استبدال الوحدة بالانقسام.. قصة فشل جماعة الإخوان الإرهابية في بناء هوية وطنية
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
على مدار عقود من الزمن، حاول تنظيم الإخوان المسلمين تقديم نفسه كقوة قادرة على توحيد الشعوب، وبناء هوية وطنية شاملة، تجمع مختلف مكونات المجتمع، ولكن مع مرور الوقت، تكشّف عن هذا التنظيم العديد من الإشكاليات التي قادت إلى فشل ذريع في تحقيق هذه الوعود.
سعي الإخوان لترسيخ هوية أيديولوجية دينية ذات أبعاد سياسيةكان أحد أكبر التحديات التي واجهها التنظيم، هو غياب رؤية واضحة وشاملة تتسع لجميع مكونات الشعب بمختلف انتماءاتهم الفكرية والدينية، بدلاً من ذلك اعتمد التنظيم على تعزيز الولاء لأيديولوجيته الخاصة، ما أدى إلى إقصاء الفئات التي لا تتماشى مع هذه الأيديولوجية، بينما هذا النهج زرع الانقسامات بدلاً من بناء جسور التلاحم الوطني.
وبدلاً من السعي إلى تعزيز الهوية الوطنية، ركز الإخوان على ترسيخ هوية أيديولوجية دينية ذات أبعاد سياسية، وهذا النهج لم يُضعف فقط فكرة الوحدة الوطنية، بل أسهم في تغذية الخطاب الطائفي والانقسامات المجتمعية.
ومع تراجع نفوذ التنظيم في العديد من الدول، ظهرت الحقائق بوضوح، بينما أثبتت التجارب المتكررة أن التنظيم لم يكن قادرًا على تحقيق مشروع وطني جامع، وأن شعاراته المرفوعة كانت بعيدة عن الواقع الملموس.
وأكد منير أديب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، لـ«الوطن» أن جماعة الإخوان المسلمين تعاني من إشكالية عميقة مع مفهوم الهوية الوطنية، التي تُعد المظلة الجامعة لمكونات الشعب المصري بمختلف أطيافه وطوائفه وأديانه.
وأوضح «أديب» أن الهوية الوطنية، التي تقوم على التنوع والتسامح بين مختلف التوجهات الفكرية والسياسية، تقف في مواجهة محاولات الجماعة لفرض أيديولوجيتها التنظيمية.
وأضاف أن الإخوان يسعون لتفكيك الهوية الوطنية التي تعكس وحدة المصريين، سواء كانت الهوية التاريخية التي تمتد إلى الحضارة الفرعونية، أو الهوية الحديثة التي تقوم على احترام التعددية والتعايش السلمي، مشيرًا إلى أنّ الجماعة تعمل على استبدال هذه الهوية برؤى التنظيم الضيقة، وهو ما يبرر صراعها مع المختلفين معها فكريًا ودينيًا ومذهبيًا.
وأشار «أديب» إلى أن الهوية الوطنية المصرية تُعد صمام أمان لمواجهة التطرف والعنف، مؤكدًا أن بناء هوية وطنية حقيقية وشاملة هو السبيل للتصدي للأفكار المتطرفة والتنظيمات التي تعبر عنها.
ولفت إلى أنّ الشخصية المصرية تتسم بقبولها للتعايش المشترك مع جميع شركاء الوطن، على اختلاف معتقداتهم، مع ضرورة الاحتكام إلى الدستور والقانون لضمان الحقوق وتنظيم العلاقات.
واختتم «أديب» تصريحاته بالتأكيد على أن سعي الإخوان لهدم الهوية الوطنية الموحدة يهدف إلى زعزعة وحدة الشعب المصري، تمهيدًا لتحقيق مصالح التنظيم على حساب المصلحة الوطنية، وهو ما يتطلب وعيًا مجتمعيًا لمواجهة هذه المخططات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جماعة الإخوان الإرهابية الاخوان اخوان فاشلون الهویة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
نائبة: جماعة الإخوان تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي بهذه الطريقة
صرّحت النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، بأن جماعة الإخوان الإرهابية تواصل مخططها الخبيث لزعزعة الاستقرار الداخلي، من خلال بث الشائعات الممنهجة وتزييف الوعي العام عبر المنصات الإلكترونية.
وأكدت عطوة في بيان لها، أن هذه الجماعة التي لفظها الشعب المصري منذ ثورة 30 يونيو، لا تزال تعمل في الخفاء وتستغل الفضاء الإلكتروني لتضليل المواطنين ونشر الفوضى المعنوية، مشيرة إلى أن كل ما تروج له من أكاذيب يستهدف النَيل من مؤسسات الدولة وزرع بذور الفتنة بين المواطنين.
وأضافت: "نحن في مرحلة بناء وتنمية تتطلب اصطفافًا وطنيًا قويًا، ولن نسمح لتلك الجماعات المارقة بإرباك المشهد الوطني أو التأثير على ثقة المواطنين في قيادتهم ومؤسساتهم".
وشددت النائبة على أهمية رفع الوعي المجتمعي بخطورة الشائعات، داعية المواطنين إلى تحرّي الدقة وعدم الانسياق خلف ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي دون مصدر موثوق، مؤكدة أن مؤسسات الدولة تملك قنوات رسمية لعرض الحقائق بكل شفافية.
واختتمت عطوة تصريحها بالتأكيد على أن الدولة لن تتهاون في مواجهة أي تهديد يمس الأمن القومي، وأن الشعب المصري يقف اليوم أكثر وعيًا وصلابة في مواجهة تلك الجماعات الظلامية.