حضرة المحامي بيلقح على الحكومة.. هل انقلب خالد أبو بكر على إعلام الدولة؟ (ما القصة؟)
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
أثار الإعلامي والمحامي خالد أبو بكر حالة من الجدل بعد تهنئته للإعلامي محمد علي خير على برنامجه الجديد "المُلخص"، الذي من المقرر أن يعرض عبر حساباته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي الأشهر "فيس بوك"، وموقع الفيديوهات "يوتيوب".
نشر خالد أبو بكر صورة من البوستر النهائي لبرنامج محمد علي خير والذي يتضمن اسم البرنامج ومواعيد عرضه، وأرفقه بتعليق مثير قائلًا: "براڤو يا خير .
المثير في الأمر، أن تهنئة أبو بكر لمحمد علي خير جاءت بعد منشوره الأخير الذي أحدث ضجة وتفاعل معه عدد كبير من رواد السوشيال ميديا، باعتبار أنه يتحدث عن قرار وزير التربية والتعليم الأخير بشأن نظام شهادة البكالوريا المصرية "بديل الثانوية العامة"، والمقرر تطبيقه على الطلاب الذين يدخلون الصف الأول الثانوى العام المقبل.
خالد أبو بكر يثير الجدل: اختيار توقيت القرارات والإختراعات التي توجه للرأي العام مهم جدًاوكتب خالد أبو بكر: "اختيار توقيت القرارات والإختراعات التي توجه للرأي العام مهم جدًا الآن تماشيًا وتوازيًا مع حالة الرضا التام الموجودة اليومين دول".
تباينت آراء المتابعين خلال التعليقات بين الرفض والإيجاب، لرأي أبو بكر، خاصًة وإنه أصبح معارضًأ بشكل كبير لكل ما كان يدافع عنه في وقت سابق خلال برنامجه "كل يوم"، بحجة إنه يعلم جيدًا مصلحة الوطن والمواطنين وما لا يعلمه جمهور الرأي العام، أو من المستحيل أن يطلع عليه أحد.
الجمهور يفتح النار على خالد أبو بكر: الرأي العام مهم يفهم ليه حضرتك حاطط نفسك في جانب المعارضة في حين إن ده غير صحيحومن بين التعليقات التي حازت عدد كبير من الإعجابات، تعليق أحد المتابعين الذي تضمن الآتي: "والرأي العام مهم جداً يفهم ليه حضرتك بقيت من معارضي نفس القرارات بنفس الاشخاص بنفس طرق التنفيذ واتخاذ القرار بل اسوء بمراحل، وكنت على الشاشه تدافع وتبرر لكل ذلك بدافع من الوطنية وانكم تعلموا ما لا يمكن ان يطلع عليه احد !!".
وأضاف: "للمرة المش عارف كام اقرأ ان حضرتك مستغرب ... وكل مره ببقى مستغرب اكتر منك .. بس من القرارات.. بل من استغرابك اصلا ... ولكن اتمنى عودتك للشاشة مجددا.. وحشني تبريراتك السابقة .. واتمنى ان تساعد مرة في تبرير وانهاء كل استغراب".
في حين علق متابع آخر قائلًا: "هو ليه حضرتك حاطط نفسك في جانب المعارضة في حين ده غير صحيح ، حضرتك من رجال المنظومة حاليا ف لو عندك رأي ممكن يساعد في إصلاح أي شئ بلغه ليهم وسيب الآراء المعارضة ل باقي عامة المجتمع".
متابع يفتح النار على خالد أبو بكر: يا خسارة يا مصر حضرة المحامي بيلقح علي حكومة الحرببينما قال آخرون: "استاذ خالد حضرتك اليومين دول مش مفهوم خالص .. اعتقد الاكونت يديره حد غير د خالد ابو بكر ولا ايه .. ده اسمه تلقيح كلام يامتر .. ايه رايك نوقف حال البلد لحد الحاله النفسية اللي امثالك بيساهموا فيها تتغير .. بجد... انتم من تشكلون الرأي العام !!! ياخساره يامصر .. فعلا مشكلتنا انه ولايوجد رجل مناسب في المكان المناسب... حضرة المحامي بيلقح علي حكومة الحرب عبر وسائل التواصل .. والله ونعم ... يامتر .. حضرتك شايف ان الوقت مناسب لمثل هذه المهاترات".
محمد علي خير يناقش أبرز القضايا الشائكة ويفتح ملفات ساخنة في برنامجه الجديد “المُلخص”يُذكر أن الإعلامي محمد علي خير قد أعلن عن إطلاق برنامجه الجديد "المُلخص"، الذي سيُعرض عبر حساباته الرسمية على فيسبوك ويوتيوب، من الأحد إلى الأربعاء في تمام الساعة السابعة مساءً.
وكشف خير عن تفاصيل البرنامج، موضحًا أنه مخصصًا فقط لمناقشة الأخبار المتداولة على الساحة، مع مشاركة الجمهور لتحديد نوعية الأخبار والموضوعات التي يرغبون في الإطلاع عليها، إلى جانب تصديه للشائعات من خلال تحليلها والرد عليها.
وستكون مدة الحلقة ستكون 20 دقيقة، مع إيقاع سريع، داعيًا الجمهور بضرورة مشاركة مشكلاتهم وآرائهم، بهدف إيصال صوتهم للمسؤولين والرأي العام لصالح مصر وشعبها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خالد أبو بكر محمد علي خير أزمة خالد أبو بكر تصريحات خالد أبو بكر وزير التربية والتعليم نظام البكالوريا الإعلام المصري يوتيوب نظام شهادة البكالوريا المصرية بديل الثانوية العامة الرأى العام المعارضة الإعلامي خالد أبو بكر جانب المعارضة حكومة الحرب المحامي منوعات أخبار الاعلام مشاهير الاعلام اخبار السياسة خالد أبو بکر محمد علی خیر العام مهم
إقرأ أيضاً:
حين تُصنع القرارات بهدوء.. وتنجح قبل أن تُعلن
خالد بن حمد الرواحي
لم يكن الحديث طويلًا، لكنه غيّر كثيرًا من نظرتي للإدارة؛ ففي مهمة عملٍ رسمية إلى سنغافورة قبل عدة سنوات، التقيت وكيل وزارة العمل السنغافوري، ولم يكن اللقاء بروتوكوليًّا عابرًا؛ بل حوارًا قصيرًا فتح أمامي نافذةً عميقة على طريقةٍ مختلفةٍ تمامًا في التفكير الإداري.
سألته بدافع التأمل والفضول: "ما الفرق بين إدارتكم الحكومية وإدارتنا في العالم العربي؟ كيف تنجحون في تمرير قراراتكم دون أن تواجهوا ما نواجهه من اعتراضات وارتدادات؟". ابتسم بثقة، وقال: "أنتم، عادةً، تُصدرون القرار أولًا، ثم تُفاجَؤون بردّات الفعل السلبية، فتبذلون الجهد والموارد في معالجتها. أما نحن، فنبدأ بمعالجة تبعات القرار قبل صدوره؛ نُهيّئ المجتمع، نُبني التوافق، ثم نُصدر القرار بهدوء... فيُستقبل بإيجابية، كأنه جاء من الناس لا فُرض عليهم."
كانت إجابته صادمة ببساطتها، لكن خلف تلك البساطة، وجدتُ عمقًا هائلًا في المفهوم: القرار الناجح لا يكمن في توقيعه، بل في توقيته وظروفه. ومنذ تلك اللحظة، بدأت أطرح على نفسي سؤالًا أوسع: هل نحن نصنع القرار لنحلّ المشكلة، أم لنُدير ردّات الفعل بعدها؟
في بيئاتنا الإدارية، كثيرًا ما نُباغَت بالمشكلات، فنصدر قراراتٍ حماسيةً تحت ضغط الرأي العام أو الظروف المفاجئة. وقد تأتي النوايا صادقة، لكن الخطأ لا يكون في الهدف، بل في الاستعجال. وهكذا تبدأ دورةُ إنهاكٍ طويلة: تفسير، وتبرير، وتعديلات، ومحاولات لامتصاص الغضب.
أما في التجربة السنغافورية، فالقرار لا يُرمى على الطاولة كحجرٍ ثقيل، بل يُغرس أولًا في وعي المجتمع؛ يُناقَش ضمنيًّا، يُلمَّح له في السياسات والخطط، حتى إذا صدر لاحقًا، بدا وكأنه استمرارٌ طبيعيٌّ، لا مفاجأة مزعجة.
وهنا بيت القصيد: إن أفضل القرارات ليست تلك التي تُعلَن بقوة، بل تلك التي تسبقها قراءة دقيقة للمشهد، واستعداد ذكي لاحتمالاته. إنها قرارات تُبنى في العقول والقلوب، قبل أن تُسجَّل في الوثائق.
التفكير بهذه الطريقة لا يتطلب ميزانياتٍ ضخمة، بل يتطلب عقلًا إداريًّا يُقدّر أثر القرار قبل وقعه. يسأل: من سيتأثر؟ كيف نُهيّئه؟ هل نُشركه في الحل؟ هل الوقت مناسب؟
كلها أسئلة لا تتعلق بالتقنية، بل بالحكمة السياسية والإدارية.
وقد أدركت من ذلك اللقاء أن الفرق بين ردود الفعل الإيجابية والسلبية لا يكمن في القرار نفسه، بل في الطريق الذي سلكناه قبله. فالتهيئة لا تقلّ أهمية عن التنفيذ، بل ربما تتفوّق عليه.
وربما هذا ما نحتاجه في بعض مؤسساتنا اليوم؛ أن نُبطئ لحظة إصدار القرار، لنُسرّع نجاحه بعد التنفيذ. فالمجتمع حين يُشرك في القرار، يتحول من متلقٍّ إلى شريك، ومن معترضٍ إلى داعم.
اليوم، في ظل "رؤية عُمان 2040" التي تراهن على بناء جهازٍ إداريٍّ مرن، ونزيه، وفعّال، نحتاج إلى هذا النمط من التفكير العميق. فليست الغاية أن نملأ الأدراج بالقرارات، بل أن نُخرج منها ما يُحدث أثرًا، ويبني ثقة، ويُشعِر المواطن بأنه شريكٌ لا متلقٍّ.
لقد قال لي وكيل العمل السنغافوري عبارته ومضى، لكنني غادرتُ اللقاء وأنا أُدرك أن إدارة القرار فنٌّ لا يقلّ عن مضمون القرار نفسه. هناك من يُصدر القرار ليُظهر سلطته، وهناك من يُصدره بعد أن استنفد الحوار والبدائل والتقييم، فكان قراره أشبه بخطوةٍ طبيعيةٍ في طريقٍ مشترك.
والفرق بين الاثنين... هو الفارق بين من يصنع الضجيج، ومن يصنع التاريخ.
ونحن في عُمان، نملك كل مقومات القرار الحكيم... فقط إن سبقناه بالحوار، وأحطناه بالثقة.