شمسان بوست / متابعات:

هناك تقييمان للسياسة الأميركية تجاه الحوثيين باليمن، في ظل الرئيس الحالي جو بايدن، وما تتركه هذه الإدارة للرئيس المقبل دونالد ترامب هو مشكلة تزداد تعقيداً.

فقد حاولت إدارة بايدن أن تعيد الحوثيين إلى طاولة التفاوض والتعاون، من خلال رفع اسمهم عن قائمة التنظيمات الإرهابية.

وانخرط الحوثيون في مفاوضات طويلة ومعقدة، لكن إدارة بايدن أصيبت بالإحباط، ونستطيع القول إنها غضبت من الحوثيين، أولاً لأنهم تابعوا عمليات التهريب من إيران وطوروا أسلحتهم، ثم بدأوا الهجمات على الملاحة الدولية.



ما تسبب بانعطافة كاملة لدى الأميركيين، فقرر بايدن أولاً مواجهة الهجمات ثم ضرب البنى التحتية الحوثية.

التقييم الأول
وفي السياق، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لـ”العربية/الحدث” إن “القوات الأميركية العاملة في ظل القيادة المركزية تشن هجمات في أي وقت ممكن، حسب الفرصة المتاحة”. وشدد على أن المهمة الأساسية هي الردع وتدمير القدرات لدى الحوثيين وحماية الملاحة في المياه الدولية.

كما أشار إلى العمليات العسكرية بالقول: “إننا نفعل كل ما هو ممكن وندمر قدراتهم كلما كان ذلك ممكناً”.

التقييم الثاني
فيما قال مسؤول آخر في الإدارة الاميركية لـ”العربية/الحدث”، وكانت لهجته مختلفة، إن “هذا النوع من العمليات يشترط إرسال قوات ضخمة، وهذا ما فعلناه، كما يتطلب الوقت ليفهم الحوثيون ما نحن بصدده وقد مرّ وقت، كما يتطلب الأمر إرادة من قبلنا يلمسها الحوثيون”.

وأضاف بشيء من السخرية أن “الحوثيين لا يرون أن لدينا هذه الإرادة، ولم يشعروا أننا تهديد وخطر حقيقي عليهم، وهم ربما يعتبرون أنهم تمكنوا من تخطي مصاعب سابقة، وأنهم سيتمكنون من تخطي ما يواجهونه الآن”.

يكشف هذا التقييم مرارة لدى بعض العاملين في الإدارة الحالية، فهناك الكثير من الموظفين والعاملين في الحكومة الأميركية الذين يكرهون أن تنخرط القوات الأميركية في مهمة ولا تحقق نجاحاً كاسحاً.

قدرات الحوثيين مجهولة
ولعل إحدى الإشكاليات التي واجهت الأميركيين هي “قدرات الحوثيين”، فعند بدء العمليات العسكرية لم يملك الأميركيون معلومات استخباراتية واضحة عن كميات الأسلحة، أي الصواريخ والمسيرات التي بحوزة الحوثيين، وهم يعرفون أن عمليات التهريب من إيران إلى مناطق سيطرة الحوثيين كانت كثيفة وما زالت مستمرة.

ونظر أحد المسؤولين الأميركيين إلى علبة على طاولته وفتحها أمامي وسألني عن عدد القطع الصغيرة في العلبة، وتابع بالقول: “إننا لا نعرف ما عدد القطع لديهم، وعندما تسمع تصريحات تقول إننا ندمر قدراتهم، هذا صحيح، لكن الأهم هو نسبة التدمير في قدراتهم، وهذا ما لا نعرفه!”.

فشل الحوثيين والأميركيين
ومع نهاية عهد بايدن في البيت الأبيض تشير تقديرات الأميركيين إلى بعض النتائج الإيجابية، ويعتبر المسؤولون الأميركيون أن القوات الأميركية مع بعض الدول المشاركة نجحت في حماية بعض السفن التي تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، ويشدد هؤلاء المسؤولون لدى التحدث لـ”العربية/الحدث” على أن الهدف الاستراتيجي للحوثيين كان إقفال المضيق ومنع السفن من الإبحار، وهذا ما فشلوا في تحقيقه.

لكن التقديرات السلبية للمسؤولين الأميركيين عددها أكبر، فهم يعتبرون أن المهمة الحالية غير قابلة للاستمرار، وقال أحد المسؤولين لـ”العربية/الحدث”: “لا شركاء لدينا، ولا شركاء يقومون بما نقوم به” وشدد على أن المهمة تتطلب الكثير من العتاد الأميركي فيما يحتفظ الحوثيون بالكثير من العتاد.

معضلة اليمن
هنا يبدأ طرح الأسئلة الصعبة على الرئيس المقبل دونالد ترامب وإدارته، ويعتبر مسؤولو الإدارة الحالية الذين تحدثوا لـ”العربية/الحدث” أن عليه أولاً أن يحدد مهمة القوات الأميركية بوضوح، ولا يختلف المسؤولون الحاليون في تقديرهم للوضع عن الإدارة المقبلة، فالطرفان يعتبران أن اليمن يعاني من الفوضى، وأن التهريب البري والبحري مستمران.

أما الإحباط الآخر لدى الأميركيين فناجم من أن الحكومة الحالية في عدن ليست بنظر الأميركيين شريكاً كاملاً من الممكن الاعتماد عليه وتجارب التعاون العسكري السابقة بين الحكومتين لم تكن ناجحة.

وفيما يكشف بعض المسؤولين الأميركيين عن أن الحكومة اليمنية تريد أن تقوم الولايات المتحدة بحملة كاملة للقضاء على الحوثيين بما في ذلك نشر قوات برية، سيكون ترامب متردداً جداً في شن حرب وهو لا يريد أصلاً أية حروب.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة لـ العربیة الحدث

إقرأ أيضاً:

8 قتلى بهجمات روسية وزيلينسكي يقر بصعوبة التفاوض مع الأميركيين

قُتل 8 أشخاص وأصيب العشرات في هجمات صاروخية روسية شرق أوكرانيا، في حين أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن محادثاته الأخيرة مع الأميركيين كانت بناءة رغم صعوبتها.

وقالت السلطات الأوكرانية إن 3 مدنيين قُتلوا وأصيب آخرون في قصف روسي استهدف مقاطعة خاركيف (شرق)، كما قُتل شخص وأصيب آخرون إثر قصف روسي على مقاطعة دنيبرو المجاورة.

وأضافت السلطات أن القصف الروسي تسبب في مقتل 4 وإصابة آخرين في مقاطعة دونيتسك التي تشهد معارك ضارية بين الجيشين الروسي والأوكراني منذ أكثر من 3 سنوات.

بدوره، أعلن أوليه هريهوروف حاكم منطقة سومي الأوكرانية (شمال شرق) إصابة 7 أشخاص على الأقل عندما قصفت طائرات روسية مسيرة مبنى سكنيا في مدينة أوختيركا.

في المقابل، ذكرت وسائل الإعلام الروسية نقلا عن وزارة الدفاع أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 67 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، في حين أفادت وكالة تاس بسقوط طائرة مسيرة في منطقة فولغوغراد الروسية، دون وقوع إصابات.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الاثنين أن مجموعة قوات "الغرب" الروسية دمرت مركز قيادة للقوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه كوبيانسك باستخدام نيران مدفع عيار 152 ملم وقذائف شديدة الانفجار بعيدة المدى.

وجاء في بيان الوزارة "دُمر مركز قيادة متخف للعدو في منطقة غابات".

وأضاف البيان أن جنود القوات المسلحة الروسية الذين يعملون بالتنسيق مع الوحدات الهجومية يتقدمون بثقة في اتجاه مدينة كوبيانسك، مما يجعل يوم النصر الكامل أقرب، على حد وصفها.

مفاوضات صعبة

سياسيا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد -قبل مشاوراته المقررة مع قادة أوروبيين في الأيام المقبلة- إن المحادثات مع ممثلي الولايات المتحدة بشأن خطة السلام في أوكرانيا كانت بناءة رغم صعوبتها.

وقال زيلينسكي إنه سيبحث اليوم الاثنين مع القادة الأوروبيين الرؤية والمواقف المشتركة في مسار المفاوضات الرامية إلى وقف الحرب.

إعلان

وفي سياق متصل، أجرى رئيس الوفد الأوكراني المفاوض رستم أوميروف محادثات مع وفد أميركي في فلوريدا، مؤكدا أن هدف تلك المحادثات كان التوصل إلى تسوية عادلة تضمن حماية أوكرانيا واستقلالها وسيادتها.

وأضاف أوميروف أنه يجب أن نبذل جهدنا مع جميع الشركاء لإنهاء الحرب بشكل لائق، مؤكدا أنه سيقدم إلى الرئيس زيلينسكي اليوم معلومات كاملة عن محادثاته مع الأميركيين.

خيبة أمل

وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد إنه شعر "بخيبة أمل بعض الشيء" تجاه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعدم انخراطه في الدفع قدما بمقترح خطة السلام لإنهاء الحرب مع روسيا.

وقال ترامب للصحفيين ردا على سؤال خلال حفل جوائز تكريم سنوي ينظمه مركز كينيدي "تحدثت مع الرئيس بوتين ومع القادة الأوكرانيين، بمن فيهم زيلينسكي، ويجب أن أقول إنني أشعر بخيبة أمل بعض الشيء لأن الرئيس زيلينسكي لم يقرأ المقترح بعد، وكان هذا قبل ساعات قليلة".

وانتهت أول أمس السبت محادثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين استمرت لأيام وشارك فيها زيلينسكي عبر الهاتف، دون تحقيق أي تقدم واضح، على الرغم من تعهد الرئيس الأوكراني بإجراء المزيد من المحادثات للتوصل إلى "سلام حقيقي" ونهاية الحرب الروسية الأوكرانية.

وجاءت المحادثات بعد أن التقى المبعوثان الأميركيان ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، حيث رفضت موسكو أجزاء من المقترح الأميركي للسلام.

وخضعت الخطة الأميركية لتعديلات عدة منذ طرحها للمرة الأولى خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسط انتقادات -خصوصا من قادة أوروبا- بأنها تتساهل مع روسيا التي غزت أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

مقالات مشابهة

  • توسع الانتقالي الجنوبي وتماسك الحوثيين وتراجع الحكومة.. هل يعود اليمن إلى مشهد ما قبل 1990؟
  • نيوزويك: الصراع يتفاقم بين السعودية والإمارات في اليمن والانتقالي يقوض جهود الرياض ويفيد الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • أحمد الزرقة يكتب للموقع بوست عن: ما الذي يعنيه اليمن في استراتيجية الأمن القومي الأمريكية لعام 2025؟ وما دور السعودية والإمارات؟
  • تأجيل جولة مفاوضات اليمن بشأن الأسرى بسبب مخاوف الحوثيين من اعتقال قياداتهم
  • 8 قتلى بهجمات روسية وزيلينسكي يقر بصعوبة التفاوض مع الأميركيين
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: العربية/ الحدث .. من الإيقاف إلى إعادة الثقة
  • مع احداث حضرموت.. تحركات أمريكية للاعتراف بسلطة بديله للرئاسي جنوب اليمن
  • موقع بريطاني: الإمارات تتخذ موقفاً حذراً من واشنطن في فرض جودها في بؤر التوتر في اليمن والسودان (ترجمة خاصة)
  • المفاوضات الأوكرانية الأميركية تدخل يومها الثالث
  • تقدم بالمباحثات الأميركية الأوكرانية وأوروبا قلقة من مكافأة روسيا