صحيفة البلاد:
2025-06-01@05:42:19 GMT

تبرير الأخطاء: جسرٌ إلى الفساد الأخلاقي

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

تبرير الأخطاء: جسرٌ إلى الفساد الأخلاقي

في حادثة مؤسفة تعكس أحد جوانب التهاون الأخلاقي، اتهمت موظفة استقبال أحد المرضى بالكذب علنًا، ثم أضافت إهانة إلى الإهانة بإرسال المريض إلى وزارة الصحة إذا لم يعجبه الوضع!

هذا التصرف، الذي يُعد انتهاكًا واضحًا لحقوق المريض واحترامه، قوبل بتبريرات واهية من بعض الأطراف، مثل كون الموظفة هي العائل الوحيد لعائلتها، أو أن والدتها قد أجرت عملية جراحية مؤخرًا، أو حتى الإشارة إلى وجود ترقية تنتظرها.

ولكن، يبقى السؤال: ما علاقة هذه الظروف الشخصية بسوء سلوكها الواضح؟ ولماذا يجد البعض في هذه التبريرات مخرجًا للمحاسبة؟

ثقافة التبرير: استسهال الخطأ
تُعَدّ ظاهرة تبرير الأخطاء واحدة من أكثر السلوكيات تدميرًا للنسيج الأخلاقي للمجتمع. عندما نتجاوز عن أخطاء واضحة، بحجة الظروف الشخصية أو المهنية، فإننا نُرسّخ ثقافة تجعل من “مشي الحال” معيارًا مقبولًا. وهذه الثقافة ليست سوى الدرجة الأولى من درجات الفساد الأخلاقي. إذا لم يكن الخطأ يُدان ويُصحَّح، فإنه يتحول إلى سلوك متكرر ومقبول، ممّا يفتح الباب أمام تجاوزات أكبر وأكثر خطرًا.

الله سبحانه وتعالى قد حذّرنا في كتابه الكريم من الشفاعة السيئة وتبعاتها. قال تعالى:
“مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا” (النساء: 85).
وهذا يشير بوضوح إلى مسؤولية كل فرد في قول الحق، وعدم التسامح مع الأخطاء التي تضر الآخرين.
التبرير وسقوط العدالة
تبرير الأخطاء يقوِّض العدالة، لأن في التبرير تكريسًا لفكرة أن هناك أشخاصًا فوق المحاسبة. الموظفة في هذه الحالة، تجاوزت حدود وظيفتها، وأساءت إلى مريضٍ يحتاج إلى الرعاية، وليس إلى التعامل غير المهني. عندما يتجاهل المسؤولون محاسبتها بحجة ظروفها الشخصية، فإنهم يرسلون رسالة بأن الأخلاق يمكن التغاضي عنها إذا كانت هناك أعذار.

كيف نحارب ثقافة التبرير؟
محاربة ثقافة التبرير تبدأ من تعزيز مفهوم المسؤولية الفردية والمجتمعية. لا بدّ من التفرقة بين تفهُّم الظروف الشخصية، وبين تبرير السلوكيات الخاطئة. كما يجب أن يكون هناك نظام محاسبة واضح وشفاف يُطبَّق على الجميع دون استثناء. الأخطاء البشرية مقبولة عندما تُقابل بالاعتذار والتصحيح، لكنها تصبح كارثية عندما تُقابل بالتبرير والتغاضي.

الختام
تبرير الأخطاء ليس سوى بوابة صغيرة إلى فساد أكبر. إذا أردنا بناء مجتمع يسوده العدل والاحترام، فعلينا أن نكون حازمين في رفض هذه الممارسات، وأن نعمل على تصحيحها بدلًا من تبريرها. التهاون في الأمور الصغيرة يؤدي إلى انهيار الأخلاق، وهو ما لا يمكننا السماح به في مجتمعٍ يطمح إلى التقدم والتنمية.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

محافظ الدقهلية يُشارك في إجراء المقابلات الشخصية لبرنامج المرأة تقود للتنفيذيات

شارك اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، في إجراء المقابلات الشخصية التي تقوم بها الأكاديمية الوطنية للتدريب للمتقدمات للالتحاق بالدفعة الثانية من برنامج "المرأة تقود للتنفيذيات"، بمقر الأكاديمية.

وأشاد بالدور الوطني للأكاديمية في إعداد الكوادر والقيادات التنفيذية لكافة المواقع وقطاعات الدولة، الحكومية والخاصة لتخريج دفعات متميزة بعد إعدادهم ببرامج تدريبية مكثفة، بهدف صقلهم بخبرات تؤهلهم للقيادة، في ظل التحديات التي يواجهها العالم على حد سواء ومصر تحديدا، ولتخريج قادة لديهم القدرة على تقديم خدمات تلبي طموحات وآمال المواطن المصري، بما يعكس الدور المحوري للأكاديمية التي تبناها  الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لإيمانه بأهمية التدريب.

محافظ الدقهلية يتفقد سوق اليوم الواحد بالمنصورة للتأكد من الأسعار والتخفيضاتمحافظ الدقهلية يتفقد منطقة التأمينات الاجتماعية بالمنصورةإقبال كبير على معرض “كنوز مطروح” بمحافظة الدقهليةمحافظ الدقهلية ناعيا القارئ الشيخ السيد سعيد: رمز من رموز التلاوة

 كذلك تمكين الشباب والمرأة في كافة مجالات العمل الوطني، سواء السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو غيرهم، إدراكا وتأكيدا على أهمية العنصر البشري وبناؤه باعتباره قاطرة التنمية البشرية لكل الأمم والشعوب.

و التقى  محافظ الدقهلية، الدكتورة رشا راغب رئيس الأكاديمية وعبر خلال اللقاء عن اعتزازه بدور الأكاديمية وتأهيلها للعنصر البشري، حيث اتفقا على أهمية أن يتضمن البرنامج تعايش المتدربين لمدد مناسبة، لمزج الجانب النظري والعملي، لتحقيق المستوى الأمثل من البرامج التدريبية وللدفع بمخرجات تلك البرامج في المواقع القيادية بعد تلقيهم كافة الجوانب التدريبية النظرية والعملية.

طباعة شارك الدقهلية محافظ قيادات الوطنية

مقالات مشابهة

  • الأبلق: هناك عقبات تواجه تشكيل حكومة جديدة
  • البُعد الأخلاقي في مسيرة الابتكار الإنساني (1- 3)
  • هل هناك طريقة لكشف عسل النحل المغشوش؟.. رئيسة بحوث النحل تُجيب
  • مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة دورة «الأخطاء اللّغويّة الشّائعة»
  • بيدرسون: هناك إجماع دولي على دعم الحكومة السورية
  • هاوس: بين الحقيقة والخيال.. دراسة علمية تكشف 77 خطأ في المسلسل الشهير
  • أطباء كرواتيون يفنّدون أخطاء مسلسل هاوس
  • براد بيت مع حبيبته الجديدة: حياتي الشخصية في الصفحات
  • محافظ الدقهلية يُشارك في إجراء المقابلات الشخصية لبرنامج المرأة تقود للتنفيذيات
  • الحبس عقوبة المساس بالحرية الشخصية أو الشرف طبقا للقانون