موقع 24:
2025-06-02@04:27:27 GMT

هل ينجح جوزيف عون في إنقاذ لبنان؟

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT

هل ينجح جوزيف عون في إنقاذ لبنان؟

تناول ميشال كرانز، الصحافي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، في مقال له على موقع "أنهيرد" البريطاني، تأثير الرئيس اللبناني المنتخب حديثاً، جوزيف عون، على المشهد السياسي المضطرب في البلاد، مقيِّماً أجندة عون الطموحة لمعالجة الفساد وتعزيز المؤسسات، والأهم من ذلك مواجهة نفوذ "حزب الله" في لبنان، وهو التحدي المتشابك مع الديناميكيات الإقليمية والعالمية.

رئاسة عون تمثل منعطفاً حاسماً بالنسبة للبنان



أعلن الرئيس جوزيف عون، القائد السابق للقوات المسلحة اللبنانية، عن نيته إعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية والحد من الفساد. وتشير رئاسة عون، بدعم من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، إلى تحول محتمل في السياسة اللبنانية.
وتتضمن أجندة عون تعزيز السلطة القضائية والأمن الداخلي، والسعي إلى حل دبلوماسي لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. ومع ذلك، من المرجح أن يتم الحكم على ولاية عون من خلال جهوده لمعالجة هيمنة حزب الله، التي طغت على النظام السياسي في لبنان لعقود من الزمن.

Hezbollah made Lebanon a failed state. Lebanese are now taking back their state. President Aoun’s inaugural speech was one sign.The election of Nawaf Salam as prime minister is another. He was the last person Hezbollah wanted to see as PM.Important to help the new government now.

— Dennis Ross (@AmbDennisRoss) January 14, 2025

وتأتي رئاسة عون في وقت محوري. فقد أيدت جماعة حزب الله، التي أضعفتها النكسات العسكرية والسياسية الأخيرة، انتخابه على مضض، مما يشير إلى انخفاض نفوذها. وتواجه الجماعة ضغوطاً كبيرة في حين تكافح الخسائر الإقليمية، بما في ذلك انهيار حليفها، نظام الأسد في سوريا، وتضاؤل ​​الدعم من إيران، التي قيدت مشاكلها الاقتصادية قدرتها على تمويل وكلائها.

ديناميكيات إقليمية ودولية متغيرة

وأوضح الكاتب أن رئاسة عون تعكس تحولات جيوسياسية أوسع نطاقاً؛ حيث تعمل دول الخليج، على إعادة التواصل مع لبنان، بعد سنوات من النأي بنفسها بسبب نفوذ حزب الله المتزايد، والأزمات الاقتصادية في لبنان.


كما ألقت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بثقلها خلف عون، حيث اعتبرت رئاسته فرصة لتقليص دور حزب الله وتوسيع النفوذ الأمريكي. ويقال إن انتخاب عون كان شرطاً ضمنياً لوقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) بين حزب الله وإسرائيل، والذي أنهى صراعاً وحشياً ترك المناطق الجنوبية من لبنان في حالة خراب.

 

‘Hezbollah’s options are running out Will a new president save Lebanon?’ https://t.co/vlXTsOFGOW

— Charbel Antoun (@Charbelantoun) January 14, 2025


وترى الولايات المتحدة وحلفاؤها أن الحكم المركزي تحت قيادة عون هو وسيلة لاستقرار لبنان ومواجهة قبضة حزب الله على السلطة.
ومن المؤكد أن إسرائيل ستستفيد أيضاً، يقول الكاتب، وفي حين يؤكد خطاب عون على ردع العدوان الإسرائيلي، فإن التزامه باستعادة احتكار الدولة للصراع يتماشى مع مصالح تل أبيب.
وأضاف: "قد تمهد زعامة عون الطريق لتسوية طويلة الأمد بين لبنان وإسرائيل، بشرط الالتزام المتبادل بشروط وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وتراجع حزب الله شمال نهر الليطاني".

خيارات حزب الله المتضائلة وتابع الكاتب أن قبول حزب الله على مضض لرئاسة عون يؤكد على موقفه الضعيف. فقد تآكل النفوذ السياسي للجماعة المسلحة، كما يتضح من فشلها في منع تعيين نواف سلام رئيساً للوزراء. ويمثل سلام، الذي ينتقد حزب الله، انحرافاً عن نفوذ الجماعة على الحكم اللبناني.
كما انحسر اعتماد حزب الله على إيران في التمويل والأسلحة بسبب المشاكل الاقتصادية التي تواجهها طهران والنكسات الإقليمية. وتشكل جهود إعادة الإعمار في المناطق ذات الأغلبية الشيعية التي مزقتها الحرب في لبنان تحدياً آخر.
ومع تدمير أكثر من 99 ألف منزل وبلوغ كلفة إعادة البناء 2.8 مليار دولار، يتعين على حزب الله أن يعتمد على تمويل دول الخليج، بوساطة إدارة عون، للحفاظ على قاعدة دعمه.
ورغم هذه التحديات، يظل حزب الله قوة كبيرة. وتحتفظ الجماعة بجمهور مخلص. ومع ذلك، فإن قدرتها على عرقلة جهود بناء الدولة تتضاءل.
وشجعت العلاقات الوثيقة بين عون والقوات المسلحة اللبنانية، إلى جانب الدعم الدولي المتزايد، الجيش اللبناني على توسيع وجوده في المناطق التي يهيمن عليها حزب الله، مما يشير إلى تحول في ميزان القوى. هل يلوح مسار نحو التغيير؟ وقال الكاتب إن رئاسة عون ضخت تفاؤلاً حذراً في المشهد السياسي في لبنان. وتشير النجاحات المبكرة التي حققتها إدارته، بما في ذلك تعيين رئيس وزراء والدور المتزايد للقوات المسلحة اللبنانية في تأمين الجنوب، إلى نقطة تحول محتملة.
ومع ذلك، ما تزال هناك عقبات كبيرة؛ فموقف حزب الله الراسخ داخل النظامين السياسي والعسكري في لبنان يجعل نزع السلاح بشكل مباشر غير مرجح. وقد تؤدي مصادرة أسلحة الجماعة إلى إثارة حرب أهلية، وهي حقيقة يدركها عون، لذا تركز استراتيجيته على الحد تدريجياً من نفوذ حزب الله من خلال تعزيز المؤسسات والدعم الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل النظام السياسي الأوليغارشي في لبنان تهديداً مستمراً لجهود الإصلاح، حيث تقاوم النخب الراسخة التغييرات التي تهدد سلطتها.
وخلص الكاتب إلى أن رئاسة عون تمثل منعطفاً حاسماً بالنسبة للبنان. وفي حين أن التحديات هائلة، فإن قيادته تمثل فرصة نادرة لمعالجة القضايا القديمة، من الفساد إلى هيمنة حزب الله. وسوف يعتمد النجاح على قدرة عون على التنقل عبر المشهد السياسي المعقد في لبنان والاستفادة من الدعم الدولي لإعادة بناء سلطة الدولة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله رئاسة عون حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

هل ينجح أردوغان في صياغة دستور جديد يطيح بإرث الانقلاب العسكري؟

أنقرة- أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، تكليف فريق من 10 خبراء قانونيين من حزب العدالة والتنمية بإعداد مسودة دستور جديد للبلاد، ينهي ما وصفه بـ"عبء دستور الانقلاب" الذي وُضع عقب انقلاب 1980، في خطوة تعيد فتح أحد أقدم الملفات في السياسة التركية.

وفي حين شدد أردوغان على أن الخطوة "لا تهدف إلى تمديد ولايته الرئاسية"، بل تعبر عن "مسؤولية تاريخية تجاه 86 مليون مواطن"، تباينت ردود الفعل داخل الساحة السياسية، بين دعم من الحلفاء وتحفظات شديدة من أبرز أحزاب المعارضة، وسط تساؤلات مفتوحة عن فرص نجاح المشروع، واحتمال اللجوء إلى استفتاء شعبي إذا فشل تمريره برلمانيا.

ورغم مرور أكثر من 40 عاما على صياغته، لا يزال دستور 1982 يُعد عقدة سياسية في تركيا، باعتباره نتاجا لانقلاب 1980 وفُرض في أجواء غير ديمقراطية.

ورغم تعديله في استفتاءي 2010 و2017، فلا تزال الانتقادات تطاله بسبب تكريسه هيمنة الدولة العميقة وتقليصه للمشاركة الشعبية والحريات الديمقراطية.

لجنة الصياغة

ضمّت اللجنة المكلفة بصياغة مسودة الدستور الجديد 10 من أبرز وجوه حزب العدالة والتنمية، في تركيبة تُظهر الرغبة في إضفاء وزن سياسي وتشريعي على المشروع منذ لحظاته الأولى.

إعلان

ويتولى رئاسة اللجنة نائب الرئيس جودت يلماز، وشخصيات ذات باع طويل في الجهاز التنفيذي والتشريعي، إذ شغل 3 من أعضائها مناصب وزارية في حكومات سابقة، بينما يُعد الباقون من أعمدة التنظيم البرلماني للحزب.

وأفادت تقارير لاحقة بأن أستاذة القانون الدستوري البارزة سراب يازجي ستنضم إلى لجنة فنية مرافقة، إلى جانب تشكيل هيئة دعم تقني من خبراء وأكاديميين في القانون الدستوري.

وتعقد اللجنة أول اجتماعاتها الرسمية في الرابع من يونيو/حزيران داخل مجمع القصر الرئاسي في أنقرة، حيث يتوقع أن تحدَّد آليات العمل ومراحل الصياغة. ولا يُستبعد أن يشارك أردوغان شخصيا في بعض هذه الجلسات، بما يعكس اهتمامه المباشر بتوجيه العملية، حسب ما أوردته وكالة الأناضول.

ووفق وسائل إعلام تركية، ستعتمد اللجنة نظام التشاور الجماعي في إدارة نقاشاتها، وتخطط لبدء عملها الفعلي بعد عطلة عيد الأضحى.

ومن المنتظر أن تركز في مرحلتها الأولى على تحديد المبادئ التأسيسية ومنهجية كتابة الدستور، على أن تنتقل لاحقا إلى صياغة المسودات التفصيلية للمواد الدستورية.

وتباينت مواقف الأحزاب السياسية التركية إزاء مبادرة صياغة دستور جديد، بين دعم مشروط ورفض صريح وتوجّس صامت، ففي حين يدعم "تحالف الجمهور" بقيادة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية المشروع بوصفه ضرورة لإنهاء إرث الانقلابات العسكرية، أبدت أحزاب المعارضة الرئيسية، وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري، رفضا واضحا للمشاركة في أي مسار دستوري دون ضمانات تتعلق بالحريات واستقلال القضاء.

شعارات من الاستفتاء على تعديلات دستورية بتركيا عام 2017 تؤكد أهمية الوطن والشعب (الجزيرة) ثوابت دستورية

يحظى الحديث عن المواد الأربع الأولى من دستور 1982 بحساسية سياسية فائقة في المشهد التركي، إذ تعد هذه المواد بمثابة الركائز التأسيسية للجمهورية، وتنص على أن تركيا دولة ديمقراطية، علمانية، اجتماعية، موحدة، متمسكة بمبادئ مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك، مع تحديد أنقرة عاصمة ولغتها الرسمية التركية.

إعلان

وتمنع المادة الرابعة صراحة تعديل أي من هذه المواد أو حتى اقتراح تعديلها، مما يجعلها بمنزلة "خط أحمر" في أي محاولة لإعادة كتابة الدستور.

وفي هذا الإطار، شدد أردوغان، في أكثر من مناسبة، على التزامه الصارم بعدم المساس بهذه المواد، مؤكدا في تصريحات أدلى بها عقب عودته من المجر في مايو/أيار الجاري أن "ليس لدينا أي مشكلة مع المواد الأربع الأولى"، مضيفا أن هذا التوافق يشمل أيضا معظم الأحزاب الممثلة في البرلمان.

لكن المعارضة، وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري، تنظر إلى هذه التصريحات بتحفظ شديد، وترى فيها محاولة لطمأنة الرأي العام دون أن تلغي المخاوف من إمكانية تجاوز هذه المواد بطرق غير مباشرة.

في السياق، يرى المحلل السياسي مراد تورال أن إعلان الرئيس أردوغان التزامه بعدم المساس بالمواد الأربع الأولى من الدستور يحمل بعدا تكتيكيا أكثر منه ضمانة حقيقية، ويهدف بدرجة أولى إلى تهدئة الرأي العام العلماني، دون أن يبدد بالضرورة مخاوف المعارضة من مشروع يخشى أن يكرس صلاحيات السلطة التنفيذية على حساب مبدأ الفصل بين السلطات.

ويؤكد تورال -في حديثه للجزيرة نت- أن المواد الأربع لم تكن موضع تهديد صريح في تجارب التعديل الدستوري السابقة، غير أن التركيز المتكرر عليها اليوم قد يكون محاولة لصرف النظر عن بنود أخرى يتوقع أن تكون محل جدل، مثل نظام الحكم، وصلاحيات الرئيس، وتعريف المواطنة، والضمانات المرتبطة بالحريات العامة.

مبادرة صياغة دستور جديد تواجه تحديات برلمانية قد تعوق تقدمها (الأناضول ) نِصاب مفقود

تواجه المبادرة تحديات برلمانية معقّدة قد تعوق تقدمها في ظل موازين القوى الحالية داخل البرلمان التركي، فحسب ما تنص عليه المادة (175) من الدستور، فإن تمرير مشروع دستور جديد يتطلب موافقة ثلثي أعضاء البرلمان، أي 400 نائب من أصل 600، وهو رقم صعب بالنسبة لتحالف "الجمهور" الحاكم الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ويملك معا 321 مقعدا فقط.

إعلان

وحتى إمكانية اللجوء إلى استفتاء شعبي تظل مشروطة دستوريا بالحصول على دعم 360 نائبا، وهو ما يعني حاجة التحالف الحاكم إلى استقطاب ما لا يقل عن 39 نائبا إضافيا من خارج صفوفه.

ورغم الإشارات المتفرقة إلى محاولات التواصل مع بعض الأحزاب الصغيرة، فإن مجموع مقاعد هذه الأحزاب لا يكفي وحده لتأمين النِصاب المطلوب، فضلا عن تحفظها أو رفضها العلني حتى الآن لأي مسار قد يُفسّر على أنه تفصيل دستور لصالح السلطة التنفيذية.

تمرير محتمل

من جانبه، يذكر المحلل السياسي التركي علي أسمر -في حديث للجزيرة نت- أن النقاش حول إعداد دستور جديد في تركيا ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى سنوات مضت. غير أن العائق في السابق كان عدم امتلاك "تحالف الجمهور" أغلبية برلمانية كافية لتمرير المشروع.

لكن المشهد تغير، وفق تقديره، بعد ما وصفه بـ"التقارب السياسي الأخير بين التيار القومي والأوساط الكردية"، وهو ما أفرز توازنات جديدة في البرلمان قد تتيح تمرير مشروع الدستور دون الحاجة إلى اللجوء لاستفتاء شعبي.

ويشير أسمر إلى أن حل حزب العمال الكردستاني قد يكون جزءا من هذا التحول، وأن الدستور الجديد سيشمل -على الأرجح- إضافات تعزّز الحقوق الثقافية للأكراد في تركيا.

ويعتقد المحلل السياسي أن مواد بعينها في الدستور الجديد، مثل تعزيز حرية المعتقد ومراعاة مظاهر التدين في الفضاء العام، بما في ذلك الحجاب، ستدفع الأحزاب المحافظة إلى دعم المسودة.

ويختم أسمر بالإشارة إلى أن النقاش الأعمق سيكون حول قضايا مثل التعددية الثقافية ومواجهة الخطابات العنصرية، التي تصاعدت في الفترة الأخيرة، لا سيما مع صعود أحزاب يمينية متطرفة كحزب "الظَفر"، مما يزيد من الحاجة إلى نص دستوري يوازن بين الحفاظ على الهوية الوطنية والانفتاح على التعددية المجتمعية.

مقالات مشابهة

  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • رئيس الوزراء العراقي يستقبل الرئيس اللبناني جوزيف عون في بغداد
  • جوزيف كابيلا يظهر علنا في غوما شرق الكونغو ويلتقي الزعماء الدينيين
  • هل ينجح أردوغان في صياغة دستور جديد يطيح بإرث الانقلاب العسكري؟
  • مظلوم عبدي: مستعدون للقاء أردوغان والحل في سوريا لن ينجح دون ضمانات للكورد
  • المشاط: نتمنى التوفيق للرئيس الجديد للبنك لدعم مسيرة التنمية في إفريقيا التي تمرُّ بمرحلة حاسمة
  • عزت الشابندر مبعوثاً عن السوداني إلى لبنان.. الرئيس جوزيف عون يستقبله في القصر الجمهوري
  • إنقاذ حاج إندونيسي بعد توقف قلبه بالمسجد النبوي
  • سلام يرفع السقف السياسي… وحزب الله يتحفّظ