الانبا انجيلوس يترأس صلاة تجنيز كاهن كنيسة مارمرقس بشبرا
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
ترأس نيافة الحبر الجليل الانبا أنجيلوس اسقف عام كنائس شبرا الشمالية صلاة تجنيز القس يوحنا محفوظ كاهن كنيسه مارمرقس بشبرا، وشاركه فى الصلاة العديد من الآباء الكهنة الضيوف الذين حضروا لتقديم التعزية كذلك المرتلين والشمامسة وشعب الايبارشية.
وقد ألقى نيافته عظة جاء فيها:
أيها الأحباء
نلتقي اليوم في هذه الساعة الحزينة لكي نتذكر ونشكر الله على حياة أبونا يوحنا محفوظ، الكاهن الصالح الذي انتقل إلى السماء بعد أن أكمل مسيرته الطيبة في خدمة الكنيسة المقدسة وقد ولد في 16 ابريل 1981
وتمت سيامته قسًا في 16 نوفمبر 2014
وله في الكهنوت أكثر من عشرة سنوات
ولا شك أن فقدان أبونا يوحنا يترك في قلوبنا حزنًا عميقًا، لكنه في الوقت نفسه يدعونا للتأمل في حياته التي كانت مثالًا للمحبة والصبر والإيمان الثابت.
لقد عانى أبونا الحبيب من مرض سرطان نخاع العظم لمدة ثماني سنوات، وواجه هذه المحنة الصعبة بشجاعة عظيمة. كان يحتمل الألم بتواضع وشكر، ولم يتذمر قط. بل كان يردد دائمًا كلمات الشكر لله، مُظهرًا إيمانه العميق بأن الله هو مصدر قوته في ضعفه. كان مثالًا حيًا في تحمل الآلام والصعاب، مُظهرًا لنا كيف يمكن للمؤمن أن يواجه تحديات الحياة بصبر وراحة نفس، وهو يتمسك بكلمات الرب التي قال فيها: “تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” (متى 11: 28).
إن ما يميز حياة أبونا يوحنا هو أنه لم يكن فقط كاهنًا يعلّم ويخدم بل كان أيضًا إنسانًا يختبر الألم، ولكنه في كل لحظة من تلك الآلام كان ينعم بسلام داخلي عجيب. لم يُظهر أي نوع من التذمر أو الاستسلام، بل كان دائما يثبت إيمانه وثقته في الله. وعندما نعود إلى كلمة الله، نجد أن الكتاب المقدس يعلمنا في (الرسالة إلى رومية 5: 3-4) أن “المعاناة تُنتج صبرًا، والصبر تُنتج تزكية، والتزكية تُنتج رجاء”، وهذه كانت شهادة حياة أبونا يوحنا.
في كل لحظة كان يعاني فيها، كانت حياته تتحدث عن الإيمان القوي، كان يملأ حياة من حوله بالرجاء رغم الظروف. وها هو اليوم يذهب إلى حيث الراحة الأبدية التي وعد بها الرب الذين يثبتون في إيمانه. كلمات الكتاب المقدس تقول: “موت الصديقين عزيز عند الرب” (مزمور 116: 15)، وهذه الكلمات هي عزاؤنا في هذا الوقت، لأننا نعلم أن أبونا يوحنا قد انتقل من التعب إلى الراحة ومن المعاناة إلى المجد في حضرة الرب يسوع والملائكة والقديسين.
أيها الأحباء، دعونا نتذكر في هذا اليوم أن الحياة ليست مجرد لحظات من الفرح، بل هي اختبار إيمان. كما عانى أبونا يوحنا في مرضه بصبر وشكر، كذلك نحن مدعوون أن نعيش إيماننا في جميع الظروف، مؤمنين أن الله معنا في كل لحظة، وأنه لا يتركنا في ألمنا. دعونا نرفع قلوبنا إلى الله، طالبين الراحة والمجد لأبونا الحبيب، ونصلي أن يملأ الله قلوبنا بالسلام ويمنحنا القوة كي نسير في طريق الإيمان كما سار هو.
الرب يسوع الذي قال: “أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا” (يوحنا 11: 25)، هو الذي يهبنا الرجاء في الحياة الأبدية. ونحن نصلي أن يعطينا جميعًا نعمة الصبر في هذه اللحظات الحزينة.
ختامًا، نرفع صلواتنا من أجل أبونا يوحنا محفوظ، طالبين له الراحة الأبدية في فردوس النعيم، ونسأل الرب أن يملأ قلوبنا بالأمل والرجاء، ونعزي أسرته العزيزة زوجته تاسوني سالي وإبنتيه كارن وكلارا وأختيه وكل الأسرة الكريمة ونطلب من الرب يسوع أن يثبتنا في الإيمان في كل لحظة من حياتنا. آمين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: صلاة تجنيز الكنيست الأنبا أنجيلوس فی کل لحظة
إقرأ أيضاً:
صلاة الاستخارة.. كيف تصليها وحكم تكرارها وهل لابد تري رؤية؟
قال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية السابق: إن الاستخارة أمر مستحب، وتكون في الأمور المباحة التي لك أن تفعلها أو لا تفعلها .
وأشار إلى أن معناها: أنك تترك الاختيار في أمورك لله تعالى الذي يعلم السِّرَّ وأَخْفَى.
وأضاف أثناء اجابته عن سؤال هل لا بد أن تكون نتيجة الاستخارة رؤيا يراها المستخير في نومه؟ انه ليس شرطا أن تكون نتيجة الاستخارة رؤيا منامية فقط ؛ بل أكبر علامتين بعد الاعتماد الكلي على الله تعالى هما :
"انشراح الصدر" مع "تيسير الأمر أو عدم وتيسيره" ، ولذلك قيل : ( التيسير علامة الإذن ) .
بمعنى أنك بعد الاستخارة المتكررة إن وجدت راحةً في قلبك للفعل مثلا ورأيت أسبابه مُيَسَّرةً فلتتوجه إلى فعله مع الاستعانة بالله عليه .. وإن وجدت عكس ذلك فلتنصرف عنه ، وسيصرفه الله عنك بإذنه سبحانه.
كيفية صلاة الاستخارة
أوضحت الافتاء ان الأصل في الاستخارة أن تكون بصلاة مخصوصة، وذلك بصلاة ركعتين من غير الفريضة، ثم التوجُّهِ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء الوارد، فعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ -ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ- خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ -قَالَ: أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ» أخرجه البخاري في "صحيحه".
شرط صلاة الاستخارة حتى يترتب عليها الأثر المرجو الذي من أجله شرعت الاستخارة
ولفتت إلى أن الاستخارة شرطها أن يُخَلِّصَ المسلم قلبه من الميل عند الاستخارة، حتى لا يكون قد عزم على الأمر قبلها، فيكون اختياره عن هوى، وبعدها يمضي إلى ما ينشرح له صدره، والتيسير علامة الإذن.
قال العلَّامة العدوي المالكي في "حاشيته على شرح مختصر خليل" للإمام الخرشي (1/ 38، ط. دار الفكر): [والمراد: انشراحٌ خالٍ عن هوى النفس وميلها المصحوب بغرضٍ ظاهر أو باطن يُجَمِّلُهُ ويُزَيِّنه للقلب حتى يكون سببًا لميله] اهـ.
حكم تكرار صلاة الاستخارة أكثر من مرة رغبةً في الطمأنينة
يُشرَعُ تكرار الاستخارة لمن بقِيَ على حيرته، فقد ورد جواز تكرارها سبع مرات في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا أَنَسُ، إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ» رواه ابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"، وهذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد -كما ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (11/ 187، ط. دار المعرفة)- إلا أن ذلك لا يمنع من العمل بمقتضاه؛ لما تقرَّر من أنَّ الحديث الضعيف يُعمل به في فضائلِ الأعمال، وبجواز تكرار صلاة الاستخارة ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية.
قال العلَّامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (2/ 27، ط. دار الفكر): [وينبغي أن يكررها سبعًا] اهـ.
وقال الشيح عليش المالكي في "منح الجليل" (1/ 21، ط. دار الفكر): [ويمضي لما يَنْشرح صدْرُه إليه مِنْ فِعْلٍ، أو تَرْكٍ، وإنْ لم يَنْشرحْ لشيء منهما فلْيُكرِّرْهَا إلى سَبْعِ مَرَّاتٍ] اهـ.
حكم الاستخارة بالدعاء فقط لمن تعذر عليه أداء الصلاة
ذكرت الإفتاء ان الأصل في الاستخارة أن تكون بصلاة ركعتين ودعاء، لكنها تحصُل بالدعاء فقط عند تعذُّر الصلاة، فيجوز للحائض، والنفساء، وفاقد الطهور، ومن تعذرت عليه الصلاة لأي سبب، أو ضاق عليه وقت اختياره لنفسه ولا يدري ماذا يفعل، ومن لم يرد الصلاة لغير هذه الأسباب، فله أن يستخير بالدعاء.
قال العلَّامة ابن عابدين في "رد المحتار" (2/ 27): [ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء] اهـ.
وقال الشيخ الكشناوي المالكي في "أسهل المدارك" (1/ 27، ط. دار الفكر): [وإذا تعذرت الاستخارة بالصلاة استخار بالدعاء كالحائض] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 205، ط. دار الكتاب الإسلامي): [ولو تعذرت عليه الصلاة: استخار بالدعاء، وإذا استخار مضى بعدها لما ينشرح له صدره] اهـ.
وإن استخار المسلم بالدعاء فيمكنه أن يكرره إلى أي عدد؛ لحثه صلى الله عليه وآله وسلم على كثرة الدعاء، وأن للدعاء فوائد كثيرة منها: اللجوء إلى الله تعالى، وحضور القلب وخشوعه.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما من مسلم يدعو، ليس بإِثمٍ ولا بقطيعة رحم، إلا أعطاه إحدى ثلاث: إما أن يُعَجلَ له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها، قَالَ: إِذًا نُكثر، قال: اللَّهُ أَكْثَرُ» أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، وأحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين".
وأكدت انه بناءً على ذلك: فإنه يجوز تكرار صلاة الاستخارة، والتكرار يكون بما زاد عن مرةٍ حتى سبعِ مرَّاتٍ، وإن زاد على ذلك فلا حرج حتى يحصل له الاطمئنان والانشراح، وبعدها يمضي إلى ما ينشرح له صدره، والتيسير علامة الإذن، ويجوز لمن تعذرت عليه الصلاة أن يكتفي بالدعاء فقط، ولا مانع من تكراره أيضًا، وبه تحصُل الاستخارة.