25 يناير.. قصة عيد الشرطة وبطولات جنودها البواسل
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
بالتزامن مع اقتراب احتفالات يوم الـ 25 من يناير يعتبر عيدًا للشرطة المصرية، وهو مناسبة وطنية تُخلد فيها ذكرى بطولة رجال الشرطة في مواجهة الاحتلال البريطاني، والتي تجسد أسمى معاني الفداء والتضحية دفاعًا عن كرامة الوطن، تعود جذور هذا اليوم إلى عام 1952، حينما وقعت معركة ملحمية في مدينة الإسماعيلية بين رجال الشرطة وقوات الاحتلال البريطاني.
بداية القصة: إنذار بريطاني ومقاومة مصرية
في صباح الجمعة 25 يناير 1952، استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة، “البريجادير أكسهام”، ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا بتسليم أسلحة قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية، والانسحاب من منطقة القناة إلى القاهرة، لكنّ محافظة الإسماعيلية رفضت هذا الإنذار، وأبلغته إلى وزير الداخلية وقتها، فؤاد سراج الدين، الذي أمر بالصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
رفض الإنذار كان بمثابة شرارة المواجهة، قامت القوات البريطانية بمحاصرة المدينة، وقسّمتها إلى منطقتين: حي العرب وحي الإفرنج، وفصلت بينهما بأسلاك شائكة، تزامن ذلك مع تصاعد الغضب الشعبي ضد الاحتلال، خاصة بعد إلغاء معاهدة 1936 في أكتوبر 1951، ما أدى إلى اندلاع مظاهرات حاشدة وموجة من العصيان المدني ضد البريطانيين.
معركة 25 يناير: يوم الصمود
في السابعة صباحًا من يوم 25 يناير 1952، بدأ الهجوم البريطاني على مبنى محافظة الإسماعيلية وثكنة بلوكات النظام التابعة للشرطة المصرية، استخدمت القوات البريطانية أحدث أسلحتها، من مدافع ميدان ودبابات ثقيلة، ودكت المباني بلا هوادة، متسببة في انهيار الجدران وسقوط العديد من الضحايا.
وسط هذا الجحيم، رفض رجال الشرطة الاستسلام، وقاد النقيب مصطفى رفعت الرد على إنذار الجنرال أكسهام، قائلاً: “لن تتسلمونا إلا جثثًا هامدة،” استمرت المعركة لساعات طويلة، نفدت خلالها ذخيرة رجال الشرطة، الذين استخدموا بنادقهم البسيطة لمواجهة أقوى الأسلحة البريطانية.
أسفرت المعركة عن استشهاد 56 من رجال الشرطة وإصابة 80 آخرين، بينما تكبدت القوات البريطانية خسائر شملت 13 قتيلًا و12 جريحًا، رغم ذلك، استمر أبطال الشرطة في صمودهم حتى تم أسر من تبقى منهم على قيد الحياة.
تكريم الشجاعة المصرية
أذهلت شجاعة رجال الشرطة المصريين الجنرال أكسهام، الذي وصف مقاومتهم بأنها قتال بشرف واستسلام بشرف، وأمر قواته بتقديم التحية العسكرية لرجال الشرطة المصريين أثناء خروجهم من مبنى المحافظة بعد أسرهم، تكريمًا لتضحياتهم وبطولاتهم.
أبعاد وطنية ومعنوية
لم تكن معركة 25 يناير مجرد حادثة عسكرية، بل كانت نقطة تحول في النضال الوطني ضد الاحتلال البريطاني، أدت هذه المذبحة إلى تصاعد الغضب الشعبي، وشاركت في تمهيد الطريق لثورة 23 يوليو 1952، التي أنهت الحكم الملكي وأعلنت بداية عهد جديد من الاستقلال الوطني.
عيد الشرطة: إحياء للذاكرة الوطنية
في عام 2009، صدر قرار باعتبار يوم 25 يناير عيدًا للشرطة المصرية، تخليدًا لهذه البطولة الخالدة، يحتفل المصريون سنويًا بهذا اليوم بتكريم رجال الشرطة الذين يواصلون دورهم في حماية الوطن واستقراره، حاملين راية التضحيات التي بدأها زملاؤهم في ملحمة الإسماعيلية.
ختامًا، تبقى معركة 25 يناير رمزًا للصمود الوطني، تحكي للأجيال قصة نضال رجال الشرطة المصرية، الذين واجهوا المحتل بشجاعة، وكتبوا بدمائهم صفحة مضيئة في تاريخ الوطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اقتراب احتفالات مناسبة وطنية ذكرى بطولة رجال الشرطة معاني الفداء كرامة الوطن تعود جذور عام 1952 معركة ملحمية مدينة الإسماعيلية رجال الشرطة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء البريطاني: المملكة المتحدة مستعدة لدعم إعمار غزة
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الاثنين، استعداد المملكة المتحدة لدعم إعمار غزة والعمل مع شركائها لتأمين مستقبل مستقر للمنطقة.
وكتب ستارمر، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فور وصوله إلى مصر، لحضور قمة «شرم الشيخ للسلام»، قائلا: «إنني في مصر، حيث سألتقي بقادة دوليين للاحتفال بالخطوة الأولى الحاسمة نحو السلام في الشرق الأوسط. والمملكة المتحدة على أهبة الاستعداد لدعم إعادة إعمار غزة، وسنعمل مع شركائنا لضمان مستقبل مستقر للمنطقة».
اقرأ أيضاًعاجل | الرئيس السيسي وترامب يترأسان قمة شرم الشيخ للسلام بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة
ما هو شعار قمة شرم الشيخ للسلام برئاسة الرئيس السيسي وترامب؟
خبراء فلسطينيون: «قمة شرم الشيخ للسلام» تعكس دور مصر المحوري الداعم للقضية الفلسطينية