ميدل إيست مونيتور: الدبيبة لن يجري تحقيقا فيما جرى مؤخرًا بطرابلس
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
ليبيا – رجح تقرير تحليلي فشل حكومة تصريف الأعمال في الإيفاء بجانب مهم من تعهداتها حول الاشتباكات المسلحة الأخيرة في العاصمة طرابلس.
التقرير الذي نشرته مجلة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية أكد صعوبة تنفيذ هذه الحكومة ما تعهدت به من إجراء تحقيق فيما جرى مستدركا بالإشارة إلى أن الأمر لن يتعدى كونه محاولة أخرى فارغة المحتوى إذ لن يعاقب أحد في النهاية.
وبحسب التقرير فإن أقصى ما يمكن أن يقوم به رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة هو دفع تعويضات مالية للمتضررين من المدنيين فهو عاجز عن طرد أو استبدال أي من قادة الميليشيات المسلحة الخاضعين اسميا لسيطرته ولهم فعليا القرار بشأن الحرب والسلام.
ودعا التقرير المبعوث الأممي عبد الله باتيلي إن كان لا يزال يعتقد بإمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في نهاية العام الجاري إلى أن يكون أكثر طموحا في طروحاته فالأخيرة يجب أن لا تقتصر على التصريحات بشأن القلق على البيئة الانتخابية.
وبين التقرير أن ليبيا لا زالت بلا إطار قانوني انتخابي فمجلسا النواب والدولة الاستشاري لم يتفقا بعد على قوانين انتخابات رئاسية وتشريعية توافقية مشيرا إلى أن تحقق هذا لا يضمن تحقق إجراء الاستحقاقات الانتخابية والقبول بنتائجها من قبل جميع أصحاب المصلحة.
ووفقا للتقرير أظهر القتال الأخير في قلب العاصمة طرابلس مدى سيطرة الميليشيات المسلحة فيما ستتطلب الانتخابات الرئاسية والتشريعية المستقلة والنزيهة نزع سلاحها وحلها وهو أمر غير واقعي في ظل الظروف السائدة في ليبيا.
ونقل التقرير عن مراقبين تأكيدهم أن أفضل ما يمكن القيام به لتحقيق أمل إجراء الاستحقاقات الانتخابية هو حصر الميليشيات المسلحة في ثكناتها في يوم الاقتراع وهو ليس ترتيبا مضمونا دائما فالجيوش والأسلحة يحب أن تكون حكرا على الدولة واستخدام العنف لأسباب قانونية محددة.
وأشار التقرير إلى أن غياب الحكومة المركزية الموحدة الفعالة القائدة لجيشها الموحد والمسيطرة بشكل حقيقي على الأسلحة يعني على الأرجح تكرار أعمال العنف بالعاصمة طرابلس وأماكن أخرى فالأعمال مسلحة واحدة من الديناميات في الصراع.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماذا يجري في طرابلس الليبية وكيف تطورت الأحداث؟.. نخبرك ما نعرفه
دخلت ليبيا على مدار الأيام الماضية، في حالة من التوتر الأمني والحشد العسكري المتبادل بين الجماعات المسلحة المسيطرة على العاصمة طرابلس ومدن أخرى في غرب ليبيا، بسبب صراعات على النفوذ والسلطة والسيطرة على المؤسسات الحكومية.
من هي الأطراف التي فجرت الأحدث؟
وتسارعت الأحداث في العاصمة الليبية طرابلس والمناطق المحيطة بها، خلال الأيام الماضية بعد إطلاق حكومة الوحدة هناك عملية عسكرية لإنهاء الميليشيات الخارجة عن القانون لإعادة هيبة الدولة وردع المخالفين.
وأطلقت حكومة الدبيبة عملية عسكرية بين وزارة الداخلية ووزارة الدفاع للتخلص من "قوات الدعم والاستقرار" ورئيسها عبد الغني الككلي، الشهير بـ"غنيوة"، وبالفعل اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة في عدة مناطق من مدينة طرابلس، في أعقاب تحركات عسكرية مفاجئة انطلقت من مدينة مصراتة باتجاه العاصمة.
وبعد ليلة دامية واشتباكات متواصلة نجحت قوات الحكومة في تصفية "الككلي" والسيطرة على مقرات قواته واعتقالهم، وأعلن رئيس الحكومة رسميا انتهاء العملية وعودة دولة القانون وقامت وزارتي الداخلية والدفاع بالانتشار في العاصمة وتأمينها وفتح السجون التي كان يشرف عليها غنيوة وميليشياته.
كيف تفجرت الأحداث؟
قال مصدر في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن الاشتباكات المسلحة في طرابلس، اندلعت على إثر اقتحام عناصر تابعة لجهاز دعم الاستقرار، في الخامس من الشهر الجاري، مقر شركة الاتصالات القابضة بمنطقة النوفليين في طرابلس.
وشدد على أن تلك العناصر أطلقت النار في مقر الشركة، واعتقلت مديرها، صلاح الناجح، ونائبه يوسف أبو زويدة، واقتادتهم إلى مقر الجهاز، ما تسبب في تفجر الخلاف بين "غنيوة" من جهة، وبين رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، والقيادات العسكرية المحسوبة على مدينة مصراته من الجهة الأخرى.
ولفت المصدر إلى أن اقتحام شركة الاتصالات جاء عقب رفض مديرها توقيع عقود لشركات تتبع غنيوة الككلي، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الخلاف، وتصاعد حدة التوتر.
كيف قُتل غنيوة الككلي؟
وعلى إثر ذلك، استُدعي "غنيوة" لاجتماع عاجل في الـ12 من الشهر الجاري داخل "معسكر التكبالي" من أجل احتواء المشكلة ومنع تطور الخلاف، حيث حضر بالفعل مع مرافقيه، فيما كان قد وصل من طرف الحكومة وزير الداخلية، عماد الطرابلسي، وقائد اللواء 444 محمود حمزة، ووكيل وزارة الدفاع، عبد السلام الزوبي، ومجموعة تمثل القوة المشتركة التي يرأسها عمر بوغدادة.
وخلال الاجتماع أكد المصدر أن النقاش احتد ووصل حد السب والشتم بين الطرفين، وإطلاق اتهامات بالتخوين، ما أدى إلى سحب الأسلحة من الطرفين وتبادل إطلاق النار.
وأسفر الاشتباك عن مقتل غنيوة الككلي وعدد من حراسه، إضافة إلى عنصر من لواء 444، وآخر من عناصر القوة المشتركة.
ما علاقة قوات الردع في الأحداث؟
وعلى إثر هذا التطور، قال مصدر لـ "عربي"21، إن قوات مدعومة من حكومة الدبيبة تقدمت إلى معسكرات تابعة لجهاز دعم الاستقرار في العاصمة طرابلس وسيطروا عليها، بعد أن انسحب قوات "غنيوة" منها دون مقاومة.
وكشف المصدر أن جزءا من قوات "غنيوه" انسحب باتجاه قاعدة معيتيقة الجوية وانضموا هناك إلى قوات الردع، التي يرأسها السلفي، عبد الرؤوف كارة، وجزء آخر توجه إلى مناطق ورشفانه والزاوية.
ولفت إلى أنه في وقت لاحق، تطور المشهد إلى هجوم على قوات الردع بأوامر مباشرة من رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة.
لماذا خرجت مظاهرات ضد الدبيبة؟
شهدت طرابلس ومناطق أخرى احتجاجات مطالبة برحيل الدبيبة، وإجراء انتخابات عامة تنتج أجساما سياسية جديدة.
وفي خطوة تظهر اتساع رقعة الضغوط على الحكومة، أعلن ثلاثة وزراء استقالتهم تضامناً مع الحراك الشعبي. وشملت الاستقالات كل من وزير الاقتصاد والتجارة محمد الحويج، ووزير الحكم المحلي بدري الدين التومي، ووزير الإسكان أبو بكر الغاوي.
وفي تطور لاحق، أعلنت 69 حزبا في ليبيا عن إطلاق مظاهرات حاشدة الجمعة في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس تحت شعار "جمعة الحسم" لإسقاط حكومة الدبيبة والمطالبة أيضا برحيل المجلس الرئاسي ورئيسه "المنفي".
كما دعت الأحزاب إلى رحيل كل الأجسام السياسية التي لم تعد تمثل إرادة الليبيين، مطالبة البعثة الأممية لدى ليبيا بالاضطلاع بدورها في دعم تطلعات الليبيين في التغيير الشامل، لا في دعم الوضع القائم أو دعم أطراف لم تعد تملك أي شرعية شعبية"، وفق بيان.
ما تأثير المظاهرات على مستقبل الدبيبة؟
لكن مصدر مطلع تحدث لـ"عربي21" قلل من تأثير هذه الاحتجاجات، وقال إن الدبيبة يوسع نفوذه على الأرض، ويبسط سيطرته بشكل أوسع، مستغلا انهيار جهاز دعم الاستقرار، والذي كان يمثل عقبة مهمة أمام تمدد نفوذ الدبيبة.
وإلى جانب هذا، يستمد الدبيبة الشرعية لحكومته من اعتراف الأمم المتحدة به، وفقا للاتفاق السياسي الذي اتفقت عليه أطراف الصراع الليبي برعاية أممية في جنيف عام 2020.