عودة غير مكتملة و166 ألفاً لا يزالون نازحين
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
كتبت" الاخبار": عقب إعلان وقف إطلاق النار، فرغت معظم مراكز الإيواء التي خصصتها الدولة للنازحين. فما بين الإعلان في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي والسابع عشر من الجاري، عاد ما يقرب من 829 ألف نازح إلى ديارهم، غير أن هذه العودة لم تكن كاملة، إذ بقي أكثر من 165 ألف نازح يقيمون خارج بيوتهم، النسبة الغالبة منهم في بيوت للإيجار أو لدى بيوت مضيفة، فيما 4261 نازحاً لا يزالون يقيمون في مراكز جماعية في معظم المحافظات اللبنانية.
في الشق الأول من العودة، ونتيجة لرصد حركة عودة النازحين داخلياً، تستعيد محافظة النبطية بعضاً من سكانها، وتحديداً في قضاء النبطية، حيث سجّل عودة ما يقارب 245 ألفاً، أما ما يعادل 30% من إجمالي عدد العائدين، تليها محافظة الجنوب وبالتحديد قضاء صور، حيث عاد حوالى 137 ألف شخص، فيما بلغ عدد العائدين إلى قضاء بعلبك في محافظة بعلبك ـــ الهرمل ما يقارب 132 ألفاً ومن ثم صيدا مع عودة 126 ألفاً تقريباً ومن بعدها بعبدا في محافظة جبل لبنان مع رجوع 86 ألفاً. يذكر أن 90% من العائدين سجلت عودتهم من خمس مناطق أساسية، أولها منطقة بيروت، حيث قدرت النسبة بـ54%، أي ما يقارب 445 ألفاً وزحلة بنسبة 13% (108 آلاف) و10% من الشوف (87 ألفاً) و7% من صيدا (54 ألفاً) و6% من بعلبك (51 ألفاً)، فيما 10% كانوا موزعين على 15 منطقة أخرى.
لكن، رغم زخم العودة، إلا أنه لا يمكن اعتبارها عودة دائمة ونهائية، إذ يظلّ جزء لا بأس به من هؤلاء في حالة تنقّل. والحديث هنا عن عدد يقارب الـ166 ألفاً (على وجه التحديد 165428) لا زالوا ضمن وضعية النزوح، وهم من هدّمت بيوتهم أو تضرّرت بشكل كبير، وكان الخيار أمام هؤلاء إما الإقامة في «أماكن استضافة»، مع عائلات غير نازحة من الأقرباء أو الأصدقاء (39%) أو استئجار البيوت (56%) أو الإقامة في مواقع جماعية. ويحصي التقرير وجود 48 موقعاً جماعياً جرى تسجيلها حتى الثامن عشر من الجاري، ويقيم فيها بحدود 4261 نازحاً (2%)، وتتوزع هذه المراكز الجماعية في معظم المحافظات، النسبة الأكبر منها في محافظة بعلبك ــ الهرمل (39%) تليها محافظة البقاع (25%) وبيروت (6%) و2% على التوالي للمراكز الجماعية في النبطية والجنوب والشمال، فيما سجل رقم 1% ضمن خانة خيارات «أخرى»، التي تشمل اللاجئين إلى المباني غير المكتملة أو الخيام أو الحدائق وحتى الشوارع. بغض النظر عمن عادوا إلى بيوتهم أو من بقوا خارجها، لم تنقطع بعد حاجة هؤلاء إلى المساعدة، فالجدران التي تؤوي لا تطعم، ولذلك تعمد وحدة إدارة المخاطر والكوارث الحكومية لاستكمال البرنامج الذي بدأته مع المنظمات الدولية خلال الحرب من أجل توفير الاحتياجات الضرورية من مساعدات عينية ومواد غذائية. ويضغط رئيس الوحدة، وزير البيئة ناصر ياسين، على المنظمات للإبقاء على الآلية السابقة عبر التواصل مع المحافظين واتحادات البلديات للاطلاع على احتياجات هؤلاء والالتزام تالياً برقم محدّد للتمويل، مع مراعاة قاعدة أساسية وهي الأخذ في الحسبان اللوائح المرفقة من اتحادات البلديات والمحافظين لمعرفة دقيقة بالواقع وبمن هم بحاجة «إذ لا تقتصر الحاجة على من بقوا خارج بيوتهم وإنما أيضاً من هم في البيوت»، تقول مصادر اللجنة. ومن جهة أخرى، ثمة حاجة ملحّة إلى انخراط وزارات أخرى في ورشة ما بعد الحرب في إطار توفير الاحتياجات التي باتت أكثر إلحاحاً اليوم مع الشح في المساعدات، ومن بينها وزارة الشؤون الاجتماعية لإعادة النظر بلوائحها في ما يخص تقديراتها للأسر الأشد فقراً والعمل مع المنظمات الدولية لتوفير احتياجات هؤلاء.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تسلم البطن الجابتك
تسلم البطن الجابتك
كتبت- يسرية محمد الحسن
ما من منطقة تأذت من هذه الحرب مثلما تأذت به ولاية الخرطوم ! دمار ما بعده دمار تفكيك وتدمير ممنهج بل ومدروس للبنى التحتية بالعاصمة كلها. كل شبر.. كل متر كل مربع كل شارع.. حارة.. حي.. سوق.. مشفى مدرسة.. جامعة دور العبادة.. تخيلوا حين يهدمون مسجدا.. أو كنيسة تتعالى أصواتهم النكرة بالتكبير !!! حتى الأشجار والطيور والحيوانات لم تسلم من بطش هؤلاء (الذين يعدنا
قادتهم بجلب الديمقراطية والعدالة وحقوق المواطنين) قبلا توعد وهدد قائدهم بأن عمارات الخرطوم (ستسكنها الكدايس).. خربوها نعم. دمروها نعم.. جعلوا عاليها واطيها.. نعميين !!. اضطهدوا مواطنيها وأذلوهم أيما اضطهاد وإذلال ! وهل من بعد سرقة (شقى العمر ) للمواطنين المسالمين العزل الأبرياء سيكون لهؤلاء نصيب من قبول لدى مواطنىدي ولاية الخرطوم. التي وبعد رحيلهم المذل عنها أصبحت كما تمنى قائدهم في مقولته تلك … ولاية لا تصلح حقا الا (لسكنة الكدايس)!!..عامان كانهما دهر بأكمله ! ذاق فيها الناس ( الويل وسهر الليل)! والظلم والقهر والاضطهاد، والاذلال والعنف والقتل والسبي للنساء والبنات والاختفاء القسري للرجال والنساء على حد سواء.. والتخويف والرعب والإرهاب. كانوا يقفون على كل باب ! كان مواطنو الخرطوم أسرى في أيدي هؤلاء.. نعم أسرى بكل مافي الكلمة من معان ومدلولات ! أسرى داخل الأحياء.. لا يستطيعون التحرك إلى أي جهة بالولاية أو خارجها. إلا بعد تفتيش دقيق وتمحيص أدق ولك أن تتخيل عزيزنا القارئ. كيف كان الحال في عاصمتنا الجميلة قبل وقوعها في أيدي هؤلاء القتلة وكيف كان حال مواطنيها الذين لم تسعفهم ظروفهم المادية للهرب من هذا الجحيم.. خرج هؤلاء الذين ( لا يشبهون البشر) ولا أي علاقة لهم البتة بالجنس البشري ! او حتى بجنس الحيوان. نعم. فبعض الحيوانات رؤوفة ببني جلدتها وأجناسها..! دمار بهذا الحجم للبنى التحتية وللمباني. سكنية او حكومية ونهب ممتلكات المواطنين وتدمير بيوتهم بهذا العنف والإصرار والترصد لا يمكن بأي حال. أن يكون وليد اللحظة ! هي خطط مدروسة وبعناية فائقة لـ( مسح كل شيء. اي شيء) له علاقة بعاصمة اسمها الخرطوم !..
خرج الجنجويد. نعم. بعد أن نفذوا تعليمات قياداتهم العليا. كما طلب منهم بالملي والسنتمتر والشولة والنقطة لم يخرج أحمد عثمان حمزة..! لم يبارح ولايته قط عاش لحظة بلحظة هذا (التسونامي) الغريب والمتوحش والشرس واللا دين له ولا وطنية ولا إنسانية ورأى رأي العين كل ما حدث وهو صابر صامد في في مكانه يمارس نشاطه في كرري التي لم يستطع هؤلاء (الغجر) أن يطؤوها ! ولكن دانات مدافعهم ومسيراتهم كانت تفشل دوما في أن تصيب المنطقة بأذى ! فترتد إليهم بالخزي والخيبة والحسرة والانهزام.
خليت الخرطوم تماما من مغول العصر وكان أول من انتقل للعمل فيها من مقر أمانة الحكومة الذي دمر ونهب وسرق كل شيء بداخله والي الولاية ووزراء حكومته المكلفين ما من أي معينات أو اموال. ليبدأ هؤلاء الرجال تطويع المستحيل ليصبح واقعا ولكن المستحيل أصبح واقعا بالفعل ! كيف ذلك وبأي أموال أو معينات. أو… أو… لا ندري ولا نعلم.. فقط نعلم أن مجهودات جبارة بذلت ولا زالت تبذل لإعادة عاصمة البلاد إلى ألقها وجمالها وماضيها الجميل..
بالأمس ساقتني قدماي إلى (سوق ستة) وسوق ستة سادتي واحد من الأسواق الشعبية المنتشرة بعاصمة الجمال.. لبرهة حسبتها دهرا تحسست رأسي هل ضللت طريقي؟ (فقد اعتدت أن أمشي بأرجلي كثيرا) نعم هو سوق ستة أو سوق الوحدة كما يسمونه ولكني لم أصدق عيناي وأنا أرى (جبال نفايات السوق والجنجويد ) وقد اختفت !!
الطرقات التي كانت مرتعا خصبا لأولئك الأوباش. يدخنون الحشيش داخل الرواكيب ويحتسون القهوه والشاي ويأكلون ويشربون ويذلون المواطنين ! بل يعتدون عليهم ضربا بسياط العنج. دون أي مبررات..! هذه الرواكيب والفوضى والعشوائية التي كان سائدة ولمدة العامين الماضيين قد اختفت !! لم أصدق أنه سوق الوحدة لماذا.. لأن هذا السوق حوله هؤلاء الأوباش إلى مكب نفايات كل الموبقات والخارج عن القانون هو سيد الموقف.. عاد كل شيء إلى وضعه.
قبل السنتين الماضيتين لأول مرة أرى أنه كانت هناك شوارع أسفلت داخل هذا السوق.. كان لابد أن استفسر عن الأمر فقد كنت قبل يومين بالسوق. وكان على حاله المتسخ والـ (مقرف) والعشوائية والفوضى تملأ كل مكان فيه ما الذي حدث بالضبط وأي معجزة تلك التي وفي يومين فقط غيرت ملامح السوق تماما تماما ليعود كما عرفناه قبل أن تطأه الأقدام النجسة جاءتني الإجابة من فورها.. من وجوه المواطنين والفرح يغمر الوجوه… (الوالي كان هنا يوم السبت الفات، وطاف على كل السوق، أي مكان، أي راكوبة، أي زقاق، وكان زعلان شديد. لما شاف الحاصل) وركب عربة، ما فخمة زي عربات المسؤولين البنشوفها في التلفزيون… يرد بائع ليمون كان جوارنا.. الكلام ده أول أمس، أمس جات حملة كبيرة ماليها عد، وعربات للشرطة والأمن، وضباط كبار وصغار، وعساكر، وآليات كبيرة.. السوق ده في ست ساعات بس، أهو زي ما إنتو ونحن شايفنو رجع كيف؟؟!!!
القائد الذي سيخلد اسمه في تاريخ السودان الحديث كأعظم قائد انتصر على أكبر مؤامرة تحاك ضد دولة بالعالم قديمًا وحديثًا، فخامة الرئيس البرهان، أخاطب سيادتكم. لأنكم أنتم من اخترتم الاستاذ أحمد عثمان حمزة واليًا على ولاية الخرطوم. أخاطبكم وبكل الأدب أقول: كيف سيكون الجزاء لهذا الرجل الذي طوع المستحيل في زمن قياسي، وبفضل جهوده عاد مواطنو الخرطوم إلى الديار التي نعمت بالأمن والأمان والخدمات من بعد طول غياب.
هذا الوالي، النموذج لرجل الدولة المتفاني في خدمة مواطنيه، يستحق منكم، أخي القائد، التكريم ومنحه أرفع الأوسمة التي تقلد عادةً لأعظم القادة في ميادين القتال. فمثله لم تلده أمّه بعد!! وأخي سعادة الأستاذ الفخيم أحمد عثمان حمزة، والي ولاية الخرطوم، يوم شكرك ما يجي!! وتسلم البطن الجابتك.
بسرية محمد الحسن
صحيفة أخبار اليوم
الخرطوم.
البرهانوالي الخرطوميسرية محمد الحسن