معاريف: سقوط الأسد وخسائر حزب الله يثيران غضب الإيرانيين من الأموال الضائعة
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
قالت صحيفة معاريف العبرية، إن حجم الأموال التي ضختها إيران في سوريا وعلى حزب والله، مع حجم الخسائر التي منيت بها، بسقوط الأسد وما جرى في لبنان، يثير غضب الإيرانيين.
وقال الصحيفة، إن 50 مليار دولار فقط من عام 2000 حتى الآن صبت من قبل النظام في إيران على سوريا، وكل ذلك تبخر في الهواء، وبالطبع كل الأموال إلى لبنان، وإلى أماكن أخرى، وهو ما وصفه الباحث في برنامج إيران بمعهد "إيه إن أس أس"، بني سابتي بأنه فشل للنظام.
وأوضح سابتي أن "الوضع الاقتصادي صعب جدا، وبالطبع فإن هذا أيضا يغضب الشعب ويحثه على التحرك، هناك انقطاعات في الكهرباء يوميا، حوالي 6 إلى 7 ساعات في طهران وفي باقي البلاد، وبالطبع في المناطق البعيدة يكون الوضع أصعب. تحدث انقطاعات في المياه بسبب انقطاع الكهرباء، ويتزايد تلوث الهواء، لأن هناك نقصا في الغاز المناسب لتدفئة المصانع والمنازل".
وقال إنه "بسبب صعوبة توفير الكهرباء والغاز، فإن الصناعة معطلة إلى حد كبير، وزادت نسبة البطالة من 23 بالمئة إلى 35 بالمئة. وعلى الرغم من وجود احتجاجات عمالية صغيرة متفرقة، حيث يتظاهر كل شخص بالقرب من مصنعه، فإن هذه ليست أحداثا تتحول إلى احتجاجات كبيرة".
ومع ذلك، فإن سابتي يرى أن "هذا ربما يكون كافيا لإزعاج النظام الذي قام مؤخرا بإجراء تدريب للتعامل مع احتجاجات جماهيرية وهو ما يفهم منه أن النظام يتوقع احتجاجات وثورات وهم يدركون أن الأمور هشة جدا بحسب الباحث".
وقال سابتي: "من جانب النظام، بالطبع، يشعرون بالفشل، يشعرون بأن الوضع صعب جدا من جهة، يهددون بأنهم سينتقمون من إسرائيل. ومن جهة أخرى، فإنه في اليومين الماضيين تم نشر تصريحات من أحد الجنرالات الإيرانيين الذي قال: لقد أخفقنا".
وأضاف أن هناك شخصا إيرانيا آخر قال: "حاليا لا يمكننا الانتقام من إسرائيل، لا يمكننا القيام بمهمة ثالثة".
وقال الباحث: "هناك أمر آخر يقلق النظام وهو التضخم الكبير... الدولار ارتفع من 460- 480 ألف ريال إلى 820 ألف ريال. الاستيراد يعتمد على سعر الدولار، والنظام لا يمكنه تجاهل سعر الصرف، والشعب الإيراني يرسل رسالة مفادها أنه مستعد لتحمل المزيد قليلا، لكنه يتمنى المساعدة في إضعاف النظام وإسقاطه".
وتابع سابتي: "الأحداث تتجمع، إنها سنة حاسمة، النظام يقوم بكل أنواع التهديدات كأننا سنسرع نحو القنبلة النووية.. لكن كيف سيسرعون نحو القنبلة.. إنه انتحار".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إيران سوريا احتجاجات إيران سوريا احتجاجات حزب الله صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!
بدر بن صالح القاسمي
أحتاج في بعض الأحيان إلى حالة صمت طويلة، وإلى سكون أشبه بجمود نفسي وعقلي من أجل أن أستوعب ما يأتي به بعض البشر أو بالأحرى ما يروجونه من أفكار مسمومة وحديث لبق منمق، لكنه عبارة عن «خداع بصري وتلوث صوتي» لا يسمن ولا يغني من جوع.
عندما أستفيق مما أنا فيه، أشرع في صب أعمدة الأسئلة في مكانها الصحيح، هل الذين يدعون معرفة كل شيء في هذا الوجود هم أشخاص عقلاء مثل بقية البشر أم أن حديث الوهم والخداع الذي يلفظونه بألسنتهم الطويلة، يأتي من أدمغة غسلت تماما من أي فكر مستنير؟! في بعض الأحيان أعلن ما بيني وبين نفسي، أن ثمة خطأ بشريا يرتكبه البعض عندما يدعون الناس إلى الاستسلام والتخلص من كل طاقتهم وتحطيم إرادتهم بأيديهم، معربين لهم عن ثقتهم بأن «الحياة ليس بها مستقبل»، وبأن الذي منحهم الله إياه من نعم، عليهم التخلص منه وأن يذروه بعيدا عنهم لأنهم «سيموتون»!.
لا أعتقد بأن حتمية الموت هي من يجب أن تدفعنا نحو اعتزال كل شكل من أشكال الحياة، وأعتقد بأن مثل هذه النداءات مضللة وإن كان أصحابها ينعقون فوق كل شجرة وحجر، الحياة لم توجد من أجل جلب التعاسة للبشر، بل هي أرض خصبة للعمل والجد والاجتهاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ثم توضع الموازين ويثاب المجد ويعاقب المخطئ، أما حتمية الموت فهي الحقيقة التي لا مناص منها وهي القدر الذي يلاقيه كل البشر والكائنات الحية الأخرى، فلما نرمي كل شيء على هذه الحقيقة أي «الموت»!.
تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المقاطع الصوتية والمرئية لبعض الأشخاص الذين يدعون المعرفة بالحياة، ويدعون الناس إلى التراخي والاستسلام للقدر المحتوم، بل يطالبونهم بان يكبلوا أنفسهم بالأغلال والأصفاد، ويصطفون في طابور انتظار لحظة خروج الروح.
الموت هو اللحظة التي لا نعرف متى ستأتي لاي شخص منا، أما الترويج للأفكار السوداء فهي فعل شيطاني لا يمت للواقع بصلة، وما الذين يرفعون أصواتهم ويدعون المعرفة ويلبسون ثوب النصح والإرشاد ما هم إلا زوابع تأتي وتذهب مع الوقت!.
والبعض يهرف بما لا يعرف، يفتي في كل الأمور دون وعي أو يقين أو دراية علمية أو دينية، يصدحون ليل نهار فقط من أجل أن يتابعهم الملايين، ويتأثر بحديثهم الناس، يجدون في البحث عن «ضحايا» يصغون إلى تخاريفهم ومسرحياتهم الهزلية.
منذ فترة زمنية ماضية سمعنا عن شخص فارق الحياة، ثم اكتشف أمره بأنه أنفق كل ما كان يملك من مال، تاركا أبناءه في عوز ومشقة وبلاء، لكنه لم يترك الدنيا مديونا لأحد، بل ترك أبناءه يطلبون العون والمساعدة من الآخرين!.
عندما بحث الأبناء عن أموال أبيهم التي كان يدخرها على مدى سنوات طويلة، اكتشفوا أن ثمة شخص «أفتى له بأن الإنسان يعذب على المال الذي يتركه بعد موته حتى وإن كان حلالا»، وعليه صدق الرجل حديثه، وقام بإنفاق كل ما يملك لوجه الله، ولم يترك شيئا لأولاده!.
وهذا الذي أفتى بهذه الفتوى، نسي ما ورد في السيرة النبوية الشريفة: فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: «يا رسول الله، أنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنه لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بشطره ؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بثلثه؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس» متفق عليه.
قرأت ذات مرة حديثا يقول: «الدنيا لا تستحق أي حرب نفسية سواء كانت مع نفسك أو مع أي شخص آخر، لأنها تتقلب من لحظة إلى أخرى، صحتك قد تخونك واحبابك سيتركونك لا محالة، لا يوجد ضمان لا يشي ولو لدقيقة واحدة، فالأحوال كلها تتبدل في ثوان معدودة، لذا لا داعي مطلقا لإشعال الصراعات في حياتك»..، كلام جميل، ولكن هذا ليس معناه أن يتخلى الإنسان عن أي رابط يربطه بالحياة، ويلقي بكل الهزائم على القدر أو الآخرين.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «لقد خلقنا الإنسان في كبد»، فمكابدة الحياة ليس معناها الاستسلام والانهزام من مواجهة الأزمات والصعوبات، ولكن طالما أن الانسان لا يزال على قيد الحياة عليه بالعمل، وأن يصارع رغباته ونزواته من أجل أن يخرج من دار الفناء إلى دار القرار آمنا مطمئنا.
هناك الكثير من الحقائق التي لا يتحدث عنها الناس، بل يركزون على نقطة سواء واحدة، يلفون حولها الحبال غليظة، وينصبون المشانق في رقاب البسطاء، يخرجوهم من رحلة الكفاح والنجاح إلى طرق المظلمة التي لا ترى فيها شمسا ولا قمرا.