وحسب ما قاله الصلابي في بودكاست "مغارب"، فإن سيف الإسلام وعبد الله السنوسي -رئيس المخابرات الليبية في عهد القذافي– عملا بجد على تنفيذ الكثير من الإصلاحات لكنهما اصطدما بما سماه "الحرس القديم".

وقد لعب علي محمد محمد الصلابي -المولود في مدينة بنغازي شرقي ليبيا سنة 1963- دورا مهما في الحوار السياسي الذي جرى بين نظام القذافي والمعتقلين السياسيين في بداية الألفية وحقق نجاحات يصفها بالمهمة.

والدكتور علي الصلابي هو كاتب وداعية إسلامي متخصص في التاريخ والفكر الإسلامي وتفسير القرآن الكريم، وله العديد من المؤلفات التي لقيت رواجا وقبولا لدى القراء والدارسين.

ومن بين ما ألفه المفكر الليبي: "الدولة الزنكية، الحركة السنوسية في ليبيا، السيرة النبوية: عرض ووقائع وتحليل، الرحيق المختوم"، وغيرها من الكتب ذائعة الصيت.

سيف الإسلام القذافي اعتقال وهروب ثم عودة لإدارة الحوار

ولم تكن طريق الصلابي خالية من المتاعب، فقد اعتقل في فترة شبابه، وتعرض للتعذيب الجسدي، لكنه استفاد من هذه التجربة حيث إنه تعرف على الحركة السنوسية (المنسوبة للشيخ محمد بن علي السنوسي) من قرب خلال هذه الفترة.

وبعد الاعتقال، عاش الصلابي 16 عاما خارج ليبيا قضاها في المملكة العربية السعودية طلبا للعلم، وعاد بعدها إلى بلده ليتولى ملف الحوار بين المعتقلين السياسيين والحكومة، بدعم من سيف الإسلام القذافي.

إعلان

ولم تكن عودة الصلابي إلى ليبيا بهدف البقاء وإنما بغرض الزيارة لكنه التقى خلال هذه الزيارة بسيف الإسلام وعبد الله السنوسي، واستشعر كما يقول توجها من الرئيس الراحل لتصحيح بعض المشكلات السياسية التي لا يريد أن يورثها لنجله.

وشهدت تلك الفترة انتشار كتب الصلابي مثل "الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط" "والسيرة النبوية" و"ثمار الحركة السنوسية"، وتم تدرسيها في عدد من الجامعات.

المفكر والباحث الليبي علي الصلابي (مواقع التواصل الاجتماعي)

ويعتقد المؤرخ الإسلامي المعروف أن انتشار هذه الكتب كان سببا في محاولة نظام القذافي الاستفادة منه في تفكيك الخلاف مع التيار الإسلامي، لكن الصلابي من جهته وجدها فرصة لإخراج كثيرين من السجون -بينهم عبد الحكيم بلحاج– مقابل تراجعهم عن تكفير النظام الحاكم.

وقد شجع الصلابي الكثير من العلماء على زيارة ليبيا لإلقاء محاضرات بموافقة الحكومة، وكان من نتيجة هذا أن زار العلامة الراحل يوسف القرضاوي طرابلس، وكتب بعدها رسالة للقذافي تم على إثرها إطلاق سراح معتقلي الإخوان المسلمين.

وبعد 5 سنوات من التفاوض والشد والجذب، أسفر الحوار عن خروج مئات المعتقلين الكبار من السجون، واستخراج شهادات وفاة لمن قضوا داخل محابسهم ولم يتمكن ذووهم من الحصول على ما يثبت ذلك.

ولا ينتمي الصلابي لجماعة الإخوان المسلمين سياسيا كما يقول لكنه لا ينفي تتلمذه على يد علماء مثل الشيخ القرضاوى والشيح محمد الغزالي وسيد سابق، فضلا عن أنه يدافع عنهم عندما يقع عليهم ظلم كما يدافع عن غيرهم، وفق قوله.

جدية في الإصلاح

ومن خلال تجربته الشخصية، يعتقد الصلابي أن سيف الإسلام وعبد الله السنوسي كانا جادين في عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي، وقال إنهما ساعدا على رد كثير من المظالم التي وقعت على الناس.

ولمس الصلابي هذه الجدية والإيجابية في هذا التوجه الإصلاحي الذي يقول إنه حقق نتائج جيدة وخفف من الاحتقان الوطني كثيرا بين 2005 و2011. لكنه يعتقد أن "الحرس القديم" يتحمل جزءا كبيرا من إفشال أو تعطيل هذا المسار الذي كان بإمكانه إنجاح مشروع القذافي الابن.

إعلان

في الوقت نفسه، يعتقد المؤرخ الإسلامي أن الثورة الليبية كانت نوعا من الارتداد لما حدث في تونس ومصر أكثر من كونها عدم اقتناع بإصلاحات سيف الإسلام، الذي قال إنه اختلف معه عندما انحاز للنظام في مواجهة مطالب الناس.

فمع الحشد الكبير للثورة وحصولها على دعم دولي، يقول الصلابي إن سيف الإسلام "فشل في تبني المشروع الوطني المطلوب"، وهو ما دفعه للحديث المباشر معه حتى لا تُستخدم القوة ضد المتظاهرين.

وقد استجاب سيف الإسلام والسنوسي لمطلب عدم استخدام القوة ضد الناس، لكن الزخم الداخلي والخارجي وتصدي الحرس القديم لفكرة الإصلاح "وفرت عوامل نزع الحكم عن القذافي ونظامه كله"، كما يقول الصلابي.

29/12/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سیف الإسلام

إقرأ أيضاً:

زعم علاقته بمسئولين.. القبض على شخص نصب على مواطنين بالقاهرة

تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط أحد الأشخاص بالجيزة لقيامه بالنصب والاحتيال على المواطنين والإستيلاء على أموالهم.

مصرع مهندس زراعي فى حادث تصادم دراجة بخارية ببنهاتجديد حبس مدير التنظيم بحي الموسكي بتهمة تقاضي رشوة

البداية عندما تبلغ للإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة بقطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة من أحد الأشخاص مقيم بالقاهرة، بتضرره من (آخر "له معلومات جنائية"- مقيم بالجيزة) لقيامه بالنصب والإحتيال عليه والإستيلاء على مبالغ مالية منه عقب إيهامه بقدرته على إنهاء إجراءات نقل نجله لإحدى الجامعات الخاصة نظراً لعلاقته بعدد من بالمسؤلين "على خلاف الحقيقة"، إلا أنه لم يفِ بذلك ورفض رد المبلغ المُستولى عليه.

 عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطه ، وبحوزته (شهادة مزورة ومنسوب صدورها لإحدى الجامعات – جهاز لاب توب "بفحصه تبين إحتوائه على ما قد يؤكد نشاطه الإجرامى")، وبمواجهته أقر بنشاطه الإجرامى على النحو المشار إليه.

 تم اتخاذ الإجراءات القانونية.



 

طباعة شارك الأجهزة الأمنية النصب الأموال العامة

مقالات مشابهة

  • الشرع يظهر في 60 دقيقة.. ماذا قال عن علاقته بـالقاعدة؟ (فيديو)
  • توترت لهذا السبب| رئيس برشلونة يتحدث عن علاقته بميسي.. ويفتح الباب أمام تكريمه
  • “حماس”: انتهينا من الترتيبات اللازمة لتسليم أسرى الاحتلال لكنه يتلكأ
  • تحليل: "الأحمر" يخسر النتيجة لكنه يكسب الاحترام
  • زعم علاقته بمسئولين.. القبض على شخص نصب على مواطنين بالقاهرة
  • هانيبال القذافي يمثل أمام القضاء اللبناني للمرة الأولى منذ 8 سنوات
  • وفاة الدكتور عبدالله عمر نصيف أمين رابطة العالم الإسلامي الأسبق
  • فوائد صادمة لـ "الكيمتشي".. ما علاقته بصحة القلب ؟
  • السيسي يقول إن ترامب يستحق نوبل للسلام ويدعوه لرعاية اتفاق غزة
  • ماكرون يبحث عن سادس رئيس وزراء لفرنسا.. ولوكورنو يقول: حل البرلمان تبدد