يترقب الافرقاء السياسيين زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت والمقررة غدا وما ستحمله من زخم ومعطيات في تسهيل بداية انطلاق العهد الجديد.ويرافق ماكرون وزيرا الدفاع سيبستيان لو كورنو والخارجية جان نويل بارو والمبعوث الرئاسي جان ايف لودريان.

وسيزور ماكرون عون في قصر بعبدا ويجري معه محادثات منفردة يتبعها اجتماع موسع ثم إعلان صحافي للرئيسين.

كما سيلتقي رئيس البرلمان نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، كما سيلتقي الجنرالين في لجنة المراقبة لوقف إطلاق النار وأيضاً قائد قوات اليونيفيل.

وكتبت" الديار": ان مجيء ماكرون الى لبنان في هذا التوقيت يصب في تذليل العقبات الباقية، منها الازمة السياسية التي حصلت بين الثنائي الشيعي وجهة سياسية. فالرئيس نبيه بري سيلتقي بالرئيس الفرنسي، وسيكون هذا اللقاء محطة مهمة في كيفية سير الامور في لبنان .

وكتبت" النهار": عشية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السريعة للبنان يوم الجمعة، أعربت الرئاسة الفرنسية عن قناعتها بأن التطور الإيجابي الذي حدث في لبنان مع انتخاب الرئيس جوزف عون وتكليف الرئيس نواف سلام تأليف الحكومة يعطي لبنان، في الظروف المتوترة في المنطقة، الوسائل التي تتيح له تنفيذ أولوياته.

وقال مسؤول في الرئاسة تحدث إلى الصحافة قبل الزيارة إن الرئيس ماكرون يكرر باستمرار أن حجم لبنان المعنوي أكبر من حجمه المادي، ومعنى ذلك أن باستطاعته، في ظل تمزق الشرق الأوسط، أن يحمل رسالة وحدة مع تنوع الطوائف والأشخاص فيه، فللبنان قيمة رمزية واستراتيجية خاصة في الشرق الأوسط اليوم. وأشار إلى أن بالنسبة  إلى فرنسا العلاقة مع لبنان ليست فقط علاقة تاريخية وعاطفية وإنسانية، ولكن أيضاً "أن نساهم في ما يمكن أن يمثل لبنان الجديد، هذا ما تريد أن تفعله فرنسا والذي سبق للرئيس الفرنسي أن ناقشه  مع القوى السياسية عام 2020 لمساعدة بلدهم على ضمان سيادته وازدهاره والتمسك بوحدته". وأفاد المسؤول الفرنسي بأن لدى فرنسا التزاماً قديماً بدعم الجيش ومساعدته بالتجهيزات، وأيضاً عبر عملها في إطار اليونيفيل منذ 1978. وهذا الالتزام الفرنسي بضمان سيادة لبنان تم تعزيزه بالتعاون مع الحلفاء الأميركيين بالعمل على وقف إطلاق النار في لبنان، وأيضاً في مشاركة فرنسا في لجنة المراقبة لوقف إطلاق النار.

وأكد أن إعادة السيادة إلى كل الأراضي اللبنانية أساسية لفرنسا، خصوصاً أنها جزء من القرار 1701 الذي يمثل ركيزة التزامنا في اليونيفيل من أجل لبنان. والآن هناك فرصة حقيقية للبنان  ليظهر أن الدولة قادرة على ضمان سيادتها على مجمل أراضيها، وهذا ما أشار إليه الرئيس جوزف عون في خطابه أمام البرلمان، كما أكده رئيس الحكومة نواف سلام في تصريحاته الأولى. ثم إن  فرنسا، قال المسوؤل في الرئاسة، تريد مواكبة الدولة اللبنانية لمساعدتها في تنفيذ خطة إصلاح الاقتصاد اللبناني التي تمر أولاً باتفاق مع صندوق النقد الدولي مع دعم دولي  مشروط بإعادة إحياء الاقتصاد اللبناني واستعادة الثقة الدولية بلبنان.

وبالنسبة إلى "حزب الله"، رأى المسوؤل أنه  ضعف بشكل كبير بعد الحرب الإسرائيلية، وأيضاً استراتيجياً بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وهناك إمكانية في لبنان لأن يعود إلى دوره كحزب سياسي كون كمية سلاحه تراجعت وكذلك دعمه الخارجي.

ولفت المسؤول إلى أن ماكرون كان وافق على أن يكون "حزب الله" من ضمن القوى السياسية التي حاورها عام 2020، وكانت رسالته "عودوا إلى السياسة وتخلوا عن السلاح"، وهو سيكرر هذه الرسالة، خصوصاً أن هناك دولة بإمكانها أن تدافع عن البلد .

إلى ذلك لفت مسؤولو الرئاسة الفرنسية إلى الدور المهم للتنسيق والعمل المشترك الفرنسيين- السعوديين حول لبنان خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس ماكرون للسعودية ولقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. واثنوا على انخراط السعودية في لعب دور مهم في اللجنة الخماسية مع لودريان للتوصل الى انتخاب الرئيس جوزف عون، وعلى دور وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان والمسؤول عن الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان في التنسيق مع الجانب الفرنسي. وقالوا إن جهود المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين مع فرنسا لوقف اطلاق  النار كانت أساسية.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

برونو روتايو.. سياسي فرنسي بدأ صحفيا وانتهى وزيرا للداخلية

برونو روتايو سياسي فرنسي بارز ينتمي إلى التيار اليميني المحافظ، ولد عام 1960 بمدينة شولي شمالي فرنسا. تقلد مناصب عدة من بينها عضو في المجلس العام لمنطقة فوندي من 1988 إلى 2015، كما عين وزيرا للداخلية في سبتمبر/أيلول 2024.

شغل أيضا عضوية البرلمان الفرنسي ممثلا لمنطقته بين عامي 1994 و1997، وعين رئيسا لمجلس منطقة "باي دو لا لوار" بين 1998 و2017.

انتخب عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي عن منطقة فوندي منذ 2004 حتى 2024، وترأس تيارا داخل حزب "الجمهوريين" في 2017.

المولد والنشأة

ولد برونو روتايو في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1960 بمدينة شولي في مقاطعة مين إي لوار شمال فرنسا.

نشأ في بلدة سان مالو دو بوا بمنطقة فوندي وسط عائلة كاثوليكية محافظة مكونة من 6 أفراد.

كان والده ميشيل روتايو يعمل تاجرا للحبوب، كما شغل منصب عمدة بلدة سان مالو دو بوا بين عامي 1965 و1983 خلفا لجده لوسيان روتايو، بينما كانت والدته أني بيغان ربة بيت.

أظهر منذ صغره اهتماما بالتاريخ الفرنسي والتقاليد الوطنية، وفي سن العاشرة بدأ تعلم ركوب الخيل، وعشق بعد ذلك تربية الخيول خاصة الخيول الإسبانية.

أدى برونو ريتايو خدمته العسكرية بين عامي 1982 و1983 في مدرسة سوميور للأسلحة المدرعة، وبدأ طالبا ضابطا ثم حصل على رتبة "أسبيران"، تزوج من طبيبة وأنجبا 3 أولاد.

برونو روتايو يتبنى ما يسميه "سياسة صارمة" تجاه الهجرة (الأوروبية) الدراسة والتكوين العلمي

تلقى تعليمه الأولي في مدرسة سان غابريال في بلدة سان لوران سور سيفر بفرنسا، وبعد أن أكمل المرحلة الثانوية، التحق روتايو بجامعة نانت وحصل على الماجستير في الاقتصاد.

إعلان

وواصل دراسته العليا في معهد الدراسات السياسية بالعاصمة باريس، وتخرج فيه عام 1985.

المسار المهني والسياسي

استهل روتايو حياته المهنية في مجال الإعلام وشغل منصب نائب مدير إذاعة بين عامي 1984 و1986، وأشرف على إدارة المحتوى والبث الإذاعي، ثم شغل منصب المدير العام لمدرسة "سيونس كوم" المتخصصة في الإعلام والاتصال في 1987.

دخل معترك السياسة المحلية في نهاية الثمانينيات من القرن الـ20 مستشارا عاما لمقاطعة فوندي، وهو المنصب الذي ظل فيه حتى عام 2015، ثم أصبح نائب رئيس مجلس المقاطعة من 2004 إلى 2010، ثم رئيسا لها من 2010 إلى 2015.

أما على المستوى الوطني، فقد عين مديرا لمكتب السياسي الفرنسي ومؤسس حزب "الحركة من أجل فرنسا" فيليب دو فيلييه، الذي آمن بقدراته وكان له المرشد السياسي والداعم الأول، ثم أصبح خلفا له بعد استقالته.

وفي الفترة ما بين 1994 و1997 عين نائبا في الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) ممثلا عن دائرة فوندي، كما شغل منصب مستشار جهوي بمنطقة باي دو لا لوار من 1998 إلى 2004، ثم عاد إلى المنصب في 2015 وتولى رئاسة المجلس الجهوي للمنطقة من 2015 إلى 2017.

في عام 2004، انتخب عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي ممثلا عن فوندي، وظل يشغل هذا المنصب 20 عاما.

تميز بنشاطه المكثف في لجان عدة، لاسيما لجنة الاقتصاد والتنمية المستدامة، ولجنة الشؤون الاقتصادية.

كما ترأس لجنة "العائد الرقمي" من 2008 إلى 2013، والتي تناولت قضايا التكنولوجيا المتقدمة والتحول الرقمي.

برونو روتايو شغل عضوية مجلس الشيوخ الفرنسي 20 عاما (الأوروبية)

وفي 2012 انضم روتايو إلى حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، ثم حزب "الجمهوريين" وتدرج في المناصب داخله. كما تولى مسؤولية الأمين الوطني المكلف بالتنافسية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وبعد عام أصبح نائبا للمدير العام المكلف بالمشروع السياسي للحزب، وانتخب في 2014 رئيسا لمجموعة الحزب في مجلس الشيوخ واستمر في هذا المنصب إلى غاية 2024، مما جعله أحد أبرز أصوات اليمين المحافظ داخل البرلمان.

إعلان

أولى روتايو اهتماما خاصا بالقضايا الدولية والإنسانية، فقد ترأس منذ 2014 "مجموعة التضامن مع المسيحيين والأقليات في الشرق الأوسط"، كما ترأس بين 2022 و2024 "مجموعة المعلومات الدولية حول ناغورني قره باغ" وكان متابعا لتطورات الأوضاع في جنوب القوقاز.

تولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 رئاسة تيار "القوة الجمهورية"، وهو تيار سياسي محافظ داخل حزب الجمهوريين، الذي أسسه فرانسوا فيون بهدف الدفاع عن قيم السيادة والهوية.

وفي 21 سبتمبر/أيلول 2024 عين برونو روتايو وزيرا للداخلية في الحكومة الفرنسية، وبسبب هذا التعيين غادر مجلس الشيوخ بعد 20 عاما من النشاط السياسي فيه لتحل مكانه بريجيت إيبرت.

المواقف السياسية

يتبنى روتايو ما يسميه "سياسة صارمة" تجاه الهجرة، إذ وصفها بأنها "أكبر تهديد للمجتمع الفرنسي"، كما دعا إلى تعديل الدستور لإجراء استفتاء شعبي حول الهجرة، ومن بين مقترحاته:

إلغاء الحق التلقائي في الجنسية للأطفال المولودين في فرنسا لأبوين مهاجرين. إعادة تجريم الإقامة غير النظامية في فرنسا. تمديد فترة احتجاز المهاجرين غير النظاميين في فرنسا من 90 يوما إلى 210 أيام في حالات معينة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني: نتطلع إلى تعزيز علاقاتنا مع إيران
  • نشطاء يسرقون تمثال الرئيس الفرنسي ماكرون احتجاجا على الفشل المتكرر
  • الرئيس عون لوفد برلماني فرنسي: لبنان نفذ اتفاق وقف النار بحذافيره
  • برونو روتايو.. سياسي فرنسي بدأ صحفيا وانتهى وزيرا للداخلية
  • ‏الرئيس اللبناني: مكافحة الفساد تبقى أولوية ولن تبقى أي ملفات مقفلة ولا تغطية لأي مرتكب
  • سياسي إسرائيلي يهاجم الرئيس الفرنسي بسبب موقفه من الدولة الفلسطينية
  • الرئيس اللبناني في زيارة الى بغداد
  • بعد أزمة الحشد.. رئيس الوزراء العراقي يستقبل الرئيس اللبناني في بغداد
  • الرئيس اللبناني يبدأ زيارة رسمية إلى بغداد
  • الاعتراف بدولة فلسطينية.. ماكرون في مواجهة جينيه: ماذا تبقى من الضمير الفرنسي؟