موقع 24:
2025-06-10@10:20:13 GMT

سوريا في ميزان ترامب

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

سوريا في ميزان ترامب

مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تزداد التساؤلات حول تأثير سياساته الخارجية غير التقليدية وبراغماتيته المرتبطة بشعار "أمريكا أولاً" على المشهد السوري الذي يمر بتحولات متسارعة مع نهاية نظام بشار الأسد، وانطلاق سوريا جديدة تتضح ملامحها يومًا بعد يوم.
أثبتت ولاية ترامب الأولى أن توجهه حيال سوريا لا يعتمد على القواعد التقليدية للدبلوماسية أو الالتزامات الدولية، ما يجعلنا نتوقع أن ولايته الثانية ستواصل العمل وفق نهج يتجاهل تعقيدات النظام الدولي الحالي، ويركز على المصالح الأمريكية الآنية دون اعتبارات للتوازنات المحلية، ما يفسر تسارع الأحداث بشكل واضح من القوى الفاعلة في الملف السوري استعدادًا لإدارة ترامب المقبلة.


تركيا تستفيد من الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة لتصعيد عملياتها في الشمال السوري، لإنهاء ما تعتبره "الصداع الكردي"، قبل أن تُجبرها إدارة ترامب المقبلة على التفاوض مع الأكراد، وهو سيناريو لا ترغب فيه، خصوصًا بعد التقدم الذي أحرزته في الملف السوري.


ولكن يبقى السؤال: هل ستسمح إدارة ترامب لأنقرة بالتحكم الكامل في مسار الملف السوري، دون النظر إلى الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية،قسد؟ فسياسة ترامب لا تقوم على تقديم الدعم مجانًا، وسيظل التفاوض قائمًا على المكاسب المتبادلة.
ويبقى مصير الأكراد في سوريا نقطة حساسة تُلقي بظلالها على العلاقات الأمريكية التركية. واشنطن دعمت قوات سوريا الديمقراطية في مراحل عديدة، لكنها تواجه الآن ضغوطًا من تركيا لإنهاء الدعم. والتحدي هنا إذا قرر ترامب التخلي عن الشراكة مع الأكراد، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة رسم الخارطة السياسية والعسكرية في شمال شرق سوريا، ممّا يعزز موقف تركيا لكنه يُضعف توازن القوى في المنطقة. ولهذا، فسيناريو توافق أمريكي تركي يضمن لتركيا مساحة أوسع للتحرك في سوريا، مقابل تنازلات تصب في صالح واشنطن، هو الأرجح على الأقل بشكل واقعي.
ومع استمرار الضبابية في تشكيل نظام سوري مستقر، تستغل إسرائيل الفراغ السياسي والأمني لتعزيز مكاسبها في الجولان والمناطق الحدودية الأخرى، وتعتبر ولاية ترامب الثانية فرصة لتعزيز سياساتها في المنطقة، وتتحرك لتوسيع مستوطناتها في الجولان بحجة حماية أمنها القومي، خاصة إذا استمرت الإدارة الأمريكية في دعم سياساتها التوسعية.
تترقب روسيا وإيران تداعيات عودة ترامب وتأثيرها على تحالفاتهما مع القوى الإقليمية. ترامب لم يخفِ إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن السياسة البراغماتية قد تفرض عليه اتخاذ مواقف متشددة إذا تعارضت مصالح واشنطن مع طموحات موسكو التي ترى في ولاية ترامب الثانية فرصة لحسم ملف أوكرانيا، ما يجعلها تعيد صياغة أولوياتها بشكل مرن، والتعامل مع التحولات الراهنة في المشهد السوري بشكل يلائم أولويات المرحلة.


إيران أمام تحديات صعبة مع احتمالية عودة سياسات ترامب المتشددة، خاصة إذا سعى ترامب لتوسيع اتفاقيات إبراهيم للسلام، لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل نهائي بعد خسارتها الكبيرة في لبنان وسوريا. ولذلك، أتوقع أنها ستلعب بحذر في الساحة السورية، مستغلة الظروف لمحاولة استغلال أيّ فراغ سياسي نتيجة تراجع محتمل في الاهتمام الأميركي بسوريا في عهد ترامب، لاستعادة تأثيرها في الميدان أو المؤسسات، خصوصًا إذا تغيرت موازين القوى نتيجة انسحاب جزئي أو إعادة ترتيب الأولويات الأمريكية.
وعلى صعيد الموقف العربي، قد يفسح ترامب المجال للدور الإقليمي والعربي في التعاطي مع الأزمة السورية، خصوصًا لو علمنا أنه سعى في فترته الأولى إلى تقليص الدور الأمريكي في سوريا، مفضلًا التركيز على "محاربة الإرهاب" دون الالتزام بالتسويات السياسية العميقة. وعودة ترامب بسياسة أكثر ميلًا للمصالح الإستراتيجية قد تدفع العرب إلى المزيد من التنسيق لاحتواء النفوذ التركي.
ستسعى الدول العربية لتبني سياسات مرنة حيال سوريا الجديدة تتماشى مع المتغيرات التي قد تطرأ جراء عودة ترامب وظهور مقاربات جديدة، وستكون بوابة إعادة الإعمار عاملًا حيويًا في الموقف العربي تجاه سوريا سواء عبر المبادرات الإنسانية أو الاستثمارات الاقتصادية، ما سيتطلب كذلك مرونة من الإدارة الجديدة في سوريا لتفهم المخاوف العربية. في نهاية الأمر، ستمثل عودة ترامب إلى السلطة من جديد نقطة تحول في المشهد السوري، لما عرف عن واقعية سياساته التي ترتكز على الاقتصاد والموقف العسكري على الأرض، ما سيتيح للقوى الإقليمية فرصة لإعادة ترتيب أوراقها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات سقوط الأسد عودة ترامب عودة ترامب فی سوریا

إقرأ أيضاً:

أوامر عاجلة للسفارات الأمريكية.. هذا ما طلبه ترامب لتنفيذ حظر السفر الجديد

كشفت برقية دبلوماسية رسمية، وقعها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عن التعليمات الأولى الموجهة للسفارات الأمريكية حول كيفية تطبيق حظر السفر الجديد الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا، والذي يستهدف عددًا من الدول، بدعوى تهديدات أمنية.

وبحسب شبكة سي إن إن، التي اطلعت على والبرقية فإنها تمثل أول توجيه رسمي موجه للبعثات الدبلوماسية بشأن تنفيذ الإعلان الرئاسي، وبحسب الوثيقة، فقد طُلب من السفارات الأمريكية الاستمرار في جدولة طلبات التأشيرات للمتقدمين من الدول المعنية حتى موعد دخول القرار حيز التنفيذ، والمقرر عند الساعة 12:01 صباحًا من يوم 9 حزيران / يونيو 2025، بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وأضافت الوثيقة أنه بعد هذا الموعد، سيتم رفض طلبات التأشيرة تلقائيًا لمواطني الدول المدرجة ضمن الحظر، ما لم تنطبق عليهم استثناءات محددة نصت عليها البرقية، من بينها: المتقدمون ذوو الجنسية المزدوجة، الدبلوماسيون، مسؤولو المنظمات الدولية، رياضيون من فرق وطنية، وبعض الحالات العائلية التي تقدم أدلة قوية تثبت العلاقة، مثل فحوصات الحمض النووي أو الوثائق الطبية.


كما أدرجت الوثيقة استثناءات أخرى تشمل الأطفال قيد التبني، حاملي تأشيرات الهجرة الخاصة المرتبطة بالحكومة الأمريكية، وبعض الأقليات الدينية والعرقية المعرضة للاضطهاد، خصوصًا في إيران. وقد نُص في البرقية أن تفاصيل استثناء "المصلحة الوطنية" سيتم الإعلان عنها لاحقًا، دون توضيحات إضافية.

ومن بين الدول التي سيشملها الحظر الكامل: أفغانستان، بورما، تشاد، الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، هايتي، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، واليمن. بينما يُفرض حظر جزئي على مواطني بوروندي، كوبا، لاوس، سيراليون، توغو، تركمانستان، وفنزويلا، وفق ما جاء في الإعلان الرئاسي الصادر يوم الأربعاء.

ويأتي قرار الحظر الجديد استكمالًا لسياسات ترامب المتشددة بشأن الهجرة، والتي أثارت في السابق جدلًا واسعًا، خصوصًا تلك التي استهدفت دولًا ذات أغلبية مسلمة. ووفق ما أكدته الإدارة، فإن الحظر الجديد يهدف إلى تعزيز الأمن القومي ومنع دخول "أفراد قد يشكلون تهديدًا للأمن أو غير قادرين على التعاون مع الحكومة الأمريكية من حيث تبادل المعلومات الأمنية".

وكان الرئيس ترامب قد برر قراره في تصريح صحفي بأن "التهديدات لا تزال قائمة، والتعامل مع حكومات لا تقدم معلومات موثوقة يعرض الأمن القومي للخطر"، حسب تعبيره.

مقالات مشابهة

  • جحبم لوس أنجلوس.. الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص على مراسلة تليفزيونية
  • عضوة الحزب الجمهوري الأمريكي: الفوضى في كاليفورنيا قد تمتد لباقي الولايات الأمريكية
  • ترامب يستعد لإلغاء "مجموعة كبيرة" من العقوبات على سوريا
  • خبير اقتصادي: دعم البنوك للصناعات المُدرة للدولار يعزز ميزان المدفوعات
  • أوامر عاجلة للسفارات الأمريكية.. هذا ما طلبه ترامب لتنفيذ حظر السفر الجديد
  • بينها السودان .. السلطات الأمريكية تحدد موعد حظر دخول مواطني «21» دولة
  • ماكرون قريباً في جزيرة غرينلاند.. زيارة أوروبية في وجه المطامع الأمريكية؟
  • البابا ليو ينتقد ترامب بشكل مبهم: يخالف تعاليم المسيحية
  • سلطات الهجرة الأمريكية توسع عملها في لوس أنجلوس.. واحتجاجات مضادة
  • أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب مع استئناف المحادثات الصينية الأمريكية