صراحة نيوز- بقلم/ حاتم الكسواني
يكاد المرء يحار بالمشهد الذي يدور أمامه في هذه المرحلة من مراحل المعركة الشرسة الدائرة بين قوى البغي الصهيوني ” إسرائيل وداعمتها أمريكا ” وكل مكتشفي الحقيقة في الشارع العالمي و في وسائل الإعلام الدولي والدوائر السياسية التي وجدت في الإبادة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الوطن الفلسطيني المحتل فرصة للتحلل من البقاء تحت سيف الهولوكوست المسلط على جيوبهم وقرارهم السياسي والعسكري والإجتماعي بل والتدخل في جميع تفاصيل حياتهم .
ومن الواضح بأننا نشهد محاولات نشطة لتخليص إسرائيل من المأزق الذي تكابد منه ، والمتمثل بإستنزاف جيشها وإقتصادها والتداعي الذي أصاب صورتها الأخلاقية بأنها واحة الديمقراطية في وسط دول المنطقة العربية ، وأن جيشها هو الجيش الأكثر أخلاقية بين جيوش العالم لتخرج شعوب العالم تقرع أواني الطعام الخاوية في إشارة إلى السقوط الأخلاقي والقيمي لكل إسرائيل التي تنفذ إبادة جماعية وتجويعا بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، وتطالب بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر لان كثيرا من أصحاب الرأي رأوا في إسرائيل دولة إستعمار إحلالي مارقة بنيت على كذبة تلمودية تستدعي تعديل المشهد التاريخي وإعادته إلى مساره الصحيح .
اما على المستوى الرسمي فقد ضاقت أوروبا ذرعا بجرائم الإحتلال الأمر الذي دفع رؤوسائها إلى التجرؤ ولإفصاح تباعا عن نيتهم الإعتراف بالدولة الفلسطينية .
ورغم حرج المرحلة تفاجئك اذرع قوى البغي والمتحالفين معها التي تحاول بكل ما تملك من حيلة ان ترسم صورة مغايرة لواقع المشهد يصور حماس قد تلقت الهزيمة ويحاول دفعها للإعتراف بها وتسليم سلاحها وترك الشعب الفلسطيني في الضفة وفي غزة لما رسم لهم ولمستقبلهم في غرفها المظلمة ، في الوقت الذي يهرب فيه جنودها من ساحات المواجهة أو يصابون بالهلع والصدمة النفسية بسبب مقاومين لا يعرفون أين ومتى يظهرون لهم ليسومونهم ألوان القتل و العذاب .
اننا نرى غير مايراه الآخرون ، فنحن نرى بأن المشهد ينطوى على نقط تحول عديدة إذا ما أستغلت فإنها عاجلا أو آجلا ستفضي إلى تأسيس الدولة الفلسطينية التي ما أن تسطع شمسها إلا وتذهب بالكيان الصهيوني إلى غروب أبدي ما بعده شروق
فنقطة التحول الكبرى التي هزت كيان الإحتلال الإسرائيلي تمثلت بإنكشاف حجم جريمتها بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، وطبيعتها المبنية على الكذب ، فلا الأرض الفلسطينية كانت بلا شعب ولا المستجلبين اليهود في الشتات كانوا بلا أرض فالكل بات يشهد اليوم كيف فر الإسرائيليون بعد السابع من أكتوبر من أرض فلسطين إلى أوطانهم الأصلية في أوروبا وافريقيا وآسيا وامريكا التي طردوا منها إلى بلادنا .
و نقطة تحول أخرى حيث تحولت إسرائيل من كيان تباكى عبر السنين على مظلومية ومحرقة وقعت على أبنائه إلى كيان يرتكب محرقة أقسى وأشد بحق الشعب الفلسطيني المحتل منذ أكثر من سبعين عاما من قبلها بهدف أحلال المستجلبين اليهود الصهاينة من كل أقطار العالم ليحلوا محل الشعب الفلسطيني .. وهكذا باتت شعوب العالم تتندر على قصتهم التلمودية بالأرض الموعودة لهم منذ آلاف السنين بل وقيل لهم كما قال أبو الأسود الدوؤلي ببيت شعره الشهير :
لاتنه عن خلق وتأتي مثله .. عار عليك إذا فعلت عظيم
ومن نقط التحول اللافتة نقطة التحول التي تحول فيها المثقفون والإعلاميون والعلماء و نجوم السينما والغناء والرياضه إلى مؤازرة الحق الفلسطيني ومهاجمة الهمجية الصهيونية ومساواتها بالنازية ففي كل أنحاء العالم إهتم معظم الأشخاص المؤثرون بإبراز تأييدهم لحق الشعب الفلسطيني بالحرية وتقرير المصير وتأسيس دولته على ترابه الوطني.
لكن المؤسف أن تلعب وسائل إعلام يفترض ان من واجبها مؤازرة الحق الفلسطيني بحكم الأخوة ووحدة الدين والجغرافيا والتاريخ المشترك ، والقيام بدور توعية و تحصين الرأي العام الفلسطيني والعربي بأسباب الصمود والإبتعاد عن القيام بأي دور سلبي يبعث روح اليأس و الهزيمة و الإحباط وضياع الإحساس بالأمل في نفوس أبناء الأمة ، دون أي حس وطني أو إيمان بالواجب إتجاه الأمة تماما وكأنهم في ذلك وحدة من وحدات الطابور الخامس التي تعمل ضد مصالح شعوبها وأمتها .
ومن صور التحول الهامة نقطة التحول التي ترتسم فيها صورة المقاوم الفلسطيني في الذهن الإنساني اليوم كصورة أبطال المقاومة وأفعال الإيثار والتضحية في تاريخ الشعوب كسبارتاكوس ، وروبين هود. ووليام ولاس ، و ايمليانو زاباتا. ونيلسون مانديلا ، و تشي غيفارا .. وغيرهم من مقاومي الإستعمار ورواد الحرية .
ومن نقط التحول أيضا التي أفضى إليها السابع من أكتوبر نقطة التحول التي ينهزم فيها فائض القوة أمام رفض الشعوب للتعالي والتوحش الديني الذي يصنف الآخر بدرجة أدنى ، وينزع عنه صفة الإنسانية ويضعه في مصاف الدواب ويشرعن قتله وإبادته دون أي وازع من شفقة وإنسانية بل و يعتبره عبدا لخدمة سيده اليهودي .
و من نقط التحول الأخرى هي تلك التي يصبح فيها رفض الإبادة والتجويع وكسر الحصار فعل جماعي تارة وفردي تارة أخرى …فهو جماعي ومؤسسي عند تنظيم المظاهرات والوقفات وتسيير سفن المساعدات لكسر الحصار ، وهو فردي عندما يقرر فيها مواطن عربي واحد أن يكسر الحصار ويقاوم المجاعة فيلقي بعبواته المملؤة ببعض المواد الغذائية إلى البحر مشهدا الله أنه يفعل ما يستطيع ويضرع إليه أن يسوقها إلى شواطئ غزة .
يؤلمنا ما يجري في غزة ، ولكننا نعتقد بأنها قد أحدثت كل نقط التحول التي سقناها سالفا مما يلزمنا أن نعظم نتائجها الإيجابية لا ان نقلل من شأنها ونعمل على خلق شرخ بينها وبين حاضنتها الشعبية .
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الشعب الفلسطینی نقطة التحول التحول التی
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الفرنسي: يجب أن يكون المؤتمر نقطة تحول لتنفيذ حل الدولتين
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إنه يجب أن يكون المؤتمر نقطة تحول لتنفيذ حل الدولتين، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي في كلمته خلال مؤتمر حل الدولتين وتسوية القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة : "يجب أن نتمكن من الانتقال من نهاية الحرب على غزة إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، موضحًا، أنه لا يمكن القبول باستهداف الأطفال والنساء أثناء سعيهم للحصول على المساعدات.
وواصل: "أطلقنا زخما لا يمكن إيقافه من أجل الوصول لحل سياسي في الشرق الأوسط".