مكة المكرمة

أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى، اليوم الجمعة، في المسجد الحرام.

وقال خطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، خلال الخطبة: إن مناسك الحج تؤول إلى مقاصد جليلة، أعلاها توحيد الله جل وعلا، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما استوت ناقته على البيداء، أهل بالتوحيد، وصعد على جبل الصفا، ودعا بالتوحيد فتارة يلبي، وتارة يهلل، وتارة يكبر.

وأضاف: لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توحيد الصف، وجمع الكلمة، ونبذ الخلاف والفرقة، وفي الحج اجتماع ووحدة ومساواة وأخوّة؛ فربنا واحد، ونبينا واحد، وكتابنا واحد، وأصل خلقتنا واحد.

وتابع: إن من أجلّ الأعمال في هذه الأيام التقرب إلى الله بذبح الهدي والأضاحي، ويُجزئ من الإبل ما تم له خمس سنين، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن الضأن ما تم له ستة أشهر، ومن المعز ما تم له سنة، ولا تجزئ العوراءُ البينُ عورها.

واستطرد: لقد مَنَّ الله تعالى على بلاد الحرمين، قيادةً وشعبًا، بشرف خدمة حجاج بيته الحرام، وزوّار مسجد نبيه الكريم، فبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الحجاج والزائرين، والقيام على أمنهم، وتيسير سُبل الخير لهم، لأداء مناسكهم في يُسر وسهولة واطمئنان، وأمن وأمان.

وأكمل: لقد اجتمع لنا في هذا اليوم عيدان، عيد الأضحى ويوم الجمعة، فمن شهد العيد سقطت عنه الجمعة.. اللهم وفق حجاج بيتك الحرام، وتقبل حجهم وسائر أعمالهم، اللهم أتمم لهم مناسكهم، وأجب دعاءهم، وأخرجهم من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.

ودعا خطيب المسجد الحرام: اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى وبارك له في عمره وعمله، ومتعه بموفور الصحة والعافية، واجزه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، اللهم وفقه وولي عهده إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/5bUFIGt_lJpfK7fK.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/oDgzTE-DW8KKD6ZI.mp4

 

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: المسجد الحرام خطبة صلاة العيد صلاة عيد الأضحى ماهر المعيقلي المسجد الحرام

إقرأ أيضاً:

خطيب عيد الأضحى بالمسجد الحرام: المسلم لا يجعل بينه وبين الله واسطة

قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن الله هو المتفرد بالنعمة والعطاء، والهبة والنعماء، وهو المستحق للعبادة وحده.

المتفرد بالنعمة والعطاء

وأوضح " المعيقلي" خلال خطبة عيد الأضحى اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن المسلم لا يجعل بينه وبين الله واسطة في عبادته، لا ملكًا مقربًا، ولا نبيًا مرسلًا، فضلًا عن غيرهم.

وتابع: فلا يدعو إلا الله، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يذبح ولا ينذر إلا الله وحده، فالتوحيد هو أصل الدين وأساسه، فلا تقبل حسنة إلا به، وبدونه تحبط الأعمال وإن كانت أمثال الجبال.

واستشهد بما قال تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أنْصَارٍ)، منوهًا بأن الله تعالى كما أمر سبحانه بتوحيده، وإخلاص العبادة له، فقد أمر بالرفق والرحمة، وهو يتأكد في مثل هذه المواسم التي يحصل فيها الزحام.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم النحر، ما سئل عن شيء قدم ولا أُخر، إلا قال: (افعل ولا حرج)، حتى جاءه رجل فقال: سعيت قبل أن أطوف، قال: (لَا حَرَج لا حرج)، رواه أبو داود في سننه.

وأبان أن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، فارفقوا تؤلفوا، ولينوا تؤجروا، لقول الله تعالى : (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٍ).

 أعظم أيام الدنيا

وقال لحجاج بيت الله الحرام : "إنكم في أعظم أيام الدنيا، وأحبها إلى الله تعالى، فاعمروها بطاعة الله وذكره، وأكثروا فيها من حمده وشكره، فأعظم الناس في الحج أجرًا، أكثرهم فيه الله ذكرًا، فالحج أيام وليال، تبدأ وتختم بذكر الكبير المتعال.

واستند لما ورد في سنن أبي داود قال: (إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله)، وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حرص على توحيد الصف وجمع الكلمة، ونبذ الخلاف والفرقة.

وأردف: وفي الحج اجتماع ووحدة، ومساواة وأخوة، فربنا واحد، ونبينا واحد، وكتابنا واحد، وأصل خلقتنا واحد، مشيرًا إلى أن من أجل الأعمال في هذه الأيام التقرب إلى الله بذبح الهدي والأضاحي.

وواصل:  ويجزئ من الإبل ما تم له خمس سنين، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن الضأن ما تم له ستة أشهر، ومن المعز ما تم له سنة، ولا تجزئ العوراء البين عورها، ولا المريضة البين مرضها، ولا العرجاء البين ضلعها ولا الهزيلة التي لا تنقي.

وأفاد بأنه تجزئ الشاة الواحدة عن الرجل وأهل بيته والبدنة والبقرة عن سبعة وأيام الذبح أربعة، تبدأ من بعد صلاة العيد، إلى غروب شمس آخر أيام التشريق، مشيرًا إلى أن الذبح في النهار أفضل من الليل.

يأكل المسلم من أضحيته

وأشار إلى أن السنة أن يأكل المسلم من أضحيته، ويهدي منها ويتصدق، فبادروا إلى سنة رسولكم، واشكروا الله على توفيقه لكم، وكبروه على ما هداكم، (ولَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ).

ونوه بأن الله تعالى منّ على بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية، قيادة وشعبًا، بشرف خدمة حجاج بيته الحرام، وزوار مسجد نبيه الكريم، فبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الحجاج والزائرين، والقيام على أمنهم، وتيسير سبل الخير لهم، لأداء مناسكهم، في يسر وسهولة واطمئنان وأمن وأمان، فالشكر الله الكريم الرحمن، ثم لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ونسأل الله أن يجزيهم عن المسلمين خير الجزاء، كما ندعو لكل من شرفهم الله تعالى بخدمة ضيوفه، أن تشملهم بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ، وذكر منهما: وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ.

وذكر أن اليوم اجتمع فيها عيدان، عيد الأضحى ويوم الجمعة، فمن شهد العيد سقطت عنه الجمعة؛ لما في سنن أبي داود: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مُجمَعُون، فاتقوا الله عباد الله، وامتثلوا توجهات نبيكم، لتتحقق لكم السعادة في الدنيا والآخرة، واغتنموا هذه الأوقات الفاضلة، واعمروها بالأعمال الصالحة، وحري بكم حجاج بيت الله الحرام، أن تصونوا هذه الشعيرة العظيمة من كل ما يشوبها، أو ينقص من أجرها وثوابها، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
 

طباعة شارك خطيب المسجد الحرام خطيب عيد اللأضحى بالمسجد الحرام إمام وخطيب عيد اللأضحى بالمسجد الحرام المعيقلي المتفرد بالنعمة والعطاء

مقالات مشابهة

  • إيذاء وإزعاج للمسلمين.. خطيب المسجد الحرام يحذر الحجاج من هذه الأمور
  • خطيب المسجد الحرام: على الحجاج السكينة وأن يؤدوا فريضتهم وفق الأنظمة
  • أعظم الناس في الحج أجرا .. خطيب عيد الأضحى بالمسجد الحرام: أهل هذه العبادة
  • بدونه تحبط الأعمال وإن كانت جبالا.. خطيب عيد الأضحى بالحرم المكي: أصل الدين
  • عيدان في يوم واحد.. خطيب عيد الأضحى بالحرم المكي: من شهد العيد سقطت عنه الجمعة
  • خطيب عيد الأضحى بالمسجد الحرام: المسلم لا يجعل بينه وبين الله واسطة
  • خطيب المسجد الحرام: العيد أنس وبهجة ونفوس متسامحة ورحم موصولة
  • خطيب المسجد الحرام: اللهم وفق حجاج بيتك الحرام وتقبل حجهم وسائر أعمالهم
  • خطيب عرفة: الالتزام بأنظمة الحج جزء من تحقيق مقاصد الشريعة