شهدت مواقع أرض اللبان بمحافظة ظفار خلال عام 2024 إقبالًا استثنائيًا، حيث تجاوز عدد الزوار 105,795 زائرًا، وتمثل هذه المواقع إرثًا ثقافيًا وتاريخيًا عالميًا مهمًا، مدرجًا ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وبرزت مدينة البليد الأثرية كإحدى الوجهات البارزة باستقطابها 64,819 زائرًا، يليها متنزه سمهرم الأثري الذي زاره 27,582 شخصًا، ثم موقع وبار الأثري بـ13,394 زائرًا.

ويأتي هذا الإقبال المتزايد بالتوازي مع نجاح النسخة الثالثة من موسم اللبان لعام 2024، حيث جذبت الفعاليات المصاحبة للموسم أكثر من 51 ألف زائر، محققة زيادة بنسبة 89% مقارنة بالعام السابق، وتضمنت الفعاليات عروضًا ثقافية وتراثية تسلط الضوء على أهمية شجرة اللبان تاريخيًا واقتصاديًا، إلى جانب تجارب سياحية متنوعة تناسب مختلف الأعمار.

إنجازات التنقيب الأثري وإحياء التراث

وتستمر جهود التنقيب الأثري في هذه المواقع الأثرية في تعزيز القيمة العلمية والثقافية لمواقع أرض اللبان، حيث قامت بعثات دولية بمهمات تنقيب مهمة في موقع البليد الأثري، حيث أتمت بعثة جامعة نابولي الإيطالية خلال موسم 2024/2023 أعمال التنقيب في مسجد تاريخي يعد من أقدم المعالم الإسلامية في المدينة، واشتملت الاكتشافات على نظام القنوات المائية المستخدم للوضوء، وموقع البئر، والسلالم المؤدية إلى المئذنة، إضافة إلى مدافن تعود لفترات تاريخية مختلفة، أما في موقع سمهرم (خور روري)، فقد كشفت بعثة جامعة بيزا عن أساسات لمبنى يرجح استخدامه لأغراض دينية، ما يبرز الدور التاريخي لهذا الموقع كميناء لتصدير اللبان إلى حضارات العالم القديمة.

إلى جانب ذلك، سجلت محافظة ظفار نموًا ملحوظًا في السياحة، حيث سجل في شهر أغسطس 2024 أعلى نسبة إشغال للفنادق بمقدار 77.5%، كما أظهرت البيانات أن متوسط نسب الإشغال في المنشآت الفندقية قد بلغ 40% على مدار العام، ما يعكس الاستقرار والنمو المستمر في هذا القطاع الحيوي، مما يعكس دور المواسم السياحية والثقافية في تعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية عالمية.

وتسعى سلطنة عمان من خلال خطط متكاملة إلى تطوير هذه المواقع وإثراء تجربة الزوار عبر تقديم مزيج من الأنشطة التاريخية والطبيعية والثقافية التي تبرز عمق إرثها الحضاري العريق، وفي إطار تعزيز قطاع الضيافة والسياحة في المحافظة، قامت وزارة التراث والسياحة في عام 2024 بتوقيع عقود حق انتفاع لإنشاء 8 مشروعات فندقية بمختلف التصنيفات، التي ستقام على أراضٍ سياحية، ومن المأمول أن تسهم هذه المشروعات في دعم البنية الأساسية السياحية في ظفار، وتوفير مرافق سياحية متطورة تلبي احتياجات الزوار المحليين والدوليين، مما يتماشى مع رؤية الوزارة.

كما تعمل الوزارة على التحضير لتوقيع عقود انتفاع جديدة لمشروعات فندقية وسياحية في العام 2025، تماشيًا مع حجم النمو الكبير في القطاع، وذلك بهدف توفير مزيد من الفرص الاستثمارية في مجال الضيافة والسياحة، وتعزيز قدرة المحافظة على استقطاب المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم بالتوازي مع جهود ترويجية مميزة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

إجراءات صارمة ضد الزوّار شبه العراة في بلدة سياحية فرنسية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- فرضت بلدة سياحية فرنسية غرامات على من يتجولون عراة الصدر أو بملابس السباحة في أي مكان آخر غير الشاطئ.

وأعلن يانيك مورو، رئيس بلدية بلدة لي سابل دولون، الواقعة في منطقة فانديه على ساحل المحيط الأطلسي الفرنسي، فرض غرامات تصل إلى 150 يورو (175 دولارًا) على من يتجولون "شبه عراة" في البلدة، بحسب منشور له نشره على "فيسبوك" الثلاثاء.

وانتقد مورو الرجال عراة الصدر، واصفًا سلوكهم بـ"غير لائق"، وكتب: "إنها مسألة احترام للسكان المحليين الذين لا يرغبون بأن يتجول الناس في بلدتهم عراة".

كما أضاف مورو، الذي دعا الشرطة المحلية إلى ضمان تطبيق القانون، أن هذا الأمر يشكّل أيضًا "قاعدة أساسية للنظافة العامة واحترام الذوق العام في أسواقنا، ومتاجرنا، وشوارعنا".

أعلنت بلدة لي سابل دولون الفرنسية فرض الغرامات على السياح الذين يتجولون وهم "شبه عراة".Credit: Herve Lenain/Alamy

وتابع: "إذا كنت تريد استعراض عضلات صدرك وسروال السباحة الخاص بك في لو سابل دولون، فهناك شاطئ ممتد لـ11 كيلومترًا تحت تصرّفك".

أُرفق منشور مورو بصورة لملصق عن الغرامة، إلى جانب شعار يقول: "في لو سابل دولون، الاحترام لا يأخذ إجازة".

صورة لملصق يعلن عن الغرامات في البلدة الفرنسية.Credit: from Yannick Moreau

يبدو أن هذه الخطوة لاقت استحسانًا كبيرًا، مع ترك العديد من مستخدمي "فيسبوك" تعليقات إيجابية أسفل منشور العمدة، ومنهم دومينيك كاميو مارسيال الذي كتب التالي: "شكرًا لك أيها العمدة. أجد الأمر لا يُطاق أبدًا".

إلا أن البعض أشاروا إلى وجود أمور أكثر أهمية للقلق بشأنها، مثل التعامل مع الجرائم.

فلو سابل دولون انضمّت إلى قائمة متزايدة من البلدات الفرنسية التي بدأت بفرض قيود صارمة على ما تُعدّه سلوكيات غير لائقة.

وفي أركاشون، وهي وجهة سياحية شهيرة أخرى على الساحل الغربي، فرضت السلطات أيضًا غرامة قدرها 170 دولارًا تقريبًا على أي شخص يتجول في المدينة بملابس غير محتشمة.

مقالات مشابهة

  • جذُوع الأشجار المتحجّرة في "موقع أبو رُويس الأثري" تكشف عن حياة جيولوجية سحيقة
  • أولاد جلال.. قتيل وجريح في اصطدام بين سيارة سياحية وشاحنة
  • افتتاح المعرض الوثائقي ذاكرة وطن في أرض اللبان بصلالة
  • مصر تدرس عروض خليجية للاستثمار في قطاعي البترول والسياحة
  • ماذا يركب الناس؟.. أكثر 10 سيارات شعبية ومبيعا في العالم
  • فيصل الفايز يدعو من جنيف إلى نظام عالمي أكثر عدالة واستقرارًا عبر دور فاعل للبرلمانيين
  • مشاركة 300 أسرة ومؤسسة في "سوق اللبان" بصلالة
  • مسكنات الألم الطبيعية تغنيك عن الأدوية.. بدون آثار جانبية
  • «سوق اللبان» بشاطئ الحافة محطة مهمة لكل سائح يصل ظفار
  • إجراءات صارمة ضد الزوّار شبه العراة في بلدة سياحية فرنسية