قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط، اليوم الأربعاء، إن أحدث جولة من العقوبات الأمريكية على النفط الروسي قد تعطل بشكل كبير سلاسل إمدادات النفط الروسية مما قد يؤدي إلى شح المعروض في السوق العالمية.

ولا تزال توقعات سوق النفط الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم المشورة للدول الصناعية، تشير إلى أن السوق العالمية ستسجل فائضاً هذا العام بسبب نمو المعروض بما يتجاوز زيادة ضعيفة في الطلب.

وقالت الوكالة إن العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران وروسيا تشمل كيانات تعاملت مع أكثر من ثلث صادرات النفط الخام الروسية والإيرانية في عام 2024 لكنها لم تضع هذه الإجراءات في الحسبان عند وضع توقعاتها للإمدادات في الوقت الحالي.

JUST NOW!!! United States announced its largest sanctions yet on russia’s energy sector targeting Gazprom Neft and Surgutneftegas, as well as russian energy officials and energy traders, and 183 Russian boats known as russia’s “shadow fleet” pic.twitter.com/g2wk1iJNj5

— Alex Raufoglu (@ralakbar) January 10, 2025

وأضافت الوكالة "نبقي على توقعاتنا لإمدادات كلا البلدين حتى يصبح التأثير الكامل للعقوبات أوضح، لكن الإجراءات الجديدة قد تؤدي إلى خلل في توازنات النفط الخام والوقود".

وأصبح نهج وكالة الطاقة الدولية تجاه تأثير العرض الروسي أشد حذراً بكثير من النهج الذي اتبعته في مارس (آذار) 2022 بعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا وأول العقوبات على موسكو.

وتوقعت الوكالة حينذاك ألا تصل 3 ملايين برميل يومياً من الإمدادات الروسية إلى السوق بسبب العقوبات الغربية وعزوف المشترين.

ولم ينخفض العرض الروسي كثيراً، ونقحت الوكالة توقعاتها لاحقاً.

وفي هذا التقرير أيضاً، أدخلت وكالة الطاقة الدولية تعديلات طفيفة على توقعاتها، وتوقعت أن ينمو الطلب العالمي على النفط في عام 2025 نحو 1.05 مليون برميل يومياً، انخفاضاً من توقعات سابقة بلغت 1.1 مليون برميل يومياً.

وقالت إنها تتوقع أن يرتفع الطلب 940 ألف برميل يومياً في عام 2024.

وتلقي الصين بظلالها على توقعات عام 2025، فبعد أن كانت سبباً في زيادة الاستهلاك لسنوات، تواجه الآن تحديات اقتصادية فضلاً عن التحول إلى السيارات الكهربائية، وهي العوامل التي تقلص توقعات الطلب على النفط في ثاني أكبر مستهلك في العالم.

ING: the latest US sanctions against the Russian energy sector have the potential to take as much as 700k b/d of supply off the market, which would erase the surplus that we are expecting for this year.#OOTT pic.twitter.com/mwY8xahBaW

— OilPrice.com (@OilandEnergy) January 14, 2025

وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقريرها الشهري عن سوق النفط، الأربعاء، تقديراتها لنمو الطلب في عام 2024 للمرة السادسة، مما يسلط الضوء على الدور السلبي للصين في زيادة الاستهلاك.

لكن منتجي أوبك يتوقعون استهلاكاً قوياً في العامين المقبلين، مع توقع ارتفاع نمو الطلب العالمي على النفط 1.45 مليون برميل يوميا هذا العام و1.43 مليون برميل يوميا في عام 2026.

ولم تنشر وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لعام 2026. ولم يطرأ تغير يذكر على أسعار النفط الخام عقب صدور التقرير، فقد أرتفع سعر البرميل 6 سنتات إلى 79.98 دولاراً بحلول الساعة 11:48 بتوقيت غرينتش.

تستهدف حزمة العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن أكثر من 160 ناقلة نفط، تقول وكالة الطاقة الدولية إنها شحنت نحو 22% من صادرات النفط الروسية المنقولة بحراً في عام 2024.

وذكرت الوكالة أن العقوبات السابقة على السفن كانت "فعالة للغاية، إذ قلصت نشاط الناقلات المستهدفة بنسبة 90%".

وكشفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الجمعة، عن إجراءات تستهدف عائدات النفط والغاز الروسية، في محاولة لمنح كييف وفريق دونالد ترامب القادم أوراق ضغط للتوصل إلى اتفاق للسلام في أوكرانيا.

وقالت الوكالة إن أسعار النفط الخام تجاوزت 80 دولاراً للبرميل في أوائل يناير (كانون الثاني) بسبب تشديد العقوبات وموجة الطقس البارد في نصف الكرة الشمالي.

The US imposed fresh sanctions on Russian oil producers and tankers as it targets the revenues Moscow has used to fund its war with Ukraine, forcing Chinese and Indian refiners to scour the globe for other suppliers https://t.co/wLvoI83cPk pic.twitter.com/se3CA2Qehn

— Reuters Business (@ReutersBiz) January 13, 2025

ومع ذلك، قالت إن مكاسب الأسعار قد تتأثر بالنمو القوي في الإمدادات من خارج تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، وكذلك بتطلع التحالف إلى التراجع عن التخفيضات، والقدرة على السحب من المخزونات بسرعة إذا لزم الأمر.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية الآن أن يصل نمو المعروض العالمي من النفط إلى 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2025، وأن يشكل إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+ أغلبية بواقع 1.5 مليون برميل يومياً.

ولم تقدم الوكالة في أحدث تقرير تقديراً لفائض السوق في 2025 وفي ديسمبر (كانون الأول) توقعت فائضاً لا يقل عن 950 ألف برميل يومياً ووصفت السوق بأنها "جيدة الإمداد".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية وكالة الطاقة الدولية الإمدادات الروسية توقعات سابقة زيادة الاستهلاك ارتفاع نمو الطلب العالمي حزمة العقوبات الجديدة مكاسب الأسعار أمريكا روسيا وكالة الطاقة الدولية وکالة الطاقة الدولیة ملیون برمیل یومیا النفط الخام على النفط فی عام 2024

إقرأ أيضاً:

رد إيراني حاسم على العقوبات الأمريكية.. وتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الجزائر

نددت طهران بشدة بالعقوبات الأمريكية الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على عدد من الأفراد والكيانات الإيرانية والأجنبية، ووصفتها بأنها “غير قانونية وانتهاك صارخ للقانون الدولي”، مؤكدة أن هذه الخطوة تعكس استمرار العداء الأميركي ضد إيران وشعبها، وتثبت فشل سياسة “الضغط الأقصى”.

وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن العقوبات الجديدة، التي جاءت بذريعة التعاون التجاري والمصرفي مع إيران، “تستهدف المواطن الإيراني بشكل مباشر عبر محاولة حرمانه من حقوقه الأساسية، بما في ذلك الوصول إلى الموارد المالية والتجارية، وتكشف عن الطبيعة اللاإنسانية لهذه الإجراءات”.

وأضاف بقائي أن “العقوبات لم ولن تضعف إرادة الشعب الإيراني”، بل ستزيده عزماً على الدفاع عن حقوقه المشروعة في وجه ما وصفه بـ”الأطماع الأمريكية”.

وفي السياق نفسه، انتقد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف ما وصفه بـ”النهج الأمريكي المتعنت”، مشيراً إلى أن الاقتراحات الأميركية لا تتضمن حتى إشارة إلى رفع العقوبات، وهو ما اعتبره دليلاً على انعدام الجدية لدى واشنطن.

وقال قاليباف: “لا يقبل أي منطق عقلاني اتفاقًا مفروضًا لا يتضمن رفع العقوبات”، مؤكداً أن إيران مستعدة لبناء الثقة والتعاون النووي السلمي بشرط احترام سيادتها واستمرار تخصيب اليورانيوم على أراضيها.

كما وجّه قاليباف انتقاداً لاذعاً للإدارة الأمريكية، قائلاً إن “رئيس الولايات المتحدة الواهم إذا كان يبحث عن اتفاق، فعليه التوقف عن تبني أفكار نتنياهو الفاشلة، والتخلي عن التنسيق مع إسرائيل في رسم السياسات الإقليمية”.

كما لوّح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، بردود أكثر حدة ضد إسرائيل، وذلك بعد إعلان طهران عن نجاح عملية استخباراتية وصفت بـ”النوعية”، تمكّنت خلالها من الحصول على وثائق نووية وأمنية حساسة من داخل إسرائيل.

وفي تصريحات لوكالة أنباء “فارس”، شدد عزيزي على أن “الكيان الصهيوني قابل للهزيمة في كل المجالات”، مشيرًا إلى أن تل أبيب “تعرضت لأضرار جسيمة في عدة قطاعات، وواجهت ضربات استخباراتية خطيرة”، على حد قوله. وأضاف: “ما حدث لن يكون نهاية المطاف، بل بداية لردود أقوى وأكثر تأثيرًا في المستقبل القريب”.

وأكد عزيزي أن العملية الأخيرة تثبت “السيطرة الاستخباراتية والعملياتية الإيرانية على تحركات الكيان”، مشيرًا إلى أن “كل خطوة تقوم بها إسرائيل، يتم رصدها بدقة من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية”.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت فرض عقوبات على 10 أفراد و27 كياناً في إطار ما وصفته بـ”جهود مكافحة الأنشطة الإيرانية غير المشروعة”، واستهدفت من خلالها شركتين على الأقل مرتبطتين بشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي في توقيت حساس يشهد فيه الملف النووي الإيراني حالة من الجمود، وسط تحركات دبلوماسية متعثرة لإحياء الاتفاق النووي، وتبادل مستمر للاتهامات بين طهران وواشنطن بشأن النوايا الحقيقية لكل طرف.

الرئيس الإيراني والرئيس الجزائري يؤكدان على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين

دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى نشر السلام والاستقرار والطمأنينة بين جميع الشعوب الإسلامية، مؤكدًا خلال اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون على الروابط الأخوية العميقة التي تجمع بين الشعبين الإيراني والجزائري.

وأوضح بزشكيان أن هذه الروابط تمثل أساسًا متينًا لتعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والتكنولوجية، معربًا عن أمله في أن تتخذ العلاقات بين البلدين خطوات فعّالة لتحقيق الرفاهية والتقدم والسعادة لشعبي البلدين.

من جانبه، أعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن حرصه على توسيع نطاق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين الجزائر وإيران، داعيًا الله أن يحفظ شعوب البلدين والأمة الإسلامية جمعاء من الكوارث والمصائب.

ويأتي هذا الحوار في ظل تطورات ملحوظة تشهدها العلاقات بين الجزائر وإيران، خاصة على صعيد التعاون في قطاع الطاقة، حيث استقبل وزير الدولة الجزائري، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة محمد عرقاب، وفدًا من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، برئاسة رئيس اللجنة إبراهيم عزيزي، لبحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والمناجم والطاقة المتجددة.

ويعكس هذا اللقاء اهتمام البلدين بدفع مشاريع مشتركة تعزز من استقرارهما الاقتصادي وتوفر فرص تنموية مهمة، وفي هذا السياق، كان السفير الإيراني في الجزائر رضا عامري قد أعلن سابقًا عن وجود مفاوضات متقدمة بين طهران والجزائر في مجالات السيارات والدواء، مشيرًا إلى جهود إيران في تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط، بعد عقوبات دولية أثرت على اقتصادها.

وعرفت العلاقات بين إيران والجزائر تطورًا تاريخيًا، حيث كانت إيران من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الجزائر عام 1962، مع استمرار تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي على مدار العقود، خاصة بدور الوساطة التي لعبتها الجزائر في النزاعات الإقليمية.

مقالات مشابهة

  • المفوضية الأوروبية تقترح عقوبات جديدة تستهدف ايرادات الطاقة الروسية
  • العقوبات الأمريكية .. (سيف مسلط) على رقاب الشعب السوداني
  • مدير وكالة الطاقة الذرية ينقل تحذير إيران من ضربة عسكرية لمنشآتها النووية
  • وكالة الطاقة الذرية: إيران تمتلك ثلاثة مواقع تحتوي على يورانيوم مخصب
  • عاجل| التلفزيون النمساوي عن مصدر دبلوماسي: مساع غربية لتقديم مشروع قرار يدين إيران في اجتماع وكالة الطاقة الذرية
  • إيران ترفع نبرة التهديد قبل اجتماع وكالة الطاقة الذرية
  • رد إيراني حاسم على العقوبات الأمريكية.. وتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الجزائر
  • عن التلاعب في عينات النفط المستوردة.. هذا ما أوضحته وزارة الطاقة
  • الرئيس الإيراني: لا نسعى لسلاح نووي ومنفتحون مع وكالة الطاقة الذرية
  • طهران: العقوبات الأمريكية تؤكّد عداء عميق تجاه الشعب الإيراني