غضب دولي وتراجع الدعم الإقليمي.. لماذا قبلت حماس وإسرائيل اتفاق غزة الآن؟
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
بعد أكثر من 467 يومًا على اندلاع الحرب في قطاع غزة، واستمرار مفاوضات لأشهر طويلة، نجحت الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس ودلة الاحتلال الإسرائيلي، والتي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل، لكن هناك تساؤلاً حول السر وراء قبول الأمر الآن؛ لتوضح عدد من الصحف الأجنبية تحليلًا حول الأسباب التي دفعت الطرفين للقبول بالاتفاق في هذا التوقيت تحديدًا.
ترى مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن قبول حركة حماس باتفاق غزة يأتي في ظل واقع عسكري وسياسي بالغ الصعوبة، إذ إن الحركة التي صدمت إسرائيل بهجوم 7 أكتوبر، تجد نفسها حاليا في أضعف حالاتها منذ سيطرتها على قطاع غزة، مشيرة إلى أن الحركة فقدت معظم قياداتها العليا، بمن فيهم إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، ومحمد الضيف القائد العسكري، ويحيى السنوار، مهندس عملية السابع من أكتوبر، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية».
من جانبها قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الخسائر لم تقتصر على القيادات العليا فحسب، فقد استشهد أكثر من 46 ألف فلسطيني داخل غزة نتيجة للهجمات الإسرائيلية، وفقًا لإحصاء مسؤولي الصحة في القطاع، كان أغلبهم من المدنيين، ويمثل العدد الإجمالي نحو 2% من سكان غزة قبل الحرب أو واحد من كل 50 من السكان، كما دمر جزء كبير من شبكة الأنفاق والبنية التحتية العسكرية لحركة حماس.
كما لفت وكالة الأنباء العالمية «رويترز» إلى أن عامل آخر دفع حماس للقبول بالهدنة، وهو تراجع الدعم الإقليمي، فجماعة حزب الله، الحليف الرئيسي للحركة، انسحبت من المواجهة بعد تكبد خسائر فادحة من الضربات الإسرائيلية في العدوان الأخير على جنوب لبنان، فضلا عن أن إيران، الداعم الأساسي للحركة، تجد نفسها في موقف صعب وغير قادرة على تقديم دعم عسكري مباشر في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية.
وعلى الجانب الآخر؛ قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي مرهقة أيضًا من الحرب، وقد أصبحت العمليات في غزة تحقق عوائد متناقصة طوال الفترة الماضية؛ إذ اعترف يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، منذ عدة أشهر أن إسرائيل لم يعد لديها مهمة عسكرية حقيقية في غزة؛ فقتل أحد قادة حماس من المستوى المتوسط أو مجموعة من مقاتلي حماس لا يهم كثيرًا من حيث قوة المنظمة.
كما أن الغضب الدولي الذي واجهته إسرائيل، بما في ذلك تراجع الدعم بين الشباب والديمقراطيين في الولايات المتحدة، قد يكون له تكاليف طويلة الأمد على إسرائيل، وبجانب ذلك يميل الرأي العام الإسرائيلي إلى تأييد اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، والجيش، الذي يعتمد بشكل كبير على الاحتياطيات، مرهق بعد أكثر من عام من القتال الشاق.
وبالنسبة لبنيامين نتنياهو وحكومته، كان إنهاء الحرب أمرًا صعبًا سياسيًا؛ فائتلافه اليميني المتطرف يتخذ سياسة متشددة تجاه الحركة الفلسطينية، تهدف إلى تدميرها تمامًا، وقد تبنى نتنياهو هذا الموقف، لكن على أرض الواقع، ما يعنيه ذلك عمليًا لا يزال غير واضح؛ لذا فيتعين على حكومته الموافقة على الاتفاق.
كما أن صعوبات نتنياهو السياسية، إذ إنه يواجه محاكمة بتهم فساد، تضعه في موقف ضعيف، ما يزيد من خطر اتخاذ أي خطوات قد لا يدعمها أعضاء ائتلافه.
واختتم تحليل «فورين بوليسي» بالإشارة إلى أن التوقيت الحالي للاتفاق يرتبط بشكل وثيق بفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، إذ تسعى إسرائيل لكسب نقاط مع الإدارة الجديدة التي وعدت بإنهاء الحرب فور توليها السلطة، منوهة أن ترامب مارس ضغوطًا كبيرة على نتنياهو للقبول بالاتفاق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة اتفاق غزة مجلة أمريكية نتنياهو
إقرأ أيضاً:
حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب
#سواليف
قال عضو المكتب السياسي لحركة #حماس، عضو وفدها التفاوضي غازي حمد، إن الحركة تنتظر توضيحات من الوسطاء بشأن #انسحاب #الوفد_الإسرائيلي من #مفاوضات #وقف_إطلاق_النار في #غزة، والتصريحات الأمريكية الأخيرة.
وأكد حمد، في تصريحات نشرها الموقع الرسمي لحماس، أن الحركة تسعى للتوصل إلى #اتفاق_شامل لوقف إطلاق النار في القطاع.
وأوضح أن حماس فوجئت بمواقف الولايات المتحدة وإسرائيل الأخيرة.
مقالات ذات صلةولفت حمد، إلى أن الحركة تسعى لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها.
وقال: “ننتظر من الوسطاء توضيحا للموقف بعد انسحاب وفد #الاحتلال الإسرائيلي والتصريحات الأمريكية الأخيرة، ونأمل أن تعود المفاوضات إلى مسارها الصحيح وتستأنف بشكل جدي ومثابر خلال وقت قريب لإنهاء هذه المعاناة الطويلة”.
والجمعة، ادعى ترامب، أن حركة حماس “لم تكن ترغب حقا في التوصل إلى صفقة”، غداة انسحاب وفدي الولايات المتحدة وإسرائيل من مفاوضات الدوحة بشأن إعادة الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
فيما زعم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مساء الخميس، أن رد حماس الأخير بشأن مقترح وقف إطلاق النار بغزة يُظهر “عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق”.
وأضاف حمد: “نعمل من أجل استمرار المفاوضات، لأننا نرغب في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء العدوان و #الحرب_المجرمة على #غزة، ونبذل جهدا كبيرا مع الأشقاء في #مصر و #قطر لإبقاء العملية التفاوضية قائمة”.
وانتقد عضو وفد حماس التفاوضي، بشدة التصريحات الإسرائيلية الرسمية، خاصة من قبل وزراء في الحكومة اليمينية، واصفا إياها بأنها “تعكس رغبة واضحة في مواصلة العدوان”.
كما أشار إلى أن “حماس قدمت مواقف إيجابية بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار”.
ولفت حمد، إلى أن الوسطاء أكدوا أن الاتفاق كان قريبا قبل الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ.
وتابع: فوجئنا بتصريحات ترامب “حين يتحدث عن القضاء على حماس، وهي تصريحات غير مبررة وغير منطقية ولا أساس لها ولا رصيد لها من الصحة”.
وأوضح أن الوفد الفلسطيني قدم رؤى واضحة في كل الملفات المطروحة، بما يشمل المساعدات، والضمانات، لاستمرار المفاوضات في مرحلة ما بعد 60 يوما، من وقف إطلاق النار الذي كان محتمل.
وأضاف أن “الولايات المتحدة أظهرت خلال الجولة الأخيرة تشددا، واعتمدت لغة التهديد والوعيد”.
وفيما يخص المساعدات الإنسانية، قال حمد، إن إسرائيل حاولت فرض شروط وقيود صارمة على آلية إيصال المساعدات، “لكننا طالبنا بأن تستند هذه العملية إلى اتفاق 19 يناير/كانون الثاني 2025، بحيث تشرف عليها الأمم المتحدة والهلال الأحمر والمؤسسات الدولية”.
كما تطرق إلى قضية خرائط الانسحاب، موضحا أن “الاحتلال سعى إلى السيطرة على نحو 40 بالمئة من قطاع غزة وتوسيع المناطق العازلة، لكن الوفد الفلسطيني نجح في دفع هذا الطرح إلى الوراء، وتقديم رؤية مقبولة”.
وأكد حمد، على أن الاحتلال يريد ترك الباب مفتوحا لعودة الحرب، ورفض تضمين أي التزام بوقف دائم لإطلاق النار، “لكننا عملنا على وضع سدّ منيع أمام تجدد العدوان، ورفضنا الشروط الإسرائيلية التي تهدف إلى فرض واقع لا يمكن القبول به”.
وأوضح: “نحن كنا أمام خيارين: إما أن نذهب إلى اتفاق هزيل وسريع، وإما أن نتفق على الذهاب إلى اتفاق جيد”.
وقال حمد، إن الاحتلال كان يهدف عبر المفاوضات إلى تثبيت ما يتحدث عنه والمعروف بـ”المدينة الإنسانية” ومراكز توزيع المساعدات، “لكننا نجحنا في إنهاء هذه المنظومة التي سقط بسببها أكثر من ألف فلسطيني”.
وبشأن العملية التفاوضية، أوضح حمد، نتفاوض على اتفاق مؤقت مدته 60 يوما، يتضمن خرائط لإعادة انتشار الاحتلال ووقف إطلاق النار دائم، على أن يتبعها اتفاق نهائي ينص على انسحاب شامل ووقف للحرب.
وأشار إلى أن الحركة ما تزال تعول على دور الوسطاء، لا سيما مصر وقطر، لضمان تنفيذ الاتفاق.
ودعا حمد، الدول العربية والمجتمع الدولي إلى دعم جهود التهدئة ومنع إسرائيل من مواصلة حربها على غزة.
والجمعة، نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصدر مصري، دون تسميته، قوله إن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة “ستستأنف الأسبوع المقبل بعد دراسة عرض حماس”.
يأتي ذلك وسط غموض بشأن مصير المفاوضات، عقب إعلان إسرائيل وويتكوف، سحب فريقي بلديهما للتشاور من العاصمة القطرية الدوحة، علاوة على اتهامات من واشنطن وتل أبيب لحماس بـ”عدم الرغبة” في التوصل إلى صفقة، وهو ما نفته الحركة وأكدت التزامها “باستكمال المفاوضات (التي بدأت بالدوحة في 6 يوليو/تموز الجاري).
كما قالت مصر وقطر، في بيان مشترك، الجمعة، إن تعليق المفاوضات بشأن قطاع غزة لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمرا طبيعيا في سياق هذه “المفاوضات المعقدة التي أحرزت بعض التقدم”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.