يختلط فيها السياسي بالعائلي وحتى الشخصي.
أمّا التيار الذي يدخل الاستحقاق هذه المرة بلائحة موحّدة، فلا يطمح اليوم لإسقاط البلدية في القاع، بقدر ما يعنيه إثبات وجوده فيها وتحقيق التقدّم في النتائج. ولا تعود هذه القناعة لعدم الرغبة في ذلك، إنما لخصوصية القاع ورمزيتها التي تفرض عليه ذلك، انطلاقاً من الوجود القواتي القوي، واستناداً إلى تجارب الانتخابات البلدية السابقة.
ففي آخر انتخابات بلدية أجريت في عام 2016، لم يستطع العونيون المواجهة بسبب فشلهم في التوافق على لائحة واحدة في مواجهة اللائحة المدعومة من «القوات»، وهو ما أسفر في آخر النهار الانتخابي عن نتيجة صفر إنجاز للتّيار، في مقابل حصول «القوات» على 14 مقعداً من أصل 15. ويُرجِعُ النائب سامر التوم، ابن بلدة القاع العوني، وراعي لائحة «أهل القاع»، هذا الأمر، إلى تشتّت أصوات العونيين في الانتخابات السابقة بين لائحتين، «وهو ما عزّز حضور اللائحة المدعومة من القوات والتي حصّلت بحدود 40% من الأصوات، فيما توزّعت الـ 60% المتبقّية على اللائحتين اللّتين وقفتا في وجهها».
وإذ استفاد العونيون اليوم من درس الانتخابات البلدية السابقة، فعملوا على تشكيل لائحة واحدة مدعومة منهم بشكل مباشر، إضافةً إلى عدد من العائلات، إلّا أن ذلك ليس معياراً لحسم المواجهة في القاع تحديداً. فهناك، لا وجود لمعادلة، إما التّيار أو «القوّات»، وذلك انطلاقاً من عوامل عدة، منها ما يتعلّق أولاً بطبيعة المنطقة والمزاج الشّعبي والرأي العام، إذ لا يمكن لأحدٍ أن يتكهّن ما الذي سيضعه القاعيُّون في الصندوق الأحد المقبل، مع اختلاط المعيار العائلي بالسياسي، والشخصي أيضاً.
كذلك في بلدة رأس بعلبك، تَطغى السياسية على الاستحقاق الانتخابي. إذ تتنافس «القوات» بلائحة «نبض رأس بعلبك»، التي يرأسها مناصفةً المُتعهِّد نضاف مشرف، القواتي المقرب من تيار المستقبل، والشيوعي السابق طوني العرجا.
المنازلة الانتخابية تنسحب أيضاً على بلدات دير الأحمر، فباستثناء بلدية برقا التي فازت بالتّزكية، تتّجه قرى الدّير السّبعة نحو معركة. إذ تخوض بلدة الزرازير معركة عائلية بامتياز بين لائحتين مكتملتين، ومثلها بلدات بشوات وبتدعي وشليفا ونيحا المحفارة والقدام. أمّا دير الأحمر، ففشلت «القوات» في تأمين الفوز ببلديتها بالتّزكية. فهي تتّجه نحو معركة انتخابية، وإن غير متكافئة، بين لائحة مكتملة وأخرى غير مكتملة، تتألف من 3 مرشحين فقط.
مواضيع ذات صلة قوات العدو الإسرائيلي تقتحم منازل عدة في منطقة الرأس الأحمر شرق طمون جنوب طوباس Lebanon 24 قوات العدو الإسرائيلي تقتحم منازل عدة في منطقة الرأس الأحمر شرق طمون جنوب طوباس