في أول قمة من نوعها في التاريخ.. واشنطن وطوكيو وسيول تواجه نقطة تحول بالعالم
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مؤتمر صحفي مشترك مع زعيمي كوريا الجنوبية واليابان في ختام قمة كامب ديفيد، الجمعة، أن العالم وصل إلى "نقطة تحول".
وأشار الزعماء الثلاثة إلى أن بلدانهم سترفع اعتمادها على التعاون الأمني مواجهة الأزمات في المنطقة، مؤكدين أن الأزمات العالمية ناجمة عن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا وأنشطة كوريا الشمالية والصين.
وقال بايدن إن "العالم وصل إلى نقطة تحول وعلينا اعتماد سبل جديدة من التعاون".
وشدد على أنه "نعول على التعاون الأمني بتشاطر المعلومات وبمستوى غير مسبوق من التدريبات المشتركة".
وأضاف الرئيس الأميركي "سنستمر في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية بما في ذلك تبييض الأموال الالكترونية".
ونوه إلى أنه "سيكون لدينا خط ساخن لتشارك المعلومات وتنسيق الاستجابة للأزمات في منطقة المحيط الهادئ"، مضيفا "نعمل على تعزيز أمن وسلامة التكنولوجيات الجديدة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي".
من جهته، أكد الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، أن بلاده تود التعاون مع الولايات المتحدة واليابان من أجل تعزيز "التعاون الثلاثي في مجالات وقطاعات مختلفة".
وقال يول: "اتفقنا على وضع قناة تواصل لتنسيق ردنا على أي أزمة تطرأ في المنطقة".
وذكر الرئيس الكوري الجنوبي أن "كوريا الشمالية تعمل على انتهاك حقوق الإنسان واستغلال العمال لتطوير برامجها التسليحية".
وأضاف "سنواجه كل محاولة لتغيير الوضع القائم في المنطقة بالقوة".
كما ذكر رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، أن "هذه القمة الثلاثية هي الأولى من نوعها في التاريخ".
وأكد كيشيدا أن "النظام العالمي يشهد اهتزازا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وبسبب أنشطة الصين وكوريا الشمالية".
وفي البيان الثلاثي الختامي لقمة كامب ديفيد قالت الدول المجتمعة: "نتعهد بالتشاور فيما بيننا للتنسيق بشأن الرد على التحديات والاستفزازات والتهديدات التي تمس مصالحنا وأمننا الجماعي في المنطقة".
وأضافت أن "الشراكة الثلاثية بين واشنطن وطوكيو وسول تعزز الأمن والازدهار لشعوب الدول الثلاث وللمنطقة والعالم".
وقالت: "نتعهد بنزع سلاح كوريا الشمالية بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن ونحث بيونغ يانغ على التخلي عن برنامج صواريخها الباليستية".
واستقبل بايدن، الجمعة، الزعيمين في كامب ديفيد قرب العاصمة واشنطن، في إطار قمة "تاريخية" كان من المتوقع أن تفضي فعلا إلى تعزيز التعاون العسكري في مواجهة كوريا الشمالية والصين.
واعتبر الرئيس الأميركي أن اللقاء يدشن "حقبة جديدة من التعاون".
كذلك، كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول "الشجاعة السياسية" التي أظهراها عبر العمل على هذا التقارب، رغم الماضي المؤلم الذي تمثل في استعمار اليابان لكوريا الجنوبية.
وحرص بايدن في مبادرة رمزية، على تنظيم هذه القمة في كامب ديفيد، المقر الرئاسي الأميركي المرتبط بتاريخ من مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
وتبادل الزعماء الثلاثة الذين لم يرتد أي منهم ربطة عنق تعبيرا عن الأجواء الودية بينهم، المصافحات قبل أن يجلسوا مع وفودهم حول طاولة كبيرة ويبدوا ملاحظات سريعة أمام الصحفيين.
"يوم تاريخي"وقال الرئيس الكوري الجنوبي في افتتاح القمة: "سنستذكر هذا اليوم بوصفه يوما تاريخيا، نضع فيه قاعدة مؤسساتية صلبة ونعلن تعهدات من أجل شراكتنا الثلاثية".
من جهته، صرح رئيس الوزراء الياباني "أنا مسرور بإجراء محادثات صريحة للبدء بحقبة جديدة من الشراكة"، مشددا خصوصا على ضرورة مواجهة كوريا الشمالية.
وفي وقت سابق قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جايك ساليفان. أن هذه القمة، ستشهد اتفاق بايدن ويول وكيشيدا على خطة لسنوات عدة لإجراء تدريبات عسكرية منتظمة في جميع المجالات، تمضي أبعد من تدريبات لمرة واحدة ردا على كوريا الشمالية، وإعلانهم عن "التزام للتشاور" في حال نشوب أزمات،
لكن ساليفان حرص على القول إن هذا التعاون الثلاثي المعزز ليس بمثابة "حلف أطلسي في المحيط الهادئ".
وأكد أن إقامة تحالف دفاعي متبادل مماثل لحلف شمال الأطلسي ليس "هدفا معلنا"، مشددا على أن قمة الجمعة ليست موجهة "ضد أي طرف"، وذلك بعدما انتقدت بكين المبادرة بشدة.
سيتفق القادة على تشارك المعطيات بشكل آني بشأن كوريا الشمالية وعقد اجتماعات قمة كل عام، بحسب مسؤولين.
وسيقيمون أيضا قناة تواصل طارئ على أعلى مستوى، في ما يشبه "خطا أحمر" ثلاثيا في منطقة تعيش على وقع الخطر النووي الكوري الشمالي وتخشى غزوا صينيا لتايوان.
"معرفة الجذور"لم تخف الصين موقفها المعادي لهذا الحوار الثلاثي، بحسب تعبير فرانس برس.
وحض وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، طوكيو وسيول على العمل مع بكين "لإنعاش شرق آسيا".
وقال في فيديو نشرته وسائل إعلام رسمية: "مهما صبغتم شعركم بالأشقر أو جعلتم شكل الأنف رفيعا لن تصبحوا أوروبيين أو أميركيين، لا يمكنكم أن تصبحوا غربيين أبدا".
أضاف "ينبغي أن نعرف أين هي جذورنا".
تراهن واشنطن على استعداد اليابان وكوريا الجنوبية للالتفات صوب الغرب وللتعاون معا رغم الماضي الأليم المتمثل في الاستعمار الياباني العنيف لشبه الجزيرة الكورية، بين عامي 1910 و1945.
لكن البيت الأبيض يدرك أن هذا التقارب لا يحظى بإجماع الرأي العام، سواء في كوريا الجنوبية أو اليابان.
وخاطب بايدن ضيفيه، الجمعة، قائلا: "لقد كنتما على الموعد"، مبديا "امتنانه العميق" لهما.
ويبقى التحدي بالنسبة إلى واشنطن أن يستمر هذا التعاون الثلاثي بمعزل عن تبدّل القادة. فالرئيس الكوري الجنوبي مثلا ينهي ولايته، في عام 2027، ولا يمكنه الترشح لولاية جديدة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرئیس الکوری الجنوبی کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة کامب دیفید فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع درجة حرارة المحيطات.. هل وصلنا إلى نقطة تحول مناخي؟
في عام 2023 لم يكن وضع المحيطات طبيعيا، فقد ارتفعت حرارتها بشكل مفرط وظلت كذلك حتى الآن، وساهمت في احترار الكوكب بأكمله تقريبا، وبحسب العلماء لم يكن الأمر مجرد ارتفاع في درجة الحرارة، بل قد يكون ذلك بداية لشيء أكبر يشمل تغييرا في آلية عمل مناخ الأرض.
وكشفت دراسة جديدة أن موجات الحر البحرية لعام 2023 حطمت كل الأرقام القياسية المعروفة، إذ كانت أقوى وأطول، وغطت مساحات أكبر من أي وقت مضى، كما لم تكن موجة واحدة، بل كانت موجات عديدة متداخلة وممتدة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4البلاستيك يغزو المحيطات.. فمن أكبر الملوثين في العالم؟list 2 of 4موجة الحر في المحيط الهادي زعزعت النظم البيئيةlist 3 of 4علماء يضعون خريطة للبلاستيك بالمحيطات والنتائج صادمةlist 4 of 4حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرونend of listولا تعد موجات الحر البحرية مجرد بقع دافئة في البحر، بل هي ارتفاعات حادة وممتدة في درجة حرارة البحر قد تستمر لأشهر وتأثيرها مدمر، إذ تقتل الشعاب المرجانية وتطرد الأسماك وتعطل مصائد الأسماك بأكملها.
وبسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان أصبحت هذه الأحداث أكثر تواترا وأكثر شدة.
ووفقا للدراسة، شهد 96% من سطح المحيطات العالمية موجات حر، وتحملت مناطق مثل شمال الأطلسي وشمال المحيط الهادي والمناطق الاستوائية فيه وجنوبه الغربي أسوأ آثارها، وشكلت هذه المناطق مجتمعة 90% من ارتفاع حرارة المحيطات غير الاعتيادية.
واستمرت موجة الحر في شمال المحيط الأطلسي 525 يوما، بدءا من منتصف عام 2022 ولم تهدأ، كما شهدت منطقة جنوب غرب المحيط الهادي موجة حر بحرية واسعة النطاق وممتدة حطمت الأرقام القياسية السابقة.
كما جاءت ظاهرة النينيو في شرق المنطقة الاستوائية بالمحيط الهادي، حيث بلغت درجات حرارة المحيط هناك ذروتها عند 1.63 درجة مئوية فوق المتوسط.
وبالنسبة للحياة البحرية وهذا النوع من الحرارة يمكنه أن يغيّر كل شيء، بما في ذلك الحركة والتكاثر والبقاء.
ومن خلال تقنية تتبع انتقال الحرارة عبر الطبقات العليا من المحيط وجد الباحثون أسبابا متعددة لموجات الحر البحرية لعام 2023، ففي بعض المناطق قلّت الغيوم، مما سمح بوصول المزيد من أشعة الشمس إلى المياه.
إعلانوفي مناطق أخرى أدى ضعف الرياح إلى قلة اختلاط المياه، مما تسبب في ركود المياه الدافئة.
كما تحولت تيارات المحيطات أيضا عن أنماطها المعتادة، مما ساهم في زيادة تراكم الحرارة، وبذلك تختلف الأسباب باختلاف الأماكن، لكنها جميعها تؤدي إلى نفس النتيجة: محيطات ظلت ساخنة لفترة طويلة جدا.
تلعب المحيطات دورا مهما في تنظيم المناخ على الكوكب، إذ تمتص 90% من الحرارة الزائدة، و23% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية، كما تعد مصدر 85% من بخار الماء في الغلاف الجوي وتنتج 50% من الأكسجين الذي نحتاجه.
وتشير الدراسة إلى أن الأعاصير المدارية الشديدة في عام 2023 مثلت تحولا جوهريا في ديناميكيات المحيط والغلاف الجوي، وقد تعمل بمثابة تحذير مبكر من نقطة تحول وشيكة في نظام مناخ الأرض.
وتعني نقطة التحول المناخي تجاوز عتبة لا يستطيع فيها النظام التعافي بمفرده، وبالنسبة للمحيطات قد يؤدي ذلك إلى موجات حر أكثر تواترا، وانهيار شبكات الغذاء، وتناقص أعداد الأسماك وتدمير الشعاب المرجانية جراء ذات الأهمية البالغة في النظم البيئية البحرية جراء تحمض المياه.
كما لن يقتصر التأثير على البحار، فالمحيطات الدافئة تحتفظ بكمية أقل من الأكسجين، مما يعيق تبادل الحرارة والرطوبة مع الغلاف الجوي، ويؤدي ذلك إلى تفاقم الأحوال الجوية المتطرفة، مما يؤثر على كل شيء، من العواصف والأمطار إلى الجفاف على اليابسة.
وبحسب الباحثين، فإن أحداث عام 2023 تسلط الضوء على التأثيرات المتزايدة للمناخ الحار والتحديات في فهم الأحداث المتطرفة، ويواجه العلماء مهمة عاجلة تتمثل في مراقبة مدى تكرار حدوث هذه الظواهر وكيف تتطور بمرور الوقت.
ويحتاج ذلك -حسب الدراسة- إلى بيانات عالية الدقة ومعالجة أسرع ونماذج قادرة على التنبؤ بشكل أفضل بهذه التغيرات المعقدة في مختلف المناطق، حيث يمكن للمجتمعات التي تعيش خاصة في المناطق الساحلية أن تستعد لمزيد من الاضطرابات المتكررة في النظم البيئية البحرية.
وتشير الدراسات إلى أن مستقبل المناخ العالمي يعتمد بشكل كبير على سلامة المحيطات وقدرتها على الاستمرار في أداء وظائفها الطبيعيىة، لكن الصراع على الموارد وتصريف النفايات -خصوصا البلاستيكية- وكلها عوامل تسرع من احترار المحيطات وتحمضها وتعجل بنقطة تحول مناخي هي الأخطر على الكوكب.