بعد 15 شهراً من الجهود الشاقة والمفاوضات المتواصلة، نجحت مصر بالتعاون مع شركاء الوساطة، قطر والولايات المتحدة الأمريكية، فى التوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، من خلال إدارة مشاورات معمقة مع جميع الأطراف، سواء عبر استضافة جولات الحوار فى القاهرة أو التواصل الدبلوماسى الخارجى.

وحققت «قمة القاهرة للسلام 2023» نجاحاً مصرياً فى توحيد المواقف العربية، وجعلت الدول الغربية الداعمة للاحتلال تقوم بتعديل مواقفها من العدوان الإسرائيلى.

وأثارت مصر قضية حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطينى خلال فعاليات الاجتماع التنفيذى للقمة التنسيقية للاتحاد الأفريقى والاجتماع الوزارى لمؤتمر طوكيو للتنمية فى أفريقيا والاجتماع الوزارى حول القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين فى إسبانيا.

ولم تمل القاهرة من طلب وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية فى المحافل الدولية، مثل منتدى صبر بنى ياس بالإمارات ومنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا واجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع.

وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع وأمام ممثلى أكثر من 193 دولة، قال وزير الخارجية، فى نهاية سبتمبر الماضى، إن العدوان الإسرائيلى المستمر الغاشم على قطاع غزة، واستمرار العدوان على الضفة الغربية يمثل وصمة عار حقيقية على جبين المجتمع الدولى ومؤسساته العاجزة عن ممارسة الحد الأدنى من الجهد والضغط لوقف هذا العدوان.

وأضاف «عبدالعاطى» أن مصر تدين وبشدة التصعيد الإسرائيلى الخطير، الذى لا يعرف حدوداً ويجر المنطقة إلى حافة الهاوية.

«فهمى»: دور «القاهرة» لا يقتصر على الوساطة ويمتد لفتح المعابر وإدخال المساعدات وتبادل المحتجزين وحماية الاتفاق من الخروقات

من جهته، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية والدولية، إن دور الوساطة المصرية كان وراء إنجاح التوصل لاتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل، حيث لعبت مصر دوراً أصيلاً متنامياً مبنياً على خبرة طويلة للمصريين فى التفاوض والوساطة.

وأضاف لـ«الوطن»: «الدور المصرى لا يقتصر على الوساطة، ولكن يشمل ممارسة أكبر قدر من التعاملات التى ستتم خلال الفترة المقبلة، منها فتح المعبر وإدخال الشاحنات والمساعدات بصورة كبيرة، وتسليم وتبادل المحتجزين، والأهم استمرار دور مصر لاستكمال تحقيق الاستقرار فى القطاع، وحماية الاتفاق من أى خروقات».

وأشار إلى أن مصر تحظى بالثقة من قِبل الجميع وتتمتع بالمصداقية فى التعامل مع كل الأطراف، علاوة على قدرة مصر الكبيرة على التواصل مع الفصائل الفلسطينية، لافتاً إلى أن المرحلة الأهم هى خطط الإعمار، وحشد الجهود الدولية وجعل أكبر قدر من المؤسسات تساعد فى تقديم المساعدات لبناء قطاع غزة من جديد.

وأكد أن مصر اضطلعت بمسئوليتها التاريخية والإنسانية إزاء شعب فلسطين الشقيق وأهله فى قطاع غزة، كما وقفت بالمرصاد لمخطط تهجيره من أرضه، وستظل على وعدها وعهدها فى دعم القضية الفلسطينية العادلة حتى إقامة الدولة المستقلة وإحلال السلام المنشود فى منطقة الشرق الأوسط.

«هاجر»: رؤيتنا تضع مصلحة فلسطين أولوية وتعمل على حقن دماء الأشقاء

فيما قالت السفيرة هاجر الإسلامبولى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الدبلوماسية المصرية كان لها دور كبير فى التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس، مشيرة إلى أن هناك جهوداً كبيرة للغاية بُذلت سواء فى المفاوضات أو طرح الحلول لإنهاء الحرب على قطاع غزة وأبرزها الاقتراح المصرى، الذى طُرح فى 27 مايو من العام 2024، والذى يمثل الأساس لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يعكس دور مصر الريادى والمبكر فى تقديم حلول عملية ومستدامة للأزمة.

وأضافت مساعد وزير الخارجية الأسبق: «مصر لديها خبرة كبيرة بالمفاوضات، وهذا ما ظهر جلياً فى النجاح للوصول لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، إذ تميز الموقف المصرى برؤية شاملة تضع المصلحة الفلسطينية كأولوية، وتلتزم بالانفتاح على جميع الأطراف دون تمييز، هذه المصداقية تُعززها سياسة مصر الثابتة منذ بداية الأزمة، ما جعلها شريكاً يُعتد به فى هذا الملف».

وأشارت إلى أن هناك ثوابت مصرية راسخة تجاه الأشقاء فى فلسطين وهى حقن الدماء وضمان الحياة الكريمة، والحفاظ على الوحدة السياسية والجغرافية للأراضى الفلسطينية، والالتزام الكامل بالشرعية الفلسطينية، وإعلاء مصلحة الشعب الفلسطينى ورفاهيته فوق أى اعتبارات أخرى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر غزة وقف اطلاق النار وقف إطلاق النار فى قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يبحث مع رئيس الوزراء الفلسطيني جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة

أفادت قناة القاهرة الإخبارية بأن وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي أكد، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، استمرار الجهود المصرية الحثيثة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بما يضمن وقف نزيف الدم وحماية المدنيين.

بجاحة إسرائيلية.. سموترتيش: الاستيطان في غزة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيلخطة نتنياهو الجديدة بشأن غزة.. نافذة دبلوماسية أخيرة أم بداية لفرض واقع جديد؟ثالث قوافل زاد العزة.. انطلاق 1300 طن من المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة

وأشار الوزير إلى أن مصر تواصل تحركاتها الدبلوماسية مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق، والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية المتفاقمة جراء العمليات العسكرية المستمرة.

 موقف مصر من القضية الفلسطينية

وأكد وزير الخارجية أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت وراسخ، مشددًا على الدعم الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح أن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن القاهرة ستواصل بذل كل الجهود الممكنة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.

طباعة شارك وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي رئيس الوزراء الفلسطيني القاهرة الاخبارية

مقالات مشابهة

  • مصر تؤكد على أهمية التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار بغزة
  • ضغوط أوروبية متزايدة لوقف إطلاق النار بغزة وتنفيذ حل الدولتين
  • الهند تنفي مجددا وساطة ترامب لوقف إطلاق النار مع باكستان
  • وزير الخارجية يبحث مع رئيس الوزراء الفلسطيني جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة
  • مصر تؤكد تمسكها بثوابت القضية الفلسطينية وتواصل جهودها لوقف إطلاق النار في غزة
  • دعت إلى خطوات فورية لوقف إطلاق النار.. ألمانيا تلوح بزيادة الضغط على إسرائيل
  • أستاذ علاقات دولية: الاحتلال يدرك قدرة مصر على قيادة المفاوضات لوقف إطلاق النار
  • ماليزيا تعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند
  • ترامب يلمح إلى احتمال التوصل لوقف إطلاق النار في غزة
  • بعد أيام من الاشتباكات… اتفاق لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا