موقع 24:
2025-07-31@10:20:19 GMT

 النصر الوهمي: أكاذيب تُدمر الأوطان

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

 النصر الوهمي: أكاذيب تُدمر الأوطان

في زمن تتراكم فيه الأنقاض، وتغطي السحب السوداء سماء الأوطان، يطل علينا قادة الميليشيات والجماعات المسلحة من خلف المنابر ليعلنوا "النصر العظيم". النصر؟ عن أي نصر يتحدثون؟ هل يقصدون ركام المدن؟ أم جثث الأبرياء؟ أم تلك العائلات التي تهيم بلا مأوى؟ يبدو أن هؤلاء قد وجدوا تعريفًا جديدًا للنصر، تعريفًا يخصهم وحدهم، تعريفًا يضع الخراب والدمار في خانة الإنجازات.


إذا كان النصر يعني تدمير الأوطان وتهجير الشعوب، فلعلنا نحتاج إلى إعادة النظر في كل ما تعلمناه عن مفاهيم النجاح والفشل. هؤلاء القادة، ببذلاتهم الأنيقة وأسلحتهم التي يلوحون بها كالبهلوانيين في سيرك دموي، يدّعون أنهم يقودون شعوبهم نحو الكرامة. ولكن، أي كرامة تلك التي تُبنى على جثث الأبرياء؟ وأي مجد يتحقق بين أنقاض المنازل؟
أليس من المثير للسخرية أن تُطلق هذه الجماعات على نفسها اسم "حركات المقاومة"، بينما هي تقاوم كل منطق وكل حقيقة؟ إن المقاومة الحقيقية هي تلك التي تدافع عن الشعوب، لا التي تسحقها تحت شعاراتها الرنانة. ولكن، حين تتجرأ مجموعة محدودة الإمكانات على مهاجمة دول تمتلك جيوشًا تمتلك أسلحة تضعها على قمة هرم القوة العالمية، ماذا نتوقع؟ هل ننتظر انتصارًا عظيمًا؟ أم كارثة محققة؟
برتراند راسل قال ذات يوم: “الحماقة هي أن تفعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا، وتنتظر نتائج مختلفة.”، وهذا بالضبط ما تفعله هذه الجماعات. تشعل الحرب تلو الأخرى، تدخل في معركة غير متكافئة، وتكرر نفس الأخطاء التي دفعت الشعوب ثمنها من قبل. ثم، عندما تغرق السفينة، يخرج القبطان ليقول بفخر: “لقد حققنا النصر!”
إن كان هذا ليس تعريف الحماقة، فما هو إذن؟ إذا لم يكن هذا استهتارًا فاضحًا بأرواح الناس ومستقبلهم، فما هو الاستهتار؟ يبدو أن هذه الجماعات تُؤمن بأن الشعوب ليست سوى أرقام في دفاتر الخسائر، أرقام يمكن تعويضها بسهولة. كأن الإنسان بالنسبة لهم مجرد ورقة تسقط من شجرة ولا يُلقي أحد بالًا لها.
حين تُشعل الجماعات المسلحة نيران حرب عبثية، فإنها لا تُلقي بالًا لحجم الدمار الذي ستخلفه وراءها. فهذه ليست مشكلتها. مشكلتها الوحيدة هي أن يظهر قائدها بمظهر البطل أمام عدسات الكاميرات. بطلٌ لا يحمل من البطولة سوى الاسم، قائدٌ يختبئ في مخبئه المجهول بينما يدفع الأبرياء ثمن مغامراته العبثية.
وهنا، نتساءل: أي نصر هذا الذي يتحقق على أنقاض المدن؟ وأي كرامة تُبنى فوق جثث الأطفال؟ هل أصبحت الشعارات الرنانة تبريرًا كافيًا لكل هذه الفظائع؟
والحكومات الوطنية، تلك التي تستحق هذا الاسم، تفهم أن النصر الحقيقي لا يقاس بعدد الصواريخ التي أُطلقت، ولا بعدد المباني التي انهارت. النصر الحقيقي هو الذي يحمي الشعوب، يُحافظ على الأرواح، ويضمن مستقبل الأجيال القادمة. أما هؤلاء، فلا يرون في الشعوب سوى وقودٍ لحروبهم العبثية، وسيلة لتحقيق أهداف لا يعرف حقيقتها أحد، ربما حتى هم أنفسهم.
ألم يكن من الحكمة أن تتوقف هذه الجماعات للحظة وتسأل نفسها: هل نحن مؤهلون لهذا؟ هل لدينا القدرة على مواجهة عدو بهذا الحجم؟ أم أن الأمر  لا يتعدى كونه مقامرة بحياة الأبرياء؟ ولكن، للأسف، الحكمة ليست جزءًا من قاموسهم.
في نهاية المطاف، هذه الجماعات لا تُجيد شيئًا سوى بيع الشعارات الفارغة. شعارات تغطي بها عجزها وفشلها في حماية من تزعم أنها تدافع عنهم. الشعوب ليست بحاجة إلى شعارات، بل إلى أفعال حقيقية. الشعوب بحاجة إلى قادة يفكرون في سلامتها وأمنها، لا إلى تجار حروب يضعون مصالحهم فوق كل اعتبار.
وكما قال جون ستيوارت مل: “الحرية الحقيقية تأتي من القدرة على بناء مستقبل أفضل، لا من تدمير الحاضر.”، ولعل هذا هو الدرس الذي يجب أن تتعلمه هذه الجماعات، قبل أن تُلقي بالمزيد من الشعوب إلى هاوية العبث والخراب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل هذه الجماعات تعریف ا التی ت

إقرأ أيضاً:

بتهمة نشر أكاذيب عن الجيش..روسيا تحكم بالسجن 12 عاما على صحافية مرتبطة بنافالني

أدانت محكمة روسية الصحافية أولغا كومليفا وحكمت عليها بالسجن 12 عاما بتهم تتعلق بانتقاد الجيش والمشاركة في أنشطة مرتبطة بالمعارض الراحل أليكسي نافالني، في خطوة تعكس تصاعد القمع الإعلامي في ظل الحرب على أوكرانيا. اعلان

أصدرت محكمة روسية يوم الثلاثاء حكمًا بالسجن 12 عامًا بحق الصحافية والمتطوعة السابقة أولغا كومليفا، التي كانت تنشط في صفوف فريق المعارض الراحل أليكسي نافالني، المحظور في روسيا منذ عام 2021 بتهمة التطرف.

وكانت كومليفا، البالغة من العمر 46 عامًا، قد تطوعت سابقًا ضمن أنشطة حزب نافالني، قبل أن تحظر السلطات الروسية الحزب والمنظمات المرتبطة به، وتمنع أي تعاون معها.

وبحسب مؤسسة "ميديازونا" الإعلامية المستقلة، فإن الحكم جاء على خلفية تغطية كومليفا للهجوم الروسي على أوكرانيا وتوثيقها للاحتجاجات المناهضة للسلطة، لصالح منصة "روس نيوز"، حيث وُجهت إليها تهم بنشر "معلومات كاذبة" عن الجيش الروسي والمشاركة في "أنشطة جماعة متطرفة".

Related موسكو تلاحق أنصار المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني بعد مرور عام على وفاتهعام على وفاة نافالني.. معارضة روسية منقسمة وبلا زعيم يقف في وجه بوتينأنصار نافالني يحيون ذكرى وفاته الأولى وسط قيود أمنية مشددة

وأشارت المحكمة الجنائية في مدينة أوفا بوسط روسيا إلى أن الصحافية أدينت بتهمتين: انتسابها إلى جماعة محظورة، وترويج روايات كاذبة بشأن أداء القوات الروسية. وأكدت المحكمة أن الحكم تضمن عقوبة بالسجن لمدة 12 عامًا، في حين نفت كومليفا التهم الموجهة إليها.

ونشرت "روس نيوز" مقطع فيديو ظهرت فيه كومليفا وهي تبتسم وتلوّح من داخل القفص الزجاجي المخصص للمتهمين، وقالت مخاطبة من حضروا جلسة النطق بالحكم: "أحبكم جميعًا".

وذكرت "ميديازونا" أن كومليفا مصابة بمرض السكري، وكانت تواجه صعوبات في الحصول على العلاج أثناء احتجازها.

يُشار إلى أن أليكسي نافالني، الذي صُنّف من قبل السلطات الروسية "متطرفًا"، توفي في سجن يقع في الدائرة القطبية الشمالية في 16 شباط/فبراير 2024. وكانت موسكو قد باشرت حملة قمع ممنهجة ضد أنصاره والمنظمات المرتبطة به قبيل بدء هجومها على أوكرانيا في عام 2022.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • دراسة: ارتفاع بنسبة 60% بوفيات عنف الجماعات المتطرفة في القارة الأفريقية
  • الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان
  • عالم أزهري: القرآن قدم وصفة واضحة في 5 آيات لحماية الأوطان من الانهيار
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • سيارات "بيستون" تعيد تعريف مستقبل القيادة
  • كيف يفكر الوحش الذي يستخدم التجويع لإخضاع الشعوب؟
  • القبض على “بنت مبارك” بتهمة التشهير بوفاء عامر ونشر أكاذيب عن الاتجار بالأعضاء البشرية
  • بتهمة نشر أكاذيب عن الجيش..روسيا تحكم بالسجن 12 عاما على صحافية مرتبطة بنافالني
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)