عربي21:
2025-05-23@10:50:45 GMT

إرث بايدن: خلق عقبات أمام ترامب في سوريا وأوكرانيا

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

أصبح المشهد السياسي المحيط بالصراعات المستمرة في سوريا وأوكرانيا معقدا بشكل متزايد مع اقتراب إدارة بايدن من نهاية ولايتها واستعداد دونالد ترامب للعودة إلى الرئاسة. وتثير ديناميكيات هذه الصراعات تساؤلات حول ما إذا كانت الإدارة المنتهية ولايتها تعمل عمدا على خلق عقبات أمام ترامب، مما قد يؤدي إلى تعقيد قدرته على تغيير السياسة الخارجية الأمريكية.

وإن تداعيات السياسات الأمريكية الحالية في سوريا وأوكرانيا كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بكيفية تأثير هذه القضايا على إدارة ترامب القادمة. وقد تشكل الديناميكيات المتغيرة في كلتا المنطقتين تحديا لقدرة ترامب على تنفيذ أجندته في السياسة الخارجية، خاصة إذا كان يهدف إلى الابتعاد عن الاستراتيجيات التي وضعتها إدارة بايدن.

إطار السياسة الخارجية لإدارة بايدن

لقد انتهجت إدارة بايدن سياسة خارجية تتسم بالالتزام بدعم الحلفاء ومواجهة الأنظمة المعارضة، وخاصة في سياق العدوان الروسي في أوكرانيا والحرب الأهلية المستمرة في سوريا. وشمل هذا النهج ما يلي:

يسلط التفاعل بين هاتين الإدارتين الضوء على نقاش أوسع نطاقا حول مشاركة الولايات المتحدة في الصراعات الخارجية وتداعيات السياسات الماضية
الدعم العسكري لأوكرانيا: قدمت إدارة بايدن مساعدات عسكرية واسعة النطاق لأوكرانيا، بهدف تعزيز دفاعاتها ضد العدوان الروسي. وقد تم تأطير هذا الدعم على أنه حيوي للحفاظ على الأمن الأوروبي وردع المزيد من التوسع الروسي.

السياسة تجاه سوريا: في سوريا، حافظت إدارة بايدن على موقف مناهض لنظام بشار الأسد، ودعمت قوى المعارضة وأكدت على الحاجة إلى انتقال سياسي. كما ركزت الولايات المتحدة على منع ظهور داعش مجددا، من خلال الحفاظ على وجود عسكري في شمال شرق سوريا.

الالتزامات العسكرية الراسخة: إن الدعم العسكري المستمر لأوكرانيا يعقد رغبة ترامب المعلنة في التفاوض على إنهاء الصراع. ويمكن اعتبار أي انسحاب مفاجئ للدعم على أنه تخل عن أوكرانيا في لحظة حرجة، مما قد يؤدي إلى تنفير الحلفاء وتقويض مصداقية الولايات المتحدة.

التوقعات الدولية: أصبح الحلفاء يتوقعون قيادة الولايات المتحدة في كلا الصراعين. وإن التحول المحتمل لترامب نحو موقف أكثر انعزالية قد يخلق توترات مع حلفاء الناتو الذين يعتمدون على الدعم الأمريكي لأمنهم.

الضغط السياسي الداخلي: هناك دعم من الحزبين داخل الكونغرس لاستمرار المساعدة لأوكرانيا، مدفوعا بالمخاوف بشأن العدوان الروسي. وربما يجد ترامب صعوبة سياسية في تغيير هذا المسار دون مواجهة رد فعل عنيف من كلا الجانبين السياسيين.

سوريا: المشهد المتغير
في حين أن هناك مؤشرات على أن إدارة بايدن ربما تكون قد خلقت عقبات عن قصد من خلال أفعالها، فمن المهم بنفس القدر إدراك أن هذه التطورات تنبع من حقائق جيوسياسية معقدة بدلا من دوافع حزبية بحتة
لقد أدت التطورات الأخيرة في سوريا إلى تعقيد الوضع بشكل أكبر، ودفع الانهيار غير المتوقع لنظام الأسد كلا من بايدن وترامب إلى إعادة تقييم استراتيجياتهما:

رد بايدن: بعد سقوط الأسد، وصف الرئيس بايدن ذلك بأنه "عمل أساسي من أعمال العدالة"، مؤكدا أن السياسات الأمريكية ساهمت في الوصول إلى هذه النتيجة. ونسبت الإدارة الأمريكية إلى نفسها الفضل في تهيئة الظروف التي مكنت قوات المعارضة من تحقيق مكاسب ضد الأسد، على الرغم من المخاوف بشأن طبيعة بعض هذه المجموعات.

منظور ترامب: ربط ترامب سقوط الأسد بالصراعات الروسية في أوكرانيا، مشيرا إلى أن تركيز موسكو على صراعها قد أضعف قدرتها على دعم الأسد. وقد أعرب عن نيته إنهاء التدخل الأمريكي في صراعات مثل سوريا بسرعة، لكنه يواجه حقيقة مفادها أن مثل هذا التحول قد لا يكون مباشرا.

ويسلط التفاعل بين هاتين الإدارتين الضوء على نقاش أوسع نطاقا حول مشاركة الولايات المتحدة في الصراعات الخارجية وتداعيات السياسات الماضية.

دور روسيا وإيران

إن الديناميكيات التي تنطوي عليها روسيا وإيران حاسمة في فهم كل من سوريا وأوكرانيا:

تضاؤل دور روسيا: في الوقت الذي تواجه فيه روسيا تحديات كبيرة في أوكرانيا، يبدو أن نفوذها في سوريا يتضاءل، وتأكيد ترامب على أن روسيا "لم تعد راغبة" في حماية الأسد يعكس تغيرا في توازن القوى في المنطقة.

موقف إيران: لا تزال إيران داعما رئيسيا للأسد، لكنها تشعر أيضا بالتوتر الناجم عن تورطها في صراعات إقليمية متعددة. وتركيز إدارة بايدن على مواجهة النفوذ الإيراني يضيف طبقة أخرى من التعقيد بينما ينظر ترامب في نهجه.

يشكل تقاطع قرارات السياسة الخارجية الأمريكية بشأن سوريا وأوكرانيا تحديات كبيرة للإدارة المقبلة برئاسة دونالد ترامب. وفي حين أن هناك مؤشرات على أن إدارة بايدن ربما تكون قد خلقت عقبات عن قصد من خلال أفعالها، فمن المهم بنفس القدر إدراك أن هذه التطورات تنبع من حقائق جيوسياسية معقدة بدلا من دوافع حزبية بحتة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا بايدن ترامب السياسة الخارجية روسيا سوريا امريكا روسيا اوكرانيا بايدن مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك اقتصاد سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیاسة الخارجیة الولایات المتحدة سوریا وأوکرانیا إدارة بایدن فی سوریا على أن

إقرأ أيضاً:

الفاتيكان يعرب عن استعداد البابا لاستضافة «مفاوضات السلام» بين روسيا وأوكرانيا

أكد الفاتيكان استعداده لاستضافة مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا، في خطوة تعكس تصاعد التحركات الدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام 2022، وجاء ذلك عقب مشاورات جرت الثلاثاء بين البابا ليون الرابع عشر ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.

وأفاد مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية أن ميلوني تحدثت مع البابا بطلب من البيت الأبيض، للتأكد من إمكانية لعب الفاتيكان دوراً محورياً في استضافة محادثات بين الطرفين المتحاربين، وأكد البابا ليون الرابع عشر خلال الاتصال “استعداد الكرسي الرسولي الكامل لمناقشة السلام بين موسكو وكييف”، معبراً عن التزامه الراسخ بقضية إنهاء النزاع.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أجرى مكالمة هاتفية الإثنين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعلن بعدها أن موسكو وكييف أبدتا استعداداً لبدء مفاوضات “فورية” لوقف إطلاق النار، وفي أعقاب هذا الاتصال، تحدث ترامب مع عدد من القادة الأوروبيين، بينهم ميلوني، لدفع مسار الوساطة إلى الأمام.

في السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، أنه يتوقع من روسيا تقديم “شروط عامة” للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار خلال الأيام المقبلة، في خطوة قد تفتح الباب أمام مفاوضات تفصيلية.

وقال روبيو إن فحوى المكالمة بين ترامب وبوتين، إضافة إلى محادثاته الشخصية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تشير إلى اقتراب موسكو من الكشف عن مطالبها، مضيفاً أن “ورقة الشروط الروسية ستوضح ما إذا كانت موسكو جادة فعلاً في سعيها نحو السلام، أم لا”.

ويأتي إعلان البابا بعد أسبوع من مبادرته السابقة أثناء لقائه ممثلي الكنائس الكاثوليكية الشرقية، حيث عرض وساطة الفاتيكان لحل النزاع، ويُنظر إلى الكرسي الرسولي كجهة تحظى بثقة نسبية من الطرفين، ما يجعل منه موقعاً رمزياً محتملاً لمفاوضات السلام.

وتواصل ميلوني من جهتها جهود التنسيق مع الأطراف الدولية، إذ أجرت اتصالات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من زعماء العالم، لدعم التحرك نحو تسوية سلمية، مؤكدة دعمها لمسار دبلوماسي شامل ينهي الحرب ويضمن الأمن في أوروبا.

ورغم التصريحات الأميركية المتفائلة، لا تزال موسكو تتعامل بحذر مع مقترحات التهدئة، فقد أبدى الرئيس بوتين استعداده لمناقشة مذكرة سلام محتملة، لكنه لم يعلن صراحة عن موافقة بلاده على الشروط المطروحة من الجانب الأوكراني، ما يترك الباب مفتوحاً أمام مسار تفاوضي قد يكون طويلاً ومعقداً.

آخر تحديث: 21 مايو 2025 - 13:35

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية: رفع العقوبات عن سوريا بات وشيكاً بتعليمات مباشرة من ترامب
  • «ريموت كونترول» وأوراق ملاحظات.. كتاب يفضح كواليس إدارة بايدن داخل البيت الأبيض
  • خيانة على أعلى مستوى .. ترامب يهاجم مساعدي بايدن
  • خبراء: رامافوزا يملك الفرصة ليضع ترامب في حجمه الحقيقي أمام العالم
  • الخارجية الأمريكية: رفع العقوبات على سوريا يهدف إلى حفظ الاستقرار الإقليمي وتجنب التفكك
  • الفاتيكان يعرب عن استعداد البابا لاستضافة «مفاوضات السلام» بين روسيا وأوكرانيا
  • سوريا ما بعد الأسد.. صراعات الجيران وانقسامات المجتمع مع انهيار دولة المخابرات
  • سوريا.. الاتحاد الأوروبي يعلن رفع العقوبات ومصير تلك المفروضة على نظام الأسد
  • الخارجية الأمريكية تحذر من كارثة وشيكة في سوريا
  • ترامب مهاجما بايدن: فتح حدودنا أمام المجرمين والمهاجرين غير الشرعيين