أُطلق في عام 2024 العديد من التقنيات المتقدمة، من الذكاء الاصطناعي إلى الشرائح الدماغية وصولا إلى الروبوتات الذكية، كما تم تمهيد الطريق لظهور تقنيات أخرى في العام التالي.
ومع التطور التكنولوجي المتسارع وسعي الشركات لمواكبة هذا التطور، فقد نرى قفزات نوعية في مختلف المجالات من الحوسبة الكمومية والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، وربما قد تنتشر مصطلحات لم نسمع عنها من قبل.
وبعد قراءتنا للخلفية التقنية العامة والبحث عن تطلعات عمالقة التكنولوجيا قمنا بجمع أبرز 7 تقنيات متوقعة في عام 2025 وهي:
الحواسيب الكموميةقد نشهد في عام 2025 تحولا كبيرا في عالم الحواسيب بالانتقال من الشرائح العادية والتي تعمل بالمبدأ نفسه منذ عقود إلى شرائح كمومية أكثر تطورا، ولتوضيح الفرق بين هاتين الشريحتين علينا أن نشرح المبدأ الذي تعمل به كل شريحة ونوضّح الفروق الجوهرية.
ونبدأ بالشريحة العادية الموجودة في الحواسيب الحالية، فهذه الشريحة تعتمد على وحدة "بت" (Bit) أو الرقم الثنائي، إذ إنها تخزن البيانات وتعالجها على شكل "بت" واحد يمثل إما 0 أو 1.
وبالمقابل فإن الوحدة الأساسية للشريحة الكمومية هي "كيوبت" (Qubit) ونظام هذه الشريحة يختلف تماما عن الشريحة التقليدية، فكل شريحة كمومية تحتوي على عدد محدد من الكيوبتات، والكيوبت عبارة عن جسيم دون ذري مثل الإلكترونات أو الفوتونات يمكن التحكم به عن طريق حقل كهربائي ومغناطيسي مخصص.
إعلانوعلى عكس نظام البت الذي يكون إما 0 أو 1، فيمكن أن يكون الكيوبت 0 أو 1 أو الاثنين معا بتقنية تُعرف باسم "التراكب الكمي"، التي تسمح بتخزين ومعالجة بيانات ضخمة جدا وبسرعة تفوق بكثير أفضل الحواسيب التقليدية.
وجدير بالذكر أن هناك طرقا مختلفة لصنع الكيوبت مثل استخدام الأجهزة فائقة التوصيل أو أشباه موصلات خاصة أو فوتونات الضوء أو طرق أخرى، ولكل طريقة مزاياها وعيوبها.
الذكاء الاصطناعي العام "إيه جي آي"وعد الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام ألتمان بأن عام 2025 سيشهد تطورا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي العام، والذي يرمز له بـ"إيه جي آي" (AGI)، ومن المرجح أن نرى أول وكلاء الذكاء الاصطناعي العام ينخرطون في سوق العمل ويغيرون إنتاج الشركات.
ويُعد الذكاء العام الاصطناعي العام أحد مجالات الذكاء الاصطناعي النظرية التي تحاول إنشاء برامج تتمتع بذكاء يوازي الذكاء البشري وقادرة على التعلم الذاتي، والهدف أن يكون البرنامج قادرا على أداء مهام لم يتدرب عليها من قبل ويجد الحلول بنفسه.
الفرق الرئيسي بين الذكاء الاصطناعي التقليدي والذكاء الاصطناعي العام يكمن في القدرة على التعلم الذاتي، فالذكاء الاصطناعي التقليدي يُجيد مهاما محددة تدرب عليها فقط، بينما الذكاء الاصطناعي العام يتمتع بقدرة نظرية على حل مشكلات متنوعة والتعلم الذاتي والتكيف مع مهام جديدة لم يتدرب عليها سابقا، بما يشابه القدرات المعرفية العامة للإنسان.
من المتوقع انتشار وكلاء الذكاء الاصطناعي على مدى واسع في 2025، وهذه التقنية عبارة عن برامج ذكية مزودة بأهداف من قبل البشر وتبحث عن أفضل الطرق لتحقيقها، ويمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي كتابة شفرات الحاسوب مما يخلف أثرا كبيرا على مبدأ عمل شركات التكنولوجيا.
فقد نرى مصانع للسيارات بدون بشر تعمل بروبوتات ويديرها وكلاء الذكاء الاصطناعي، كما يمكن استبدال التطبيقات في الهاتف الذكي بوكيل ذكاء اصطناعي يؤدي مهاما متعددة.
إعلانوأحد أبرز وكلاء الذكاء الاصطناعي المتوقع ظهورهم هذا العام هو روبوت "أوبتيموس" (Optimus) من شركة تسلا، إذ صرح إيلون ماسك أن شركة تسلا ستبدأ باستخدام روبوتات "أوبتيموس" لأداء المهام داخل الشركة اعتبارا من عام 2025، وأضاف أن الروبوت قد يكون متاحا للبيع للشركات الأخرى بحلول عام 2026.
تقنية تتبع طول العمرالجميع يعرف تقنيات تتبع الصحة والموجودة في الهواتف والساعات الذكية وغيرها، ولكن ربما يأتي عام 2025 بتقنية أكثر تقدما وهي تتبع العمر.
وقد تكون هذه التقنية غريبة نوعا ما، لكنها لا تتنبأ بموعد الوفاة بالتأكيد، فهي تجمع بعض المعايير الصحية ومتوسط حياة الأفراد والنظام الصحي المُتبع، لتتمكن من تحديد العمر الافتراضي الذي يتناسب مع العادات الصحية.
وستتوفر تطبيقات تكشف مدى التقدم في السن وستظهر أداة للتبع العمر في تطبيق "ديث كلوك" (Death Clock)، والذي يُظهر كيف ستبدو في عمر 70 سنة حال اتبعت عادات صحية جيدة أم سيئة.
ومن جانبة تطبيق "فيس إيج" (FaceAge) الذي طوره باحثون من مستشفى ماسجنر بريجهام، يمكنه تحليل صورة شخص لتحديد العمر البيولوجي، والذي يمكن استخدامه لمرضى السرطان لمعرفة مدى تحملهم العلاج، وهل سيعيشون ما يكفي للاستفادة منه أم لا.
ورغم التقدم التكنولوجي الهائل والذي حوّل الكثير من الأحلام والخيالات إلى حقيقة، فإننا نرى أن تدخلات التكنولوجيا الصحية لمعرفة مقدار طول العمر أمر لا يمكن تحديده بدقة.
من المتوقع أن تشهد المركبات ذاتية القيادة تقدما ملحوظا في المستقبل القريب، فأنظمة القيادة الذاتية تتألف من 6 مستويات وفقا لدرجة استقلاليتها من مستوى 0 (يدوي بالكامل) إلى مستوى 5 (مستقل بالكامل).
والسيارات ذاتية القيادة الحالية والمنتشرة في الولايات المتحدة لا تزال في المستوى 4 (أتمتة قيادة عالية) والتي يمكنها التعامل مع معظم مهام القيادة دون تدخل بشري ولكن مع وجود بعض القيود.
إعلانولكن في عام 2025 من المحتمل أن نشهد تقدما نحو المستوى 5 المستقل بالكامل، والذي لا يحتاج أي تدخل بشري، كما سنرى بعض التطور في أنظمة القيادة الذاتية.
على سبيل المثال، ستزيد شركة مرسيدس سرعة نظام القيادة الذاتية والمعروف باسم "درايف بايلوت" (Drive Pilot)، كما أن إيلون ماسك وعد بتوفير نسخة مستقلة من نظام القيادة الذاتية المستقل بالكامل في سيارات تسلا من موديل 3 و"واي" (Y).
التكنولوجيا الحيويةمن المتوقع أن تشهد التكنولوجيا الحيوية تحولا كبيرا في عام 2025 مع الإدارة السياسية القادمة والتقدم العلمي السريع، والتقارب بين التكنولوجيا وعلم الأحياء.
وبسبب الابتكارات التكنولوجية المتقدمة في مجال الصحة الحيوية قد نشهد علاجا للأمراض المزمنة، بالإضافة إلى تقنيات علاجية مضادة للشيخوخة، والتي تعمل على مستوى الخلايا والجينات.
وقد نرى ابتكارات جديدة مثل تحرير الجينات المعتمد على تقنية "كريسبر" (CRISPR) والتي توفر علاجات مخصصة للاضطرابات الوراثية مثل ضمور العضلات والتليف الكيسي وفقر الدم المنجلي وغيرها، وقد تقدم هذه التقنية مبدأ جديدا في معالجة السرطان مع تقليل الآثار الجانبية وتحسين النتائج.
التكنولوجيا الصديقة للبيئةمن المعروف أن التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي يحتاجان إلى كميات ضخمة جدا من الطاقة، مما يؤثر سلبا على البيئة ويزيد التلوث، ولهذا تعمل الشركات على إيجاد حلول مبتكرة وفعالة في تأمين طاقة تكون صديقة للبيئة.
وخلال عام 2023 انخفض الاستثمار في هذا المجال بسبب الركود الاقتصادي، لكنه انتعش في عام 2024، ويتوقع المحللون أن يستمر النمو في عام 2025، ولا شك أن هذا التغيير مدفوع بالحالة الطارئة للبيئة وظهور أدلة تدين تغير المناخ بسبب التكنولوجيا.
وقد نرى تقنيات تتبع الكربون، حيث ستعتمد الشركات على تقنيات الذكاء الاصطناعي لقياس وتقليل بصماتها الكربونية، وسنشهد أن تقنيات التقاط الكربون مثل التقاط الهواء المباشر "دي إيه سي" (DAC) أصبحت أكثرا كفاءة وأقل تكلفة من ذي قبل، مما يسمح بانتشارها على نطاق أوسع.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.
إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.
تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».
انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.
طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».
أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!
حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».
ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».
لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».
الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.
كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.
وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.
في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.