شخصية العام في معرض الكتاب.. مسيرة عبد الله دراز من الأزهر للسوربون
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
من هو عبد الله دراز.. شخصية العام في جناج الأزهر بمعرض الكتاب، يواصل الأزهر الشريف دوره في نشر الفكر الوسطي والتعريف بعلمائه البارزين، من خلال جناحه المميز في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، حيث يحتفي بالعالِم الجليل الشيخ محمد عبد الله دراز، الذي ترك بصمة عميقة في الفكر الإسلامي المعاصر وساهم في تقديم الإسلام للعالم بأسلوب علمي وأكاديمي متميز.
الشيخ محمد عبد الله دراز، المولود في محافظة كفر الشيخ عام 1894، نشأ في بيت علم وتقوى، حيث تربى على يد والده الشيخ عبد الله دراز، أحد علماء الأزهر، وأتم دراسته في الأزهر الشريف، لكنه لم يكتفِ بذلك، فقرر السفر إلى فرنسا والتحق بجامعة السوربون، حيث حصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية عن أطروحته الشهيرة "دستور الأخلاق في القرآن".
امتاز الشيخ دراز بأسلوبه الفريد الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، وقد قدم للعالم الإسلامي العديد من المؤلفات البارزة، من أبرزها:
"دستور الأخلاق في القرآن": دراسة مقارنة تناولت البعد الأخلاقي في الإسلام مقارنة بالنظم الأخلاقية الأخرى.
"النبأ العظيم": تناول فيه إعجاز القرآن الكريم بأسلوب منطقي وعلمي يخاطب العقول.
مؤلفات ودراسات أخرى باللغتين العربية والفرنسية التي أسهمت في تعزيز فهم الإسلام في الأوساط الأكاديمية الدولية.
عضو كبار العلماء وسفير الأزهر في المؤتمرات الدولية
شغل الشيخ دراز عضوية جماعة كبار العلماء، كما كان ممثلًا للأزهر الشريف في العديد من المؤتمرات الدولية، ودافع عن قضايا الأمة الإسلامية بقوة وحكمة، وكان من الأصوات التي قدمت الإسلام بصورة حضارية وسط النقاشات الفكرية العالمية.
فعاليات جناح الأزهر في معرض الكتابيخصص جناح الأزهر هذا العام مساحة مميزة لإحياء ذكرى الشيخ دراز وتسليط الضوء على إرثه الفكري، حيث تشمل الفعاليات:
عرض مؤلفاته باللغتين العربية والفرنسية.
تنظيم ندوات وحلقات نقاشية حول تأثيره في الفكر الإسلامي.
تقديم دراسات حول مؤلفاته وأثرها في التفاعل بين الإسلام والفكر الغربي.
رسالة جناح الأزهر: إحياء إرث العلماء
من خلال الاحتفاء بالشيخ محمد عبد الله دراز، يؤكد الأزهر على دوره في إبراز رموز الفكر الإسلامي الذين جمعوا بين العلم والدعوة، وساهموا في تقديم صورة مشرقة عن الإسلام. هذه المبادرة تأتي ضمن رؤية الأزهر للحفاظ على تراث العلماء ونشره للأجيال الجديدة، لتعزيز فهمهم لدينهم ودورهم الحضاري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر جناح الأزهر معرض الكتاب شخصية العام
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت
تحل في الثالث عشر من ديسمبر ذكرى وفاة أحد أعلام الفكر الإسلامي والتجديد الديني في العصر الحديث، الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، وأول من حمل لقب الإمام الأكبر، والذي ترك بصمة فكرية عميقة في مسيرة الأزهر، وأسهم إسهامات غير مسبوقة في تطوير الخطاب الديني، وترسيخ منهج الوسطية، والتقريب بين المذاهب الإسلامية.
وُلد الشيخ محمود شلتوت بمحافظة البحيرة عام 1893م، في زمن شهد ميلاد عدد كبير من رواد الإصلاح الديني والفكري، ونشأ في بيئة علمية جعلته يتجه مبكرًا إلى طلب العلم الشرعي، حتى أصبح أحد أبرز علماء الأزهر الشريف في القرن العشرين.
رحل الشيخ شلتوت عن عالمنا عام 1963م عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعد رحلة علمية وفكرية حافلة بالعطاء، شغل خلالها مناصب علمية رفيعة، أبرزها مشيخة الأزهر الشريف، وكان نموذجًا للعالم المجدد الذي جمع بين أصالة التراث ووعي العصر.
لم يقتصر دور الشيخ محمود شلتوت على الساحة المحلية، بل امتد إلى المحافل العلمية الدولية، حيث اختير عضوًا في الوفد الذي شارك في مؤتمر “لاهاي” للقانون الدولي المقارن عام 1937م، وقدم خلاله بحثًا علميًا مهمًا بعنوان: «المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية».
نال البحث استحسان المشاركين في المؤتمر، وأكدوا من خلاله صلاحية الشريعة الإسلامية للتطور ومواكبة العصر، واعتبارها مصدرًا أصيلًا من مصادر التشريع الحديث، لا تابعًا ولا مقتبسًا من القوانين الوضعية، وهو ما مثّل آنذاك شهادة دولية مهمة في زمن كانت تعاني فيه الأمة الإسلامية من الاستعمار والتشكيك في تراثها التشريعي.
يُنسب إلى الشيخ محمود شلتوت عدد من الأفكار التنويرية الجريئة، حيث كان من أوائل من نادوا بضرورة إنشاء مكتب علمي متخصص للرد على الشبهات المثارة حول الإسلام، وتنقية كتب التراث من البدع والخلط، وهي الدعوة التي مهدت لاحقًا لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية.
كما دعا إلى تجديد الفقه الإسلامي من داخل أصوله، دون قطيعة مع التراث، مؤكدًا أن التجديد لا يعني الهدم، وإنما الفهم العميق للنصوص في ضوء مقاصد الشريعة ومتغيرات الواقع.
في عام 1958م، صدر قرار تعيين الشيخ محمود شلتوت شيخًا للأزهر الشريف، ليصبح أول من حمل رسميًا لقب الإمام الأكبر. وخلال فترة توليه المشيخة، بذل جهودًا كبيرة للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان مؤمنًا بأن الخلاف المذهبي لا ينبغي أن يكون سببًا للفرقة أو الصراع.
كما أدخل لأول مرة دراسة المذاهب الإسلامية المختلفة في مناهج الأزهر، سعيًا لترسيخ ثقافة التعدد وقبول الآخر، والعمل على وحدة الصف الإسلامي.
شهد عهد الشيخ شلتوت صدور قانون إصلاح الأزهر الشريف عام 1961م، وهو من أهم القوانين المنظمة للأزهر في العصر الحديث، حيث توسعت الدراسة الأزهرية لتشمل العلوم الحديثة إلى جانب العلوم الشرعية، ولم تعد مقتصرة على التعليم الديني فقط.
كما أُنشئت في عهده كليات جديدة، وارتفعت مكانة الأزهر العلمية عالميًا، وتعزز دور شيخ الأزهر كرمز ديني وفكري له ثقله في العالم الإسلامي.
خلّف الإمام الأكبر محمود شلتوت تراثًا علميًا غنيًا، من أبرز مؤلفاته:
فقه القرآن والسنة
مقارنة المذاهب
القرآن والقتال
يسألونك (مجموعة فتاوى)
منهج القرآن في بناء المجتمع
القرآن والمرأة
تنظيم العلاقات الدولية في الإسلام
وقد تُرجمت العديد من مؤلفاته إلى لغات مختلفة، ما أسهم في نقل صورة الإسلام المعتدل إلى العالم.