عاد نجوم هوليوود كيانو ريفز ونيكولاس كيدج وبريندان فريزر وريس ويذرسبون وتشارلز ثيرون إلى الصفوف الأولى بين نجوم هوليوود، وذلك بعد تراجع دام سنوات، لدرجة اعتقد معها الجميع أنهم ذهبوا إلى الظل بلا عودة، لكن إيمان بعض المخرجين منحهم فرصًا إضافية استطاعوا خلالها إعادة تعريف الجمهور بأنفسهم، بل والكشف عن قدرات إضافية لدى كل منهم.

وعلى الرغم من الموهبة الحاضرة والقوية لديهم، فإن السقوط في فخ التنميط -خاصة حين رفضوا المجازفة وبقوا ملازمين لـ"اختيارات آمنة" قبِلها جمهورهم- وضعهم في مرمى الخطر، ويُهددهم بالأفول والتراجع إلى الخلف.

قدّم كلٌّ من النجوم الخمسة أدوارًا فنية أعادت ضخ الدماء في شرايين جماهيريتهم، وغيّرت مسارات أصحابها، وأعادتهم إلى قلوب الجمهور والمنتجين، ومن ثمّ أعادتهم هم أنفسهم إلى بؤرة الصناعة مرة أخرى.

ريس ويذرسبون تحولت من أدوار رومانسية إلى أخرى درامية (وكالة الأنباء الأوروبية) تحدي البطولة المطلقة

ممثلة جميلة بالمقاييس الهوليودية تصلح واجهة للأفلام الرومانسية الخفيفة، ظل هذا هو الانطباع السائد عن الممثلة الأميركية ريس ويذرسبون لسنوات طويلة، ورغم شهرتها ومحاولتها الخروج من الصندوق بفيلم السيرة الذاتية والدراما الموسيقية "السير على الخط" (Walk the Line)، الذي حازت عنه بالفعل على جائزة أوسكار أفضل ممثلة عام 2006؛ فإن الأعمال التي يعرضها عليها المخرجون لم تتغير.

وهو ما دفعها إلى تحدي الجميع وخوض تجربة إنتاج فريدة من نوعها بالنظر إلى مسيرتها في 2014، منتصرة للأعمال التي تتحمس لها هي نفسها، وليس تلك التي تُحجِّم حدود موهبتها، هكذا استطاعت أن تكون بطلة فيلم "برّي" (Wild) الذي جلب لها ترشيحًا جديدًا للأوسكار.

وخلاله جسّدت ويذرسبون قصة حقيقية بطلتها شيريل سترايد، التي قررت الذهاب في رحلة برية بمفردها تقطع خلالها 1100 ميل بعد وصولها إلى الحضيض نفسيًا وجسديًا وماديًا، وأثناء رحلتها تُعيد اكتشاف نفسها، وتُجدد مبايعتها للحياة ورغبتها بالعيش.

ومع نجاح التجربة ووضع ويذرسبون حجر أساس جديد لقيمتها الفنية، شرعت بين وقت وآخر تشارك ببطولات نسائية ملهمة من إنتاجها؛ مثل: مسلسل "أكاذيب كبيرة صغيرة" (Big Little Lies) و"العرض الصباحي" (The Morning Show) بجانب اهتمامها بالإنتاج لنجوم آخرين أيضًا.

تشارليز ثيرون شاركت في أفلام عدة فازت بجوائز عالمية (أسوشيتد برس) الوحش

أمر مشابه إلى حد كبير تعرّضت له النجمة الشقراء تشارليز ثيرون، التي كشّرت عن أنياب موهبتها مبكرًا وتحديدًا في 2003، خلال فيلم "الوحش" (Monster)، الذي أنتجته ولعبت بطولته متخلية في سبيله عن وسامتها قبل أن تحصل عنه على الأوسكار، وهو قصة حقيقية عن عاهرة تقتل الرجال الذين تلتقيهم لسرقتهم.

بعدها رشحها بعض المخرجين لبطولة أدوار مركّبة؛ مثل: فيلم "شمال المدينة" (North Country)، الذي رشحت عنه للأوسكار وبافتا البريطانية والغولدن غلوب، أو فيلم "ماد ماكس: فيوري رود" (Mad Max: Fury Road) الذي حاز على 6 جوائز أوسكار واحتل المرتبة 199 ضمن أفضل 250 فيلمًا بتاريخ السينما العالمية وفقًا لموقع "آي. إم. دي. بي" الفني، كما استمرت بإنتاج أعمال مهمة فنية لنفسها؛ مثل: فيلمي "تالي" (Tully) و"بومبشيل" (Bombshell).

عاد لينتقم

بالرغم من الشهرة الجارفة التي منحتها سلسلتا أفلام "مغامرة بيل وتيد الرائعة" (Bill & Ted’s Excellent Adventure) و"ماتريكس" (The Matrix) للنجم كيانو ريفز، بالإضافة إلى أعمال أخرى ناجحة لعب بطولتها، وصولًا إلى نصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فإنه -طوال ما يقارب 10 سنوات- تخبطت مسيرته وتراجع مستوى أعماله، حتى بات ريفز الذي يحبه الجمهور محض ذكرى بعيدة.

كيانو ريفز عاد للأضواء في 2014 بدور متقاعد قاتل (رويتز)

لحسن الحظ مُنح ريفز الفرصة في 2014 لأداء شخصية "جون ويك" المتقاعد القاتل الذي تنقلب حياته رأسًا على عقب حين يُقتل جروه الذي منحته له زوجته قبل وفاتها، فيقرر الانتقام لحزنه ومرارة الفقد وسرقة فرصته الوحيدة للتعافي.

ومع أن قصة العمل تبدو عادية ولا تُبشِّر بأي شيء أكثر من فيلم تشويقي مثير، لكن أداء ريفز البارع وتقمصه التام للشخصية، بالإضافة إلى تصميم الحركة والمعارك وزوايا التصوير، كل ذلك نقل العمل إلى مستوى آخر، أدى بالتبعية لتقديم إحدى أشهر وأنجح سلاسل الأفلام خلال السنوات الأخيرة، علمًا بأن العمل صدرت منه 4 أجزاء، آخرها هذا العام، وتجاوزت إيراداته مليار دولار مع الإعلان عن تقديم جزء خامس قريبًا.

الأمر الذي جعل ريفز مطلوبًا مرة أخرى سينمائيًا، حتى إنه قدّم جزءًا جديدًا من سلسلة "بيل وتيد" في 2020، وآخر من سلسلة "ماتريكس" في 2021. كما شارك بالأداء الصوتي في الجزء الرابع من فيلم الرسوم المتحركة "قصة لعبة"، ويعكف حاليًا على التحضير للجزء الثاني من فيلم "قسطنطين"، الذي حقق جزؤه الأول نجاحًا ملحوظًا وحاز استحسان النقاد والجمهور في 2005.

نيكولاس كيدج ظل لأكثر من عقد لا يُقدّم سوى أفلام تجارية من الدرجة الثانية (رويترز) القادم

أحد النجوم الذين يُتوقّع لهم أن يحظوا بسنوات قادمة أفضل في مسيرتهم: نيكولاس كيدج، الذي ظل لأكثر من عقد لا يُقدّم سوى أفلام تجارية من الدرجة الثانية لا تحقق له إلا الانتشار السلبي، إذ فاجأ كيدج الجمهور والنقاد بالدور الذي قدمه بفيلم "خنزير" (Pig) في 2021.

وقد جاء الفيلم أشبه بملحمة شعرية عن الفقد والحنين والحب والحزن ومحاولات الإنسان الحثيثة للإمساك بشيء ذي معنى، بعيدًا عن صخب المدينة والحياة الاستهلاكية الباردة.

بعدها قدم كيدج العديد من الأدوار؛ أشهرها: دراكولا بفيلم "رينفيلد" (Renfield)، بالإضافة إلى القيام بمباحثات حول إحياء أعمال ناجحة قديمة، وتقديم أجزاء جديدة من "فيس أوف" (Face Off) و"الكنز الوطني" (National Treasure).

بريندان فريزر لعب دور البطولة في فيلم الحوت في 2022 وحاز عنه جائزة أوسكار (رويترز) الحوت

النجم الثاني هو بريندان فريزر الذي سقط خارج خريطة هوليود السينمائية، وفي 2022 أُسند إليه دور البطولة بفيلم "الحوت" (The Whale)، وهو ما حاز عنه جائزة أوسكار مستحقة لأفضل ممثل.

ويُنتظر أن يعرض له فيلم "قتلة زهرة القمر" (Killers of the Flower Moon) في أكتوبر/تشرين الأول القادم، الذي يشارك في بطولته مع ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو، وهو من إخراج مارتن سكورسيزي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فیلم ا

إقرأ أيضاً:

ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟

رغم أجواء التوتر التي خلفتها حرب يونيو/حزيران في علاقات البلدين، عاد الحديث من جديد عن محادثات محتملة بين واشنطن وطهران، وهو ما أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في خطابه الخميس في ولاية "آيَـوا"- "أن إيران ترغب في التحدث إلى الولايات المتحدة" وأنه على استعداد للقاء ممثلين عنها إذا لزم الأمر.

وفي ذات السياق، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي نقلا عن مصدرين مطلعين، أن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف يعتزم لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عاصمة النرويج أوسلو الأسبوع المقبل لاستئناف المحادثات النووية.

ووفق "أكسيوس"، فإن واشنطن وطهران لم تحددا بعد موعد اللقاء نهائيا، ولم تعلن أي منهما عن الاجتماع رسميا، مؤكدا نقلا عن المصدرين، أن ويتكوف وعراقجي على اتصال مباشر منذ نهاية الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران.

وفي حال عُقد الاجتماع، فسيكون أول محادثات مباشرة بين البلدين منذ أن شنّت إسرائيل والولايات المتحدة ضربات على مواقع نووية إيرانية في يونيو/حزيران الماضي، وأدت -حسب ترامب- إلى محو البرنامج النووي الإيراني.

ومع توالي التقارير من الجانب الأميركي عن مباحثات محتملة مع طهران، لم تخف الأخيرة رغبتها في استئناف هذه المباحثات، وهو ما صرح به مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني بقوله، إن بلاده مع الدبلوماسية، بشرط أن تقنعهم واشنطن بأنها لن تستخدم القوة أثناء التفاوض. كما شدد على أن سياسة بلاده في التخصيب لم تتغير، وأن لها كل الحق في التخصيب داخل أراضيها.

ورغم تمسك إيران بالدبلوماسية وباستئناف مباحثاتها مع الأميركيين، إلّا أنها تنظر لهذه المحادثات -إن حصلت- على أنها ستكون معقدة ومتشابكة، وأهدافها مختلفة كليا عن الأهداف الأميركية، كما يقول مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز، والذي أشار أيضا -في مداخلته ضمن برنامج "ما وراء الخبر"- إلى أن طهران لم تعد تثق في الأميركيين وتريد أن تبدأ التفاوض من حيث انتهت الحرب الأخيرة.

إعلان

ويقول الإيرانيون، إن الضربات الأميركية والإسرائيلية لمنشآتهم النووية لم تضعف موقفهم، وإنهم في حال قرروا الذهاب إلى مفاوضات مع الأميركيين فسيفرضون شروطا أكثر تعقيدا من تلك التي فرضوها أثناء مباحثات مسقط وروما، وهو ما أشار إليه الدبلوماسي الإيراني السابق، طهران هادي أفقهي، حيث قال لبرنامج "ما وراء الخبر" إن الشروط الإيرانية ستكون بأن "حق التخصيب لا يسقط ولا نناقش عليه".

وفي نفس السياق، استبعد أفقهي وجود اتصالات بين بلاده والأميركيين، "لم نسمع من أي مسؤول إيراني رسمي أنه قبل الدعوة أو كانت هناك اتصالات بالجانب الأميركي، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة".

تغيير وليس قلب النظام

ويذكر أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا منذ أبريل/نيسان الماضي، 5 جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة سلطنة عمان، استضافتها مسقط وروما، كانت تهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي جديد بشأن برنامج إيران النووي قبل أن تشن إسرائيل ضرباتها في 22 يونيو/حزيران الماضي مستهدفة مواقع نووية وعسكرية إيرانية، واغتالت عددا من القيادات العسكرية والعلماء النوويين، قبل أن ترد إيران بهجمات صاروخية واسعة في حرب استمرت 12 يوما، ليعلن الرئيس الأميركي فجأة وقفا لإطلاق النار بين البلدين.

وحسب الضيف الإيراني، لم يكن هدف الضربات الأميركية البرنامج النووي الإيراني بل قلب النظام الإيراني، وأن ترامب في عز التفاوض والحلول الدبلوماسية قلب الطاولة وذهب إلى الحرب بإصرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب لـ المحكمة الجنائية الدولية)، في اعتداء صارخ للقوانين الدولية وقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما قال.

وإذا كانت إيران ستفرض شروطا جديدة ومختلفة في حال ذهبت إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، فإن الأخيرة لا تزال متمسكة بمقاربتها السابقة في التعامل مع طهران، وفي هذا السياق، يؤكد العقيد هاينو كلينك، المستشار العسكري السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي لبرنامج "ما وراء الخبر" أن "البيت الأبيض يأمل عودة إيران إلى طاولة المفاوضات بنظرة واضحة، وبأن الخيار إلى النووي طريق مسدود".

وما يهم واشنطن -يواصل  الضيف الأميركي- هو أن "يكون النظام الإيراني منفتحا على تغيير سلوكاته"، مشيرا إلى أن ترامب لا يبحث عن تغيير النظام الإيراني، وبأنه يتخذ قرارات ذات سيادة في تعالمه مع طهران من أجل التوصل لحل دبلوماسي طويل الأمد.

مقالات مشابهة

  • في الأمن الذي نستظل
  • الفقر الخطر الذي يُهدد أمن الأمم
  • حرائق ريف اللاذقية تثير الشكوك وتكشف أبطال الظل
  • نتنياهو والقبول بوقف القتال.. ما الذي تغير؟
  • العتاكة... اقتصاد الظل لعشرات الآلاف في العراق
  • الحسان من كربلاء: الاستقرار الذي تحقق بالعراق لم يأتِ بالصدفة
  • عاجل | الأمن العام يوضّح تفاصيل الفيديو الذي جرى تداوله للمشاجرة في منطقة الصويفية
  • ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟
  • لقاء في الظل.. ترامب يستقبل وزير الدفاع السعودي لبحث إيران وغزة والتطبيع
  • العلويون في لبنان.. من الظلّ إلى الضوء.. طائفة في مرآة الهوية والانقسام الإقليمي