مع مبادرة الحزب التقدمي الإشتراكي إلى تبني ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية،أضحت الصورة بشأن موقفه بالنسبة إلى غالبية الكتل النيابية أكثر وضوحا. ولعل اختيار الإشتراكي إعلان هذا الأمر باكرا يعود إلى عدة اعتبارات ، وجاءت خطوته موفقة . إنما هذا التبني لا يعني أنه يحاول فرضه او حتى إقناع الأخرين به.

التزام كتلة اللقاء الديمقراطي بهذا الترشيح أكثر من جدي على ما تعكسه المواقف الصادرة من نوابها.   اليوم يتحدث الإشتراكي عن تأدية قسطه في هذا المجال ، وينتظر ما ستقرره الكتل النيابية الأخرى. صحيح ان النائب السابق وليد جنبلاط من محبذي التسوية ومن الذين يعملون على تسويقها ، لكنه من دعاة التوافق أيضا. وهذه المسألة شكلت وتشكل محور مسعاه الذي لم يعلق.ولعل السؤال الأبرز اليوم هل ينشط الإشتراكي في سياق المساهمة في إتمام الاستحقاق الرئاسي؟     ما يبرز من معطيات يؤشر إلى أن جنبلاط لن يوفر أية مناسبة في سياق العمل ضمن هذا الأطار، وان لم تكن هناك مبادرة محددة فإن ترشيحه لقائد الجيش يأتي ضمن مبادرة الحض، هذا ما تؤكده مصادر الإشتراكي ل "لبنان٢٤ " التي تعتبر أن كتلة اللقاء الديمقراطي كانت من أوائل الكتل التي بادرت إلى تقديم ترشيحها وعللت تأييدها للعماد عون، وليست في وارد أي تراجع عن هذا التأييد اقله الآن، فهذه المرحلة أساسية من أجل وضع المدماك الأساسي لعودة المؤسسات إلى لعب دورها كما لإعادة لبنان إلى دوره وتفعيل مؤسساته وتطبيق القرارات الدولية ،معتبرة أن غياب اي ترشيح علني من قبل الكتل النيابية هو أمر يؤكد ان هناك إشكالية في عدم الوصول إلى تفاهم. وتؤكد هذه المصادر ان اي حراك ينتج عنه خلاصة إيجابية سيشارك فيه والتاريخ شاهد على سلسلة خطوات قام بها من أجل ملفات عديدة، لكن في مسألة رئاسة هناك أصول دستورية، مذكرة بالأجتماعات التي كان عقدها وليد بك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كما زيارات وفود الإشتراكي إلى عدد من الكتل النيابية للتباحث في ملف الرئاسة، واليوم مع تبني قائد الجيش للرئاسة لا يراد إظهار الإشتراكي وكأنه يرغب الدخول في عملية فرض اسم مع العلم أنه يجد في مرشحه كل المؤهلات المطلوبة للنجاح ويتمنى ان تتناغم باقي الكتل النيابية مع هذا الترشيح.   وتشير المصادر إلى أن هناك لقاءات سيعقدها جنبلاط وكتلة اللقاء الديمقراطي تتمحور حول هذا الأستحقاق ولاسيما قبل جلسة الأنتخاب المرتقبة في التاسع من كانون الثاني المقبل وتحمل الصفة التشاورية. لكن المصادر نفسها لا ترغب في حسم توجه الجلسة مكتفية بالقول أن اللقاء الديمقراطي لن يكون حجر عثرة في أي استحقاق دستوري وهو أول المشاركين ولم يقاطع وبقي على تنسيق مع الجميع ودائما تحت عنوان التوصل إلى توافق.   قد يسجل للإشتراكي اليوم تجنبه الدخول في مناقشات حول الترشيحات أو ما يتم تداوله من اسماء، إنما في النهاية لم يتخذ قرارا رماديا واي توجه آخر له سيكون له ترتيباته أو تبريراته .وفي نهاية المطاف كل الخيارات النيابية ستتضح اما في جلسة الأنتخاب أو قبل ذلك .   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اللقاء الدیمقراطی الکتل النیابیة

إقرأ أيضاً:

مصر تحتفل بعيد الأضحى بطابع خاص.. طقوس روحية وموروثات فنية عبر الأجيال

مع صباح العاشر من ذي الحجة من كل عام هجري، يحتفل المسلمون في شتى بقاع الأرض بعيد الأضحى المبارك، الذي يمثل مناسبة جليلة تحمل في طياتها قيما دينية وإنسانية مهمة، تعكس الامتثال لتعاليم الإسلام في طاعة الله والرضا بقدره والاستسلام لإرادته، وتتجلى فيها معاني الإخلاص بتقديم الأضحية طاعة لله ورمزا للفداء وتعزيزا لفكرة التكافل الاجتماعي، إضافة إلى مناشدة مغفرة الله من خلال أداء مناسك الحج.


ويحظى عيد الأضحى لدى المصريين باهتمام من نوع خاص، حيث يجمع بين تأدية الشعائر والفروض الدينية، والاحتفالات والعادات الاجتماعية، ويتسم الإرث الشعبي المصري بعادات ومورثات غنية تناقلتها الأجيال، والتي تتنوع بين الفعاليات والاجتماعيات والفنون وحتى الطهي، فبعد أداء الصلاة وذبح الأضاحي، يحرص المصريون على تهنئة بعضهم البعض والقيام بالزيارات العائلية وإعداد أصناف مختلفة من الطعام، إضافة إلى التزين والتطيب احتفاء بالعيد.


ولا يخلو الموروث الشعبي المصري من استخدام الفنون كأحد وسائل التعبير عن السعادة والفرحة بأجواء العيد، أو كوسيلة للاحتفال بالحجاج قبل سفرهم ولدى عودتهم، حيث يتم استقبالهم بالأناشيد المعبرة عن عظمة الشعيرة وتزيين جدران المنازل برسومات عن فريضة الحج، إضافة إلى إقامة العزائم والولائم، وقد يقوم البعض أيضا بالاحتفاء من خلال فرق موسيقية شعبية.


وعن العادات والموروثات الشعبية المرتبطة برحلة الحج لدى المصريين، قال الخبير الأثري عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية عبدالرحيم ريحان ، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "إن مصر تحظى بإرث حضاري كبير سواء فيما يتعلق برحلات الحج قديما، أو بالعادات والموروث الشعبي في احتفالات المصريين، وهو ما أصبح عبر العصور ، جزءا من الهوية المصرية الأصيلة".


وأضاف أن فعاليات الاحتفال بالتراث الشعبي المصري قد تختلف وفقا للمستويات الثقافية والاجتماعية، ففي بعض القرى جرت العادة على تجميل واجهات منازل الحجاج برسم يعبر عن رحلة الحج وعبارات دينية وآيات من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، أو زف الحاج بفرقة موسيقية للاحتفال، واستقبال المهنئين وإقامة الولائم.


وأوضح أن أغاني الحج في التراث المصري مصنفة تحت مسمى "التحنين"، وقد توارثت الأجيال كلماتها وألحانها عبر الزمن، مشيرا إلى أن ذاكرة الاحتفالات الشعبية سجلت مجموعة من الأغانى الحاضرة حتى اليوم، منها أغنية ترددها السيدات وهي "بعيدة بعيدة يا أرض الحبيب .. ونفسي أزور وأمسح بإيدي شباكه الكريم .. وأكحل عيوني بنور البشير"، أما الرجال فقد اعتمدوا على الربابة والمزمار البلدي في أداء المواويل، فقالوا "يا للى على الحج ناوى .. وزيارة طه نبينا .. بلغه منى سلامى .. وقول له مشتاق بيحبك" وغيرها من الأناشيد والمواويل، إضافة إلى الأعمال الفنية التي تضمنت أغان عن الحج لا تزال محتفظة بشهرتها حتى الآن كأغنية ليلى مراد "يا رايحين للنبي الغالي"، وأم كلثوم "القلب يعشق كل جميل" والتي تصف رحلة الحج بالتفصيل.


ولفت خبير الآثار إلى أن الحج في مصر له أشكال متعددة، فمنذ خمسة آلاف سنة انطلقت رحلات الحج إلى "أبيدوس"، مرورا برحلات الحج المسيحى إلى جبل طور سيناء منذ القرن الرابع الميلادى، ثم مرور الحجاج المسلمين من المغرب العربى وإفريقيا عبر طريقي الحج البرى بوسط سيناء، والبحرى عبر خليج السويس، وذلك بداية من عام 1885م.


وأوضح أنه كان هناك حرص على تأدية طقوس الحج بملابس بيضاء كدلالة على الورع والتطهر والنقاء، لافتا إلى أن نقوش ونصوص مقابر الدولة القديمة بسقارة أظهرت مشاهد الحج قديما، كما ظهرت على جدران مقبرة "سن نفر" عمدة مدينة طيبة فى عهد الملك أمنحتب الثانى بالأسرة الثامنة عشر من الدولة الحديثة.


وفيما يتعلق بمفهوم الحج في مصر القديمة، أكد أستاذ الآثار اليونانية الرومانية بجامعة القاهرة الدكتور خالد غريب، أنه يختلف عن مفهومه في العقيدة الإسلامية، فقد كان يمثل رغبة المتوفى في معية "أوزريس" في العالم الآخر، والذي كان معروفا بإمام أهل الغرب.


وأوضح أن رحلات الحج في مصر القديمة كانت جزءا من طقوس التحنيط، فبعد الانتهاء منها يتجه أهل المتوفى في مراكب إلى "أبيدوس"، كونها المكان الأقرب لقلب وجسم "أوزريس"، وذلك لضمان معيته بعد الموت، وشعور المتوفى بالأمان باتجاهه إلى الغرب.


وأشار إلى أن الأضحية بمفهومها قديما كانت تستهدف العالم الآخر، حيث كانت تقدم للمتوفى في صيغة تلاوة قرابين، مشيرا إلى أن القرابين تضمنت خمسة أصناف أساسية، وهي الخبز والجعة (أقرب لعصير الشعير) واللحوم والطيور والملابس والألباستر لصناعة التماثيل، لتتلقاها روح المتوفى عقب عودتها مرة أخرى بعد البعث، ولضمان أن ما عاشه المتوفى وأكله في دنياه مستمر معه في العالم الآخر.


ويبقى لعيد الأضحى في مصر، روحا خاصة تمتزج فيها أداء العبادات والشعائر، والموروثات والعادات التي تتوارثها الأجيال، معبرة عن هوية ثقافية فريدة تمتد بجذورها في أعماق التاريخ المصري القديم.

طباعة شارك شتى بقاع الأرض عيد الأضحى المبارك تعاليم الإسلام في طاعة الله أداء مناسك الحج

مقالات مشابهة

  • الحجاج يتوافدون إلى منى لإتمام المناسك بعد الوقوف بعرفة
  • عون يمنح رجل الأعمال شارل حنا وسام الإستحقاق اللبناني الفضي
  • إيران تتكلم بلسان ترامب.. دبلوماسية بطابع جديد يقودها عراقجي
  • المالية النيابية تكشف عن تسريع العمل بحقل غازي وسط العراق
  • بالصور... الرئيس عون منح جورج خباز وسام الإستحقاق اللبناني الفضي
  • أمريكا هي دولة عدوان ثابت ومستمر على السودان
  • عضو في الكونغرس الأميركي: الشرع منفتح على السلام مع إسرائيل ومستعد لبحث قضية الجولان
  • ارتفاع ملموس بالحرارة... الكتل الهوائية الحارة تبدأ من الغد!
  • كتلة اللقاء الديمقراطي: لاعتماد مقاربة هادئة وواقعية لمسألة حصر السلاح بيد الدولة
  • مصر تحتفل بعيد الأضحى بطابع خاص.. طقوس روحية وموروثات فنية عبر الأجيال