أول هجوم على المسلماني بسبب إذاعة القرآن الكريم.. نقابة القراء: لا تحرم مصر من قوتها الناعمة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
كشفت نقابة القراء عن استيائها من قرار رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الإعلامي أحمد المسلماني باستبعاد العديد من قراء القرآن الكريم البارزين من خريطة تلاوات قرآن السهرة بإذاعة القرآن الكريم.
الإعلامي أحمد المسلمانيوأعلن محمد الساعاتى مستشار نقابة محفظى وقراء القرآن الكريم العامة بمصر بيانا للنقابة برئاسة الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء، يناشد من خلاله الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الكاتب الصحفي أحمد المسلمانى بإعادة خريطة القراء كما كانت.
وقالت في بيانها: “هؤلاء القراء هم من قامت الإذاعة على أكتافهم وأثروا دولة التلاوة بأصواتهم العذبة ولهم جمهورهم الذى ينتظر تلاوتهم فى خريطة الإذاعة بمصر وخارجها”.
وأشار "حشاد"، إلى أن استبعاد هؤلاء القراء يوثر سلبًا على تاريخ التلاوة والتى هي القوة الناعمة لمصر فى العالم أجمع وأنه لا يوجد مصلحة لأحد فى استبعادهم غير حرمان العالم من سماعهم .
واختتم نقيب القراء بيانه قائلًا: "والنقابة إذ تناشدكم بما عهدناه فيكم من حب وإخلاص للوطن بالبقاء على هذه النخبة الطيبة من القراء حفاظا على دولة التلاوة المصرية".
الإعلامي أحمد المسلمانيالوطنية للإعلام تستبعد بعض القراء من خريطة قرآن السهرة
وكانت قد أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد المسلماني، استبعاد عدد من القراء البارزين من خريطة برنامج "قرآن السهرة" بإذاعة القرآن الكريم، ومن بينهم الشيخين الراحلين الكبيرين طه الفشني وكامل يوسف البهتيمي، واللذين يعدان من أبرز أعلام التلاوة في مصر والعالم الإسلامي.
وهو ما أثار غضب كبير بين متابعي ومحبي إذاعة القرأن الكريم كما أثار تساؤلات كثيرة، خاصة وأنهما كانا قد تركا بصمة واضحة في تاريخ تلاوة القرآن الكريم.
وبعد هذا القرار الجديد تقتصر اذاعة السهرة على عرض تلاوات 5 من أعلام التلاوة المصرية، وهم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الشيخ مصطفى إسماعيل، الشيخ محمد صديق المنشاوي، الشيخ محمود علي البنا، الشيخ محمود خليل الحصري، كما تم إضافة الشيخ محمد محمود الطبلاوي إلى هذه القائمة.
وعلل المسلماني قراره قائلًا أنه يرى أن هذه الأسماء تمثل قمة التلاوة القرآنية، ويجب أن تقتصر عليهم تلاوات "قرآن السهرة" بما يتناسب مع مكانتهم في تاريخ التلاوة في مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نقابة القراء رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الإعلامي أحمد المسلماني أحمد المسلماني قراء القرآن الكريم اذاعة القران الكريم الشيخ محمد حشاد الهيئة الوطنية للإعلام قرآن السهرة طه الفشني أحمد المسلمانی القرآن الکریم قرآن السهرة
إقرأ أيضاً:
د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الحب.. القوة الناعمة
الطاقة التي نتزود بها في المُضي قدمًا بحياتنا، والوقود الذي لا ينضب فاعليته في قلوبنا، وأفئدتنا، وأرواحنا، يتمثل في حُبّ، يتربع على سجايا الوجدان، يمنحنا الراحة، والارتياح، والأمل، والطموح، ويجعل أنظارنا متطلعة؛ لرؤية كل ما يبهج العيون، ويمنح النفس الهدوء والسكينة؛ فتبدو ذواتنا، لا تقبل القسوة، ولا تنحو جهة ما يكدّر الصفو، ولا تهرول تجاه براثن الحقد، والكراهية، ولا نتجذب نحو بؤر الخلاف والنزاع والصراع، التي تحدُّ من الرغبة تجاه الإيجابية.
الحُبّ صفة إنسانية للفرد محضة، يتبادلها بميزان العقل الموجه لوجدانه مع بني جنسه، ويتعامل بمعناها مع الكائنات الحية؛ فيضبط سلوكها، ويحسن من ممارساتها، بل، يستطيع أن يروّض البريّة منها؛ لتصبح آلفة لبني البشر، غير معادية لوجوده، متقبلة لتعاملاته، ولو بحذر، وتحت معايير محددة، تضمن توفير الأمن، والأمان، ووفق فلسفة الحبّ، الذي يضيف إلى الجمادات رونق الجمال، وحسن المظهر، والجوهر، ووظيفية النفع بيد المحبّ، الذي يمتلك الخبرة المصبوغة برقي القيمة.
نتفق على أن الإنسان منا منذ مهد ولادته، ينال جرعة من ترياق الحب الممزوج بالحنان الخاص من أمٍّ، منحته الحياة بدمائها، وعافية الجسد من لبنها؛ ليكتسي بدنه مناعة، وممارساته تُصان من مُتلّون الصفات المضادة؛ فتراه يقبل على من يبتسم، ويعانق من يحويه بذراعيه، ويحاكي التربيت على من يبادله المشاعر؛ ومن ثم يترعرع في بيئة مليئة بمقوّمات نعمة الحُبّ؛ حيث الرحمة، والابتسامة، والتقبل، والاحتواء، والتعلق بالروح، والجسد، الذي قطعًا يورّثُ في النفس ماهية الانتماء للوطن الصغير، بما يمهد الولاء للوطن الكبير.
عاطفة الحُبّ الجيّاشة تمنحنا المقدرة على ممارسة الإيثار، وتمدنا بقوة الصبر الجميل، والحلم، والتؤدة؛ لنصل إلى برّ الأمان؛ ومن ثم تسكن الطمأنينة في قلوبنا الوجلة؛ لا يتسلّلُها الحيرة، ولا يربكها تغيرات الزمن، ومتغيراته اللامتناهية؛ فنرى الحياة زاخرة بما يحقق سعادة النفوس، وبهجة الأفئدة، وهنا تتوق أروحنا إلى التواصل مع مَنْ حولنا؛ لنبحر في خلجات النفوس المليئة بالخير؛ فننهل منها ما يروي الوجدان بكؤوس الخبرة المتنوعة، التي تنير لنا طريق الحاضر، وتفتح أعيننا على صور المستقبل المشرق؛ لنضع سيناريوهات طموحة، نغرس في سياجها أحلامًا مشروعة، يملؤنا الشغف تجاه تحقيقها.
نعمة الحُبّ، تقدح الأذهان، بما يجعلها تنشط الأفهام؛ كي تستقبل طيب الخبرة، وتتلّقى مزيدًا من فيض العلم في مجالاته المختلفة؛ فتنبت الأفكار، التي تحدث نضجًا، يزيد من إقبال الإنسان منا على دروب المعرفة؛ لينهل منها ما ينير القلوب، ويغذي الوجدان، ويعلى المقدرة على العطاء؛ فيصبح كالصَّيب النافع، أينما حلَّ، يخرجْ الكلأ من بين يديه، ومن حوله، وهذه صفات النفوس العامرة، والأبدان المدربة، والأفهام الناضجة، التي تملأ الأرض ضياءً، كونها تدرك فلسفة الاستخلاف، وفحوى معانيه.
قوة الحُبّ، وتأثيره، يخلق في وجداننا ماهية تحمل المسئولية، التي تجعلنا نتجاوز المحن، ونتخطى الصعاب، ونواجه التحديات، ونلملم الجراح، ونُشْفى سريعًا من آلام قد أصابتنا، جرّاء أشواك الحياة؛ ومن ثم نمنح المنْعة ضد كل ما يصيبنا بالضعف، أو الوهن، أو يورث في النفوس السلبية، كما أن طاقة الحُبّ تمنح قلوبنا صفاءً، ونقاءً، وسريرة غير مشوبة، والتي تدعم فلسفة التجاوز، أو التسامح، أو الصفح عند المقدرة؛ فتلك أخلاق حميدة، يمتلكها النبلاء دون غيرهم.
ترياق الشِّفاء من الأمراض العضال، التي باتت تهدد السِّلم المجتمعي، يكمن في الحُبّ، الذي يحفّز الإنسان منا على تفهم لغة الحوار البنّاء، الذي يجعله على مسافة الصفر من حاجات، واحتياجات، ومطالب الجميع ممن حوله؛ فيؤثر على نفسه، ويبذل أقصى ما في الجهد، بل، قد يضحي بوقته، وماله، وعناء بدنه؛ من أجل سعادة الآخرين؛ راضيًا، قرير النفس، وهنا لا يجد العنف، أو الحقد، أو الكراهية، أو النبذ مكانة؛ فلا متسع إلا لفيض المحبة، التي تعمر القلوب، وتشحذ الهمم نحو العطاء المُسْتدام، دون مقابل.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.