تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

تمر اليوم الجمعة الموافق ١٠:يناير ذكري معركة غليوين ، التى وقعت عام 1813بين قوات مماليك العراق، بقيادة الوزير عبد الله باشا التوتونجي ، وعاونه مجموعة من  القبائل العربية واللاوند والكرد ،وبين قوات المنتفق بقيادة الشيخ حمود بن ثامر السعدون بالتعاون مع سعيد بن سليمان باشا، وكانت القوات العثمانية تفوق قوات المنتفق بالعدد والعتاد، ولكن عندما جرت المواجهة تسرب عدد كبير من جنود المماليك نحو سعيد بك ابن سيدهم سليمان باشا الكبير مما قلب موازين المعركة لصالح المنتفق.

بداية المعركة 
في شهر أبريل  عام 1812 ، في عهد السلطان العثماني محمود الثاني، حصل تنافر شديد بين الكهية طاهر آغا ،وهو نائب والي بغداد عبد الله باشا التوتونجي ،وبين محمد سعيد بك المعروف باسم «سعيد بك» ابن والي بغداد السابق سليمان باشا الكبير، وكان سعيد بك ابن الثمانية عشر عاما دؤوبا على المعارضة ومصرا عليها، وحجز طاهر آغا على أملاكه التي أعطاها إياه والده سليمان باشا، عندها غادر سعيد بك بغداد في جماد الأول ،مايو من نفس العام.
عندما علم الوالي بذلك أرسل من يحاول إقناعه بالعودة إلى بغداد وأعطاه الأمان، فعاد مصحوبا بالقنصل البريطاني  ريتش في البصرة ،الذي كان انذاك في بغداد، وكان ريتش ذا حظوة عند التوتونجي، لذا فقد أخذ الأمان منه لسعيد. 

استمر طاهر آغا في ابداء البغض والتهديد المبطن لسعيد بك، مما حدا به أن يكتب إلى الحكومة المركزية في الأستانة شكاوي ضد عبد الله باشا التوتونجي، وهذا تسبب في تأخر الفرمان السلطاني بتثبيت التوتونجي في منصب والي بغداد وكانت الفرمانات تصل في شهر شوال من كل عام، بالإضافة إلى أن اسطنبول تطالب التوتونجي بمبالغ متراكمة عليه وهو لا يسدد منها شيئًا. فاستشعر الوالي بأن سعيد بك يسبب له مشاكل كثيرة، مستغلا سمعة والده الحسنة عندما كان حاكم العراق المطلق، لذا بدأ بالتضييق عليه ومراقبته، بل وتدبير خطة للتخلص منه، لأنه وجده أخطر منافسيه.

لجوء سعيد بك إلى المنتفق
عندما ضاقت الحلقة على سعيد بك وكادت أن تقضي عليه وترسله إلى القبر، هرب إلى المنتفق ،في أغسطس عام 1812، ليحتمي بشيخها حمود بن ثامر السعدون الذي كان صديق لوالده.
وفسر الوالي هذا الهروب  بأنه حالة خطيرة تحيط بمنصبه ،خوفا من أن يكاتب سعيد إسطنبول، وهو في حماية المنتفق ويطالب بإسناد الولاية إليه، بالإضافة إلى أن محطة الهارب كانت المنتفق التي يمقتها الوالي ويتحين الفرص للايقاع بها وبأميرها. 

بالإضافه الي استقبال المنتفق لسعيد بك، فقد استقبل ضيفا آخر لا يقل شأنً عن سعيد، هو «جاسم بك بن محمد الشاوي» وكان يشغل منصب باب العرب، وكان حمود بن ثامر رغم فقده لبصره حسن التدبير وعاقل، حيث رحب بجاسم بك الشاوي وسعيد بك غاية الترحيب.

ازدادت المراسلات الدبلوماسية بين بغداد وسوق الشيوخ، وكتب طاهر آغا إلى الشيخ حمود معاتبا،و بالأخير  اقناع الوزير بتجييش الجيش عليه لاستعادة الهاربين.

المعركة
في أكتوبر  عام 1812 خرج جيش عبد الله التوتونجي من بغداد تجاه المنتفق عن طريق الحلة، حيث احتوى على أكراد وأعراب وترك وبلغ حجمه 3 آلاف راكب عدا المشاة وقوافل من البغال والجمال والمدافع وغيرها، كما انضمت إليه 8 مراكب وصلت من البصرة إلى سوق الشيوخ في أراضي المنتفق، حتى قيل أن حجم الجيش والعشائر المساندة له هي من أضخم الحملات العسكرية في ذلك الوقت، فوصل الجيش إلى سوق الشيوخ ، وعند وصوله أرض المنتفق عبر من غربي الفرات إلى الجزيرة، فانضم إليه «مشكور» شيخ ربيعة الذي أصبح قائد أول طليعة الجيش، فتصادم مع صالح بن ثامر وجرت بينهما معركة عنيفة أسفرت عن قتل مشكور وتفرق قومه، فأكمل الوزير زحفه حتى نزل بالعساكر قريبًا من عشائر المنتفق. 

أما حمود والقسم الأعظم من قبيلته، واتباع سعيد بك الخاصون به وجمهرة من المغامرين، بالإضافة إلى وجود بعض العصاة المتمردون الذين لجئوا إلى الأهوار في أوقات مختلفة قد تجمعوا في مكان ما على بعد أميال من البصرة، فكان عددهم قليلا بالنسبة إلى القوة التي سارت إليهم، لذلك قام حمود الثامر وسعيد بك بحركة سياسية ناجحة، حينما كاتبوا قادة الجيش الحكومي، وذكروهم بفضل سليمان الكبير ورعايته لهم، كما وعدوهم بالمناصب والمكافآت الممتازة.


اندلاع المعركة

اندلعت المعركة المنتظرة يوم 10 يناير  عام 1813 ، بجوارنهر صغير يقع بين سوق الشيوخ والناصرية، وظهرت أرجحية جيش الوالي في البداية بفضل كثافة النيران التي بحوزته ومدفعيته، مما فرق أغلبية جيش المنتفق، إلا أن صمود الشيخ حمود ومعه سعيد بك ومارافقه من استبسال قوات القلب المنتفقي بقيادة برغش بن حمود الثامر. لكن الأمور انقلبت رأسًا على عقب بعد ورود أنباء غير مؤكدة بصدور أمر من اسطنبول بتعيين سعيد بك وزيرًا على العراق، فتمرد الجنود على عبد الله التوتونجي ونهبوا أسلحة المعسكر والأموال وانضموا إلى سعيد بك وحاميه حمود الثامر، فكشف ذلك عن نتيجة المعركة، وذلك يوم 2 فبراير  عام1813. 
وبعدها وجد الوالي ،وكهيته مع بعض الأتباع أنفسهم مطوقين بخيالة المنتفق التي يقودها علي الثامر الذي تولى بنفسه قتل الشيخ المعين نجم العبد الله، مما اضطرهم إلى الاستسلام، فأخذوهم أسرى إلى سوق الشيوخ. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القنصل البريطاني محمد سعيد فرمانات سلیمان باشا سوق الشیوخ عبد الله

إقرأ أيضاً:

قنصلية أمريكية عملاقة في أربيل: حصن يعزز نفوذ واشنطن بكردستان ضد نفوذ طهران في بغداد

11 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: يبرز تشكيل الحكومة الجديدة في بغداد كساحة حيوية لتوازن القوى الإقليمية، حيث ترى الدول المؤثرة في العراق مجالاً استراتيجياً للحد من نفوذ طهران.

وينعكس هذا التوتر مباشرة على هوية رئيس الوزراء المقبل، وشكل الائتلاف الحاكم، وبرنامجه السياسي والاقتصادي خلال الأربع سنوات المقبلة، في ظل انتخابات نوفمبر التي أكدت سيطرة الإطار التنسيقي الشيعي على ثلث المقاعد النيابية.

ومع ذلك، يفرض التوازن الصعب تحدياته، إذ تسعى دول مثل الولايات المتحدة ودول الخليج إلى حكومة تتبنى سياسة خارجية متوازنة، بعيداً عن الإنحياز الكامل لإيران.

و يتجلى هذا في ضغوط واشنطن لنزع سلاح الفصائل المسلحة المدعومة من طهران، مقابل مخاوف أوروبية من تهديدات الطاقة، حيث يُعتبر العراق مفصلاً أمنياً واقتصادياً يضمن تدفق النفط إلى الأسواق العالمية.

من جانب آخر، يعكس التنافس الإيراني-السعودي صراعاً أعمق، يمتد إلى الولايات المتحدة مقابل إيران، وتركيا أمام دول الخليج.

وتدعم الفصائل المسلحة الشيعية التحالف مع طهران، مما يعقد مفاوضات الإطار التنسيقي مع الكتل السنية والكردية، بينما تسعى أنقرة إلى تعزيز نفوذها عبر اتفاقيات مائية وطاقة مع بغداد، في محاولة للحد من التمدد الإيراني.

في الوقت نفسه، يظهر رضا إقليمي متزايد عن مسار العراق الحالي، خاصة في انفتاحه الاقتصادي مع دول الخليج، الذي يشمل صفقات نفطية واستثمارات سعودية وإماراتية.

ويعزز ذلك الرضا الأمريكي الواضح من استمرار الشراكة الأمنية والاقتصادية مع بغداد، حيث أكد مبعوثو الرئيس ترامب التزامهم بدعم حكومة تكبح الفصائل الإيرانية المتحالفة.

ثم إن افتتاح قنصلية أمريكية عملاقة في أربيل، كأكبر قنصلية أمريكية في العالم، يحمل رسالة حاسمة بأن واشنطن تنوي تكريس وجود طويل الأمد في العراق، مع التركيز على إقليم كردستان كنقطة ارتكاز إضافية.

و يغطي المجمع الواسع 206 آلاف متر مربع بتكلفة 800 مليون دولار، ويرمز إلى انتقال قوات أمريكية من بغداد إلى الشمال، لتعزيز الاستقرار أمام تهديدات داعش المتبقية والفصائل المعادية.

ويواجه السياسيون العراقيون مفترق طرق يحدد ما إذا كانت الحكومة المقبلة ستعمق التوازن الإقليمي أم تعيد إشعال الصراعات، وسط آمال شعبية في إصلاحات اقتصادية حقيقية. يبقى الرهان كبيراً على قدرة بغداد على التنقل بين الضغوط الخارجية، لتحقيق استقرار يفوق التوازنات الراهنة.

 

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تحليل: الدبلوماسية المنتجة قادت العراق إلى إنهاء الوصاية الأممية
  • غوتيريش: نغلق اليوم إحدى صفحات التعاون مع العراق ونفتح أخرى
  • مخاوف إنسانية وسياسية بعد الرحيل الأممي عن العراق
  • وفاة صاحبة السمو السيدة دعد بنت شهاب بن فيصل آل سعيد
  • تعلن نيابة ومحكمة بيت الفقيه أن على المتهم ياسر إبراهيم حمود الحضور إلى المحكمة
  • حادث سير مروع يضرب زفاف في كركوك العراق ويصيب 6 أشخاص
  • بعد وفاته.. موعد ومكان عزاء الفنان سعيد مختار
  • العراق يتلقى رسالة أميركية: أموال تهريب نفط تتسلل إلى مصرف بغداد
  • السفارة الأمريكية تجدد موقف بلادها الداعم لاستقرار العراق
  • قنصلية أمريكية عملاقة في أربيل: حصن يعزز نفوذ واشنطن بكردستان ضد نفوذ طهران في بغداد