مواقع أرض اللبان إرث عالمي يجذب أكثر من 100 ألف زائر في عام 2024
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
شهدت مواقع أرض اللبان بمحافظة ظفار خلال عام 2024 إقبالًا استثنائيًا، حيث تجاوز عدد الزوار 105,795 زائرًا، وتمثل هذه المواقع إرثًا ثقافيًا وتاريخيًا عالميًا مهمًا، مدرجًا ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وبرزت مدينة البليد الأثرية كإحدى الوجهات البارزة باستقطابها 64,819 زائرًا، يليها متنزه سمهرم الأثري الذي زاره 27,582 شخصًا، ثم موقع وبار الأثري بـ13,394 زائرًا.
ويأتي هذا الإقبال المتزايد بالتوازي مع نجاح النسخة الثالثة من موسم اللبان لعام 2024، حيث جذبت الفعاليات المصاحبة للموسم أكثر من 51 ألف زائر، محققة زيادة بنسبة 89% مقارنة بالعام السابق، وتضمنت الفعاليات عروضًا ثقافية وتراثية تسلط الضوء على أهمية شجرة اللبان تاريخيًا واقتصاديًا، إلى جانب تجارب سياحية متنوعة تناسب مختلف الأعمار.
إنجازات التنقيب الأثري وإحياء التراث
وتستمر جهود التنقيب الأثري في هذه المواقع الأثرية في تعزيز القيمة العلمية والثقافية لمواقع أرض اللبان، حيث قامت بعثات دولية بمهمات تنقيب مهمة في موقع البليد الأثري، حيث أتمت بعثة جامعة نابولي الإيطالية خلال موسم 2024/2023 أعمال التنقيب في مسجد تاريخي يعد من أقدم المعالم الإسلامية في المدينة، واشتملت الاكتشافات على نظام القنوات المائية المستخدم للوضوء، وموقع البئر، والسلالم المؤدية إلى المئذنة، إضافة إلى مدافن تعود لفترات تاريخية مختلفة، أما في موقع سمهرم (خور روري)، فقد كشفت بعثة جامعة بيزا عن أساسات لمبنى يرجح استخدامه لأغراض دينية، ما يبرز الدور التاريخي لهذا الموقع كميناء لتصدير اللبان إلى حضارات العالم القديمة.
إلى جانب ذلك، سجلت محافظة ظفار نموًا ملحوظًا في السياحة، حيث سجل في شهر أغسطس 2024 أعلى نسبة إشغال للفنادق بمقدار 77.5%، كما أظهرت البيانات أن متوسط نسب الإشغال في المنشآت الفندقية قد بلغ 40% على مدار العام، ما يعكس الاستقرار والنمو المستمر في هذا القطاع الحيوي، مما يعكس دور المواسم السياحية والثقافية في تعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية عالمية.
وتسعى سلطنة عمان من خلال خطط متكاملة إلى تطوير هذه المواقع وإثراء تجربة الزوار عبر تقديم مزيج من الأنشطة التاريخية والطبيعية والثقافية التي تبرز عمق إرثها الحضاري العريق، وفي إطار تعزيز قطاع الضيافة والسياحة في المحافظة، قامت وزارة التراث والسياحة في عام 2024 بتوقيع عقود حق انتفاع لإنشاء 8 مشروعات فندقية بمختلف التصنيفات، التي ستقام على أراضٍ سياحية، ومن المأمول أن تسهم هذه المشروعات في دعم البنية الأساسية السياحية في ظفار، وتوفير مرافق سياحية متطورة تلبي احتياجات الزوار المحليين والدوليين، مما يتماشى مع رؤية الوزارة.
كما تعمل الوزارة على التحضير لتوقيع عقود انتفاع جديدة لمشروعات فندقية وسياحية في العام 2025، تماشيًا مع حجم النمو الكبير في القطاع، وذلك بهدف توفير مزيد من الفرص الاستثمارية في مجال الضيافة والسياحة، وتعزيز قدرة المحافظة على استقطاب المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم بالتوازي مع جهود ترويجية مميزة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الجزيرة ببركة الموز.. وجهة سياحية ورياضية واعدة بين أحضان الطبيعة
تشهد "قرية الجزيرة" في بركة الموز بمحافظة الداخلية نهضة تنموية بارزة جعلتها من أبرز مناطق الجذب السياحي والرياضي في المحافظة، ويعود هذا التميز إلى ما تزخر به من مقومات طبيعية ساحرة، تتنوع بين مزارع النخيل والموز، والمناظر الجبلية الخلابة، بالإضافة إلى توفر عدد من المقاهي الحديثة التي تضيف طابعا حضريًا راقيا يعزز جاذبية المكان.
وفي إطار دعم البنية الأساسية وتعزيز الجاذبية السياحية، نفذت الشركة العمانية لنقل الكهرباء مؤخرًا مشروعا مميزا لتركيب 80 عمود إنارة تعمل بالطاقة الشمسية على امتداد 1.2 كيلومتر داخل المنطقة، ويُعد هذا المشروع من المبادرات الرائدة التي تخدم الزوار والمواطنين على حد سواء، حيث وفر بيئة آمنة وجاذبة لممارسة الرياضة والتنزه في الفترة المسائية، كما يعكس التزام الشركة بمسؤوليتها المجتمعية وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة.
كما تواصل لجنة معسكر بركة الموز الأهلي جهودها المجتمعية الداعمة للسياحة والرياضة، من خلال تنفيذها لمشروع جديد يربط شارع الخدمات الداخلي بالشارع المؤدي إلى منطقة الجزيرة. ويتعلق المشروع بإنشاء ممشى تراثي بطول 150 مترًا مزود بـ12 كشافًا يعمل بالطاقة الشمسية.
وقال هاشل بن سعود الناعبي، رئيس لجنة معسكر بركة الموز الأهلي: "في إطار تفعيل المبادرات الخيرية ضمن روزنامة أعمال اللجنة، شرعنا في تنفيذ مشروع تمهيد طريق مشاة بالقرب من منطقة الجزيرة بلمسة تراثية، مع تركيب كشافات إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، لتمكين أفراد المجتمع من استغلال الموقع خلال الفترة الليلية. ويهدف المشروع إلى تسهيل الحركة الداخلية، وتشجيع رياضة المشي، كما يشكل شريانًا أساسيًا يختصر المسافة بين الطرق الحيوية".
وأضاف الناعبي أن المشروع يأتي في تماشٍ مع التوجهات نحو تعزيز الخدمات المجتمعية المستدامة، وقد بلغت تكلفته نحو 1200 ريال عماني بتمويل تطوعي، ما يعكس روح التكاتف المجتمعي وحرص أبناء المنطقة على تطوير بيئتهم بما يخدم مختلف فئات المجتمع والسياح.
وتأتي هذه المشاريع ضمن حراك تنموي متكامل يهدف إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على الطابع التراثي المحلي وتوفير الخدمات الحديثة، بما يعزز من مكانة بركة الموز كوجهة سياحية ورياضية واعدة على خارطة السياحة العمانية.