بعد اتفاق غزة.. هل يصبح اليمن الساحة الأخيرة للصراع الإقليمي؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في غزة حيز التنفيذ، تتجه الأنظار نحو اليمن كآخر الملفات العالقة التي تشهد توترًا في الإقليم.
وقد حدثت تطورات كبرى منذ السابع من أكتوبر 2023 على مستوى الشرق الأوسط، فقد سجّلت الأشهر الماضية تكبّد حزب الله اللبناني خسائر قاسية أزاحته عن الساحة، وفقدت إيران بذلك أبرز أذرعها التي كانت تُعوّل عليها كثيرًا في المنطقة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل شهد الشهر الأخير من العام الماضي سقوط نظام الأسد في سوريا، ما يعني خسارة طهران لأبرز حليف لها على المستوى الإقليمي.
وحُشرت إيران في الزاوية، فلم يتبقَّ لديها سوى الفصائل الشيعية المسلحة في العراق، التي نأت بنفسها عن أن تكون أداة فاعلة لطهران في هذه المرحلة، وميليشيا الحوثي في اليمن.
وبذريعة مناصرة غزة، كثّف الحوثيون هجماتهم على خطوط الملاحة الدولية واستهداف سفن الشحن التجارية، ليتسع نطاق تأثيرهم من المستوى المحلي ودول الجوار فقط، إلى العالم بأسره.
ونتيجة لذلك، شكّلت الولايات المتحدة وبريطانيا تحالفًا دوليًا تحت مسمى "تحالف الازدهار" لمواجهة الخطر القادم من اليمن، والذي يتمثل في التأثير على العمليات التجارية الدولية.
واقتصر دور التحالف على تنفيذ ضربات جوية على معاقل الحوثيين العسكرية، دون الإضرار المباشر بقدراتهم القتالية.
لطالما ربط الحوثيون توقف استهداف الملاحة البحرية برفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي عليها، وهو ما قد يتحقق مع الاتفاق على الهدنة بين إسرائيل وحماس. وبغضّ النظر عن نتائج الاتفاق، فإن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة يجعل الملف اليمني آخر الملفات العالقة التي تحتاج إلى إغلاق، خصوصًا بعد أن التمس العالم مدى الخطورة التي يمكن أن تصدر عن الحوثيين.
مدير عام الإعلام الداخلي بمكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، فايد دحان، يقول: "حاولت جماعة الحوثي الإرهابية استغلال قضية غزة لتحسين صورتها أمام الشرائح المجتمعية وإحداث صدى داخلي، على الرغم من الحقائق الواضحة التي يراها اليمنيون تجاه هذه الجماعة".
وأضاف دحان : "من خلال اعتداءاتها المستمرة على تعز والبيضاء، وحصارها للمدن، وتجويعها للشعب، استمرت الجماعة في ترويج أكاذيبها بأنها الممثل الشرعي للشعب اليمني".
*ميليشيا الحوثي وتضليل الرأي العام*
وأكد دحان: "ولكن هذه الأكذوبة، وإن بدت قابلة للتصديق لبعض الوقت، ستنكشف مجددًا بعد انتهاء الحرب في غزة. وسيترقب اليمنيون الكذبة القادمة التي ستستخدمها الجماعة لتضليل الرأي العام، وإسكات أي صوت معارض بتهم كيدية، كما هو ديدنها منذ البداية".
ويتوقع المسؤول اليمني أن "التداعيات المستقبلية، خاصة مع عودة الحديث عن التصويت في الكونغرس لإعادة إدراج جماعة الحوثي في قائمة الإرهاب، تجعل مصير هذه الجماعة يقترب من مصير حزب الله وبشار الأسد".
وأضاف قائلًا: "في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الحسم العسكري هو الخيار الوحيد المتبقي. وينتظر الجيش اليمني فقط رفع الغطاء الدولي عن جماعة الحوثي لتسهيل مهمة القضاء عليها وإنهاء الطموحات الإيرانية في اليمن".
من جانبه، قال رئيس مركز "نشوان الحميري" للدراسات والإعلام، عادل الأحمدي: "لابد أولًا من وضع اتفاق غزة في سياق عالمي مرتبط بآخر أيام إدارة جو بايدن، التي اختارت إغلاق هذا الملف قبل رحيلها بأيام. من هنا، يبدو أن أزمة الحوثي هي آخر الملفات العالقة في المنطقة".
وأشار الأحمدي في حديثه إلى أن "هذا لا يعني أنها ستظل عالقة، بل إنها يجب أن تُغلق. وفي حال لم تُغلق، ستظل الحوثية قنبلة إيران الموقوتة التي لا استقرار في المنطقة دون نزع سلاحها".
وأضاف الأحمدي: "اليمن في المرحلة المقبلة معركته كما هي وستظل إلى حين استعادة صنعاء ونزع سلاح الحوثيين، سواء كان ذلك اليوم أو غدًا. ولا أعتقد أن أيًّا من اليمنيين كان يؤمل إغلاق هذا الملف كما هو حاصل في غزة".
*هدنة غزة ووصول ترامب*
بدوره، يرى مدير مركز "South24" للأخبار والدراسات، يعقوب السفياني، أن: "اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيضع اليمن أو الملف اليمني أمام سيناريوهين. الأول: نجاح وقف إطلاق النار في خفض التصعيد بالمنطقة، وبالتالي يشمل ذلك اليمن، وهذا يعني عدم حدوث مزيد من الضربات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية على اليمن".
وقال السفياني: "أما السيناريو الثاني، فهو مرتبط بوصول ترامب إلى البيت الأبيض. ومن المحتمل أن يُعيد ممارسة سياسة الضغط الأقصى على إيران والمجموعات المدعومة منها في المنطقة، وهذا يشمل الحوثيين".
واختتم السفياني حديثه بالقول: "قد تُتخذ إجراءات مثل رفع تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية إلى الدرجة الأولى، وهذا ستكون له انعكاسات كبيرة على المسار السياسي وخريطة الطريق".
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی المنطقة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تبلغ ترامب بعدم ضرب إيران إلا حال فشل المحادثات
كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين، أن إسرائيل أبلغت الإدارة الأمريكية بأنها لن تقدم على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، إلا إذا أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فشل المحادثات النووية الجارية مع طهران.
وأوضح الموقع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الرئيس ترامب مباشرة بأنه "متشكك" بشأن فرص التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وهو ما يعكس حالة من عدم الثقة بين الطرفين بشأن جدوى المفاوضات الحالية.
وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أنه من غير المتوقع عقد جولة جديدة من المحادثات بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ونائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال هذا الأسبوع، ما يعزز التكهنات بشأن تعثر المسار التفاوضي.
من جهته، كشف مسؤول إيراني رفيع المستوى لـ"أكسيوس" أن طهران منفتحة على فكرة تشكيل "اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم"، يتخذ من إيران مقرًا له، معتبرًا أن هذا الطرح قد يشكّل أساسًا لاتفاق نووي جديد إذا ما أُخذ بجدية من واشنطن.
وقال المسؤول الإيراني، إن فكرة الاتحاد ممكنة فقط إذا تم تنفيذها داخل الأراضي الإيرانية، أما إذا اقترح أن تكون خارجه، فإنها "محكومة بالفشل بالتأكيد"، بحسب تعبيره.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد شدد في تصريحات سابقة على تمسك بلاده بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، مؤكدًا أن إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، لكنها لن تتخلى عن برنامجها النووي تحت الضغط.
ترامب: لا تخصيب إطلاقًا في أي اتفاقفي المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، عبر منصته "تروث سوشال"، أن أي اتفاق مستقبلي مع طهران "لن يسمح لها بأي مستوى من تخصيب اليورانيوم"، مشيرًا إلى أن واشنطن ستتبنى موقفًا أكثر تشددًا في الملف النووي الإيراني.
وكتب ترامب: "بموجب اتفاقنا المحتمل، لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم" في إيران، وهو ما يتعارض تمامًا مع الموقف الإيراني الذي يعتبر التخصيب حقًا سياديًا.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر الإقليمي على خلفية الحرب في غزة، وضغوط تمارسها إسرائيل لفرض شروط أكثر صرامة على إيران في أي اتفاق محتمل، فيما تسعى واشنطن إلى تحقيق توازن بين احتواء طموحات طهران النووية ومنع التصعيد العسكري في المنطقة.
يُذكر أن البرنامج النووي الإيراني يمثل أحد أكثر الملفات حساسية في العلاقة بين الولايات المتحدة وحلفائها، وعلى رأسهم إسرائيل، في وقت تستمر فيه طهران بمراوغة الضغوط الغربية وإبداء انفتاح مشروط على المفاوضات.