ردا على ضربات صاروخية روسيا.. أوكرانيا تشن هجمات جديدة بالمسيّرات
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
شنت أوكرانيا الأحد هجوما جديدا بمسيرات استهدف موسكو ومحيطها واعترضه الجيش الروسي، وذلك غداة ضربة صاروخية روسية، على وسط مدينة تشرنيغيف، بشمال أوكرانيا خلفت قتلى وجرحى.
كما استهدفت مسيرات أوكرانية، خلال الليل، منطقتي كورسك في غرب روسيا حيث أصيب خمسة أشخاص بجروح، وروستوف على الحدود مع أوكرانيا.
وتتزايد الهجمات من هذا النوع على الأراضي الروسية في سياق الهجوم المضاد الذي تشنه قوات كييف، بهدف استعادة الأراضي التي احتلتها موسكو.
وفي تشيرنيغيف على بعد حوالى 90 كلم من الحدود، تواصلت، الأحد، عمليات الإغاثة بين الأنقاض في وسط المدينة بعدما تعرض، السبت، لقصف روسي أوقع ما لا يقل عن سبعة قتلى و148 جريحا وفق آخر حصيلة رسمية، فيما نددت الأمم المتحدة بهجوم "شنيع".
وفي موسكو، أعلن الجيش الروسي أنه "قرابة الساعة 04.00 (01.00 بتوقيت غرينتش) تم إحباط محاولة قام بها نظام كييف لشن هجوم إرهابي بطائرة مسيرة على بنى تحتية في موسكو ومحيطها"، مضيفة أن المسيرة "تحطمت في منطقة غير مأهولة... ولم تقع إصابات أو أضرار".
وأوردت وكالة تاس أن مطاري دوموديدوفو وفنوكوفو الدوليين أغلقا لفترة قصيرة.
وفي كورسك، قال حاكم المنطقة، رومان ستاروفويت، إن مسيرة "تحطمت على سطح المحطة، وبعد ذلك اندلع حريق" تم "إخماده في الساعة 3,46 (00,46 ت غ). وأفاد عن إصابة" خمسة أشخاص بجروح طفيفة بشظايا زجاج "نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى" لإجراء فحوص ".
وفي منطقة روستوف إلى الجنوب قرب الحدود الأوكرانية أعلن الحاكم فاسيلي غولوبيف أن الدفاعات الجوية الروسية اعترضت" مسيرتين "من غير أن يسفر الهجوم عن إصابات أو أضرار.
وباغت القصف الروسي سكان تشيرنيغيف التي بقيت في الأشهر الأخيرة بمنأى عن الهجمات الواسعة النطاق، بعدما حاصرتها القوات الروسية لفترة وجيزة في بدء الغزو في فبراير 2022.
وكتب حاكم منطقة تشيرنيغيف، فياتشيسلاف تشاوس، الأحد، على تيلغرام" في هذا الوقت يتواصل العمل على إزالة الركام في وسط المدينة وتنشط آليات البناء ".
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، كتب، السبت، على تيلغرام" يوم سبت عادي حولته روسيا إلى يوم ألم وخسائر. هناك قتلى وجرحى ".
وأعلنت كييف هذا الاسبوع إحراز تقدم محدود في شرق البلاد وجنوبها في إطار هجومها المضاد، وأعطت واشنطن، الجمعة، الضوء الأخضر للدنمارك وهولندا لإرسال مقاتلات أميركية من طراز إف- 16 إلى أوكرانيا.
وقام زيلينسكي، السبت، بزيارة للسويد، الدولة التي قدمت آلاف الأسلحة المضادة للدبابات لكييف والتي باتت على وشك الانضمام إلى الحلف الأطلسي.
وتركزت المناقشات مع رئيس الوزراء، أولف كريسترسون، على" التعاون في مجال الدفاع "ولا سيما تسليم محتمل لمركبات المشاة القتالية السويدية من طراز" CV- 90s "، وفق ما أوضح الرئيس الأوكراني على تيلغرام.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الموعد رهن الاستعداد المتبادل والتطورات الميدانية.. روسيا تلوّح بجولة جديدة من المحادثات مع أوكرانيا
البلاد – موسكو
أعلنت روسيا، أن الجولة القادمة من المحادثات مع أوكرانيا لن تُعقد إلا بعد دراسة متأنية لمسودات المقترحات المتبادلة بين الجانبين، مؤكدة أن تحديد الموعد المقبل للحوار مرهون بمدى جاهزية الطرفين للتقدم في عملية التسوية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية ، أمس (الأربعاء)، إن “الأمر سيستغرق بعض الوقت للنظر في مسودات المذكرات التي تبادلها الطرفان خلال الجولة الأخيرة. وعندما يكون كلاهما مستعداً، سيتم الاتفاق على موعد الجولة التالية”.
وكانت إسطنبول قد استضافت، في الثاني من يونيو الجاري، جولة من المفاوضات المباشرة بين الوفدين الروسي والأوكراني، هي الأولى منذ أشهر. وقد استمرت هذه الجلسة لأكثر من ساعة، جرت خلالها المحادثات باللغة الروسية، وشهدت تبادلاً لوثائق تتضمن مقترحات متباينة بشأن آفاق تسوية النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
شروط روسية صارمة وتساؤلات حول النوايا
المذكرة الروسية، بحسب مصادر مطلعة، تضمنت مطالب رئيسية تتمثل في: تخلي كييف عن المسار القومي المتشدد، وضمان حماية السكان الناطقين بالروسية داخل أوكرانيا، فضلاً عن الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من الأراضي التي ضمتها روسيا بعد عام 2022، بما في ذلك إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم.
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الأوكراني ورئيس الوفد المفاوض، رستم أوميروف، أن بلاده تقترح عقد الجولة المقبلة من المحادثات خلال الفترة ما بين 20 إلى 30 يونيو، دون أن يكشف عن موقف كييف من المطالب الروسية.
وفي موازاة ذلك، شدد بيسكوف على أن روسيا تتخذ احتياطات أمنية مشددة، متهماً كييف بالاستمرار في استهداف منشآت مدنية داخل الأراضي الروسية. وقال إن “نظام كييف يواصل هجماته ضد البنية التحتية المدنية، ونحن نتخذ إجراءات احترازية تتناسب مع طبيعة هذا السلوك”، مشيراً إلى أن “جوهر هذا النظام أصبح مفهوماً بالنسبة لروسيا”.
وفي لهجة أكثر حدة، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، إن الهدف من المفاوضات ليس التوصل إلى “سلام توافقي”، بل ضمان نصر روسي سريع وكامل. وأوضح عبر قناته على “تليغرام” أن “محادثات إسطنبول ليست وسيلة للقبول بشروط وهمية يفرضها الآخرون، بل وسيلة لتحقيق النصر وتدمير نظام النازيين الجدد في كييف”، على حد تعبيره.
كما أشار ميدفيديف إلى أن موسكو سترد بقوة على الهجمات الأوكرانية الأخيرة، والتي استهدفت، بحسب مزاعمه، قواعد قاذفات استراتيجية روسية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأضاف: “الانتقام أمر لا مفر منه. الجيش الروسي يتقدم وسيواصل تقدمه. كل ما يجب تدميره سيتم تدميره، وأولئك الذين يجب القضاء عليهم سيتم القضاء عليهم”.
تأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه آفاق الحل السياسي غامضة، وسط تصاعد التوترات على الجبهات العسكرية، وتعثر الجهود الدولية لدفع الطرفين إلى وقف شامل لإطلاق النار. وبينما يترقب المجتمع الدولي ما ستؤول إليه جولات المفاوضات القادمة، يبدو أن التباعد في الرؤى بين موسكو وكييف ما زال كبيراً، وربما مرشحاً للتفاقم في حال استمرت التصريحات المتشددة من كلا الجانبين.