التجهيزات النهائية لمعرض «صنع في سوهاج» استعدادا لانطلاقه 20 يناير (صور)
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
تواصل غرفة سوهاج التجارية برئاسة النائب خالد أبو الوفا، استعداداتها النهائية لإطلاق معرض "صنع في سوهاج" والذي يعد الحدث الصناعي الأكبر في المنطقة.
وأجرى النائب خالد أبو الوفا، جولة تفقدية داخل موقع المعرض لمتابعة تجهيزاته الأخيرة، المقرر أن تنطلق فعالياته في 20 يناير الجاري بمشاركة واسعة من القطاعات الصناعية المختلفة.
وأكد النائب خالد أبو الوفا، أن معرض "صنع في سوهاج" سيشهد أكبر تجمع صناعي على مستوى المحافظة، مشيرًا إلى أن المعرض يمثل منصة استراتيجية للترويج للصناعات المحلية وإبراز الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها سوهاج في مختلف المجالات.
وأضاف أن المعرض سيضم عددًا كبيرًا من القطاعات الصناعية التي تلبي احتياجات المواطنين بأسعار تنافسية.
وكشف أبو الوفا، أن المعرض لن يقتصر على عرض المنتجات فقط بل سيشمل ورش عمل (Workshops) تقدم للمشاركين والجمهور فرصة لتعلم أساسيات بعض الصناعات والتعرف على أحدث تقنيات الإنتاج.
يوفر المعرض مجموعة متنوعة من المنتجات التي تغطي احتياجات المواطنين في سوهاج بأسعار وخصومات تناسب الجميع وتشمل أدوات وأجهزة كهربائية صناعات غذائية، صناعات ورقية ملابس وأحذية أدوات صحية أثاث منزلي ومكتبي.
وأشار إلى أن المعرض يعكس قوة وتنوع الصناعات المحلية في سوهاج حيث تتميز المحافظة بأربع مناطق صناعية رئيسية تقدم منتجات ذات جودة عالية ويهدف المعرض إلى تعزيز مكانة هذه الصناعات ودعم أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة وفتح أسواق جديدة أمام منتجاتهم.
وأضاف: نهدف من خلال هذا الحدث إلى تحقيق رواج غير مسبوق للمنتجات المحلية وتوفير بيئة مناسبة لدعم الصناعات والمشروعات الصغيرة مع تعزيز دور غرفة سوهاج التجارية في تحقيق التنمية الاقتصادية للمحافظة.
وتابع: تدعو غرفة سوهاج التجارية جميع المواطنين والمستثمرين لزيارة معرض "صنع في سوهاج" للاستفادة من المنتجات المتنوعة والخصومات الكبرى والمشاركة في الأنشطة التفاعلية التي تقدم تجربة متكاملة تلبي احتياجات الجميع.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: سوهاج صنع في سوهاج معرض صنع في سوهاج صنع فی سوهاج أن المعرض أبو الوفا
إقرأ أيضاً:
أمة تأكل أكثر مما تقرأ!
حمود بن سعيد البطاشي
يُحكى أن معرضًا للكتاب أُقيم في إحدى الدول العربية، وتم الترويج له بكثافة عبر القنوات التلفزيونية والإذاعات والمواقع.. جهَّز المنظمون آلاف العناوين في شتى المجالات، واستُدعيت دور النشر، وازدانت القاعات استعدادًا لاحتضان الزوار.
وبعد انتهاء المعرض، أُجريت إحصائيات دقيقة فكانت الصدمة الكبرى: عدد الكتب المباعة لا يتجاوز 30 كتابًا فقط، بينما بلغت مبيعات المقاهي والمطاعم داخل المعرض آلاف الطلبات؛ ما يقرب من 2000 ساندويتش شاورما، 4 آلاف برجر، 2000 كوب قهوة، ناهيك عن العصائر والحلويات. مشهد جعل الكتاب يختفي خلف رائحة الشاورما، وحروف الفكر تُهزم أمام مذاق الكريمة.
هنا نتوقف ونسأل: هل ما زالت أمة "اقرأ" تقرأ؟
المؤسف أن ما حدث ليس حالة نادرة؛ بل أصبح واقعًا يتكرر. وأصبح الذهاب لمعرض الكتاب مناسبة لالتقاط الصور، وتوثيق الحضور، وربما تذوق القهوة من كشك جديد، أما الكتب؟ فيبقى مصيرها الانتظار على الأرفف حتى تنتهي الفعالية.
إنها أزمة وعي لا أزمة وقت. فحين تأكل الأمة أكثر مما تنتج، وتستهلك أكثر مما تزرع، وتنام أكثر مما تعمل، وتتكلم أكثر مما تفعل، فاعلم أن الكارثة لا تكمن في شحّ الموارد، بل في ضياع الأولويات.
أصبح البرجر والشاورما أهم من 1000 كتاب!
تغيب العقول وتنتفخ البطون. وكلما زاد انشغالنا بالاستهلاك، كلما قلّ تفكيرنا بالإنتاج. ثقافة الوجبات السريعة انتقلت من الطعام إلى الفكر، فصار كثيرون يريدون "معلومة سريعة" في مقطع قصير بدلًا من قراءة كتاب يمنحهم فهمًا عميقًا.
نحن لا نرفض الطعام، بل نستنكر أن يصبح هدف الزيارة إلى معرض كتاب هو ملء المعدة لا تغذية العقل. نحن لا نلوم من أكل، ولكن نأسف على من ترك غذاء الفكر جانبًا.
المعادلة في العالم المتقدم واضحة: الكتاب أولًا، لأنهم يؤمنون أن بناء الإنسان يبدأ من عقله. أما نحن، فقد خذلنا الحرف، وخذلنا أنفسنا، وبتنا نعيش في استهلاك يومي لا يضيف لحياتنا شيئًا سوى التخمة.
فمتى نفيق؟
حين نُعيد للكتاب هيبته، وللمعرفة قيمتها، ونربّي أبناءنا على السؤال لا على الشبع، وعلى البحث لا على الترف، سيكون لدينا مجتمع قادر على النهوض. فالأمم لا تتقدم بكثرة المطاعم، بل بغزارة الفكر.
وفي الختام.. إذا كان بيع 30 كتابًا في معرض ضخم مجرد تفصيل صغير؛ فاعلم أن مصير الأمة ليس بيد جيوشها ولا اقتصادها؛ بل بيد وعيها.. فإن جاعت العقول، ساد الظلام، حتى وإن امتلأت البطون.