قمة «بريكس» تتبنى موقفًا حازماً من قضايا غزة وسوريا وأوكرانيا.. ترامب يردّ بفرض رسوم!
تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT
تبنّت قمة “بريكس” السابعة عشرة، التي انعقدت في البرازيل، بيانًا ختاميًا شاملاً عكس توافقًا واضحًا بين الدول الأعضاء حيال أبرز الملفات الإقليمية والدولية، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث جدّدت القمة رفضها للسياسات الأحادية، داعية إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلاً وتوازنًا، وطرحت مواقف صريحة تجاه قضايا ملتهبة من غزة إلى أوكرانيا، مرورًا بسوريا والسودان.
ملفات ملتهبة… رسائل سياسية حازمة
في ملف غزة، دعت “بريكس” إلى وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع التشديد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة.
بخصوص سوريا، رحبت القمة برفع العقوبات الأمريكية، واعتبرت ذلك خطوة نحو الاستقرار وإعادة الإعمار، مؤكدة دعمها لوحدة الأراضي السورية والحل السياسي وفق القرار 2254.
وفيما يخص إيران، أدانت “بريكس” الضربات العسكرية التي استهدفت منشآتها، ووصفتها بانتهاك للقانون الدولي، محذرة من المخاطر المحدقة بالمنشآت النووية في ظل التصعيد.
أما في السودان، فطالبت القمة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتسهيل المساعدات الإنسانية داخل البلاد وللاجئين في دول الجوار.
القادة جدّدوا دعمهم للمسارات السلمية في الأزمة الأوكرانية، ورفضوا استهداف البنى التحتية الروسية والعقوبات الأحادية، التي اعتبروها إجراءات غير شرعية تُقوّض القانون الدولي وتهدد الأمن الغذائي والتنمية في الدول المتأثرة.
وأعربت المجموعة عن قلقها من تنامي خطر النزاعات النووية، داعية إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، كما أكدت الحاجة لاتفاقية أممية شاملة لمكافحة الإرهاب دون استثناءات أو ازدواجية معايير.
ورفضت القمة الضرائب البيئية والإجراءات الأحادية مثل ضرائب الكربون، واعتبرتها انتهاكًا للقانون الدولي، كما شدد البيان على ضرورة حوكمة عالمية عادلة في الذكاء الاصطناعي ومنع عسكرة الفضاء، معلنًا الموافقة المبدئية على إنشاء مجلس فضاء بريكس.
ورحبت القمة بالتقدم المحرز نحو بناء نظام مدفوعات عابر للحدود منخفض التكاليف، داعية إلى شراكة اقتصادية تمتد حتى 2030، تستجيب لمتغيرات الاقتصاد الرقمي وتعزز الاستقلال المالي عن المنظومة الغربية.
وفي تطور متزامن، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم تجارية إضافية بنسبة 10% على الدول التي “تدعم سياسات بريكس”، معتبرًا تلك السياسات معادية للولايات المتحدة. وكتب عبر “تروث سوشيال”: “لن نجلس متفرجين أمام محاولات تقويض نفوذنا العالمي”، وجاء الإجراء عقب تصريحات للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قال فيها إن ترامب يرى “بريكس” منافسًا استراتيجيًا لواشنطن، في ظل جهود المجموعة لبناء نظام عالمي بديل.
وزيرا خارجية تركيا وإيران يبحثان المفاوضات النووية في قمة “بريكس” بريو دي جانيرو
ناقش وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ونظيره الإيراني عباس عراقجي، المفاوضات المتعلقة بالأنشطة النووية الإيرانية على هامش قمة “بريكس” السابعة عشرة، التي تعقد في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل.
وأكد مصدر في وزارة الخارجية التركية لوكالة “سبوتنيك” أن الاجتماع شمل بحث القضايا الثنائية والإقليمية، بالإضافة إلى العملية التفاوضية بشأن الملف النووي الإيراني.
وأوضح المصدر أن فيدان أكد على دعم تركيا لجميع الحلول الدبلوماسية في المنطقة، مشدداً على تقديم أنقرة كل الدعم الممكن للخطوات التي تساهم في تحقيق السلام والاستقرار.
وتجدر الإشارة إلى أن قمة “بريكس” تعقد يومي 6 و7 يوليو/تموز 2025، بمشاركة دول الرابطة وأعضاء جدد من شركاء المجموعة، بينها تركيا وإيران.
حاخام يهودي مناهض للصهيونية يلتقي وزير الخارجية الإيراني على هامش قمة “بريكس” في البرازيل
شهدت قمة “بريكس” المنعقدة في البرازيل حدثًا غير متوقع تمثل في لقاء جمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالحاخام اليهودي المناهض للصهيونية يسرائيل دوفيد وايس.
اللقاء الذي جرى على هامش الاجتماعات تناول تبادل وجهات النظر حول قضايا إقليمية ودولية حساسة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”.
ويعتبر الحاخام وايس من الأصوات المعارضة للصهيونية، وقد زار سابقًا سفارة إيران في البرازيل حيث عبر عن دعمه للشعب والحكومة الإيرانية، وتقدم بالتعازي لأسر ضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران.
رئيس وزراء الهند مودي يدعو دول “بريكس” لتأمين سلاسل التوريد المعدنية والتقنيات الحيوية ومنع استخدامها كسلاح ضغط
حث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اليوم الاثنين، دول مجموعة “بريكس” على التكاتف لضمان أمن سلاسل التوريد المتعلقة بالمعادن الحيوية والتقنيات الحيوية، مع منع استغلالها كوسيلة للضغط السياسي أو الاقتصادي على الدول الأخرى.
وجاء ذلك في كلمة مودي خلال قمة “بريكس” الـ17 التي تعقد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية يومي 6 و7 يوليو/تموز الجاري، حيث أكد ضرورة العمل المشترك لجعل هذه السلاسل آمنة وموثوقة، محذراً من استخدام أي دولة لهذه الموارد لتحقيق مكاسب أنانية أو كسلاح ضد الآخرين.
وتأتي تصريحات مودي في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية حول المعادن الحيوية والمعادن الأرضية النادرة، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده ضم غرينلاند التي تقدر أصولها المعدنية والطاقة الحيوية بحوالي 4.4 تريليون دولار.
يُذكر أن مجموعة “بريكس” تأسست عام 2006 من البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت جنوب أفريقيا عام 2011، ثم توسعت عام 2024 لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات، ومنذ 2025 ضمت إندونيسيا وشركاء آخرين من دول متعددة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أحداث غزة بريكس دول بريكس روسيا روسيا وأوكرانيا سوريا حرة قمة بريكس فی البرازیل
إقرأ أيضاً:
منها مصر والإمارات وروسيا.. ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية جديدة على دول البريكس
(CNN)-- هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على أي دولة تدعم السياسات "المعادية للولايات المتحدة" التي تنتهجها مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة، حيث أعلن عن إرسال خطابات بشأن الرسوم الجمركية إلى عشرات الدول اعتبارا من، الاثنين، قبل الموعد النهائي الرئيسي.
وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، الأحد، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 10% على "أي دولة تتبنى سياسات مجموعة البريكس المعادية لأمريكا" مع عدم وجود أي استثناءات، على الرغم من أنه لم يتضح على الفور ماهية السياسات التي كان ترامب يشير إليها.
ولطالما برزت مجموعة البريكس، وهي اختصار للدول الأعضاء المؤسسين: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، كمنظمة متباينة من الدول توحدها رؤية مشتركة بأنه يجب إعادة توزيع تقاسم السلطة العالمية لتعكس الواقع الاقتصادي العالمي الحالي من أجل نظام عالمي "متعدد الأقطاب" بديلا للنظام العالمي بقيادة الغرب.
وتوسعت المجموعة مؤخرا لتشمل مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات العربية المتحدة كأعضاء، وتضم 10 دول شريكة من المستوى الأدنى - بما في ذلك بيلاروسيا ونيجيريا وتايلاند وفيتنام. ولم يتضح بعد ما إذا كانت المملكة العربية السعودية قد قبلت دعوة للانضمام إلى النادي الاقتصادي.
وتستضيف البرازيل حاليا قمة البريكس، حيث أصدر القادة بيانا مشتركا، الأحد، أعربوا فيه عن "مخاوف جدية" إزاء "تصاعد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية الأحادية الجانب"– فيما يبدو أنها سخرية مبطنة من سياسة إدارة ترامب التجارية.
ومن المقرر أن ينتهي تعليق الرسوم الجمركية الذي فرضته الإدارة الأمريكية لمدة 90 يوما، الأربعاء المقبل، وقد أكد ترامب مساء الأحد أنه سيتم إرسال خطابات إلى عشرات الدول اعتبارا من الاثنين.
وقال ترامب في بيان منفصل على "تروث سوشيال"، مساء الأحد: "يسرني أن أعلن أن خطابات و/أو صفقات الرسوم الجمركية الأمريكية مع دول مختلفة من جميع أنحاء العالم، سيتم تسليمها بدءا من الساعة 12:00 ظهرا (بالتوقيت الشرقي)، الاثنين 7 يوليو".
وقال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت في وقت سابق، إن الرسوم الجمركية قد تعود إلى مستويات أبريل/نيسان، إذا فشلت الدول في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة.
وقال بيسنت عن الشركاء التجاريين، الأحد، في برنامج "حالة الاتحاد" مع دانا باشا مذيعة شبكة CNN: "إذا لم تحرزوا تقدما، فستعودون في الأول من أغسطس/آب إلى مستوى الرسوم الجمركية الذي فُرض في الثاني من أبريل".
واقترح ترامب أن تتضمن الخطابات معدلات رسوم جمركية عند نسبة الأساس الحالية البالغة 10%، أو قد تصل إلى 70%. وقال بيسنت، الأحد، إن الولايات المتحدة لن تفرض معدلات رسوم جمركية بنسبة 70% على الشركاء التجاريين الرئيسيين.
وقال ترامب لمذيعة شبكة CNN، بيتسي كلاين، عندما سئل عن معدلات الرسوم الجمركية، بعد ظهر الأحد: "سنرسل خطابات، الاثنين، تتعلق بالاتفاقيات التجارية. قد يكون عددها 12، أو ربما 15... وقد أبرمنا صفقات أيضا".
وبعد تصريحات بيسنت، أضاف ترامب أنه سيتواصل إرسال الخطابات يومي الثلاثاء والأربعاء. وقال: "سننتهي من معظم الدول بحلول 9 يوليو - إما بخطاب أو باتفاقية".
وقال وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك للصحفيين، الأحد، وهو بجانب ترامب: "الرئيس في خضم مناقشة جميع أنواع الصفقات مع جميع الدول". وأكد أن معدلات الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ في 1 أغسطس/آب.
ورفض بيسنت، الأحد، التأكيد لشبكة CNN أسماء الدول التي تقترب من التوصل إلى اتفاق.
وقال إنه سيتم إرسال حوالي 100 خطاب إلى الدول الصغيرة "التي ليس لدينا معها الكثير من التجارة"، والعديد منها "عند خط الأساس 10% بالفعل".
ووصف ترامب، الجمعة، الخطابات بأنها الخيار "الأفضل" للدول التي تفشل في التفاوض على صفقات قبل الموعد النهائي في 9 يوليو/تموز.
وفي 9 أبريل/نيسان الماضي، أعلن ترامب التعليق الكامل لمدة ثلاثة أشهر لجميع الرسوم الجمركية "التبادلية" بعد إصراره على أن الرسوم الجمركية المرتفعة تاريخيا ستبقى. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، قال لمجلة "تايم" إنه أبرم بالفعل 200 اتفاقية تجارية، لكنه رفض الكشف عن ماهية الاتفاقيات. وحتى الآن، لم يعلن ترامب سوى عن اتفاقيات مع ثلاث دول وهي: المملكة المتحدة، التي أبقت على رسوم جمركية بنسبة 10%، والصين، التي أوقفت مؤقتا الرسوم الجمركية الباهظة على معظم السلع من 145% إلى 30%؛ ورسوم جمركية بحد أدنى 20% على السلع القادمة من فيتنام.